أهل البيت (عليهم السلام) سيرة اهل البيت - مكتبة اهل البيت - موسوعة شاملة عن أهل البيت (ع)

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 11-10-2012, 02:12 AM   #1
دموع واهات الزهراء
★ مراقبة سابقة ★
وجودي محمدي وعشقي حسيني 彡
 
الصورة الرمزية دموع واهات الزهراء
 
تاريخ التسجيل: Aug 2012
الدولة: عراقية مقيمة في هولندا
العمر: 49
المشاركات: 1,835
معدل تقييم المستوى: 726
دموع واهات الزهراء has a reputation beyond reputeدموع واهات الزهراء has a reputation beyond reputeدموع واهات الزهراء has a reputation beyond reputeدموع واهات الزهراء has a reputation beyond reputeدموع واهات الزهراء has a reputation beyond reputeدموع واهات الزهراء has a reputation beyond reputeدموع واهات الزهراء has a reputation beyond reputeدموع واهات الزهراء has a reputation beyond reputeدموع واهات الزهراء has a reputation beyond reputeدموع واهات الزهراء has a reputation beyond reputeدموع واهات الزهراء has a reputation beyond repute
Ghadeer برنامج استشهاد الامام الجواد عليه الاف التحية والسلام

السيرة المباركة للإمام جواد الأئمة (عليه السلام)


اللهم صلِ على محمد وال محمد وعجل فرجهم ...
ببالغ الحزن والاسى والاهات والزفرات والدموع والحسرات
بقلوب يعتصرها الألم ويحذوها الاسى وينبضها الحزن العميق ويتقاطرها الدمع الدفين

نقدم لكل قلب يتفطر هذا اليوم الحزين بدموع دمويه لذكرى فقد الجود والكرم ..

ذكرى استشهاد الأمام محمد بن علي الرضا شباب الائمة وجوادهم الطاهر المطهر سلام

الله عليه وعلى روحه المقدسة ..

نقدم العزاء لصاحب العصر عجل الله له الفرج الشريف بمصاب جده سلام الله عليه

ولكل موال وموالية ..


ولادته ونشأته
وقبل أن أخوض في ميدان البحث عن معالم شخصيّة الإمام أبي جعفر الجواد (عليه السلام) وأتحدث عن سيرته، وسائر شؤونه، أعرض إلى حسبه الوضاح، وما رافقه من بيان ولادته وملامح شخصيّته، وغير ذلك ممّا يعتبر مفتاحاً للحديث عن شخصيته، وفيما يلي ذلك:

نسبه الوضاح:
وليس في دنيا الأنساب نسب أسمى، ولا أرفع من نسب الإمام أبي جعفر (عليه السلام) فهو من صميم الأسرة النبوية التي هي من أجلّ الأسر التي عرفتها الإنسانية في جميع أدوارها، تلك الأسرة التي أمدّت العالم بعناصر الفضيلة والكمال، وأضاءت جوانب الحياة بالعلم والإيمان.. أما الأصول الكريمة، والأرحام المطهرة التي تفرع منها فهي:

الأب:
أما أبوه فهو الإمام علي الرضا ابن الإمام موسى بن جعفر ابن الإمام محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) وهذه هي السلسلة الذهبية التي لو قرأت على الصمّ البكم لبرئوا بإذن الله عز وجل - كما يقول المأمون العباسي(1) - ويقول الإمام أحمد بن حنبل: (لو قرأت هذا الإسناد على مجنون لبرئ من جُنّته)(2) وفي بعض أعلام هذه الأسرة الكريمة يقول أبو العلاء المعري الذي كان يسيء الظن بأكثر الناس:
والشخـــوص التي أضاء سناها قبل خلـــــق المــريخ والميزان
قــــــبل أن تخــــلق السمــاوات وتؤمــــر أفلاكـــــهن بالدوران
من هذه الشجرة الطيبة الكريمة على الله، والعزيزة على كلّ مسلم تفرّع الإمام محمد الجواد (عليه السلام).

الأمّ:
أما السيدة الفاضلة الكريمة أم الإمام محمد الجواد (عليه السلام) فقد كانت من سيدات نساء المسلمين عفّة وطهارة، وفضلاً ويكفيها فخراً وشرفاً أنها ولدت علماً من أعلام العقيدة الإسلامية، وإماماً من أئمة المسلمين، ولا يحطّ من شأنها أو يُوهن كرامتها أنها أمة، فقد حارب الإسلام هذه الظاهرة واعتبرها من عناصر الحياة الجاهلية التي دمرها، وقضى على معالمها فقد اعتبر الفضل والتفوّق إنّما هو بالتقوى، وطاعة الله ولا اعتبار بغير ذلك من الأمور التي تؤوّل إلى التراب.
إن الإسلام - بكلّ اعتزاز وفخر - ألغى جميع ألوان التمايز العنصري واعتبره من أهمّ عوامل التأخّر والانحطاط في المجتمع لأنّه يفرّق، ولا يوحد ويشتّت ولا يجمع، ولذلك فقد سارع أئمة أهل البيت إلى الزواج بالإماء للقضاء على هذه النعرات الخبيثة وإزالة أسباب التفرقة بين المسلمين فقد تزوج الإمام زين العابدين، وسيد الساجدين، بأمة أولدت له الشهيد الخالد، والثائر العظيم زيداً. وتزوّج الإمام الرضا (عليه السلام) أمة فأولدت له إماماً من أئمة المسلمين وهو الإمام الجواد (عليه السلام).. لقد كان موقف الأئمة (عليهم السلام) من زواجهم بالإماء هو الردّ الحاسم على أعداء الإسلام الذين جهدوا على التفرقة بين المسلمين.
أما اسم السيدة أم الإمام الجواد (عليه السلام) فقد اختلف الرواة فيه، وهذه بعض الأقوال:
1 - اسمها الخيزران، سماها به الإمام الرضا (عليه السلام) وكانت تسمى درّة(3).
2 - اسمها سكينة النوبية، وقيل المريســـية(4)، وقـــــيل: إنها ممن تنتمي إلى ماريـــة القبطـــية زوجـــة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)(5).
3 - اسمها ريحانة(6).
4 - اسمها سبيكة(7).
وأهملت بعض المصادر اسمها، واكتفت بالقول إنها أمّ ولد(8) وعلى أي حال فإنه ليس من المهم في شيء الوقوف على اسمها، ومن المؤسف أنّ المصادر التي بأيدينا لم تشر إلى أي جانب من جوانب حياتها.

الوليد العظيم:
وأحاط الإمام الرضا (عليه السلام) السيدة الكريمة جاريته بكثير من الرعاية والتكريم، فقد استشف من وراء الغيب أنها ستلد له ولداً قد اختاره الله للإمامة وللنيابة العامة عن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) فهو أحد أوصيائه الاثني عشر، وقد اخبر الإمام الرضا بذلك أعلام أصحابه.
وعهد الإمام الرضا (عليه السلام) إلى شقيقته السيدة الجليلة حكيمة بنت الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) بأن تقوم برعاية جاريته، وتلازمها حتى تلد(9) وقامت السيدة حكيمة بما طلب منها الإمام الرضا، ولما شعرت الجارية بالولادة أمر (عليه السلام) شقيقته بأن تحضر مع القابلة لولادتها، وقام (عليه السلام) فوضع مصباحاً في البيت(10) وظلّ (عليه السلام) يرقب الوليد العظيم.. ولم تمض إلاّ لحظات حتى ولدت جاريته علماً من أعلام الفكر والجهاد في الإسلام.

سرور الإمام الرضا:
وغمرت الإمام الرضا (عليه السلام) موجات من الأفراح والسرور بوليده المبارك، وطفق يقول:
(قد وُلِد لي شبيه موسى بن عمران فالق البحار، وشبيه عيسى بن مريم، قُدست أمّ ولدته.(11).
والتفت (عليه السلام) إلى أصحابه فبشّرهم بمولوده قائلاً:
(إنّ الله قد وهب لي من يرثني، ويرث آل داود.(12).
وقد عرفهم بأنه الإمام من بعده.. وقد استقبل الإمام الرضا الوليد العظيم بمزيد من الغبطة؛ لأنه المنتظر للقيادة الروحية والزمنية لهذه الأمة وكان في المجلس شاعر أهل البيت دعبل الخزاعي(13) وقد شارك أهل البيت في أفراحهم ومسراتهم بولادة الإمام أبي جعفر (عليه السلام).

مراسيم الولادة:
وأسرع الإمام الرضا (عليه السلام) إلى وليده المبارك فأخذه وأجرى عليه مراسيم الولادة الشرعية، فأذّن في إذنه اليمنى، وأقام في اليسرى، ثمّ وضعه في المهد(14).

كنيته:
وكنّى الإمام الرضا (عليه السلام) ولده الإمام محمد الجواد بأبي جعفر، وهي ككنية جدّه الإمام محمد الباقر (عليه السلام) ويفرق بينهما فيقال: للإمام الباقر أبو جعفر الأول، وللإمام الجواد أبو جعفر الثاني.

ألقابه:
أما ألقابه الكريمة فهي تدل على معالم شخصيته العظيمة، وسمو ذاته وهي:
1 - الجواد: لُقِّب بذلك لكثرة ما أسداه من الخير والبر والإحسان إلى الناس.
2 - التقي: لقب بذلك لأنه اتقى الله وأناب إليه، واعتصم به، فلم يستجب لأي داع من دواعي الهوى، فقد امتحنه المأمون بشتّى ألوان المغريات فلم ينخدع، فأناب إلى الله وآثر طاعته على كل شيء.
3 - القانع.
4 - المرتضى(15).
5 - الرضي.
6 - المختار.
7 - المتوكل.
8 - الزكي(16).
9 - باب المراد: وقد عُرِف بهذا اللقب عند عامة المسلمين التي آمنت بأنه باب من أبواب الرحمة الإلهيّة التي يلجأ إليها الملهوفون وذوو الحاجة لدفع ما ألّم بهم من مكاره الدهر وفجائع الأيام.
هذه بعض ألقابه الكريمة، وكلّ لقب منها يشير إلى إحدى صفاته الرفيعة، ونزعاته الشريفة التي هي من مواضع الاعتزاز والفخر لهذه الأمة.

ملامحه:
أما ملامحه فكانت كملامح آبائه التي تحكي ملامح الأنبياء (عليهم السلام) فكانت أسارير التقوى بادية على وجه الكريم، وقد وصفته بعض المصادر بأنه (كان أبيض معتدل القامة)(17) ونص بعض المؤرخين على أنه كان شديد السمرة، وأثبتت ذلك رواية شاذة(18) إلاّ أن الأستاذ الإمام الخوئي دلل على أنها من الموضوعات(19) وقد أعرضنا عن ذكرها لشذوذها وعدم صحّتها.

سنة ولادته:
والمشهور بين المؤرّخين أنّ ولادة الإمام أبي جعفر الجواد (عليه السلام) كانت في 19 من شهر رمضان سنة 195 هـ(20)، وقيل: إنّ ولادته كانت في الخامس من رمضان سنة 175 هـ وهو اشتباه محض فإنّه من المقطوع به أنّه لم يولد في تلك السنة، وإنّما ولد في سنة 195 هـ حسبما أجمع عليه الرواة والمؤرّخون.

نقش خاتمه:
أمّا نقش خاتمه فيدلّ على مدى انقطاعه إلى الله، فقد كتب عليه (العزّة لله)(21)، لقد آمن بأن العزّة إنما هي لله تعالى وحده خالق الكون وواهب الحياة.

