شهود نفي في قضية حرق «مزرعة الشيخ عبد العزيز بن عطية الله» :

[احلى ولاء]

شهود نفي في قضية حرق «مزرعة الشيخ عبد العزيز بن عطية الله» :

المتهمون كانوا يحيون وفاة النبي ليلة الواقعة
المنطقة الدبلوماسية- علي طريف


أكد 23 شاهداً من شهود النفي - الذين قدمتهم هيئة الدفاع عن متهمي حرق مزرعة الشيخ عبدالعزيز بن عطية الله آل خليفة (15متهماً، اثنان منهم هاربان) ووقعت الحادثة في 7 مارس/آذار 2007 أن 12 من المتهمين كانوا يشاركون في المواكب الحسينية التي صادفت ذكرى وفاة النبي محمد (ص)، وذلك خلال إدلائهم بشهاداتهم أمام هيئة المحكمة الكبرى الجنائية... فقد قال عدد من الشهود أمس (الأحد) أمام المحكمة أن المتهمين كانوا برفقتهم ليلة حادثة حرق المزرعة وأنهم كانوا مشاركين في المواكب الحسينية إذ صادفت تلك الليلة ذكرى وفاة النبي محمد (ص)، فيما كان أحد المتهمين في المنزل ولم يخرج بسبب إصابته بمرض ارتفاع درجة الحرارة (الحمة).

كما أن عدداً من الشهود أفادوا بأن عدداً من المتهمين كانوا في منطقة كرزكان وبعدها انتقلوا إلى المنامة للمشاركة في مواكب العزاء، فيما ذكر شهود آخرون أن اثنين من المتهمين كانوا في قراهم (الهملة، والنبيه صالح)، بينما بين شاهد أن متهمين كانا يشاركان في موكب عزاء المحرق وأنهم كانوا موجودين حتى الساعة الثالثة فجرًا.

وتأتي تلك الشهادات، إثر تقديم هيئة الدفاع عن متهمي قضية حرق مزرعة الشيخ عبدالعزيز بن عطية الله آل خليفة دفاعها عن (15متهماً، اثنان منهم هاربان) غالبيتهم من قرية كرزكان، وآخران أحدهما من الهملة والآخر من النبيه صالح.

وفي نهاية الجلسة، أعلن رئيس المحكمة القاضي الشيخ محمد بن علي آل خليفة قرار هيئة المحكمة المتمثل في إرجاء النظر في القضية حتى 30 مارس المقبل، وذلك لاستكمال بينة الدفاع وعرض أحد المتهمين على الطبيب المختص مع استمرار الحبس، فيما لم يعلق القاضي على طلب هيئة الدفاع حضور اللجنة الطبية المشرفة على المتهمين الذين قدموا تقريراً عن تعرض المتهمين للتعذيب.

وفي بداية الجلسة القضائية، مثلت هيئة الدفاع عن المتهمين أمام المحكمة، وطلبت هيئة الدفاع من القاضي مثول شهود النفي للإدلاء بأقوالهم أمام القاضي الذي سمح بذلك.

وحضر الشاهد الأول للقضية وهو شاب يعمل موظفاً في وزارة الصحة من منطقة المحرق، وأدى القسم على المصحف الشريف، ومن ثم بدأت المحكمة في استجوابه:

المحامي: ما هو مضمون شهادتك، وهل تربطك صلة بالمتهمين؟

الشاهد: إن المتهمين الرابع والخامس لا تربطني صلة بهما، مضيفا أنهما كانا مشاركين في موكب عزاء في المحرق بمناسبة وفاة النبي محمد (ص) منذ الساعة 10 مساء وحتى الساعة 3 صباحًا وكانا تحت بصري.

بعدها، استمعت هيئة المحكمة لشهادة الشاهد الثاني في القضية، ويعمل في شركة، وأفاد في إجاباته على الأسئلة الموجهة إليه بعد أدائه القسم:

المحامي: ما هو مضمون شهادتك، وهل تربطك صلة بالمتهم الثاني؟

الشاهد: المتهم الثاني صديقي وكنا نعمل في كراج منزلهم لإصلاح دراجته النارية وكنت موجوداً معه منذ الساعة 8 مساء وحتى 10:30 مساء ومن بعدها افترقت عنه.

بعد ذلك، مثُل شاهد النفي الثالث في القضية أمام قضاة هيئة المحكمة، ويعمل في شركة، وقال في رده على الأسئلة بعد أن أدى القسم على المصحف الشريف:

المحامي: ما هو مضمون شهادتك، وهل تربطك صلة بالمتهم الثاني؟

الشاهد: المتهم الثاني صديقي وكنت معه في سوق كرزكان من الساعة 11 مساء وحتى 12:30 صباحا وشاركنا بعد مرور موكب العزاء مع المعزين في الموكب.

