محرم الحرام طريقنا لمعرفة صاحب العصر والزمان

[عاشقة الكوثر]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين الاشراف وعجل فرج قائمهم وفرج عنا بحقهم ياكريم

محرم الحرام طريقنا لمعرفة صاحب العصر والزمان

((عن أبي عبد الله (عليه السلام ) قال : خرج الحسين بن علي (عليهما السلام ) على أصحابه فقال : أيها الناس إن الله جل ذكره ماخلق العباد إلا ليعرفوه , فإذا عرفوه عبدوه , فإذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة من سواه , فقال له رجل : يابن رسول الله (بأبي أنت وأمي )فما معرفة الله ؟ قال عليه السلام: معرفة أهل كل زمان إمامهم الذي يجب عليهم طاعته)) .

معرفة الإمام ليست كما يتصور البعض تتم بقراءة بعض الكتب واستماع بعض المحاضرات والدروس المنتشرة هنا وهناك على الشبكة ألعنكبوتيه فقط وإنما معرفة الإمام تبدأ من هذه القراءات أي معرفه حصوليه ادراكيه عقلية ولكنها تتم وتكتمل بالمعرفة الحضوريه القلبية وهذه جوهرة غالية ثمينة يهبها الله لمن يستحقها ويستأهلها لان من يمتلك هذه الجوهرة فليس من الصعب أن يصل إلى قلبها ولبها وهي ذات الحق جل وعلا

الكثير منا يدعي حب الإمام صاحب العصر والزمان ويحكي عن شدة تعلقه وعشقه لإمامنا أرواحنا له الفداء فتعالوا لنرى معاً هل نحن نحب الإمام (عليه السلام) حبا حقيقا كما ندعي !!

كانت السيدة الزهراء ( صلوات الله وسلامه عليها ) تحزن حزنا شديدا لفراق الإمام علي عليه السلام عند خروجه للمعارك ولكنها تعلم ان ذلك تكليف من الله عز وجل فلذلك تصبر
وهي إنما لم تحتمل أن يلحق احد الأذى بعلي (عليه السلام) يوم أ ُحرق دارها وأ ُسقط جنينها ونسيت كل آلامها وما جرى عليها (بأبي هي وأمي ) وغدت تركض خلف الأعداء وتصيح وتقول (خلوا عن ابن عمي أو لأكشف للدعاء رأسي )

قالت ذلك لأنها لم تكن لتحتمل أن يلحق أحدا الأذى به (صلوات الله وسلامه عليه )قالت ذلك لأنها عرفت الإمام علي (عليه السلام) حق المعرفة
لذلك لم تحتمل فراقه أبدا ...
كذلك كيف نتصور حال الزهراء (صلوات الله وسلامه عليها) لو أنها رأت ماجرى على الإمام علي (عليه السلام )من أرزاء ومصائب إلى يوم وفاته وقتله (عليه السلام) بيد أشقى الأشقياء

ربما لذلك جعل الله وفاتها قبل الإمام علي (عليه السلام) "أقول ربما " لكي لاترى مايجري عليه من أذى

فهي لم تبكي فراق عليا (عليه السلام) لكونه زوجها أو أبو أولادها فقط إنما بكته لأنها تعرفه حق المعرفة وتعرف هم من يقودون ويلببون ويقيدون (بابي هو وأمي)
كذلك نحن فلو عرفنا الإمام المهدي (عليه السلام ) حق المعرفة كما عرفت مولاتنا وأمنا فاطمة (عليها السلام ) الإمام علي (عليه السلام ) لما احتملنا فراقه لحظة واحده

وقد يقول قائل فما بال زينب عليها السلام قد احتملت فراق الإمام الحسين (عليه السلام) وهو إمامها في ذلك الزمان كما أنها بالتأكيد تعرفه حق المعرفة ؟؟؟

نقول: أن زينب (عليها السلام ) لم تكن لتحتمل فراق إمام زمانها الحسين (عليه السلام) وما جرى عليه من أذى وقتل ونحر لولا يد الحسين ( سلام الله عليه) !!
نعم يد الحسين (عليه السلام) !!

روى أرباب المقاتل انه في يوم العاشر كان قلب السيدة زينب (روحي لها الفداء ) يخفق خفقا شديدا لشدة خوفها على أخيها وإمامها الحسين (عليه السلام ) وكذا على بقية إخوتها وبقية أهل بيت النبوة فوضع الإمام الحسين (عليه السلام) يده على قلبها وتمتم بكلمات فاستقر واطمئن قلب مولاتنا زينب (عليها السلام) هذا أولا

أما السبب الآخر فلكون زينب (عليها السلام) كانت قد حملت رسالة الحسين (عليه السلام) إلى كل العالم وكانت هذه إرادة الله جل وعلا لذلك فقد أمدها الله بالصبر فالصبر ينزل على قدر المصيبة

فأبطال الطف رجالا ونساء وأطفالا كتبوا الرسالة والحسين (عليه السلام) وقعها بدمه الشريف وكان ختمها رأسه المرفوع على القنا والحوراء أم المصائب زينب حملت هذه الرسالة إلى العالم اجمع وهاهم الشيعة في كل مكان يفتحون هذه الرسالة في كل عام من محرم الحرام ومازال يسيل من هذه الرسالة دما عبيطا احمرا قانيا يحكي قصة عشق بين أبطال كربلاء وإمامهم وبين الإمام الحسين (عليه السلام) وذات الحق جل وعلا ..

تركت الخلق طرا في هواكا .. وأيتمت العيال لكي أراكا

حقا وصدقا إننا لا نعرف إمام زماننا صاحب العصر والزمان (روحي له الفداء) حق المعرفة فلو عرفناه لما احتملنا بعده عنا لحظه واحده كما هو حال أمنا الزهراء مع علي (صلوات الله وسلامه عليهما )

ولو عرفناه لفديناه بمهج أنفسنا ولذبنا به عشقا وحبا كما فعل أولاد الحسين وأصحاب الحسين (عليه السلام)
ولو عرفنا إمام زماننا لحملنا رسالته إلى العالم اجمع كما فعلت السيدة زينب (عليها السلام) ولما أوقفنا عن تبليغ الرسالة شئ لاقوة ظالم ولا بلاء ولانازلة ولجعلنا كل لحظة وثانية من حياتنا وأعمارنا هي زمن خاص بالمهدي وللمهدي (عجل الله فرجه الشريف )

أخيرا .. كل شخص منا هو كتاب حوى بضع قطرات دم من محرم الحرام .. وسطورا من ذنوب وخطايا وآثام .. فهيا بنا لنمحوها بدمعة حزن على سبط خير الأنام .. ولنجعل عنوان كتابنا هذا ((مهدي .. بحبك نحيا ونموت ياصاحب العصر والزمان ))