نشأته:
نشأ الإمام محمد الجواد (عليه السلام) في بيت النبوة والإمامة ذلك البيت الذي أعزّ الله به المسلمين وقد ترعرع (عليه السلام) في ظلاله وهو يتلقّى المثُل العليا من أبيه، وقد أفاض عليه أشعة من روحه العظيمة، وقد تولى بذاته تربيته، فكان يصحبه في حلّه وسفره، ويطعمه بنفسه، وقد روى يحيى الصنعاني قال: دخلت على أبي الحسن الرضا (عليه السلام) وهو بمكة، وكان يقشّر موزاً، ويطعم أبا جعفر، فقلت له: جعلت فداك، هذا المولود المبارك؟ قال (عليه السلام): نعم يا يحيى هذا المولود الذي لم يولد في الإسلام مولود أعظم بركة على شيعتنا منه(22).
إن هذا اللون من التربية المطعّم بالحبّ والتكريم له أثره البالغ في التكوين النفسي وازدهار الشخصية حسبما قرّره علماء التربية والنفس.

ذكاؤه وعبقريته:
وملك الإمام محمد الجواد (عليه السلام) في سنه المبكر من الذكاء والعبقرية ما يثير الدهشة ويملك النفس إكباراً وإعجاباً وقد ذكر المؤرّخون بوادر كثيرة من ذكائه كان من بينها ما يلي:
1 - ما رواه أميّة بن علي قال: كنت مع أبي الحسن الرضا بمكة في السنة التي حجّ فيها مودّعاً البيت الحرام عندما أراد السفر إلى خراسان وكان معه ولده أبو جعفر الجواد، فودّع أبو الحسن البيت، وعدل إلى المقام فصلّى عنده، وكان أبو جعفر قد حمله أحد غلمان الإمام يطوف به وحينما انتهى إلى حجر إبراهيم جلس فيه وأطال الجلوس، فانبرى إليه موفق الخادم، وطلب منه القيام معه فأبى عليه، وهو حزين، قد بان عليه الجزع، فأسرع موفق إلى الإمام الرضا (عليه السلام) وأخبره بشأن ولده، فأسرع إليه، وطلب منه القيام فأجابه بنبرات مشفوعة بالبكاء والحسرات قائلاً:
(كيف أقوم؟ وقد ودّعت يا أبتي البيت وداعاً لا رجوع بعده. وسرت موجة من الألم في نفس الإمام الرضا (عليه السلام) فالتمس منه القيام معه فأجابه إلى ذلك(23) ودلت هذه البادرة على مدى ذكائه، فقد أدرك من وداع أبيه للبيت الحرام أنه الوداع الأخير له، لأنّه رأى ما عليه من الوجل والأسى مما أوحى إليه أنّه النهاية الأخيرة من حياته، وفعلاً قد تحقق ذلك فإنّ الإمام الرضا (عليه السلام) بعد سفره إلى خراسان لم يعد إلى الديار المقدسة، وقضى شهيداً مسموماً على يد المأمون العباسي.
2 - ومن بوادر ذكائه ما حدّث به المؤرخون أن المأمون قد اجتاز في موكبه الرسمي في بعض شوارع بغداد على صبيان يلعبون، وكان الإمام الجواد واقفاً معهم فلما بصروا بموكب المأمون فرّوا خوفاً منه سوى الإمام الجواد فإنه بقي واقفاً فبهر منه المأمون، وكان لا يعرفه، فقال له:
(هلا فررت مع الصبيان...؟).
فأجابه الإمام بمنطقه الرائع الذي ملك به عواطف المأمون قائلاً:
(يا أمير المؤمنين لم يكن بالطريق ضيق فأوسعه لك، وليس لي جرم فأخشاك والظنّ بك حسن أنّك لا تضرّ من لا ذنب له.
وعجب منه المأمون وسأله عن نسبه فأخبره به فترحّم على أبيه(24).
3 - ومن آياته نبوغه المذهل انّه في سنه المبكر قد سأله العلماء والفقهاء عن ثلاثين ألف مسألة فأجاب عنها.. ولا مجال لتعليل هذه الظاهرة إلاّ بالقول إنّ الله تعالى قد منح أئمة أهل البيت (عليهم السلام) طاقات مشرقة من العلم لم يمنحها إلاّ إلى أولي العزم من أنبيائه ورسله.

إشادة الإمام الرضا بالجواد:
وكان الإمام الرضا (عليه السلام) يشيد دوماً بولده الإمام الجواد، ويدلّل على فضله ومواهبه وقد بعث الفضل بن سهل إلى محمد بن أبي عباد كاتب الإمام الرضا (عليه السلام) يسأله عن مدى علاقة الإمام الرضا (عليه السلام) بولده الجواد (عليه السلام)، فأجابه: ما كان الرضا يذكر محمداً إلا بكنيته، يقول: كتب لي أبو جعفر، وكنت أكتب إلى أبي جعفر (عليه السلام) وكان آنذاك بالمدينة، وهو صبي، وكانت كتب أبي جعفر ترد إلى أبيه وهي في منتهى البلاغة والفصاحة(25).
وحدّث الرواة عن مدى تعظيم الإمام الرضا لولده الجواد، فقالوا: إنّ عباد بن إسماعيل، وابن أسباط كانا عند الإمام الرضا بمنى إذ جيء بأبي جعفر فقالا له:
(هذا المولود المبارك..؟).
فاستبشر الإمام وقال:
(نعم هذا المولود الذي لم يولد في الإسلام أعظم بركة منه(26).
وهناك طائفة كثيرة من الأخبار قد أثرت عن الإمام الرضا (عليه السلام)، وهي تشيد بفضائل الإمام الجواد (عليه السلام) وتدلّل على عظيم مواهبه وملكاته.

إكبار وتعظيم:
وأحيط الإمام الجواد منذ نعومة أظفاره بهالة من التكريم والتعظيم من قبل الأخيار والمتحرّجين في دينهم فقد اعتقدوا أنّه من أوصياء رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي فرض الله مودّتهم على جميع المسلمين، وقد ذكر الرواة أنّ علي بن جعفر الفقيه الكبير، وشقيق الإمام موسى بن جعفر، وأحد أعلام الأسرة العلوية في عصره، كان ممّن يقدّس الإمام الجواد (عليه السلام) ويعترف له بالفضل والإمامة، فقد روى محمد بن الحسن بن عمارة قال: كنت عند عليّ بن جعفر جالساً بالمدينة وكنت أقمت عنده سنتين أكتب ما سمع من أخيه - يعني الإمام أبا الحسن موسى - إذ دخل أبو جعفر محمد بن عليّ الرضا (عليه السلام) مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) فوثب عليّ بن جعفر بلا حذاء ولا رداء، فقبّل يده وعظّمه، والتفت إليه الإمام الجواد قائلاً:
(اجلس يا عمّ رحمك الله.
وانحنى عليّ بن جعفر بكل خضوع قائلاً:
(يا سيدي، كيف أجلس وأنت قائم..؟).
وانصرف الإمام الجواد (عليه السلام) ورجع عليّ بن جعفر إلى أصحابه فأقبلوا عليه يوبخونه على تعظيمه للإمام مع حداثة سنّه قائلين له:
أنت عمّ أبيه، وأنت تفعل به هذا الفعل..؟).
فأجابهم عليّ بن جعفر جواب المؤمن بربّه ودينه، والعارف بمنزلة الإمامة قائلاً:
(اسكتوا إذا كان الله - وقبض على لحيته - لم يؤهل هذه الشيبة - يعني الإمامة - وأهّل هذا الفتى، ووضعه حيث وضعه، نعوذ بالله ممّا تقولون. بل أنا عبد له(27).
ودلّل علي بن جعفر على أن الإمامة لا تخضع لمشيئة الإنسان وإرادته ولا تنالها يد الجعل الإنساني، وإنما أمرها بيد الله تعالى فهو الذي يختار لها من يشاء من عباده من دون فرق بين أن يكون الإمام صغيراً أو كبيراً.

انطباعات عن شخصيّته:
وملكت مواهب الإمام محمد الجواد (عليه السلام) عواطف العلماء فسجّلوا إعجابهم وإكبارهم له في مؤلّفاتهم، وفيما يلي بعض ما قالوه:
1 - الذهبي:
قال الذهبي: (كان محمد يلقّب بالجواد، وبالقانع، والمرتضى، وكان من سروات آل بيت النبي (صلى الله عليه وآله).. وكان أحد الموصوفين بالسخاء فلذلك لقّب بالجواد(28).
2 - ابن تيميّة:
قال ابن تيمية: (محمد بن علي الجواد كان من أعيان بني هاشم، وهو معروف بالسخاء، ولهذا سمّي بالجواد)(29).
3 - الصفدي:
قال الصفدي: (كان محمد يلقّب بالجواد، وبالقانع، وبالمرتضى، وكان من سروات آل بيت النبوة.. وكان من الموصوفين بالسخاء، ولذلك لقّب بالجواد(30).
4 - ابن الجوزي:
قال السبط بن الجوزي: (محمد الجواد كان على منهاج أبيه في العلم والتقى والجود)(31).
5 - محمود بن وهيب:
قال الشيخ محمود بن وهيب: (محمد الجواد هو الوارث لأبيه علماً وفضلاً وأجلّ اخوته قدراً وكمالاً(32).
6 - الزركلي:
قال خير الدين الزركلي: (محمد بن الرضي بن موسى الكاظم، الطالبي، الهاشمي، القرشي، أبو جعفر، الملقّب بالجواد، تاسع الأئمة الاثني عشر عند الإمامية كان رفيع القدر كأسلافه ذكياً، طليق اللسان، قويّ البديهة(33).
7 - كمال الدين:
قال الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة: (أما مناقب أبي جعفر الجواد فما اتّسعت حلبات مجالها، ولا امتدّت أوقات آجالها بل قضت عليه الأقدار الإلهيّة بقلّة بقائه في الدنيا بحكمها وأسجالها فقلّ في الدنيا مقامه، وعجّل القدوم عليه كزيارة حمامه فلم تطل بها مدّته ولا امتدّت فيها أيامه)(34).
8 - عليّ بن عيسى الأربلي:
وأدلى علي بن عيسى الأربلي بكلمات أعرب فيها عن عميق إيمانه وولائه للإمام الجواد قال: (الجواد في كلّ أحواله جواد، وفيه يصدق قول اللغوي جواد من الجودة.. فاق الناس بطهارة العنصر، وزكاء الميلاد، وافترع قلّة العلاء فما قاربه أحد ولا كاد مجده، عالي المراتب، ومكانته الرفيعة تسمو على الكواكب، ومنصبه يشرف على المناصب، إذا أنس الوفد ناراً قالوا: ليتها ناره، لا نار غالب له إلى المعالي سمو، وإلى الشرف رواح وغدو، وفي السيادة إغراق وعلوّ وعلى هام السماك ارتفاع وعلوّ، وعن كلّ رذيلة بعد، وإلى كلّ فضيلة دنو، تتأرج المكارم من أعطافه ويقطر المجد من أطرافه، وترى أخبار السماح عنه، وعن أبنائه وأسلافه، فطوبى لمن سعى في ولائه، والويل لمن رغب في خلافه، إذا اقتسمت غنائم المجد والمعالي كان له صفاياها، وإذا امتطيت غوارب السؤدد كان له أعلاها وأسماها، يباري الغيث جوداً وعطية، ويجاري الليث نجدة وحمية، ويبذ السير سيرة رضية(35).
هذه بعض الكلمات التي أدلى بها كبار المؤلّفين، وهي تمثّل إعجابهم بمواهب الإمام وعبقرياته وما اتّصف به من النزعات الشريفة التي تحكي صفات آبائه الذين رفعوا مشعل الهداية في الأرض.

