السعادة الزوجية - عالم الحياة الزوجية - الأسرة و العلاقات الاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-01-2013, 10:01 PM   #1
زينب رضا حيدر
♣ فاطمية فعالة ♣
 
الصورة الرمزية زينب رضا حيدر
 
تاريخ التسجيل: Jun 2012
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0
زينب رضا حيدر المتمييزينزينب رضا حيدر المتمييزينزينب رضا حيدر المتمييزينزينب رضا حيدر المتمييزينزينب رضا حيدر المتمييزينزينب رضا حيدر المتمييزين
06 ازدواجية الشخصية

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
يمثل الانسجام بين الأفكار والأفعال لدى الأشخاص أحد أهم جوانب الصدق والالتزام القيمي. فالإنسان الذي يتبنى فكرة، ويبشر بها، ويدعو إليها، سيكون منسجماً مع ذاته، وصادقاً مع نفسه، متى انعكست على واقعه الفعلي، وعلى النقيض من ذلك، من يتحدث عن فكرة، ويدعو إليها، ولكنه لا يطبقها ولا يعمل بها، فمثل هذا الأخير يعيش ازدواجية في شخصيته، وتباينا بين فكره وسلوكه، وسينعكس ذلك بطبيعة الحال على نظرة الناس إليه حيث يفقدون الثقة في أفكاره، إذا كان هو نفسه أول من يخالفها عملاً، فلو كانت تلك الأفكار تستحق الاحترام لالتزم بها صاحبها أولاً، والأنكى من ذلك أن الناس سيفقدون الثقة بشخصيته، لأنهم سيعتبرونه غير ملتزم وغير صادق.

والسؤال هنا، ما أسباب بروز الازدواجية بين القول والفعل لدى بعض الأفراد؟

يبدو أن ذلك عائد لأحد سببين:
السبب الأول: عدم الاقتناع الحقيقي بالفكرة
إن الشخص الذي يتظاهر بإيمانه بفكرة ما، لكنه في حقيقة الأمر قد لا يكون كذلك في أعماق نفسه، فإن سلوكه المغاير لفكرته سيكون فاضحاً له، وهذا ما يعبر عنه الإسلام بالنفاق، أي أن يظهر المرء شيئاً لكنه لا يؤمن به حقيقة في داخله، بل يبطن نقيضه.

السبب الثاني: ضعف الإرادة في الالتزام
قد يكون الشخص مقتنعاً بفكرة ما ويدعو لها، لكن عند التطبيق قد يواجه الصعوبة، أو تضغط عليه الأهواء والشهوات فتخونه إرادته، ولا يلتزم بما يؤمن به.
إن الازدواجية الفاضحة، والتباين الحاد، بين القول والفعل، لدى الأشخاص تعد أحد أسباب غضب الله تعالى، يقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّـهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾، فالخطاب القرآني جاء في الآية الكريمة على نحو مباشر وصادم، متسائلاً؛ لماذا تقولون شيئاً أنتم لا تطبقونه في حياتكم؟، واعتبرت الآية الكريمة ذلك السلوك سبباً للمقت من الله، والمقت هو البغض الشديد، أي كبر بغضاً على الله تعالى أن تقولوا شيئاً وتدعون إليه ثم لا تعملون به.

ثمة مسافة كبيرة بين الخطاب الإسلامي العام والواقع الفعلي الذي يعيشه المسلمون. اذ تتردد في أوساط المسلمين أقوال كثيرة في غاية الروعة، تجدها من خلال ترديد آيات القرآن الكريم من قبيل ﴿إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ﴾، ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾، ﴿وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾ وغيرها من الآيات الكثيرة الواردة في القرآن الكريم، ناهيك عن النصوص الواردة في السنة النبوية، وقصص الأنبياء، وسير الأئمة ، ولكن المسافة كبيرة جدًا بين هذه النصوص التي تتردد في أجواء المسلمين وبين الواقع الفعلي الذي يعيشونه.
ومعني هذا، أن هذه الأقوال إنما تردد فقط كمقولات مأثورة، ومنقولات تاريخية، لم تصل إلى أعماق النفوس، ولم تأخذ موقعها في الإيمان الحقيقي في القلوب، كما لم تواكبها إرادة التطبيق والالتزام والتنفيذ.
هناك العديد من أوجه الازدواجية والتناقض بين الأقوال والأفعال في الحياة العامة.

1/ ولعل أحد أبسط الأمثلة على ذلك ما يمارسه الكثير من الناس من تستطير للنظريات المجردة في المجالس والدواوين، فيكثر أمثال هؤلاء من قول ينبغي أن يكون كذا، ولماذا لا يعمل الناس كذا، لكن واقع الحال شيء مختلف، فإلى أي مدى يلتزم هذا المتحدث نفسه ولو بجزء بسيط من مقولاته؟
بل الأسوأ من ذلك ما يحصل في الكثير من الأحيان، من حالات المزايدة على الآخرين دونما واقع فعلي على الأرض يبرر هذه المزايدة.