المحامي: هل تلقى المتهم الثاني أي اتصال وأنت معه؟

الشاهد : لا

وقد استمعت المحكمة إلى أقوال الشاهد الرابع والخامس في القضية، وهو والد وشقيق المتهم الثالث، وبعد أدائهما القسم، وجهت إليهما الأسئلة الآتية وكان كل شاهد على حدة:

المحامي: ما هو مضمون شهادتكما ؟ الشاهدان: الأب وشقيق المتهم الثالث اتفقا على الأقوال ذاتها، إذ قال الأب في ليلة حدوث واقعة حرق المزرعة صادفت وفاة النبي محمد (ص) ، وكنت أنا برفقة ولديي توجهنا إلى المأتم وكان المتهم الثالث نائماً في صالة المنزل وهو مريض، إذ توجهنا إلى المأتم من الساعة 8:30 حتى في حدود 9:15 عدنا إلى المنزل ومازال ابني المتهم الثالث نائماً، وقد كنت أشاهد التلفاز حتى الساعة 2 صباحًا وبعدها نمت في الصالة، في الوقت الذي كان المتهم الثالث موجوداً ونائماً في المنزل ولم يخرج في ذلك اليوم.

بعدها، استمعت هيئة المحكمة لشهادة الشاهد السادس والسابع في القضية، وهو يعمل في شركة، وأفاد في إجاباته على الأسئلة الموجهة إليه بعد أدائه القسم:

المحامي: ما هو مضمون شهادتكم، وهل تربطكما علاقة بالمتهم الثامن؟

الشاهدان: السادس والسابع اتفقا على أن المتهم الثامن كان معهما في منطقة النبيه صالح وكان مشاركاً في موكب عزاء بذكرى وفاة النبي محمد( ص) منذ الساعة 10 حتى الساعة 12:30 صباحا وبعدها توجه المتهم الثامن إلى منزله وهو يقع بالقرب من المأتم.

واتفق الشاهد الثامن والتاسع والعاشر بعدما أدلوا بالقسم على أن المتهم التاسع كان مشاركاً في العزاء بالهملة وانه كان من يقود العربة الخاصة بمكبرات الصوت، وانه قام بإزالة طائر(بومة) استقر على مكبر الصوت. كما ذكر الشهود الثلاثة وهم صاحب مأتم في الهملة الذي تخرج منه المواكب الحسينية وآخران من المنطقة ذاتها أن المتهم التاسع كان موجوداً منذ الساعة 9 وحتى الساعة الواحدة فجرا.

وبعدها، استمعت هيئة المحكمة لشهادة الشاهد الحادي عشر في القضية، وهو يعمل ميكانيكي، وأفاد في إجاباته على الأسئلة الموجهة إليه بعد أدائه القسم:

المحامي : ما هو مضمون إفادتك، وهل تربطك علاقة بالمتهم السابع؟

الشاهد : المتهم السابع صديقي وشريكي في المحل وكنت معه مشاركين في المأتم وحتى خروج موكب عزاء بذكرى وفاة النبي(ص) منذ الساعة 8 مساء وحتى 1 صباحا؟

المحامي: جاء في اعترافات المتهم أنه قام بسحب بنزين من سيارته لحرق المزرعة، فهل من الممكن سحب بنزين من سيارة المتهم وهي من نوع بي إم دبليو بما انك ميكانيكي؟

الشاهد: إن نوع سيارة المتهم لا يمكن سحب البنزين منها؟

المحامي: انك صديق المتهم هل سمعت بأن المتهم ارتكب جرائم؟

الشاهد: لقد تفاجأت عندما سمعت بأن صديقي متورط بهذه القضية وهو ذو سيرة حسنة.

كما اتفق الشاهد الثاني عشر والثالث عشر على أنهما كانا مشاركين وبرفقتهما المتهم السابع في موكب العزاء وبعدها توجهوا إلى المزرعة التي يمتلكها المتهم السابع وناموا حتى صبيحة اليوم التالي.

الشاهدة الرابعة عشرة وهي زوجة المتهم السادس استمعت هيئة المحكمة لشهادتها في القضية، وأفادت في إجاباتها على الأسئلة الموجهة إليها بعد أدائها القسم:

المحامي: ما هو مضمون إفادتك؟

الشاهدة: المتهم هو زوجي وكان في ليلة الواقعة برفقته ابني الذي يبلغ من العمر 5 سنوات وكانا في المأتم لإحياء ذكرى وفاة النبي محمد (ص) ، وانه عند الساعة 11:15 مساء اتصل بي وقام بالمرور عليّ وذهبنا إلى المنزل بسبب تعرض ولدي لمرض، واني بمعية زوجي كنا نباشر ابننا المريض حتى الساعة الواحدة صباحا وبعدها خلدنا للنوم.

الشاهدان الخامس عشر والسادس عشر اتفقا على أن المتهم الثالث عشر كان برفقتهما منذ حوالي الثامنة وحتى 11:15 مساء، إذ قام أحدهما بنقله إلى منزله، فيما افترق عنهما الآخر، كما أن الشاهد السابع عشر وهو شقيق المتهم ذكر أن شقيقه منذ الساعة 11:30 وحتى الصباح كان نائماً، وقد أدل الشهود الثلاثة بأقوالهم بعدما حلفوا اليمين.

الشاهد الثامن عشر بعدما أدى اليمين؛ قال إن المتهم العاشر كان معه في المأتم منذ 9:15 مساء وحتى 11:15 مساء وبعدها توجه إلى موكب عزاء المنامة حتى أذان الفجر فغادر المنامة إلى القرية ووصلنا عند 3:30 صباحاً.

بعدها، استمعت هيئة المحكمة لشهادة الشاهدين التاسع عشر والعشرين في القضية، وأفادا في إجاباتهما على الأسئلة الموجهة إليهما بعد أدائهما القسم:

المحامي: ما هو مضمون شهادتكما؟

الشاهدان: المتهم الحادي عشر هو صديقنا وكنا في موكب عزاء وفاة النبي(ص) في قرية كرزكان منذ 8:45 مساء حتى 11:15 مساء، وبعدها توجهنا إلى المنامة وعدنا عند الساعة 3:30 صباحًا للقرية.

وأكد أحد الشاهدين أنه علم بوقوع حادثة الحرق بعد يومين من وقوعها، كما أنه أضاف أن يوم الواقعة صادف ذكرى وفاة الرسول (ص) وفي مثل هذه المناسبات الدينية لم نشهد من قبل توترات أمنية أو تظاهرات سياسية بل لا نقبل بذلك.

الشاهد الواحد والعشرون وهو والد المتهم الحادي عشر بين أنه توجه وابنه قرابة الساعة 8:30 مساء إلى المأتم للمشاركة في إحياء ذكرى وفاة الرسول (ص) وقال بعد ذلك كنا موجودين في موكب عزاء القرية، وقد جاءني ابني بعد الساعة 11:35 مساء وطلب الإذن مني للذهاب إلى موكب عزاء المنامة فسمحت له بذلك. وكان مع ابني حينها الشاهدان التاسع عشر والعشرون.

ولفت الشاهد إلى انه وبعد الحادثة تمت مداهمة المنزل يطلبون ابني ولم يكن موجودًا حينها وحين معرفتي بالمكان الذي يريدوني أن آخذ ابني له أخذته بنفسي وسلمته إلى مركز الشرطة.

الشاهد الثاني والعشرون استمعت هيئة المحكمة لشهادته في القضية، وأفاد في إجاباته على الأسئلة الموجهة إليه بعد أدائه القسم بأن المتهم كان برفقته منذ عصر يوم الواقعة وتحديدًا منذ الساعة الخامسة، وبعد المغرب شاركنا في موكب عزاء القرية وحضرنا في المأتم. وبعدها توجهنا للمشاركة في عزاء المنامة وخرجنا من القرية نحو الساعة الحادية عشرة ومكثنا في المنامة حتى بعد الثانية فجراً بقليل.

الشاهد الثالث والعشرون وهو صديق المتهم الثاني عشر وهو من قرية سترة، لفت إلى أنه صديق المتهم وأنه تصادف معه في المنامة قرابة منتصف الليل واستمر برفقته حتى الساعة الثانية فجراً، وكان طوال فترة الساعتين معي.

وفي نهاية الاستماع لأقوال الشهود طالبت هيئة الدفاع من القاضي مثول اللجنة الطبية أمام هيئة المحكمة لمناقشة تقريرها عن تعرض المتهمين للتعذيب وما جاء فيه، كما طلبوا أجلاً لتقديم شهود النفي بالنسبة إلى المتهم الأول، وعرض أحد المتهمين على طبيبه المختص بخصوص وجود موعد له، كما طالبت هيئة الدفاع بالإفراج عن المتهمين بأي ضمان.

وبخصوص حال المتهمين، قال المحامين: «نطلب من عدالة المحكمة النظر إلى حال المتهمين المتردية والسيئة للغاية، فهم يعاملون أسوأ معاملة، فمنهم من لم يُسمح له الاستحمام منذ خمسة أشهر، ومنهم من لم يسمح له حلاقة ذقنه منذ فترة القبض عليه.