امامته :
وقد رُوي عن صفوان بن يحيى أنه سأل الرضا (ع) عن الخليفة بعده، فأشار الإمام إلى ابنه الجواد (ع) وكان في الثالثة في عمره فقال صفوان: جعلت فداك! هذا ابن ثلاث سنين؟! فقال (ع): وما يضر ذلك؟ لقد قام عيسى (ع) بالحجة وهو ابن ثلاث سنين. وكان الرضا (ع) يخاطب ابنه الجواد (ع) بالتعظيم وما كان يذكره إلاّ بكنيته فيقول "كتب إليّ أبو جعفر" و"كنت أكتب إلى أبي جعفر" وكان يكرر هذا الكلام في حق ابنه رغم صغر سنه دفعاً لتعجب الناس من انتقال الخلافة إليه وهو صغير السن، كما كان يستشهد على أن البلوغ لا قيمة له في موضوع الإمامة بقوله تعالى في شأن يحيى (ع): "واتيناه الحكم صبيا". وقد أثبت الإمام الجواد (ع) سعة علمه وقوّة حجته وعظمة اياته منذ صغره، فكان الناس في المدينة يسألونه ويستفتونه وهو ابن تسع سنين.. والمتتبع للروايات والأخبار يجد أن الإمام الرضا (ع) عمل على إزالة اللبس والاشتباه في موضوع إمامة الجواد (ع) بالأدلة والبراهين ومهّد له بكافّة الطرق والأساليب فكان يأمر أصحابه بالسلام على ابنه بالإمامة والإذعان بالطاعة كما في قوله لسنان ابن نافع: "يا بن نافع سلّم وأذعن له بالطاعة، فروحه روحي، وروحي روح رسول الله (ص)"..

من كراماته
ومن معاجز الإمام الجواد عليه السلام هو حضوره من المدينة إلى خراسان بطرفة عين ليحضر مراسم وفاة والده العظيم.

يقول أبو الصلت الهروي وكان خادما للإمام الرضا:

عندما تناول الإمام الرضا السم دخلت معه إلى البيت وأمرني أن اغلق الباب فغلقته وعدت إلى وسط الدار، فرأيت غلاما عليه وفرة ظننته ابن الرضا ولم أك قد رأيته من قبل ذلك، فجلس مع الرضا مدة تناجيا فيها ثم ضمه إلى صدره، بعدها تمدد الإمام الرضا على السرير وغطاه ابنه محمد بالرداء وقال: (يا أبا الصلت: عظم الله أجرك في الرضا فقد مضى) فبكيت قال: (لا تبك هات الماء لنقوم في تغسيله) ثم أمرني بالخروج فقام بتغسيله وحده وكفنه وحنطه إلى أن قام الإمام بجميع مراسيم الوفاة ثم عاد في نفسى تلك الليلة إلى المدينة.

• قال الشّيخ محمود الشّيخانيّ القادريّ الشّافعي: ومن كراماته ( أي الإمام الجواد عليه السّلام ) أنّه كان تُطوى له الأرض، فيصلّي في يومٍ واحدٍ بمكّة والمدينة والشّام والعراق. ( الصّراط السَّويّ في مناقب آل النبيّ للشيخانيّ الشّافعي ص 404 ـ من المخطوطة ).

• روى ابن الصبّاغ المالكيّ عن أبي خالد قال: كنت بالعسكر ( وهو محلة في سامراء )، فبلغني أنّ هناك رجلاً محبوساً أُتي به من الشام مُكبَّلاً بالحديد وقالوا: إنّه تنبّأ! فأتيتُ باب السجن ودفعت شيئاً إلى السجّان حتّى دخلتُ عليه، فإذا برجلٍ ذي فَهمٍ وعقل ولُبّ، فقلت له: يا هذا، ما قصّتك ؟
قال: إنّي كنتُ رجلاً بالشام أعبُد اللهَ تعالى في الموضع الذي يُقال إنّه نُصِب فيه رأسُ الحسين عليه السّلام.. فبينما أنا ذاتَ يومٍ في موضعي مُقْبِل على المحراب أذكر الله، إذ رأيتُ شخصاً بين يَدَيّ، فنظرت إليه فقال لي: قُم. فقمتُ معه، فمشى قليلاً.. فإذا أنا في مسجد الكوفة، فقال لي: تعرف هذا المسجد ؟ قلت: نعم، هذا مسجد الكوفة. فصلّى فصلّيتُ معه، ثمّ خرج فخرجت معه، فمشى قليلاً.. فإذا نحن بمكّة المشرّفة، فطاف بالبيت فطفتُ معه، ثم خرج فخرجت معه، فمشى قليلاً.. فإذا أنا بموضعي الذي كنت فيه بالشام.. ثمّ غاب عنّي، فبقيتُ متعجّباً ممّا رأيت.
فلمّا كان العام المقبل، فإذا بذلك الشخص قد أقبل علَيّ، فاستبشرت به فدعاني فأجبتُه، ففعل بي كما فعل بي بالعام الماضي، فلمّا أراد مفارقتي قلتُ له: سألتك بحقِّ الذي أقدَرَك على ما رأيتُ منك، إلاّ ما أخبرتَني مَن أنت، فقال: أنا محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب.
فحدّثت بعضَ مَن كان يجتمع لي بذلك، فرفع ذلك إلى [ الوزير العباسي ] محمّد بن عبدالملك الزيّان، فبعث إليّ مَن أخذني في موضعي وكبّلني في الحديد، وحملني إلى العراق وحبسني كما ترى، وادّعى علَيّ بالمُحال.
قال أبو خالد: قلتُ له: فأرفعُ عنك قصّةً [ أي ورقة فيها شرح حالك ] إلى محمّد بن عبدالملك الزيّان ؟
قال: إفعَلْ. قال: فكتبتُ عنه قصّةً وشرحتُ فيها أمره ورفعتُها إلى محمّد بن عبدالملك، فوقّع على ظهرها: قُلْ للذي أخرجك من الشام إلى هذه المواضع التي ذكرتَها، يُخرِجك من السجن الذي أنت فيه!
فقال أبو خالد: فاغتَمَمتُ لذلك وسُقط في يدي، وقلت: إلى غدٍ آتيه ( أي هذا السجين ) وآمرُه بالصبر وأعِده من الله بالفَرَج، وأُخبره بمقالة هذا الرجل المتجبّر ( أي الزيّات ). فلمّا كان من الغد باكرت السجن.. فإذا أنا بالحرسِ والجندِ وأصحابِ السجن وناسٍ كثيرين في هَرَج! فسألتُ: ما الخبر ؟! فقيل لي: إنّ الرجل المتنبّئ المحمول من الشام فُقِد البارحةَ من السجن، لا ندري كيف خَلَص منها، وطُلِب فلم يُوجد له أثرٌ ولا خبر، ولا يدرون.. أغُمِس في الماء، أم عُرِج به إلى السماء!
فتعجّبتُ من ذلك وقلت: استخفافُ ابن الزيّات بأمره، واستهزاؤه بما وقّع به على قصّته، خلّصه من السجن. ( الفصول المهمّة في معرفة الأئمّة لابن الصبّاغ المالكي 271، أو 253 ـ طبعة الغري، ونور الأبصار في مناقب آل النبي المختار للشبلنجي الشافعي 328 ـ 329.
وأورده: الطبرسي في إعلام الورى بأعلام الهدى 96:2 ـ 97 وفي آخره: وكان عليُّ بن خالد هذا زيديّاً، فقال بالإمامة لمّا رأى ذلك وحَسُن اعتقاده. ورواه: الكليني في الكافي 411:1 / ح 1، والصفّار القمّي في بصائر الدرجات 422/ح 1، والشيخ المفيد في الإرشاد 289:2، وفي الاختصاص 320. ونحوه في: دلائل الإمامة للطبري الإمامي 214، وروضة الواعظين للفتّال النيسابوري 242، والخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي 380:1 / ح 10، ومناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 393:4، ونقله الشيخ المجلسي في البحار 40:50 / ح 3 ـ عن بصائر الدرجات. كذا رواه: ابن حمزة في الثاقب في المناقب 510/ح 2، والبياضي النباطي في الصراط المستقيم إلى مستحقّي التقديم 200:2 / ح 6 ـ باختصار، والإربلّي في كشف الغمّة 359:2 ).

• حدّث أبو عمر هلال بن العلاء الرقّي قال: حدّثنا أبو النصر أحمد بن سعيد قال: قال لي منحل بن علي: لقيتُ محمّد بن عليّ ( الجواد ) عليه السّلام بـ « سُرّ مَن رأى » فسألته عن النفقة إلى بيت المَقدِس، فأعطاني مئة دينارٍ ثمّ قال لي: أغمِضْ عينَيك. فغمضتها، ثمّ قال لي: افتح.. فإذا أنا ببيت المقدس تحت القبّة، فتحيّرتُ في ذلك! ( دلائل الإمامة للطبري الإمامي 211، وعنه: إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات للشيخ الحرّ العاملي 345:3 / ح 60 ).

• عن محّمد بن قتيبة، عن معلِّم كان لأبي جعفر عليه السّلام قال:
إنّه كان بين يديّ يوماً يقرأ في اللَّوح.. إذ رمى اللَّوح من يده وقام فَزِعاً وهو يقول: إنّا لله وإنّا إليه راجعون! مضى ـ واللهِ ـ أبي عليه السّلام. فقلت: مِن أين علمتَ هذا ؟ فقال: دَخَلَني مِن إجلالِ الله وعظمته شيء لا أعهَدُه. فقلت: وقد مضى ؟! قال: دَعْ عنك هذا، إئذنْ لي أن أدخل البيت وأخرج إليك، واستَعرِضْني بآي القرآنِ إن شئت سأفسّر لك وتحفَظُه.
ودخل هذا البيت ( أي الحُجرة ) ورَدَّ البابَ دونه وقال: لا تُؤذِنوا علَيّ أحداً حتّى أخرج إليكم. فخرج علَيّ متغيّراً وهو يقول: إنّا لله وإنّا إليه راجعون! مضى ـ واللهِ ـ أبي. فقلت: جعلتُ فداك، قد مضى ؟! قال: نعم، وتولّيتُ غُسلَه وتكفينه، وما كان ذلك لِيَليَ منه غيري. ثمّ قال لي: دَعْ عنك واستَعرِضني آيَ القرآنِ إن شئت أُفسِّرْ لك تحفَظْه. فقلت: الأعراف. فاستعاذ بالله من الشيطان الرجيم، ثمّ قرأ: بسم الله الرحمن الرحيم: وإذ نَتَقْنا الجبلَ فوقَهُم كأنَّه ظُلّةٌ وظَنُّوا أنّه واقِعٌ بهم ( الأعراف:171 )، فقلت: « آلمص » ؟ فقال: هذا أوّل السورة، وهذا ناسخٌ وهذا منسوخ، وهذا محكَمٌ وهذا متشابه، وهذا خاصّ وهذا عامّ، وهذا ما غَلَط به الكُتّاب، وهذا ما اشتبه على الناس.
قال ابن حمزة: قال المصنّف: إنّ الإمام الجواد عليه السّلام كان بالمدينة، وأبوه الرضا عليه السّلام كان بطُوس. ( الثاقب في المناقب لابن حمزة 509 / ح 1، وإثبات الوصيّة للمسعودي 194 ).

• حدّث عمارة بن زيد قال: قال إبراهيم بن سعيد: رأيت محمّد بن عليّ ( الجواد ) عليه السّلام يضرب بيده إلى ورق الزيتون فيصير في كفّه وَرِقاً ( أي دراهم منقوشة )، فأخذتُ منه كثيراً وأنفقته في الأسواق فلم يتغيّر! ( دلائل الإمامة للطبري الإمامي 210 ـ وعنه: إثبات الهداة للحرّ العاملي 345:3 / ح 57، ونوادر المعجزات للطبري الإمامي 180 / ح 4 ).

• عن إبراهيم بن سعيد أيضاً:
رأيتُ محمّد ( الجواد ) بن عليٍّ الرضا عليه السّلام له شَعرة، أو قال: وفرة، فمسح يده عليها فاحمرّت، ثمّ مسح عليها بظاهر كفّه فابيضّت، ثمّ مسح عليها بباطنها فعادت سوداء كما كانت. فقال لي: يا ابن سعيد، هكذا تكون آيات الإمام ( أي دلائله وعلاماته )، فقلت: رأيت أباك على ما لا أشكّ يضرب بيد إلى التراب فيجعله دنانير ودراهم، فقال: في مِصْرِك قوم يزعمون أنّ الإمام يحتاج إلى مال، فضرب ( أي الإمام الرضا عليه السّلام ) بيده لهم ليبلغهم أنّ كنوز الأرض بيد الإمام. ( دلائل الإمامة للطبري الإمامي 210 ـ وعنه: إثبات الهداة للحرّ العاملي 345:3 / ح 54 ).