هذه مفارقة كبيرة تدعونا للتأمل في الآية الكريمة ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾، فمن المشين أن يمارس المرء حرفة التنظير المجرد، وكيل الانتقاد الأجوف، بينما لا يجيد عمل شيء في حياته العميلة. ومما يذكر في هذا الصدد، كلمة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب يعاتب فيها أصحابه جاء فيها: (كلامكم يوهي الصم الصلاب وفعلكم يطمع فيكم الأعداء، تقولون في المجالس كيت وكيت فإذا جاء القتال قلتم: حيدي حياد)[1] . حينما تسود في المجتمع عينات من هذا القبيل فسيبتلى هذا المجتمع بالازدواجية بين القول والعمل.

2/ وتنسحب مشكلة الازدواجية بين القول والسلوك على المستوى العائلي بين الأب وأفراد العائلة. فكثير من الآباء يتحدث ناصحاً أبناءه، لكنه إذا لم يكن في سلوكه ملتزماً، فإن كلامه لا يؤثر في قلوبهم ونفوسهم. يتصور بعض الآباء أنه لو أخفى سلوكه عن أبنائه، كأن يشاهد أفلاماً غير جيدة أو عنده علاقات غير مشروعة، ولكنه في مقابل ذلك يراقب ابناءه ويحذرهم، فهو يظن أنه إذا عمل ما ينهى عنه أبناءه في الخفاء سيكون كل شيء على ما يرام، أي أنه يعيش مع ابنائه بشخصية بينما في واقعه يعيش بشخصية أخرى. إن على أمثال هؤلاء الآباء أن يعلموا أن ما خرج من القلب يقع في القلب، وما خرج من اللسان لا يتجاوز الآذان غالبًأ. فإذا لم يكن الأب نفسه ملتزماً فعليه أن لا يتوقع أن يكونوا أبناؤه ملتزمين بنصائحه.

3/ ويتكرر الأمر في العديد من النماذج الأخرى التي تنضح ازدواجية مقيتة على المستوى الشخصي. فكثيراً ما نسمع من ينتقد الآخرين كأن ينتقد ظلم السلطة لرعيتها، ويتحدث في ذلك بإسهاب، لكنه هو الآخر يسيء استخدام سلطته على زوجته وأبنائه وعماله وزملائه في العمل، حيث يمارس الظلم والحيف ضدهم، فهو ينتقد السلطة لممارستها الظلم بينما يقوم هو بنفس الدور، ويمارس ذات الظلم الذي يستنكره.
4/ وقد ينتقد البعض سلوك الموظفين على اهمالهم وتباطؤهم في قضاء حوائج المواطنين وتسهيل أعمالهم، ولكنه هو الآخر قد يمارس خلال وظيفته ذات السلوك الذي ينتقد من أجله الموظفين الآخرين. ورد عن علي : (كفى بالمرء جهلًا أن ينكر على الناس ما يأتي مثله)[2] .

5/ ولعل أهم فئة أولى من غيرها بضرورة الانسجام بين أقوالها وأفعالها هي النخبة الدينية والثقافية في المجتمع. فمثل هذه الشريحة من الناس يحترفون بحكم عملهم دور التنظير والوعظ والإرشاد، فمنهم العلماء والخطباء والمثقفون والكتاب والمتحدثون في وسائل الإعلام، والمدربون والمشرفون على دورات وورش عمل حول المهارات وتنظيم حياة الإنسان وأساليب وطرق النجاح، كل هذه الأصناف ضمن هذه الشريحة عليهم أن يجعلوا نصب أعينهم هذه الآية الكريمة ﴿لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾، فما دام هذا الشخص يتحدث للناس وينصحهم، فعليه أن يعود إلى ذاته ليرى مدى التزامه بما يقوله للناس، وما يدعو إليه. ومما يروى في هذا الصدد حديث عن رسول الله ورد في مصادر المسلمين سنة وشيعة جاء فيه (مررت ليلة أسري بي بأقوام تقرض شفاههم بمقاريض من نار قلت من هؤلاء يا جبرئيل؟ قال: هؤلاء خطباء أمتك يقولون ما لا يفعلون)[3] .
إن كل خطيب أو عالم أو مدرب أو مثقف ينبغي أن يخشى مقت الله عليه. وأن يجعل نصب عينيه الآية الكريمة ﴿لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾. فهناك بعض الناس يحترفون الكتابة والخطابة والتوجيه، لكن ليس لجميع ذلك أي انعكاس فعلي على واقع حياتهم وسلوكهم الاجتماعي، وينقل في هذا السياق قصة طريفة عن أحد الخطباء الذي كان يتحدث عن إيثار الجار، ناصحاً الناس بأن يؤثروا جيرانهم بالجيد من طعامهم، وكانت زوجته تستمع للخطبة فبادرت قبل وصول الخطيب للبيت وأخذت طعامهم لجارهم، فلما عاد الخطيب سأل عن ذلك الطعام الذي طلب إعداده للغداء؟ فقالت زوجته: آثرنا به الجيران، فقال: لماذا؟ قالت: بناء على ما تفضلت به من إيثار الجار، فغضب وقال: ما لكم ألا تفهمون، إنما نقول هذا للناس وليس لنا!. هذا من أسوأ أوجه الازدواجية والتناقض الذي قد يصاب به الموجهون الاجتماعيون في أي بيئة.

