السيدة الزهراء وليلة القدر

[الاء الرحمن]

ورد أن سيدة نساء العالمين هي ليلة القدر من هذا الباب، فقد وردت أكثر من رواية تفسر معنى ليلة القدر بأنها فاطمة الزهراء عليها السلام، وهذه المعلومة ليست للتفاخر بمناقب أهل البيت (عليهم السلام) فقط دون معرفة مقاماتهم بالنفس، بل قد تسبب استنكار البعض من ذوي العقل المشوب بالاعتبارات المادية؛ لأن أمر أهل البيت صعب مستصعب ذكوان أجرد، وأكثر العلم في ما تنكرون.
بل هي للاستفادة منها في حفظ ما يمر على النفس في مقامات الإيمان العليا وتسميتها بمسمياتها للاستفادة من تجليات أهل البيت (عليهم السلام) في هذا العالم فما فوقه.
والنزول عن تلك المقامات إذا كان بأمر الله تعالى لا يجعل العبد يفقدها بل تبقى في سره يلتذ بها ويحفظها الله له عنده حتى يستقر فيها يوم القيامة وفي الجنة.
وإن هناك منّاً قديماً يعطيه الله للعبد لا يزول أبداً، فهنيئاً لمن ناله ليلة القدر.
وما يمكن أن يقال من مقاربة مقام الزهراء (عليها السلام) في النفس مع معاني ليلة القدر: أن القدر كما قلنا هو تقدير الأمور والاستحقاقات، وأن تلك الاستحقاقات لا تكون بشيء يوجب على الله العطاء بل بمقدار فناء النفس في الله وعدم تعلقها بشيء غيره سبحانه، فهي ليلة مكتومة مجهولة غير معروفة، ولا ينالها العبد إلا بالتقوى والاحتياط والتعلق بالله سبحانه وتوفيقه.
وكذلك كانت الزهراء (عليها السلام) اجتماعياً مخفية مستورة مع وضوح حجتها على أعداء الإمامة وكل منحرف عن التوحيد الحقيقي، ومع خفائها كانت زيتها يكاد يضيء بالنور بل هو أصل كل نور، لأنه من عالم الثبوت الذي هو أصل جميع الأشياء في عالم الإثبات حتى المعارف، ومن عالم الأمر الذي يتنزل إلى كل شيء باستحقاقه..
وهذه الأمور –إن لم تنسجم معها عقولنا المعتادة على قياسات هذه الدنيا- فعلينا أن نسلّم بها لأن هناك عالماً فوق عالم أذهاننا يحصل منه البداء فكلما ظننا أننا فهمنا شيئاً تجلى لنا البداء القاهر لعقولنا فاتضح ما هو أدق وأعمق، وهكذا حتى نسلم تسليماً ونتدرج مع البداء لنعرج في السماء فلا يبقى في قلوبنا تعلق لشيء غير الله المبدع الذي لا يُسأل عما يفعل والذي هو على كل شيء قدير، فتتجلى شمس الحقيقة المحمدية الأولى ويطلع الفجر.
[اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً] (الطلاق:12).
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

الدكتور عماد علي الهلالي

[ميادة]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد

السلام على سيدتي ومولاتي فاطمة الزهراء عليها السلام

يسلموووووووووو ويعطيك العافية