• عن أحمد بن محمّد الحضرميّ قال: حجّ أبو جعفر ( الجواد ) عليه السّلام، فلمّا نزل ( منطقة ) « زُبالة » فإذا هو بامرأة ضعيفة تبكي على بقرةٍ مطروحةٍ على قارعة الطريق، فسألها عن علّة بكائها، فقامت المرأة إلى الإمام الجواد عليه السّلام وقالت: يا ابنَ رسول الله، إنّي امرأة ضعيفة لا أقدِر على شيء، وكانت هذه البقرة كلَّ مالٍ أملكه. فقال لها أبو جعفر عليه السّلام: إنْ أحياها الله تبارك وتعالى لكِ ما تفعلين ؟ قالت: يا ابنَ رسول الله، لأُجدِّدنّ لله شكراً.
فصلّى أبو جعفر عليه السّلام ركعتين ودعا بدعوات، ثمّ ركض ( أي حرّك ) برِجْله البقرةَ فقامت البقرة، وصاحت المرأة: عيسى ابن مريم! فقال أبو جعفر عليه السّلام: لا تقولي هذا، بل نحن عِبادٌ مُكرَمون، أوصياء الأنبياء. ( الثاقب في المناقب لابن حمزة 503 / ح 1 ).

• حدّث أبو محمّد عبدالله بن محمّد قال: قال لي عمارة بن زيد:
رأيت امرأةً قد حملت ابناً لها مكفوفاً إلى أبي جعفر محمّد بن عليّ ( الجواد ) عليه السّلام، فمسح يدَه عليه فاستوى قائماً يعدو كأن لم يكن في عينه ضرر! ( دلائل الإمامة للطبري الإمامي 211 ـ وعنه: إثبات الهداة للحرّ العاملي 346:3 / ح 64 ).

• عن أبي سَلَمة قال: دخلت على أبي جعفر عليه السّلام وكان بي صَمَمٌ شديد، فخُبِّر بذلك لمّا أن دخلتُ عليه، فدعاني إليه فمسح يده على أُذُني ورأسي ثمّ قال: « اسمَعْ وعِهْ ». [ قال أبو سلمة ] فوَ اللهِ إنّي لأسمعُ الشيءَ الخفيّ عن أسماع الناس مِن بعد دعوته. ( مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 387:4 ـ 388، وعنه: بحار الأنوار للشيخ المجلسي 55:50 / ح 31 ).

• عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن أبي الصلت الهروي قال: أمر المأمون بحبسي بعد دفن الرضا عليه السّلام، فحُبِست سنةً.. فضاق علَيّ السجن، وسَهِرتُ الليلة ودعوتُ الله تبارك وتعالى بدعاءٍ ذكرتُ فيه محمّداً وآل محمّد صلوات الله وسلامه عليهم، وسألت الله تعالى بحقّهم أن يفرّج عني. فلم أستَتمَّ الدعاء حتّى دخل علَيّ أبو جعفر محمّد بن عليّ ( الجواد ) عليهما السّلام، فقال لي:
ـ يا أبا الصلت، ضاق صدرُك ؟‍!
فقلت: إي والله.
قال: قُمْ فاخرُجْ.
ثمّ ضرب بيده إلى القيود التي كانت علَيّ ففكّها، وأخذ بيدي وأخرجني من الدار، والحَرَسةُ والغِلمان يَرَونني فلم يستطيعوا أن يكلّموني، وخرجت من باب الدار. ثمّ قال لي: امضِ في ودائع الله تعالى؛ فإنّك لن تصل إليه ولا يصل إليك أبداً.
قال أبو الصلت: فلم ألتق مع المأمون إلى هذا الوقت! ( عيون أخبار الرضا عليه السّلام للشيخ الصدوق 242:2 / ح 1. ورواه الصدوق كذلك في أماليه أيضاً ص 526 / ح 17 ـ وعنهما: وسائل الشيعة للحرّ العاملي 837:2 / ح 4، وبحار الأنوار للشيخ المجلسي 300:49 / ح 10، وج 46:82 / ح 35 ).

• عن محمّد بن الريّان قال: احتال المأمون على أبي جعفر ( الجواد ) عليه السّلام بكلّ حيلة فلم يمكنه فيه شيء، فلمّا اعتلّ وأراد أن يبني عليه ابنته ( أي يزفّ ابنتَه إلى الإمام الجواد عليه السّلام ) دَفَع إلى مئتَي وصيفة من أجمل ما يكون.. إلى كلّ واحدة منهنّ جاماً فيه جوهر يستقبلن أبا جعفر عليه السّلام إذا قعد في موضع الأخيار، فلم يلتفت عليه السّلام إليهنّ.
وكان رجلٌ يُقال له « مُخارِق » صاحب صوتٍ وعُودٍ وضرب، طويل اللّحية، فدعاه المأمون فقال مخارق له: يا أمير المؤمنين، إن كان في شيءٍ من أمر الدنيا فأنا أكفيك أمره.
فقعد مخارق بين يدي أبي جعفر عليه السّلام فشهق شهقةً اجتمع عليه أهل الدار، وجعل يضرب بعوده ويغنّي، فلمّا فعل ساعةً وإذا أبو جعفر عليه السّلام لا يلتفت إليه لا يميناً ولا شمالاً، ثمّ رفع عليه السّلام إليه رأسه فقال: اتّقِ اللهَ يا ذا العُثْنُون! ( وهو ما فضل من اللّحية بعد العارضَين، أو شُعَيرات تحت حنك البعير ).
قال الراوي: فسقط المِضراب مِن يد مخارق والعود، ولم ينتفع بيديه إلى أن مات، فسأله المأمون عن حاله، فقال: لمّا صاح بي أبو جعفر فزعتُ فزعةً لا أفيقُ منها أبداً. ( الكافي للكليني 494:1 / ح 4 ـ وعنه: إثبات الهداة للحرّ العاملي 332:3 / ح 7، وبحار الأنوار للشيخ المجلسي 61:50 / ح 37، وعن مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 396:4 ).

وهذه ايضا من كراماته الباهرة

• عن حكيمة بنت الإمام موسى الكاظم عليه السّلام قالت: لمّا عَلِقَت أمُّ أبي جعفر ( الجواد ) عليه السّلام كتبتُ إليه: جاريتُك سَبيكة قد عَلِقت. فكتب إليّ: إنّها عَلِقت ساعةَ كذا من يوم كذا من شهر كذا، فإذا هي وَلَدَت فالْزَميها سبعةَ أيّام.
قالت: فلمّا وَلَدَتهُ ( أي الجواد عليه السّلام ) قال: أشهد أن لا إله إلاّ الله. فلمّا كان اليومُ الثالث عطس فقال: الحمد لله، وصلَّى الله على محمّدٍ وعلى الأئمّة الراشدين. ( دلائل الإمامة للطبري الإمامي 201. ورواه المسعودي في إثبات الوصية 184.. وفيه: فلمّا وَلَدَتْه وسقط إلى الأرض قال: أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأنّ محمّداً رسول الله ).

• فيما روى ابن حمزة عن حكيمة بنت الإمام الكاظم عليه السّلام أنّها قالت: لمّا حَضَرَت ولادةُ الخَيزُران أدخَلَني أبو الحسن الرضا عليه السّلام وإيّاها بيتاً ( أي غرفة ) وأغلق علينا الباب والقابلةُ معنا، فلمّا كان في جوف الليل انطفأ المصباح، فاغتَمَمنا لذلك، فما كان بأسرعَ أن بدر أبو جعفر ( الجواد ) عليه السّلام فأضاء البيتُ نوراً! فقلت لأمّه: قد أغناكِ اللهُ عن المصباح.
فقعد في الطَّسْت، وقبض عليه وعلى جسده شيء رقيق شبه النور.. فلمّا أصبحنا جاء الرضا عليه السّلام فوضعه في المهد وقال لي: الزَمي مَهدَه. قالت: فلمّا كان اليوم الثالث رفع بصره إلى السماء ثمّ لمح يمينا وشمالاً ثمّ قال: أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأنّ محمّداً عبده ورسوله. فقمتُ رَعِدةً فَزِعة وأتيتُ الرضا عليه السّلام فقلت له: رأيت عجباً! فقال ( أي الإمام الرضا عليه السّلام ): وما الذي رأيتِ ؟ فقلتُ: هذا الصبيُّ فعَلَ الساعةَ كذا وكذا. قالت: فتبسّم الرضا عليه السّلام وقال: ما تَرَينَ من عجائبه أكثر. ( الثاقب في المناقب لابن حمزة 504 / ح1. وأخرجه: ابن شهرآشوب في مناقب آل أبي طالب 394:4 ـ وعنه: بحار الأنوار للشيخ المجلسي 10:50 / ح 10 ).

• عن موسى بن القاسم قال: شاجرني رجلٌ من أصحابنا ـ ونحن بمكّة ـ يُقال له « إسماعيل » في أبي الحسن الرضا عليه السّلام، فقال لي: هل كان يجب على أبي الحسن أن يدعو المأمونَ إلى الله وطاعته ؟! فلم أدرِ ما أجيبه، فانصرفت فأويتُ إلى فراشي، فرأيتُ أبا جعفر ( الجواد ) محمّدَ بن عليّ عليهما السّلام في نومي، فقلت له: جُعِلت فداك، إنّ إسماعيل سألني: هل كان يجب على أبيك الرضا عليه السّلام أن يدعوَ المأمونَ إلى الله وطاعته ؟ فلم أدرِ ما أُجيبه! فقال: إنّما يدعو الإمامُ إلى الله مَن مِثلُك ومثل أصحابك ممّن ينفعهم لا يتّقيهم.
فانتبهتُ وحفظتُ الجوابَ من أبي جعفر عليه السّلام، فخرجتُ إلى الطواف فلقيني إسماعيل، فقلتُ له ما قاله لي أبو جعفر عليه السّلام، فكأنّي ألقمتُه حَجَراً‍
فلمّا كان من قابل ( أي العام التالي ) أتيتُ المدينة فدخلتُ على أبي جعفر عليه السّلام وهو يصلّي.. فأجلسني « موفّق » الخادم، فلمّا فرغ من صلاته قال لي: إيه يا موسى، ما الذي قال لك إسماعيلُ بمكّة في العام الأوّل حيث شاجرك في أبي الرضا عليه السّلام ؟! فقلت له: جُعِلتُ فداك، أنت تعلم.. رأيتُك يا سيّدي في نومي وشكوتُ إليك قول إسماعيل، فقلتَ لي قل: إنّما يجب على الإمام أن يدعوَ إلى الله وطاعته مِثلَك ومِثلَ أصحابك ممّن لا يتّقيه. قلت: كذا ـ واللهِ ـ يا سيّدي قلتَ لي في منامي، فخَصَمتُ إسماعيلَ به. قال: إن قلتُ لك في منامك فأنا أعدتُه الساعة عليك. فقلت: إي والله، إنّ هذا لَهُوَ الحقُّ المبين. ( الهداية الكبرى للخصيبي 62 ـ من المخطوطة ـ وعنه: إثبات الهداة للحرّ العاملي 344:3 / ح 49 ـ مختصراً ).