6/ كما أن من مصاديق الازدواجية لدى بعض الأشخاص عدم الالتزام بالوعود. فمن أبسط الالتزامات الأخلاقية أن يفي المرء بالوعود التي يقطعها على نفسه أمام الآخرين، فإذا ما وعد بشيء فلا بد أن يفي بوعده. فقد ورد عن الإمام الصادق : (عدة المؤمن أخاه نذر لا كفارة له فمن أخلف فبخلف الله بدأ ولمقته تعرض وذلك قوله تعالى ﴿لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ* كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّـهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾[4] .

وينسحب ذات الأمر بالنسبة للعائلة والأبناء حتى الصغار منهم، فعلى المرء أن يكون صادقاً في وعده، وأن لا يمارس اطلاق الوعود، ثم يتناسى الأمر، ففي هذا أثر سلبي كبير على الأبناء. قال عبدالله بن عامر: ( أتانا رسول الله وأنا صبي فذهبت لأخرج لألعب فقالت أمي: يا عبدالله تعال أعطيك. فقال لها رسول الله : وما أردت أن تعطيه؟ قالت: تمرًا. فقال : أما إنك لو لم تفعلي كتبت عليك كذبة)[5] .

وورد وعن الإمام موسى بن جعفر الكاظم : (إذا وعدتم الصغار فأوفوا لهم فإنهم يرونكم أنتم الذين ترزقونهم وإن الله تعالى لا يغضب بشيء كغضبه للنساء والصبيان)[6] . كما ورد عن علي : (المسؤول حر حتى يعد)[7] . من هنا فعلى المرء أن يكون صادقاً مع نفسه فيما يقول وما يعمل، كما أن علينا أن نجعل الآية الكريمة نصب أعيننا، وأن نسعى لأن يكون هناك انسجام بين أقوالنا وأعمالنا، بين الأفكار والممارسات في حياتنا العملية.


الشيخ حسن الصفار
زينب رضا حيدر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-01-2013, 11:55 PM   #2
تفاحة الجنان
~ مراقبة سابقة ~~●رحمَـ رَبــِـي ــــاكـَ●~
 
الصورة الرمزية تفاحة الجنان
 
تاريخ التسجيل: Sep 2009
الدولة: وُسَطِ آهٌــِاتُ قلبــ♥͡ـي [♥]
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0
تفاحة الجنان has a reputation beyond reputeتفاحة الجنان has a reputation beyond reputeتفاحة الجنان has a reputation beyond reputeتفاحة الجنان has a reputation beyond reputeتفاحة الجنان has a reputation beyond reputeتفاحة الجنان has a reputation beyond reputeتفاحة الجنان has a reputation beyond reputeتفاحة الجنان has a reputation beyond reputeتفاحة الجنان has a reputation beyond reputeتفاحة الجنان has a reputation beyond reputeتفاحة الجنان has a reputation beyond repute
افتراضي رد: ازدواجية الشخصية

اللهم صل على محمد وآل محمد
مشكوره
تسلم ايدك
وربي يعطيك العافيه
__________________



تفاحة الجنان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-01-2013, 04:36 AM   #3
نظرة خجل
♠ فاطمية مبتدئة ♠
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
العمر: 33
المشاركات: 2
معدل تقييم المستوى: 0
نظرة خجل will become famous soon enoughنظرة خجل will become famous soon enough
افتراضي رد: ازدواجية الشخصية

يعطيك العافيه
نظرة خجل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-01-2013, 04:30 PM   #4
ام جنا
\\\ياعلي ادركني\\\
 
الصورة الرمزية ام جنا
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0
ام جنا has much to be proud ofام جنا has much to be proud ofام جنا has much to be proud ofام جنا has much to be proud ofام جنا has much to be proud ofام جنا has much to be proud ofام جنا has much to be proud ofام جنا has much to be proud ofام جنا has much to be proud ofام جنا has much to be proud of
افتراضي رد: ازدواجية الشخصية

الله يعطيك العافية
ام جنا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة )
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل الطيبة=ضعف الشخصية؟؟! طبيب جروحي الامام علي(ع) الحوار العام - نقاشات وحوارات تهم المرأة و المجتمع 19 12-03-2011 06:59 PM
تحليل الشخصية ^_^ النوراء الأبتسامة البريئة - الضحك والفرفشة - كرسي الإعتراف 14 12-05-2010 02:41 PM
مسابقة من هي الشخصية؟؟!i حروف فاطم الأبتسامة البريئة - الضحك والفرفشة - كرسي الإعتراف 25 28-04-2010 05:50 PM


الساعة الآن 05:36 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir