كل يوم عاشوراء و كل أرضٍ كربلاء |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
30-11-2011, 01:52 PM | #1 |
●• فاطمية متميزة •●
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0 |
ماهو مبرر إثارة ذكرى عاشوراء
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين يارب الحسين اشف صدر الحسين بظهور الحجة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قد يتسائل البعض: ماهو مبرر إثارة ذكرى عاشوراء في كل عام بالنحو الذي يستثير البكاء والحزن على واقعة مضى عليها أكثر من ثلاثة عشر قرنا؟ فإن أي تاريخ لا بد أن يحتوي الكثير من المآسي الخاضعة لظروفها الموضوعية، إن في دائرة الصراع بين خطين أو في نطاق حركة الأقوياء ضد المستضعفين، مايجعل من مسألة المأساة التاريخية أمرا طبيعيا يجب التعامل معه على هذا الأساس. وقد يعتبر بعض آخر أن عاشوراء عنصر إثارة للحساسيات المذهبية، خصوصا وأن السياق التاريخي لإحياء الذكرى جعلها قضية شيعية موجهة ضد السنة، باعتبار أن السنة يحترمون بني أمية، مايجعل الحديث عن هؤلاء بشكل سلبي (تفرضه طبيعة الإحياء) قد يترك نتائج سلبية على واقع الوحدة الإسلامية، أو على واقع السلم الإسلامي العام. أمام هذين الطرحين يمكن إبراز ملاحظتين: أولا: حضارية إحياء التاريخ إن مسألة استعادة التاريخ عن طريق إحياء ذكراه هو أمر إنساني حضاري تحافظ عليه الشعوب والمجتمعات على اختلاف اتجاهاتها وثقافاتها، حيث نجد العالم كله يحتفل بكل سنة بذكرى قد تتصل بانتصار وطني أوقومي في معركة قد ترقى الى مئات السنين، أو بمأساة قد تكون نتيجة صراع اجتماعي أو سياسي يرقى الى عشرات أو مئات السنين، وليست احتفالات الإستقلال التي تحييها الدول إلا شاهد ودليل على تجذر هذا السلوك في الوجدان الإنساني العام. ثم إن الحاضر في كل مواقعه لا يعيش انفصالا عن التاريخ، حيث نجد أن الإنسان الذي يحاول أن يؤكد نفسه ويؤصل مرحلته ويركز خطواته في الإتجاه الذي يريده في تقدمه وتطوره، يشعر بأن في التاريخ نقاطا مضيئة تبقى حاجة لكل مرحلة يعيش فيها نوعا معينا من الظلام، أو أن فيها درسا يرتبط بالحياة كلها ولا يقف عند مرحلة معينة، أو لأن هناك حاجة الى نوع من أنواع الإثارة التي لا يجد الإنسان عناصرها الحيوية في الحاضر فيحاول أن يجتذبها من خلال التاريخ. كل ذلك يجعل من مسألة استعادة التاريخ أمرا حيويا ذا فوائد كثيرة في حياة الإنسان، ولعل هذا الأمر هو ما أشار إليه القرآن الكريم في قوله تعالى: (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب)، والذي يؤكد على أن قيمة التاريخ في الإسلام هي قيمة العبرة التي تفتح الحدث على الفكرة، وترصد الثوابت التي لا تخضع في خصوصياتها للفترة الزمنية، بل تشمل كل خطوط الزمن من خلال أنها خصوصيات الحياة كلها، وهذا هو الأمر عينه الذي يجعلنا نرتبط بأشخاص التاريخ ورجاله، خصوصا من كان منهم في المواقع القيادية للإسلام، لأن حركتهم ليست حركة اللحظة التي عاشوا فيها، بل هي حركة الرسالة المتجسدة في خطواتهم الفكرية والروحية والعملية. وعلى ضوء ذلك فإن مسألة إحياء ذكريات الماضي التي تطل على الحاضر والمستقبل من خلال العبرة والموعظة والدرس ليست مسألة ضد الحضارية، بل تنطلق من عمق الحضارة الإنسانية فيما هي قيمة حركة الإنسان في صنع التاريخ، وإن أمة لا تعيش ذكرى تاريخها هي أمة لا تعيش روحية الإمتداد في المستقبل. ثانيا: عاشوراء ليست فئوية إن القاعدة الإسلامية القرآنية تركز على أن الماضي هو مسؤولية الذين عاشوه وصنعوه، سواء في الدوائر السلبية أو الإيجابية، وذلك قوله تعالى: (تلك أمة قد خلت لها ماكسبت ولكم ما كسبتم ولاتسئلون عما كانوا يعملون)، فليس المجد التاريخي مجدا لنا بالمعنى الحركي للمجد، بل هو مجد الذي صنعوه، وعلينا في الوقت عينه أن لا نحمل الآخرين مسؤولية سلبيات التاريخ فيما هو التوزيع بين فريق وفريق، يرتبط أحدهما بفئة تاريخية تصارعت مع فئة أخرى يرتبط بها الفريق الآخر. كتاب ..نظرة إسلامية حول عاشوراء للعلامة السيد فضل الله منقووول |
مواقع النشر (المفضلة) |
الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة ) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
لماذا لابدّ من إقامة العزاء في ذكرى واقعة عاشوراء؟ | زهرة الياسمين | كل يوم عاشوراء و كل أرضٍ كربلاء | 1 | 30-11-2011 02:18 PM |
إحياء ذكرى عاشوراء وسيلة لتزكية النفس | شوق العيون | كل يوم عاشوراء و كل أرضٍ كربلاء | 4 | 14-07-2011 03:34 PM |
برنامج عاشوراء من البرامج التي تختص بالإمام الحسين عليه السلام و زيارة عاشوراء | النور الفاطمي | الكمبيوتر والتقنية - مكتبة البرامج - تحميل البرامج وشروحاتها | 10 | 31-10-2010 11:20 PM |