• حدّث أبو محمّد عبدالله بن محمّد قال: قال عمارة بن زيد: رأيت محمّدَ بن علي ( الجواد ) عليه السّلام فقلت له: يا ابن رسول الله، ما علامةُ الإمام ؟ قال: إذا فعل هكذا ـ فوضع يده على صخرة فبانَ أصابعَه فيها ـ، ورأيتُه يمدّ الحديدَ من غير نار، ويطبع الحجارة بخاتمه. ( دلائل الإمامة للطبري الإمامي 211 ـ وعنه: إثبات الهداة للحرّ العاملي 345:3 / ح 63 ).

• روى الشبلنجي الشافعيّ قائلاً: نَقَل بعضُ الحفّاظ أنّ امرأة زعمت أنّها شريفة ( أي شريفة النسب علويّة من الأشراف سلالة الأئمّة عليهم السّلام ) بحضرة المعتصم، فسأل عمّن يُخبره بذلك، فدُلّ على محمّد الجواد، فأرسل إليه، فجاءه فأجلسه معه على سريره وسأله، فقال عليه السّلام: إنّ الله حرّم لحم أولاد الحسين عليه السّلام على السِّباع، فتُلقى ( أي هذه المرأة المدّعية ) للسِّباع. فعرض عليها ذلك، فاعترفت بكذبها.
ثمّ قيل للمعتصم: ألا تجرّب ذلك فيه! ( أي في الإمام الجواد عليه السّلام )، فأمر بثلاثة من السباع فجيء بها في صحن قصره، ثمّ دعا به، فلمّا دخل عليه السّلام من الباب أغلقه والسباع قد أصمّت الأسماع من زئيرها، فلمّا مشى في الصحن يريد الدرجة مشت إليه وقد سكنت، فتَمسَّحتْ به ودارت حوله وهو يمسحها بكُمّه، ثمّ رَبَضَت، فصعد المعتصم فتحدّث معه ساعة، ثمّ نزلت ففعلت معه كفعلها الأوّل حتّى خرج عليه السّلام، فأتْبَعه المعتصم بجائزة عظيمة، وقيل له: إفعَلْ ( أي مع السباع ) كما فعل ابنُ عمّك ( أي الجواد عليه السّلام )، فلم يجسر على ذلك، وقال لهم: تُريدون قتلي؟! ثمّ أمرهم ألاّ يُفْشُوا ذلك! ( نور الأبصار في مناقب آل بيت النبيّ المختار لمؤمن الشبلنجيّ الشافعي ص 219 ـ الطبعة العثمانيّة بمصر، أو ص 329 ـ 330 الطبعة الحديثة ).

• روى جماعة من علماء أهل السنّة هذه المنقبة للإمام الجواد سلام الله عليه:
حُكي أنّه لمّا توجّه أبو جعفر الجواد إلى المدينة الشريفة، خرج معه الناس يشيّعونه للوداع.. فسار إلى أن وصل إلى باب الكوفة عند دار المسيِّب، فنزل هناك مع غروب الشمس ودخل إلى مسجدٍ قديم مؤسَّس بذلك الموضع ليصلّيَ فيه المغرب، وكان في صحن المسجد شجرةُ نَبْقٍ لم تَحمِل قطّ، فدعا عليه السّلام بكُوزٍ فيه ماء، فتوضأ في أصل الشجرة وقام يصلّي، فصلّى مع الناس المغرب، ثمّ تنفّل بأربع ركعات وسجد بعدهنّ للشكر، ثمّ قام فودّع الناسَ وانصرف، فأصبحت النبقةُ وقد حملت من ليلتها حملاً حَسَناً، فرآها الناس وقد تعجّبوا مِن ذلك غاية العَجَب! ( نور الأبصار للشبلنجي الشافعي 330 ـ الطبعة الحديثة، أو 151 ـ طبعة مصر، والفصول المهمّة في معرفة أحوال الأئمّة لابن الصبّاغ المالكيّ المذهب 252 ـ طبعة الغري، وأخبار الدول وآثار الأُوَل للقرماني 116 ـ طبعة بغداد، وجامع كرامات الأولياء للنبهاني 168:1 ـ طبعة الحلبي بالقاهرة ـ روى الحديث هذا ثمّ قال: وكان ما هو أغرب من ذلك، وهو أن نبق هذه الشجرة لم يكن له عُجْم ( أي نَوى )، فزاد تعجّبُهم من ذلك! وهذا مِن بعض كراماته الجليلة، ومناقبه الجميلة ).
وقد روى الشيخ المفيد وجماعة هذه الحادثة على هذا النحو:
لمّا توجه أبو جعفر ( الجواد ) عليه السّلام من بغداد منصرفاً من عند المأمون ومعه أمّ الفضل، قاصداً إلى المدينة، صار إلى شارع باب الكوفة ومعه الناس يشيّعونه.. فانتهى إلى دار المسيِّب عند غروب الشمس، نزل ودخل المسجد، وكان في صحن المسجد نبقة لم تحمل بعد، فدعا بكوزٍ فيه ماء، فتوضّأ في أصل النبقة، وقام عليه السّلام فصلّى بالناس صلاة المغرب... ثمّ جلس هُنيئةً يذكر اللهَ جلّ اسمه، وقام من غير أن يعقّب فصلّى النوافل الأربع وعقّب بعدها أربع ركعات، وسجد سجدتَي الشكر ثمّ خرج.. فلمّا انتهى إلى النبقة رآها الناس وقد حملت حملاً حَسَناً، فتعجّبوا من ذلك! فأكلوا منها فوجدوه نبقاً حُلْواً لا عُجْمَ له، وودّعوه عليه السّلام.
ومضى عليه السّلام من وقته إلى المدينة.. فلم يزل بها إلى أن أشخصه المعتصم في أوّل سنةِ خمسٍ وعشرين ومئتين إلى بغداد، فأقام بها حتّى تُوفّي في ذي القعدة من هذه السنة، فدُفن في ظهر جدّه أبي الحسن موسى ( الكاظم ) عليه السّلام. ( الإرشاد للشيخ المفيد 323 ـ 324، إعلام الورى بأعلام الهدى للطبرسي 105:2 ـ 106، مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 390:4، كشف الغمة للاربلي 370:2، الفصول المهمّة لابن الصبّاغ المالكي 270، الثاقب في المناقب 512 / ح 1. وأخرجه: الحرّ العاملي في إثبات الهداة 337:3 / ح 23، وفي وسائل الشيعة 1059:4 / ح 4، والشيخ المجلسي في بحار الأنوار 87:87 / ح 3. وأورده: قطب الدين الراوندي في الخرائج والجرائح 387:1 / ح 8، والكليني في الكافي 497:1 / ح 10.. على هذا الاختصار: عن أبي هاشم الجعفري قال: صلّيت مع أبي جعفر ( الجواد ) عليه السّلام في مسجد المسيِّب، وصلّى بنا في موضع القِبلة سواء. وذكر ( أبو هاشم ) أنّ السدرة التي في المسجد كانت يابسةً ليس عليها ورق، فدعا عليه السّلام بماءٍ وتهيّأ ( أي للصلاة بالوضوء ) تحت السدرة، فعاشت السدرة وأورقت وحملت من عامها! ـ وعنه: مرآة العقول للشيخ المجلسي 107:6 / ح 10، وأخرجه كذلك في بحار الأنوار 62:50 / ح 38 ـ عن مناقب آل أبي طالب 396:4 ).

• روى يحيى بن أكثم قاضي قضاة بني العبّاس وهو من أهل السنّة وعلمائهم، ذاكراً أنّه بعد أن ناظر الإمامَ الجواد عليه السّلام في بعض المسائل قال له: واللهِ إنّي أريد أن أسألك مسألةً وإنّي ـ واللهِ ـ لأستَحْيي مِن ذلك. فأجابه الإمام الجواد عليه السّلام: أنا أخبرك قبل أن تسألني، تسألني عن الإمام، فقال يحيى: هو ـ واللهِ ـ هذا! فقال: أنا هو. فقال يحيى بن أكثم: فعلامة تدلُّني عليك.
وكان في يد الإمام الجواد عليه السّلام عصاً، فنطقت وقالت: يا يحيى، إنّ إمام هذا الزمان مولاي محمّد عليه السّلام، وهو الحجّة. ( دلائل الإمامة للطبري الإمامي 213، والكافي 353:1 / ح 9 ـ وعنه: إثبات الهداة للحرّ العاملي 329:3 / ح 3، ووسائل الشيعة للحرّ العاملي أيضاً 450:10 / ح 3، والوافي للفيض الكاشاني 178:2 / ح 21، ومرآة العقول للشيخ المجلسي 99:4 / ح 9، وبحار الأنوار للشيخ المجلسي أيضاً 68:50 / ح 46 ـ عنه وعن مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 393:4 ).

• وختاماً.. هذا غيض من فيض، قال الشيخ كمال الدين محمّد بن طلحة الشافعي: مناقب أبي جعفر محمّد الجواد ما اتَّسَعت جِلبابَ مجالها، ولا امتدّت أوقاتُ آجالها، بل قضت عليه الأقدار الإلهيّة بقلّة بقائه في الدنيا بحُكْمِها وسجالها، فقلّ في الدنيا مُقامُه، وعُجِّل عليه فيها حِمامُه، فلم تَطُلْ لياليه ولا امتدّت أيّامُه، غيرَ أنّ الله خصّه بمنقبةٍ أنوارُها متألّقةٌ في مطالع التعظيم، وأخبارُها مرتفعة في معاريج التفضيل والتكريم. ( الفصول المهمّة لابن الصبّاغ المالكي 265 ـ 266، عن مطالب السَّؤول بمناقب آل الرسول لابن طلحة الشافعي ).

مناضرته مع ابن اكثم
عقد المأمون العباسي حوارا مفتوحا بين يحيى بن أكثم وهو مرجع أهل السنة في زمانه وبين الإمام الجواد وهو ذو تسع سنوات.
فقال يحيى: ما تقول يا ابن رسول الله في الخبر الذي روي أنه نزل جبرئيل على رسول الله وقال: يا محمد: إن الله عز وجل يقرئك السلام ويقول لك سل أبا بكر هل هو عني راض فإني عنه راض؟

فقال الإمام: إن هذا الخبر لا يوافق كتاب الله قال الله تعالى: (ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد) فالله عز وجل خفي عليه رضا أبي بكر من سخطه حتى سأل من مكنون سره؟ هذا مستحيل في العقول.

فقال يحيى: وقد روي أن مثل أبي بكر وعمر في الأرض كمثل جبرائيل وميكائيل في السماء.

فقال الإمام (عليه السلام): وهذا أيضا يجب أن ينظر فيه لأن جبرئيل وميكائيل ملكان لله مقربان لم يعصيا الله قط ولم يفارقا طاعته لحظة واحدة وهما قد أشركا بالله عز وجل وإن اسلما بعد الشرك وكان أكثر أيامهما في الشرك بالله فمحال أن يشبههما بهما.

فقال يحيى: وقد روي أيضا أنهما سيدا كهول أهل الجنة فما تقول؟

فقال الإمام: وهذا الخبر أيضا باطل لأن أله الجنة كلهم يكونون شبابا ولا يكون فيهم كهل وهذا الخبر وضعه بنو أمية لمضادة الخبر الذي قاله رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الحسن والحسين بأنهما سيدا شباب أهل الجنة.

فقال يحيى: وروي أن عمر بن الخطاب سراج أهل الجنة.

فقال الإمام: وهذا أيضا محال لأن في الجنة ملائكة الله المقربين وآدم ومحمد (صلى الله عليه وآله) وجميع الأنبياء والمرسلين لا تضيء بأنوارهم حتى تضيء بنور عمر؟!!.

فقال يحيى: وقد روي أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: لو لم أبعث لبعث عمر.
فقال الإمام: كتاب الله أصدق من هذا الحديث: (وإذا أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح) فقد أخذ الله ميثاق النبيين فكيف يمكن أن يبدل ميثاقه وكان الأنبياء لم يشركوا طرفة عين فكيف يبعث بالنبوة من أشرك وكان أكثر أيامه مع الشرك بالله وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): نبئت وآدم بين الروح والجسد، حتى سكت يحيى وانهزم من جولة الحوار.

