الزهراء (ع) سيدة النساء هل هو تشريف بلا تكليف ؟ مهم جدااااااااااااااااااااااااااا!

[انتظار النور]

هل سيادة الزهراء عليها السلام هو تشريف من غير تكليف ؟؟!


يُعدُّ هذا السؤال تنبيها للمشككين الغافلين، فهم يزعمون أنَّها البنت الصغرى

لرسول الله صلى الله عليه وآله، وأنَّها رابعة الأخوات، فكيف كانت بإقرارهم

رابعة سيدات النساء؟!

بل رووا في كتبهم المعتبرة أنها سيدة نساء أهل الجنة مما يدل على أنها

مقدمة على جميع من تقدمها من السيدات.

وحيث إنه لا يوجد إنجاز ظاهر قامت به في حياة أبيها صلى الله عليه وآله

كان لا بد للعقلاء منهم أن يبحث عن الجواب في المرحلة التي تلت غياب

خاتم النبيين صلى الله عليه وآله، ليرى أن لا مبرر موضوعيا لتلك السيادة إلا

في الموقف المصيري الذي وقفته الزهراء عليها السلام ولا بد من الإقرار

بتعرضها لتلك المصائب التي هدت ركنها وأنحلت جسمها وأودت بحياتها.

ومن تأمل في تلك المواقف والتضحيات ظهر له بما لا لبس فيه تفوقها على

سيدات النساء.


●●ميزاتها في تلك المواقف●●

إن خصائص إنجازها يكمن في جهات متعددة:

1ـ المُضحّي: فهي كما ورد في الأحاديث الكثيرة وجود تنزيلي لأبيها

المصطفى صلى الله عليه وآله وقد أشرت إلى ذلك في مقال سابق نشر

على هذه الصفحة، ولا ريب أن عظمة المنجز تؤثر تأثيرا مباشرا على عظمة

الإنجاز ذلك أن خلوص نية العامل وعمق معرفته يهب العمل عظمة تتناسب

مع عظمة عامله، وأي وجود هو أعظم من وجود الحبيب المصطفى صلى الله

عليه وآله، والزهراء هي وجوده دون سائر النساء بما يشمل أمها وسائر نساء

النبي فضلا عن غيرهن من نساء المؤمنين.



2ـ المضحّى من أجله: الإسلام خاتمة الرسالات التي تحوي على جميع

الإنجازات السابقة والتي تختزل كل الجهود والتضحيات التي قام بها الأولون

فبقاؤه بقاؤها وذهابه ذهابها وحفظه حفظها، وعليه فإنها عليها السلام قامت

بدور السيدات الجليلات ثلاثتهن، ثم إنَّ الإسلام هو المهيمن على ما سبق

والفاتح لما استُقبل وفيه زيادة على كل ما تقدم وبذلك يظهر أنها وأمها فاقت

سواها من سيدات النساء من حيث عظمة المُضحى من أجله، وقد فاقت

أمها في ذلك إذ إنها ضحت من أجل الدين بعد إكماله والنعمة بعد إتمامها

والإسلام بعد أن ارتضاه الله دينا حيث لم يكن كذلك في زمن أمها خديجة

عليها السلام.



3ـ التضحية: إن التضحية تتعاظم بتعاظم البلاء الذي يتحوله المضحي،

والملاحظ أن السيدات الثلاث كن قد تحملن العناء والعذاب من قبل الأغيار،

أي من قِبل العدو الظاهري الخارجي للرسالات لا من قِبَل من يدعي الانتماء

للرسالة السماوية.

لكنها تجرعت الغصص والمرارات باسم الرسالة وبحجة الحفاظ على وحدة

الأمة حتى صاح صائح القوم: ((وذلك أقوى فيما جاء به أبوك)) فقد قام الجاني

بجنايته على أنها مقتضى الدفاع عن إنجازات أبيها صلى الله عليه وآله، وهذا

مما يفوق كل أذى وعذاب.



ثم إن تضحية من سبقها اقتصرت على النفس أما هي فقد ضحت بثالث

الأسباط وآخر من تشرف بتسمية المصطفى صلى الله عليه وآله، ويكفي

في تضحيته أن تضحيات من سبقها من النساء لا ينكرها أحد أما تضحيتها

فإنها تتعرض للتشكيك والإنكار إلى يوم الناس هذا حتى من قبل من ينتسب

إليها نسبا وفكرا.



هذا هو عصارة ما أردت بيانه في مقام تفوقها من حيث الواقع الخارجي.

بقلم : السيد محمد رضا شرف الدين ..شرفه الله تعالى برضاه وعامله بكرمه ..