وكانت هيئة الدفاع قدمت إلى قاضي المحكمة طلبات تتعلق بالقضية، إذ ذكروا أنه صدر عفو ملكي من عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عن 225 من المتهمين والمدانين بقضايا الحق العام وذلك في 30 يوليو/ تموز وقد علق العفو الملكي على تنازل صاحب الحق الخاص وعلى إثر ذلك وتأسيًا بالأمر السامي الملكي وأعلن في الصحف اليومية في اليوم التالي تصريح نسب صدوره إلى صاحب المزرعة محل الدعوى الجنائية المذكورة الشيخ عبدالعزيز عطية الله آل خليفة مفاده أن الشيخ عبدالعزيز قد تنازل عن حقه الخاص بصفته مجنيًّا عليه تأسيًا بالعفو الملكي واقتداء بنهج الملك وقد أشاد جلالة الملك بموقف الشيخ عبدالعزيز.

وأضافت هيئة الدفاع أنه بعد صدور العفو الملكي قدمت وزارة الداخلية إلى المتهمين في الدعوى الماثلة في أماكن حبسهم أوراقاً لتوقيعها احتوت على اعتذار من قبل المتهمين بما يفيد قيامهم بالواقعة محل الدعوى وتعهد من قبلهم بعدم المشاركة في أي نشاط سياسي وحيث وقع ثلاثة منهم وامتنع الآخرون خوفًا منهم من اعتبار توقيعهم اعترافاً بارتكاب الجريمة.

ولكي يتمكن الدفاع من إثبات هذه الوقائع التمست هيئة الدفاع من المحكمة استدعاء صاحب الحق الخاص الشيخ عبدالعزيز بن عطية الله آل خليفة للمثول أمام المحكمة لسؤاله من قبل هيئة الدفاع عن تنازله عن المتهمين، واستدعاء الوكيل المساعد للشئون القانونية في وزارة الداخلية محمد راشد بوحمود لسؤاله من قبل هيئة الدفاع عن محتوى الاستمارات التي قدمت إلى المتهمين لتوقيعها، إذ إن ما ذكر من طلبات ذات أهمية قصوى ومنتجة في الدعوى سواء من جهة تحديد انقضاء الدعوى أو تخفيف العقوبة.

وكانت النيابة العامة وجهت إلى المتهمين أنهم اشتركوا في تجمهر في مكان عام مؤلف من أكثر من خمسة أشخاص الغرض منه ارتكاب جرائم الاعتداء على المال، وقد ارتكبوا أثناء التجمهر الجريمة السالفة وهم عالمون بالغرض المقصود من التجمهر، كما أنهم أشعلوا حريقا في الأموال الثابتة والمنقولة المبينة وصفًا بالأوراق والمملوكة للشيخ عبدالعزيز بن عطية الله آل خليفة من شأنه تعريض حياة الأشخاص والأموال للخطر بأن رموها بالزجاجات الحارقة ونثروا عليها مادة معجلة للاشتعال (غازولين) واضرموا فيها النار.



مشاهدات من المحكمة



@ اعتقلت قوات الأمن شقيقاً وشقيقته عندما كانا يحاولان دخول المحكمة لحضور جلسة خالهما الموقوف على قضية حرق المزرعة، قبل أن تفرج عنهما مساء أمس بعد تحركات نيابية حثيثة..

وذكر شقيق المعتقلَين أن شقيقته 18 عاماً وشقيقه 16 عاماً تم ضربهما من قبل رجال الأمن، إذ قام أحد الضباط بضرب شقيقته، ما أدى إلى تدخل شقيقه لانتشال اخته من أيدي الضابط.

وذكرت المعتقلة لشقيقها عندما تم نقلها لتوقيف أم الحصم أن الضابط الذي حضر لمركز الشرطة ليس الذي قام بالاعتداء، وذكر الضابط الآخر أني قمت بنزع قبعة الضابط.

@ رجال الأمن المدنيين كانوا كثيري الدخول والخروج أثناء الاستماع لأقوال الشهود.

@ مسئول الأمن في المحاكم كانت برقيته مرتفعة الصوت، إذ كان عدد من رجال الأمن يتحدثون الأمر الذي أحدث إزعاجاً في الجلسة.

@رفض مسئول الأمن بقاء المتهمين في قضية المزرعة مع أهاليهم بعدما انتهت الجلسة بحجة أن المحكمة ستقوم بالنظر في عدد من القضايا، بينما كانت آخر قضية تنظرها المحكمة هي قضية المزرعة.

[معصومة اهل البيت]