من أحاديث الإمام الجواد في الحِكَم والآداب

للإمام مجموعة من الكلمات الذهبية التي تُعدُّ من مناجم التراث الإسلامي ، ومن أروع الثروات الفكرية في الإسلام ، وقد حَفِلَت بأُصُول الحِكمة ، وقواعد الأخلاق ، وخُلاصَة التَجَارُب ، وفيما يلي نذكر أربعين حديثاً منها :

1 - قال مَن شَتَمَ أُجِيب ، وَمَن تَهَوَّرَ أُصِيب ) .

2 - وقال : ( العُلماء غُرباءٌ لِكَثرةِ الجُهَّال بَينهُم ) .

3 - وقال : ( مَن طلب البَقاء فَليُعدَّ لِلمصائِبِ قَلباً صَبُوراً ) .

4 - وقال : ( مَن عَمل بِغير عِلمٍ كان ما أَفسدَ أكثرَ مِمَّا أَصلحَ ) .

5 - وقال : ( مَنِ استَفاد أخاً في اللهِ فقدِ استفادَ بيتاً في الجَنَّة ) .

6 - وقال : ( مَن أطاعَ هَواهُ أَعطَى عدوَّهُ مُنَاهُ ) .

7 - وقال : ( رَاكِبُ الشَّهَوَات لا تُقَالُ عَثرتُهُ ) .

8 - وقال : ( عِزُّ المُؤمنِ غِنَاهُ عَن النَّاسِ ) .

9 - وقال : ( لا يَكُن وَليُّ الله في العَلانِيَة عَدوّاً لَهُ في السرِّ ) .

10 - وقال : ( قَد عَاداكَ مَن سَتَر عنك الرُّشدَ إِتباعاً لِمَا يَهواهُ ) .

11 - وقال : ( الحوائجُ تُطلبُ بالرجاءِ ، وهي تَنزلُ بالقَضَاء ) .

12 - وقال : ( العَافِيةُ أَحسنُ عَطاءٍ ) .

13 - وقال : ( إِذا نزلَ القضاءُ ضَاقَ الفَضاءُ ) .

14 - وقال : ( التَحفُّظُ على قَدَرِ الخَوف ، والطمعُ عَلى قَدر النَّيلِ ) .

15 - وقال : ( كَفى بالمرءِ خِيانةً أن يكون أمِيناً للخَوَنة ) .

16 - وقال : ( الصبرُ عَلى المُصيبةِ مُصيبةٌ لِلشَّامِت ) .

17 - وقال : ( مَن أَملَ فَاجراً كَان أدنَى عقوبتِهِ الحِرمَان ) .

18 - وقال : ( من أَخطأَ وجوهَ المَطالبِ خَذلتْهُ وجوهُ الحِيَل ) .

19 - وقال : ( مَنِ استَحسنَ قبيحاً كان شريكاً فِيه ) .

20 - وقال : ( مَن كَتَم هَمُّهُ سَقَمَ جَسدُه ) .

21 - وقال : ( لَو سَكَتَ الجاهلُ مَا اختلفَ النَّاسُ ) .

22 - وقال : ( مَقتلُ الرجلِ بَين فَكَّيْهِ ) .

23 - وقال : ( النَّاسُ أشكالٌ ، وَكلٌّ يعملُ عَلى شَاكِلَتِه ) .

24 - وقال : ( كُفرُ النِّعمَةِ دَاعيةٌ للمَقْتِ ) .

25 - وقال : ( مَن جَازَاكَ بِالشكر فقد أَعطاكَ أكثرَ مِمَّا أَخَذَ مِنك ) .

26 - قال : ( لا تُعَاجِلوا الأمرَ قَبل بُلوغه فَتَندَمُوا ، وَلا يَطولَنَّ عليكم الأملُ فَتَقسُوا قُلوبكم ، وَارحَمُوا ضُعفاءكم ، واطلبوا الرَّحمة مِن الله بِالرَّحمةِ مِنكم ) .

27 - وقال : ( ثَلاثة يَبلُغْنَ بِالعبدِ رِضوانَ اللهِ تعالى : كِثرةُ الاستغفار ، وَلِينُ الجانب ، وَكِثرة الصَّدَقة ، وثلاث مَن كُنَّ فِيهِ لم يَندم : تَركُ العَجَلة ، وَالمَشُورة ، وَالتوكُّل على الله عِند العَزم ) .

28 - وقال : ( كَيفَ يَضِيعُ مِن الله كَافِلُهُ ؟! ، وَكيفَ يَنجو من الله طَالِبُهُ ؟! ) .

29 - وقال : ( يَومُ العدلِ على الظالِم أشبَهُ مِن يَوم الجَور عَلى المَظلوم ) .

30 - وقال : ( مَا هَدَم الدينَ مِثلُ البِدَع ، وَلا أزالَ الوِقارَ مثلُ الطَمَع ، وبِالراعي تُصلَحِ الرعيَّة ، وَبِالدُّعاء تُصرَفِ البَلِيَّة ) .

31 - وقال : ( اِعلَمُوا أنَّ التقوى عِزٌّ ، وأنَّ العِلم كنزٌ ، وأنَّ الصمتَ نورٌ ) .

32 - وقال : ( مَا استَوَى رَجُلان في حَسَب ودين إلا كان أفضلُهُما عند الله أَأْدَبُهُمَا ) ... إلى أن قال ( عليه السلام ) : ( بِقِراءته القُرآنَ كما أُنزِل ، وَدعائِهِ اللهَ مِن حيثُ لا يُلحِن ، فَإنَّ الدعاءَ المَلحُونِ لا يَصعدُ إِلى اللهِ ) .

33 - وقال : ( إِيَّاك ومصاحبةِ الشرير فإنَّه كالسيفِ المَسلُول ، يَحسُنُ منظرُهُ ، ويقبَحُ أَثرُه ) .

34 - وقال : ( لا تُعادِي أحداً حتى تعرفُ الذي بينَهُ وبينَ الله ، فإن كان مُحسناً لم يُسَلِّمهُ إليك ، وإن كان مُسيئاً فَعلمُك بِه يُكفِيكَهُ ، فلا تُعادِهِ ) .

35 - وقال مَا شَكر الله أحدٌ على نعمةٍ أنعمَهَا عليه إلا استوجَبَ بذلك المَزيد قَبلَ أن يَظهرَ عَلى لسانِهِ ) .

36 - وقال : ( اِصبر عَـلَى ما تَكرهُ فيما يلزمُكَ الحقُّ ، واصطَبِر عمَّا لا تُحِب فِيمَا يدعُوك إلى الهَوى ) .

37 - وقال : ( مَوتُ الإنسانِ بالذنوبِ أكثر مِن مَوته بالأَجَل ، وَحياتُه بالبِرِّ أكثرُ من حياتِهِ بالعُمر ) .

38 - وقال : ( أربعُ خِصالٍ تُعيِّنِ المَرءَ على العمل : الصحَّة ، والغِنَى ، والعِلم ، والتوفِيق ) .

39 - وقال : ( العَامِل بالظلمِ ، والمُعينُ عليهِ ، والراضِي بهِ ، شُرَكَاءٌ ) .

40 - وقال : ( النَّاس إِخوانٌ ، فَمَن كانت أُخُوَّتُهُ في غَير ذاتِ الله ، فَإنَّها تَعود عَداوةً ، وَذَلك قولُهُ عَزَّ وجلَّ : ( الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَ الْمُتَّقِينَ ) [ الزُّخرُف : 67 ] .

خطبته البليغة
- أبو جعفر الطبري رحمه الله : وحدثني أبو المفضل محمد بن عبد الله ، قال : حدثني جعفر [ بن محمد ] بن مالك الفزاري ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل الحسني ، عن أبي محمد الحسن بن علي ، قال : كان أبو جعفر شديد الأدمة ولقد قال فيه الشاكون المرتابون وسنه خمسة وعشرون شهرا : إنه ليس هو من ولد الرضا .

وقالوا لعنهم الله : إنه من شنيف الأسود مولاه ، وقالوا : من لؤلؤ ، وإنهم ، أخذوه ، والرضا عند المأمون ، فحملوه إلى القافة ، وهو طفل بمكة في مجمع من الناس بالمسجد الحرام ، فعرضوه عليهم ، فلما نظروا إليه ، وزرقوه بأعينهم ، خروا لوجوههم سجدا ، ثم قاموا .

فقالوا لهم : يا ويحكم ! مثل هذا الكوكب الدري ، والنور المنير ، يعرض على أمثالنا ، وهذا والله ، الحسب الزكي ، والنسب المهذب الطاهر ، والله ما تردد إلا في أصلاب زاكية ، وأرحام طاهرة ، ووالله ما هو إلا من ذرية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، ورسول الله ، فارجعوا واستقيلوا الله ، واستغفروه ، ولا تشكوا في مثله .

وكان في ذلك الوقت سنه خمسة وعشرين شهرا ، فنطق بلسان أرهف من السيف ، وأفصح من الفصاحة ، يقول : الحمد لله الذي خلقنا من نوره بيده ، واصطفانا من بريته ، وجعلنا أمناءه على خلقه ووحيه .

معاشر الناس ! أنا محمد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق ابن محمد الباقر بن علي سيد العابدين بن الحسين الشهيد بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، وابن فاطمة الزهراء ، وابن محمد المصطفى .

ففي مثلي يشك ، وعلي وعلى أبوى يفترى ، وأعرض على القافة ! ؟ وقال : والله ! إنني لأعلم بأنسابهم من آبائهم ، إني والله لأعلم بواطنهم وظواهرهم ، وإني لأعلم بهم أجمعين ، وما هم إليه صائرون ، أقوله حقا ، واظهره صدقا ، علما ورثناه الله قبل الخلق أجمعين ، وبعد بناء السماوات والأرضين .

وأيم الله ! لولا تظاهر الباطل علينا ، وغلبة دولة الكفر ، وتوثب أهل الشكوك والشرك والشقاق علينا ، لقلت قولا يتعجب منه الأولون والآخرون . ثم وضع يده على فيه ، ثم قال : يا محمد ! اصمت ، كما صمت آباؤك * ( فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم ) * .إلى آخر الآية .

ثم تولى الرجل إلى جانبه ، فقبض على يده ومشى يتخطى رقاب الناس ، والناس يفرجون له . قال : فرأيت مشيخة ينظرون إليه ، ويقولون : * ( الله أعلم حيث يجعل رسالته ) * .

فسألت عن المشيخة ؟ قيل : هؤلاء قوم من حي بن هاشم ، من أولاد عبد المطلب .

قال : وبلغ الخبر ، الرضا علي بن موسى ، وما صنع بابنه محمد . فقال : الحمد لله ! ثم التفت إلى بعض من بحضرته من شيعته ، فقال : هل علمتم ما قد رميت به مارية القبطية ، وما ادعى عليها في ولادتها إبراهيم بن رسول الله ؟ !

قالوا : لا ، يا سيدنا ! أنت أعلم ، فخبرنا ؟ لنعلم .

قال : إن مارية لما أهديت إلى جدي رسول الله ، أهديت مع جوار قسمهن رسول الله على أصحابه ، وظن بمارية من دونهن ، وكان معها خادم يقال له ( جريح ) يؤدبها بآداب الملوك ، وأسلمت على يد رسول الله ، وأسلم جريح معها ، وحسن إيمانهما وإسلامهما ، فملكت مارية قلب رسول الله فحسدها بعض أزواج رسول الله .

فأقبلت زوجتان من أزواج رسول الله إلى أبويهما تشكوان رسول الله فعله وميله إلى مارية ، وإيثاره إياها عليهما ، حتى سولت لهما أنفسهما أن يقولا : إن مارية إنما حملت بإبراهيم من جريح ، وكانوا لا يظنون جريحا خادما زمنا .

