علامات ظهور الامام ثلاث أقسام

[منتهاها]

يقسم الباحثين علامات ظهور الامام الى ثلاث أقسام :
أجتماعية - أخلاقية .
سياسية .
طبيعية - كونية .

كما وتصنف العلامات الى: علامات تسبق الظهور بزمن، وعلامات قريبة ليوم الظهور ، وعلامات صغرى وعلامات كبرى ، وعلامات حتمية الوقوع وعلامات غير حتمية .

هذه التصنيفات لن تفيدنا في استقراء حقيقة طبيعة العلامات وتسلسلها ، وبالتالي سنتجاوزها. لكن، بما أن العلامات الاجتماعية والعلامات البعيدة عن يوم الظهور وأحداث أخر الزمان تتحقق على مدى حقب زمانية طويلة وليس لها إشارات تاريخية محددة، فلن نشملها في بحثنا هذا .


لكن هل هنالك حقاً علامات حتمية الوقوع وأخرى غير حتمية وما هي ؟

أبتداءاً، الروايتين التاليتين تتحدث عل الاجل ، أي أجل بصورة عامة وسأل احدهم الامام الباقر ع عن تطبيق ذلك على السفياني
:
عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام في قوله تعالى: (* ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده* ) ، فقال: الإمام الباقر عليه السلام : (إنهما أجلان: أجل محتوم، وأجل موقوف)، فقال له حمران: ما المحتوم؟، قال: ( الذي لله فيه المشيئة)، قال حمران: إني لأرجو أن يكون أجل السفياني من الموقوف، فقال أبو جعفر عليه السلام: ( لا والله إنه لمن المحتوم الذي لابد منه) معجم احاديث الامام المهدي ج5 ص 96 الحديث 1517 (6 مصادر)

عن أبي عبد الله عليه السلام قال (من الامر المحتوم، ومنه ما ليس بمحتوم، ومن المحتوم خروج السفياني في رجب) معجم احاديث الامام المهدي ج3 ص463 الحديث 1024 (9 مصادر)


ثانياً ، حسب الروايات التالية فأن العلامات الحتمية ليست خمسة فقط كما هو شائع، وهي:
السفياني .
اليماني .
أختلاف بني العباس .
هلاك العباسي ( عبد الله ؟ ).
النداء من السماء بأسم الامام المهدي المنتظر عج .
صوت من السماء - الصيحة - الفزعة في رمضان توقظ النائم، وتفزع اليقظان، وتخرج الفتاة من خدرها .
كف تطلع في السماء .
طلوع الشمس من مغربها .
قتل النفس الزكية .
خسف البيداء .

الروايات:

عن أبي حمزة الثمالي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام كان يقول: ( إن خروج السفياني من المحتوم، قال لي: (نعم، والنداء من المحتوم، وطلوع الشمس من مغربها من المحتوم،) (وأشياء كان يقولها من المحتوم) واختلاف ولد العباس (أختلاف بني العباس في الدولة) من المحتوم، وقتل النفس الزكية من المحتوم، وخروج القائم (عليه السلام) (من آل محمد صلى الله عليه وآله) من المحتوم) . فقلت له: كيف يكون ذلك النداء؟ قال: (ينادي مناد من السماء أول النهار: ألا إن الحق في علي وشيعته، ثم ينادي إبليس لعنه الله في آخر النهار: ألا إن الحق في السفياني وشيعته، فيرتاب عند ذلك المبطلون) معجم احاديث الامام المهدي ج3 ص277 الحديث 811 (20 مصادر)

عن غير واحد من أصحابه، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: قلنا له: السفياني من المحتوم؟ فقال: - ( نعم، وقتل النفس الزكية من المحتوم، والقائم من المحتوم، وخسف البيداء من المحتوم، وكف تطلع من السماء من المحتوم، والنداء من السماء من المحتوم ) فقلت: وأي شئ يكون النداء؟ فقال: ( مناد ينادي باسم القائم واسم أبيه (عليهما السلام) معجم احاديث الامام المهدي ج3 ص450 الحديث 1003 (3 مصادر)

عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: (من المحتوم الذي لابد أن يكون من قبل قيام القائم خروج السفياني، وخسف بالبيداء، وقتل النفس الزكية، والمنادي من السماء) معجم احاديث الامام المهدي ج3 ص450 الحديث 1005 (3 مصادر)

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: ما علامة بين يدي هذا الامر؟ فقال: (بلى)، قلت: وما هي؟ قال: (هلاك العباسي، وخروج السفياني، وقتل النفس الزكية، والخسف بالبيداء، والصوت من السماء). فقلت: جعلت فداك أخاف أن يطول هذا الامر، فقال: (لا إنما هو كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا) معجم احاديث الامام المهدي ج3 ص450 الحديث 1004 (6 مصادر)

سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: (اختلاف بني العباس من المحتوم، والنداء من المحتوم، وخروج القائم من المحتوم( ، قلت: وكيف النداء؟ قال: (ينادي مناد من السماء أول النهار: ألا إن عليا وشيعته هم الفائزون، قال: وينادي مناد في آخر النهار: ألا إن عثمان وشيعته هم الفائزون) معجم احاديث الامام المهدي ج3 ص458 الحديث 1019 (16 مصادر)

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (السفياني من المحتوم، وخروجه في رجب، ومن أول خروجه إلى آخره خمسة عشر شهرا، ستة أشهر يقاتل فيها، فإذا ملك الكور الخمس ملك تسعة أشهر، ولم يزد عليها يوما) معجم احاديث الامام المهدي ج3 ص462 الحديث 1023 (12 مصادر)

عن أبي عبد الله عليه السلام قال (النداء من المحتوم، والسفياني من المحتوم، واليماني من المحتوم، وقتل النفس الزكية من المحتوم، وكف يطلع من السماء من المحتوم، قال وفزعة في شهر رمضان توقظ النائم، وتفزع اليقظان، وتخرج الفتاة من خدرها) معجم احاديث الامام المهدي ج3 ص464 الحديث 1025 (2 مصادر)

----------

ولعل الرواية الوحيدة التالية التي وردت فيها وفي صيغ بعض المصادر كلمة (محتومات) والتي قد تكون من اضافات المعلقيين او النساخ هي سبب الاعتقاد الشائع بأن العلامات الحتمية هي خمسة فقط ، رغم ورود علامات اخرى وصفت بالمحتومة في الروايات اعلاه ورغم ان هذه الرواية لا تحصر العلامات بخمسة ولا تنفي عدم وجود علامات اخرى محتومة !:

عن الإمام الصادق عليه السلام ( خمس علامات (محتومات) قبل قيام القائم: الصيحة، والسفياني، والخسف، وقتل النفس الزكية، واليماني). فقلت: جعلت فداك إن خرج أحد من أهل بيتك قبل هذه العلامات أنخرج معه؟ قال: ( لا)، فلما كان من الغد تلوت هذه الآية: * إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين*، فقلت له: أهي الصيحة؟ فقال (نعم) أما لو كانت خضعت أعناق أعداء الله عز وجل) معجم احاديث الامام المهدي ج5 ص 298 الحديث 1729 (32 مصادر)

وهنالك أيضاً روايات اشترطت تحقق علامة ما قبل تحقق العلامة المحتومة ! ألا يجعل هذا الشرط العلامة السابقة محتومة أيضاً ؟ ... مثال شرط ظهور (كاسر عينه بصنعاء) قبل ظهور السفياني :

في غيبة النعماني بسنده عن عبيد بن زرارة ذكر عند الصادق عليه ‏السلام السفياني فقال ( أنى يخرج ذلك ولم يخرج كاسر عينه بصنعاء ). معجم أحاديث الامام المهدي ج3: ص 478 الحديث 1044 (3 مصدر).

ولكن، هل يعقل ان علامات رئيسية وردت بكثرة في الروايات كالخراساني وشعيب بن صالح والنجم الآيات المذنب والمطر الغزير والكوارث الطبيعية والحروب التي تعم الارض ويموت فيها ثلثين البشر وأول بشارة بضمان قرب ظهور الحجة عج (موت الخليفة عبد الله) ليست محتومة لمجرد عدم وجود رواية وصفت فيها بانها محتومة !..

ألا نعلم ان الروايات غير كاملة ومفقود اجزاء منها كحال باقي الروايات ؟

ما معنى عبارة (وأشياء كان يقولها من المحتوم) الواردة في احدى الروايات اعلاه ؟ الا يدل ذلك على ان هنالك علامات اخرى محتومة؟

وما معنى أن يُعلِمُنا الرسول ص والأئمة ع بعلامات غير محتومة الحدوث؟
هل انهم غير متأكدين من علمهم بحدوث العلامة؟ .. كيف يمكن ذلك والرسول ص لا ينطق عن الهوى وعلم أئمة آل البيت ع هو علم الرسول ص ؟!

أم انهم غير متأكدين من حدوث العلامة ويخافون على مصداقيتهم؟ وهل هم بحاجة لأعلان تنبؤات كثيرة كما بفعل المنجمين لأثبات مصداقيتهم عند تحقق بعضها ؟!

التحليل المنطقي هو ان العلامات المحتومة ليست خمسة فقط كما هو واضح من الروايات أعلاه رغم شيوع هذه الفكرة العديمة الدليل، بل حتى ليست فقط العشرة المذكورة في الروايات أعلاه.

كما ويمكن ان يكون أئمة آل البيت ع يحذرونا من ان إمكانية حدوث تلك العلامات الغير محتومة يعتمد على أفعالنا. أذ يمكننا أن نحتاط لنقلل من تأثيرها او حتى نمنع حدوثها. ويمكن ان يكون غير المحتوم هو تفاصيل حركة شخصية ما او تأثير العلامات المحتومة.
منقول