فأقبل أبواهما إلى رسول الله وهو جالس في مسجده ، فجلسا بين يديه ، وقالا : يا رسول الله ! ما يحل لنا ولا يسعنا أن نكتمك ما ظهرنا عليه من خيانة واقعة بك .

قال : وماذا تقولان ؟ قالا : يا رسول الله ! إن جريحا يأتي من مارية الفاحشة العظمى ، وإن حملها من جريح ، وليس هو منك يا رسول الله ! فأربد وجه رسول الله ، تلون لعظم ما تلقياه به ، ثم قال : ويحكما ! ما تقولان ؟ !

فقالا : يا رسول الله ! إننا خلفنا جريحا ومارية في مشربة ، وهو يفاكهها ويلاعبها ، ويروم منها ما تروم الرجال من النساء ، فابعث إلى جريح فإنك تجده على هذه الحال ، فأنفذ فيه حكمك وحكم الله تعالى .

فقال النبي : يا أبا الحسن ! خذ معك سيفك ذا الفقار ، حتى تمضي إلى مشربة مارية ، فإن صادفتها وجريحا كما يصفان ، فأخمدهما ضربا .

فقام علي واتشح بسيفه ، وأخذه تحت ثوبه ، فلما ولى ومر من بين يدي رسول الله أتى إليه راجعا ، فقال له : يا رسول الله ! أكون فيما أمرتني كالسكة المحماة في النار ، أو الشاهد يرى مالا يرى الغائب ؟ فقال النبي : فديتك يا علي ! بل الشاهد يرى مالا يرى الغائب .

قال : فأقبل علي وسيفه في يده حتى تسور من فوق مشربة مارية ، وهي جالسة وجريح معها ، يؤدبها بآداب الملوك ، ويقول لها : أعظمي رسول الله ، وكنيه ، وأكرميه ، ونحوا من هذا الكلام حتى نظر جريح إلى أمير المؤمنين وسيفه مشهر بيده ، ففزع منه جريح وأتى إلى نخلة في دار المشربة ، فصعد إلى رأسها ، فنزل أمير المؤمنين إلى المشربة ، وكشف الريح عن أثواب جريح ، فانكشف ممسوحا ، فقال : أنزل يا جريح !

فقال : يا أمير المؤمنين ! آمن على نفسي ؟ قال : آمن على نفسك . قال : فنزل جريح ، وأخذ بيده أمير المؤمنين ، وجاء به إلى رسول الله ، فأوقفه بين يديه ، وقال له : يا رسول الله ! إن جريحا خادم ممسوح .

فولى النبي بوجهه إلى الجدار ، وقال : حل لهما يا جريح ! واكشف عن نفسك حتى يتبين كذبهما . ويحهما ! ما أجرأهما على الله وعلى رسوله ! فكشف جريح عن أثوابه ، فإذا هو خادم ممسوح كما وصف .

فسقطا بين يدي رسول الله ، وقالا : يا رسول الله ! التوبة ، استغفر لنا ، فلن نعود .

فقال رسول الله : لا تاب الله عليكما ، فما ينفعكما استغفاري ومعكما هذه الجرأة على الله وعلى رسوله .

قالا : يا رسول الله ! فإن استغفرت لنا رجونا أن يغفر لنا ربنا ، وأنزل الله الآية التي فيها : * ( إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ) * .

قال الرضا علي بن موسى : الحمد لله الذي جعل في وفي ابني محمد ، أسوة برسول الله وابنه إبراهيم .

ولما بلغ عمره ست سنين وشهور قتل المأمون أباه وبقيت الطائفة في حيرة ، واختلفت الكلمة بين الناس ، واستصغر سن أبي جعفر وتحير الشيعة في سائر الأمصار .

في بعض من ادعيته عليه السلام
دعاؤه بعد رؤية هلال شهر رمضان

- السيد بن طاووس رحمه الله : قال : صلى أبو جعفر محمد بن علي الرضا صلاة المغرب في ليلة رأى فيها هلال شهر رمضان ، فلما فرغ من الصلاة ، ونوى الصيام ، رفع يديه .

فقال : ( اللهم يا من يملك التدبير وهو على كل شئ قدير ، يا من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور )

مد يديه حين الدعاء

- السيد بن طاووس رحمه الله : بإسنادنا إلى محمد بن الحسن بن الوليد ، بإسناده إلى القاسم بن حسين النيسابوري ، قال : رأيت أبا جعفر ، عندما وقف بالموقف ، مد يديه جميعا ، فما زالتا ممدودتين إلى أن أفاض فما رأيت أحدا أقدر على ذلك منه .

دعاؤه عند العطاس

- أبو جعفر الطبري رحمه الله :حكيمة بنت أبي الحسن موسى ، قالت : فلما كان اليوم الثالث ، عطس [ أبو جعفر ] ، فقال : ( الحمد لله ، وصلى الله على محمد وعلى الأئمة الراشدين) .

دعاؤه حين مشاهدة الجنازة

- محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله : عن أبي الحسن النهدي ، رفعه ، قال : كان أبو جعفر إذا رأى جنازة ، قال : ( الحمد لله الذي لم يجعلني من السواد المخترم . )

في تسبيحه واستخارته

في تسبيحه :

- الراوندي رحمه الله : تسبيح محمد بن علي في اليوم الثاني عشر والثالث عشر : ( سبحان من لا يعتدي على أهل مملكته ، سبحان من لا يؤاخذ أهل الأرض بألوان العذاب ، سبحان الله وبحمده . )

في استخارته :

- البرقي رحمه الله : عن عدة من أصحابنا ، عن علي بن أسباط ، قال : حدثني من قال له أبو جعفر : إني إذا أردت الاستخارة في الأمر العظيم ، استخرت الله في مقعد مائة مرة ، وإن كان شراء رأس أو شبهه ، استخرته ثلاث مرات في مقعد ، أقول : ( اللهم إني أسألك بأنك عالم الغيب والشهادة ، إن كنت تعلم أن كذا وكذا خير لي فخره لي ويسره ، وإن كنت تعلم أنه شر لي في ديني ودنياي وآخرتي فاصرفه عني إلى ما هو خير لي .

ورضني في ذلك بقضائك ، فإنك تعلم ولا أعلم ، وتقدر ولا أقدر ، وتقضي ولا أقضي ، إنك علام الغيوب ) .

من بعض مناجاة الإمام الجواد
مناجاته بالاستقالة
- قال : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، اللّهم أنّ الرجاء لسعة رحمتك أنطقني باستقالتك ، والأمل لأناتك ، ورفقك شجّعني على طلب أمانك وعفوك ، ولي يا رب ذنوب قد واجهتها أوجه الانتقام ، وخطايا قد لاحظتها أعين الاصطلام ، واستوجبت بها على عدلك أليم العذاب ، واستحققت باجتراحها مبير العقاب ، وخفت تعويقها لإجابتي وردّها إيّاي عن قضاء حاجتي ، وإبطالها لطلبتي ، وقطعها لأسباب رغبتي من أجل ما قد أنقض ظهري من ثقلها ، وبهظني من الاستقلال بحملها ، ثمّ تراجعت ربّ إلى حلمك عن العاصين ، وعفوك عن الخاطئين ، ورحمتك للمذنبين ، فأقبلت بثقتي متوكّلاً عليك ، طارحاً نفسي بين يديك ، شاكياً بثي إليك ، سائلاً ربّ ما استوجبه من تفريج الغم ، ولا استحقه من تنفيس الهم مستقيلاً ربّ لك ، واثقاً مولاي بك .

اللّهم فامنن عليّ بالفرج ، وتطوّل عليّ بسلامة المخرج ، وادللني برأفتك على سمت المنهج ، وأزلني بقدرتك عن الطريق الأعوج ، وخلّصني من سجن الكرب بإقالتك ، وأطلق اسري برحمتك ، وتطوّل عليّ برضوانك ، وجد عليّ بإحسانك ، وأقلني ربّ عثرتي ، وفرّج كربتي ، وارحم عبرتي ، ولا تحجب دعوتي ، واشدد بالإقالة أزري ، وقوّ بها ظهري ، وأصلح بها أمري ، وأطل بها عمري ، وارحمني يوم حشري ، ووقت نشري ، إنّك جواد كريم ، غفور رحيم ، وصلّ على محمد وآله )

مناجاته بالسفر

قال : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، اللّهم إنّي أريد سفراً فخر لي فيه ، وأوضح لي فيه سبيل الرأي وفهّمنيه ، وافتح عزمي بالاستقامة ، واشملني في سفري بالسلامة ، وأفد لي به جزيل الحظّ والكرامة ، واكلأني فيه بحريز الحفظ والحراسة ، وجنبّني اللّهم وعثاء الأسفار ، وسهّل لي حزونة الأوعار ، واطو لي البعيد لطول انبساط المراحل ، وقرّب منّي بعد نأي المناهل ، وباعد في المسير بين خطى الرواحل ، حتّى تقرّب نياط البعيد ، وتسهّل وعورة الشديد .

ولقّني اللّهم في سفري نجح طائر الواقية ، وهنّئني غنم العافية ، وخفير الاستقلال ، ودليل مجاوزة الأهوال ، وباعث وفود الكفاية ، وسائح خفير الولاية ، واجعله اللّهم ربّ عظيم السلم ، حاصل الغنم ، واجعل اللّهم ربّ الليل ستراً لي من الآفات ، والنهار مانعاً من الهلكات ، واقطع عنّي قطع لصوصه بقدرتك ، واحرسني من وحوشه بقوّتك ، حتّى تكون السلامة فيه صاحبتي ، والعافية مقارنتي ، واليمن سائقي ، واليسر معانقي ، والعسر مفارقي ، والنجح بين مفارقي ، والقدر موافقي ، والأمر مرافقي ، إنّك ذو المنّ والطّول ، والقوّة والحول ، وأنت على كلّ شيءٍ قدير ) .

مناجاته بطلب الرزق

قال : ( اللّهم أرسل عليّ سجال رزقك مدراراً ، وأمطر سحائب افضالك عليّ غزاراً ، وارم غيث نيلك إليّ سجالاً ، وأسبل مزيد نعمك على خلّتي إسبالاً ، وأفقرني بجودك إليك ، وأغنني عمّن يطلب ما لديك ، وداو داء فقري بدواء فضلك ، وأنعش صرعة عليتي بطولك ، وأجبر كسر خلّتي بنولك ، وتصدّق على إقلالي بكثرة عطائك ، وعلى اختلالي بكرم حيائك ، وسهّل ربّ سبيل الرزق إليّ ، واثبت قواعده لديّ ، وبجّس لي عيون سعة رحمتك ، وفجّر أنهار رغد العيش قبلي برأفتك ورحمتك ، وأجدب أرض فقري ، واخصب جدب ضرّي ، واصرف عنّي في الرزق العوائق ، واقطع عنّي من الضيق العلائق ، وارمني اللّهم من سعة الرزق بأخصب سهامه ، وأحبني من رغد العيش بأكثر دوامه .

واكسني اللّهم أي ربّ سرابيل السعة ، وجلابيب الدعة ، فإنّي ربّ منتظر لإنعامك بحذف الضيق ، ولتطولك بقطع التعويق ، ولتفضلّك ببتر التقصير ، ولوصل حبلي بكرمك بالتيسير ، وأمطر اللّهم عليّ سماء رزقك بسجال الديّم ، وأغنني عن خلقك بعوائد النعم ، وارم مقاتل الإقتار منّي ، واحمل عسف الضرّ عنّي ، واضرب الضرّ بسيف الاستيصال ، وامحقه ربّ منك بسعة الافضال ، وأمددني بنموّ الأموال ، واحرسني من ضيق الاقلال ، واقبض عنّي سوء الجدب ، وابسط لي بساط الخصب وصحّبني بالاستظهار ، ومسّني بالتمكين من اليسار ، إنّك ذو الطول العظيم والفضل العميم ، وأنت الجواد الكريم ، الملك الغفور الرحيم ، اللّهم اسقني من ماء رزقك غدقاً ، وانهج لي من عميم بذلك طرقاً ، وفاجأني بالثروة والمال ، وأنعشني فيه بالاستقلال ) .

مناجاته بالشكر لله تعالى

قال : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، اللّهم لك الحمد على مردّ نوازل البلاء ، وملمّات الضرّاء ، وكشف نوائب اللأواء ، وتوالي سبوغ النعماء ، ولك الحمد ربّ على هنيء عطائك ، ومحمود بلائك ، وجليل آلائك ، ولك الحمد على إحسانك الكثير ، وخيرك الغزير ، وتكليفك اليسير ، ودفعك العسير ، ولك الحمد يا رب على تثميرك قليل الشكر ، وإعطائك وافر الأجر ، وحطّك مُثقل الوزر ، وقبولك ضيّق العذر ، ووضعك باهظ الإصر ، وتسهيلك موضع الوعر ، ومنعك مفظع الأمر ، ولك الحمد على البلاء المصروف ، ووافر المعروف ، ودفع المخوف ، وإذلال العسوف ، ولك الحمد على قلّة التكليف ، وكثرة التخفيف ، وتقوية الضعيف ، وإغاثة اللهيف ، ولك الحمد على سعة إمهالك ، ودوام افضالك ، وصرف محالك ، وحميد فعالك ، وتوالي نوالك ، ولك الحمد على تأخير معاجلة العقاب ، وترك مغافصة العذاب ، وتسهيل طرق المآب ، وإنزال غيث السحاب ، إنّك المنان الوهّاب ) .

وصيته
- محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله : محمد بن جعفر الكوفي ، عن محمد ابن عيسى بن عبيد ، عن محمد بن الحسين الواسطي ، أنه سمع أحمد بن أبي خالد مولى أبي جعفر يحكي أنه أشهده على هذه الوصية المنسوخة : شهد أحمد ابن أبي خالد مولى أبي جعفر : أن أبا جعفر محمد بن علي بن موسى بن جعفر ابن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أشهده أنه أوصى إلى علي ابنه بنفسه وأخواته .

وجعل أمر موسى إذا بلغ إليه ، وجعل عبد الله بن المساور قائما على تركته من الضياع والأموال والنفقات والرقيق ، وغير ذلك إلى أن يبلغ علي بن محمد .

صير عبد الله بن المساور ذلك اليوم إليه ، يقوم بأمر نفسه وأخواته ، ويصير أمر موسى إليه ، يقوم لنفسه بعدهما على شرط أبيهما في صدقاته التي تصدق بها . وذلك يوم الأحد ، لثلاث ليال خلون من ذي الحجة ، سنة عشرين ومائتين .

وكتب أحمد بن أبي خالد شهادته بخطه ، وشهد الحسن بن محمد بن عبد الله ابن الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، وهو الجواني على مثل شهادة أحمد بن أبي خالد في صدر هذا الكتاب . وكتب شهادته بيده ، وشهد نصر الخادم وكتب شهادته بيده .


استشهاده روحي فداه
على الرغم من تعدد الروايات في كيفية شهادة الإمام الجواد ( عليه السلام ) ، إلا أنَّ أغلبها تُجمِع على أن الإمام ( عليه السلام ) اغتيل مسموماً .

وأنَّ مثلث الاغتيال قد تمثَّل في زوجته زينب المُكنَّاة بـ( أم الفضل ) ، وهي بنت بنت المأمون .

وهي المباشر الأول التي قَدَّمت للإمام عنباً مسموماً ، وتمثَّل أيضاً في أخيها جعفر ، والمدبر والمساعد لهم على هذا الأمر هو المعتصم بن هارون .

فقد ذكر ذلك غير واحد من المؤرخين ومنهم المؤرخ الشهير المسعودي حيث يقول : لما انصرف أبو جعفر ( عليه السلام ) إلى ( العراق ) ، لم يزل المعتصم وجعفر بن المأمون يُدبِّران ويعملان على قتله ( عليه السلام ) .

فقال جعفر لأخته أم الفضل - وكانت لأمّه وأبيه - في ذلك ، لأنه وقف على انحرافها عنه ، وغِيرتها عليه ، لتفضيله أم أبي الحسن ابنه عليها ، مع شِدَّة محبتها له ، ولأنها لم تُرزَق منه ولد ، فأجابت أخاها جعفراً .

وقال غيره : ثم إنَّ المعتصم جعل يعمل الحيلة في قتل أبي جعفر ( عليه السلام ) ، وأشار إلى ابنة المأمون زوجته بأن تُسِمَّه .



ورُوِي أنَّ مثلث الاغتيال ( المعتصم ، وجعفر ، وأم الفضل ) ، كانوا قد تشاوَرُوا وتعاونوا على قتل الإمام ( عليه السلام ) ، والتخلّص منه بعد قدومه إلى ( بغداد ) ، بل ما استُدعِي ( عليه السلام ) إلاَّ لهذا الغَرَض .

وفي ذلك يقول المؤرخ علي بن الحسين المسعودي : ( وجعلوا - المعتصم بن هارون ، وجعفر بن المأمون ، وأخته أم الفضل - سُمّاً في شيء من عنب رازقي ، وكان يعجبه ( عليه السلام ) العنب الرازقي ، فلمَّا أكلَ ( عليه السلام ) منه نَدمَتْ ، وجعَلَتْ تبكي .

فقال ( عليه السلام ) لها : ( مَا بُكَاؤك ؟!! ، والله لَيَضربنَّكِ اللهُ بِفَقر لا يَنجَبِر ، وبَلاء لا يَنْسَتِر ) .

فَبُليت بِعِلَّة في أغمض المواضع من جوارحها ، وصارت ناسوراً ينتقض عليها في كلِّ وقت .

فأنْفَقَت مالها ، وجميع ملكها على تلك العِلَّة ، حتى احتاجت إلى رفد الناس .

وتردَّى جعفر في بئر فَأُخرِج ميتاً ، وكانَ سكراناً .

ولما حضرت الإمام ( عليه السلام ) الوفاة ، بعد أن سرى السُّمَّ في بدنه الشريف ، نص على أبي الحسن الهادي ( عليه السلام ) ، وأوصى إليه .

وكانت شهادته ( عليه السلام ) في آخر ذي القعدة 220 هـ .

وحُفِر للجثمان المقدَّس قبرٌ ملاصقٌ لقبر جدِّه الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، في مقبرة قريش بـ( بغداد ) ، فَوَارَوهُ ( عليه السلام ) فيه .

وانطفأت بشهادته ( عليه السلام ) شُعلَة مشرقة ، من الإمامة والقيادة الواعية ، المفكرة في الإسلام وافل نجم من نجوم الهدى والتقى ..



قصيدة للامام الجواد روحي له الفداء
خذني الى صحن الجواد
باب الحوائج باب المراد
في مقلتي بات السهـــاد
سهرت في ليل هـــــواك

#######

يطير الصاف اخذني وياك ونزلني عله اعتابه
تراني عاشك من اسنين ومثلي هايمه احبابه
دمعتي اتسيح عله الوجنات مجموربلظه اغيابه
رست يمك سفن شوكي وشفتي اتقبل ابوابــه

صحنك ام روض الجنــان
يفوح مسكا مدى الزمان
هب النسيم يطري المكان
وروحي تغفو فوق ثراك

########

اسرجت مهري وتعنيتك سحاب الشوك يحملني
مثلي انجوم تحن اعليك اطير وصبري شايلني
الجواداعليك روحي اتنوح وغده امصابك يسايرني
بعد شيخمد اجروحي وشبح حزنك يخالجنــــي

لما وصلت تلك الربـوع
محاجري سالت دمــــوع
هويت كي اوقد شمـــوع
اذ في الجوى نار لقاك

#######

الك ابعث مراسيلي بدمع ممزوج من دمي
غريب اجناحي مكسوره الك اشكي بعض همي
غفك ليل الهموم ايصيح بفراكك وكع عزمي
البعد يلهب شراييني بسهم فكدك صرت مرمي

الم قلبي عضم الخطوب
عمري تصدع منها يذوب
صبري تعدى صبر ايوب
وشاب راسي متى اراك

#######

يا نبع الكرم والجود علينه علمك اطافح
يفيض اعلينه بالحكمه مثل ومضات تترامح
مثل زخ المطر نزلـت معارف كثره تتسارح
سهام اتصيب كل عالم وعليك اعيونه تتسافح

تبكيك عيني من دمـــاء
مذ غاب نجمك في السماء
سهم الردى سهم الفنـاء
وقد اصابك دون ســـواك

########

عشت اعوام باحضانك كبتك زاهيه اكبالي
وكبت والدك موسى كواكب شعت ابالــي
جنت كلما امر حدك اسلم بيدي وخيالـي
حرمني جيرتك دهري وبس الدمع يحلالــي

مضى زمان والذكريــات
تغفو بفكري الامنــيات
متى ساسكن جنب الفرات
اسير في ركب عــــزاك


########

اذكر لمن ايصادف وفاتك يالجواد احزن
السواد الصحنك ايغطي واحس جدرانه يتفطرن
المناير تبجي لمصابك بنزف جبدتك يتاثرن
مواكب تعتني الكبرك رايات الحزن رفعن

ناح بقربك ناعي المصاب
يدمي لعيني يدمي الهضاب
بكتك حتى عين السحـــاب
وقد فجعت لما دهـــــاك

########

لخادم الامام الجواد (عليه السلام)
عادل الخطيـــــــب

عظم الله اجورنا واجوركم بهذا المصاب الجلل العظيم
الذي ابكى السماء ومن فيها والارض ومن عليها



السلام عليك سيدي ومولاي يا جواد الائمة يوم ولدت ويوم استشهدت
ويوم تبعث حيا
ولعن الله من سمك وظلمك واذاك من الان الى يوم الدين

يا أبا جعفر، يا محمد بن علي، أيها التقي الجواد، يا بن رسول الله، يا حجة الله على خلقه، يا سيدنا ومولانا، انا توجهنا واستشفعنا وتوسلنا بك إلى الله، وقدمناك بين يدي حاجاتنا، يا وجيها عند الله، اشفع لنا عند الله

اللهم بحق باب المراد الامام الجواد اقضي حوائج المؤمنين والمؤمنات
سهل امورهم ويسر عسيرهم
واجعل الامام الجواد شفيعهم في المحشر
لا سيما من اوصانا بالدعاء
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
واسألكم الدعاء
__________________
أنا شيعية ... لا أشايع إلامحمد وآل النبي
أنا جعفرية... أحيا على محيى الصادق وجده النبي
أنا رافضية ...أرفض مبايعة أعداء الله والنبي تباً لكل مولى فالولاء ... لمولاي علي... إبن عم النبي




تسلمين حياتي ام شبر الغالية على الهدية اسعد الله قلبك بشفاعة الحسين وامه الزهراء والسكن معهم في جنة الفردوس

وتسلم ايدج يا قمر المنتدى على الفاصلة الرائعة اسكنك الله جنة الفردوس مع الزهراء روحي لتراب نعلها الفداء




http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=68670



التعديل الأخير تم بواسطة دموع واهات الزهراء ; 11-10-2012 الساعة 02:41 AM
دموع واهات الزهراء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة )
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
في ذكرى استشهاد الامام الجواد (عليه السلام) روحي فاطميه أهل البيت (عليهم السلام) سيرة اهل البيت - مكتبة اهل البيت - موسوعة شاملة عن أهل البيت (ع) 11 12-09-2015 08:01 PM
ختمه من القران الكريم .. في ذكرى استشهاد الامام الجواد عليه السلام <<للمشاركهـ .. روحي فاطميه القرآن الكريم والأدعية والزيارات الأذكار اليومية أدعية لقضاء الحوائج ختمات 17 21-10-2011 11:43 PM


الساعة الآن 05:54 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir