كل يوم عاشوراء و كل أرضٍ كربلاء

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 23-09-2012, 04:31 PM   #1
عشقي حسيني
♣ مشرفة سابقة ♣ محرومة من تربة المظلوم
 
الصورة الرمزية عشقي حسيني
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
الدولة: في قلب فاطمة الزهراء عليها السلام
العمر: 29
المشاركات: 634
معدل تقييم المستوى: 676
عشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond repute
افتراضي دموع المشتاق وزحف العشاق




لكل قوم يدينون بالولاء إلى قادتهم صِلات تربطهم بهم، وصلة الشيعة بقادتهم وسادتهم أهل البيت (ع) صلة متميزة إلى درجة أنك لا تجد في الطوائف الأخرى والمِلل المختلفة ما تجده عند أتباع أهل البيت (ع) من التعلق العاطفي والتوجه الروحي تجاههم في مناسبات تنتشر لتملأ أيام التقويم السنوي، هذا فضلاً عن إحيائهم لذكراهم في غير أيام المناسبات، حتى عرف عن الشيعة بأنهم إن إذا اجتمعوا في مكان ولو بمقدار خمسة أشخاص أقاموا العزاء على سيد الشهداء (ع)، وحتى أن الشيعي إذا سافر إلى بلد مهما كان جمال الطبيعة فيها ساحراً والجو لطيفاً يشعر بالوحشة والغربة إذا لم يسمع في هذا البلد صوتاً لناع ٍ على الإمام الحسين (ع)، أو يرى دموعاً تسيل على ذلك الإمام المظلوم، ولهذا التعلق آليات خطّطَ إليها أهل البيت (ع) بنظرة اخترقت حصون الزمان، وأسست لإثارة اللوعة والأحزان، من خلال تأسيس مجالس العزاء على سيد الشهداء (ع) الذي ابتدأ بها رسول الله (ص) حيث كان يبكي سبطه الشهيد قبل مماته كما أحصى الشيخ عبد الحسين الأميني إثثا عشر مجلساً أو يزيدون من مجالس عقدها رسول الله (ص) من مصادر أهل السنة في كتابه القيِّم ( سيرتنا وسنتنا سيرة نبينا وسنته) عندما ناقشه بعض علماء إخواننا من أهل السنة عن سبب إحياء الشعائر الحسينية، ولم يكن رسول الله (ص) بدعاً من الرسل، فقد بكى رسل الله الإمام الحسين (ع) كما قال الشاعر:
بكته الأنبياء وغير بدع ٍ...........بأن تبكي الكرامُ على الكرام ِ
ومن آليات الارتباط الروحي بأهل البيت (ع) مواكب اللطم والعزاء، وتأتي في طليعة هذه الآليات زيارة المعصومين الأربعة عشر (ع) وتتميز زيارة الإمام الحسين (ع) بخواص لا نجدها في زيارة غيره من حيث كمية الزيارات ونوعيتها، فأما من حيث الكمية فما تمر مناسبة فرح ولا مناسبة حزن إلا وزيارة الإمام الحسين (ع) على جدول تلك المناسبة حتى يكون ذكر الإمام الحسين (ع) حاضراً بشكل دائم في فكر وعاطفة الفرد والأمة، والزيارة عن قرب وعن طريق السفر وتحمل المشاق مطلوبة، ولكن إذا تعذرت فلا ينبغي أن يقع الإنسان في مطب الجفاء بترك زيارته (ع) من بُعد، قال أبو عبدالله عليه السلام : "يا سَدير تزور قبر الحسين عليه السلام في كلّ يوم؟ قلت : جُعِلت فِداك لا ، قال : ما أجفاكم ! أفتزورُه في كلِّ شَهر ؟ قلت : لا ، قال : فتزورُه في كلِّ سنةٍ ، قلت : يكون ذلك ، قال : يا سَديرُ ما أجفاكم بالحسين عليه السلام أما عَلِمتَ أنَّ ‏لله ألفُ ألف مَلَك شُعثاً غُبراً يبكون ويزورون لا يفترون؟ وما عليك يا سَديرُ أن تزورَ قبر الحسين عليه السلام في كلِّ جُمعة خمس مرّات؟
زيارة الأربعين وعلامات المؤمن
ورد عن الإمام الحسن العسكري(عليه السلام): (علامات المؤمن خمس: التختم باليمين وصلوات إحدى وخمسين والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم والتعفير للجبين وزيارة الأربعين).
الزيارة … وقبضات التحدي
أصبحت الزيارة اليوم وما يحدث اليوم حدث في أيام التاريخ منذ أن استشهد أبطال كربلاء، وهو أن الزائر للإمام الحسين (ع) يتعرض إلى أنواع التنكيل والتهديد بالقتل، فبالأمس ودعنا أكثر من أربعين زائراً لحقوا قوافل الشهداء الذين سبقوهم وكانت أقدامهم المشتاقة تسير إلى محبوبهم، ولا ذنب لهم سوى أنهم امتثلوا أمر الله تعالى في كتابه العزيز : (قل لا أسئلكم عليه أجراً إلا المودة في القربى) فأبناء يزيد بن معاوية وأبناء المتوكل العباسي لا يروق لهم أن يزحف الملايين إلى قبر الحسين (ع)، فيخرجون أحزمتهم الناسفة واليائسة من وقف الزحف المليوني تجاه قبر الحسين (ع) لعلهم يضعون حجرة صغيرة أمام الطوفان البشري الهائل، وأنى لهم أن يطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون، والغريب في أمر زيارة الإمام الحسين (ع) أن تعاليم أهل البيت (ع) لا تغفل هذا المستحب العظيم حتى في أشد الحالات الأمنية خطورة، في وقت تراعي فيه تعاليمهم من خلال الأحكام الشرعية وتشدد على أهمية وضرورة الحفاظ على النفس بالتقية والمداراة حتى في الأمور الواجبة، أما في قضية زيارة الحسين (ع) فالحث عليها قائم حتى مع تردِّي الأوضاع الأمنية، وانتشار الوحوش البشرية التي تترصد في الطريق لتقطع على زوار الإمام الحسين (ع) زيارتهم بالمفخخات والأحزمة في عصرنا هذا، وبقطع الأيدي والأرجل في العصور السابقة.
الزيارة مع الخوف…
روي عن الإمام الصادق سلام الله عليه، أنّ ابن بكير قال له: إنّي أنزل الإرجان وقلبي ينازعني إلى قبر أبيك، فإذا خرجت فقلبي وجل مشفق حتى أرجع خوفاً من السلطان والسعاة وأصحاب المسالح. فقال:
«يابن بكير، أما تحب أن يراك الله فينا خائفاً، أما تعلم أنّه من خاف لخوفنا أظلّه الله في ظلّ عرشه، وكان محدّثه الحسين سلام الله عليه تحت العرش، وآمنه الله من أفزاع يوم القيامة، يفزع ولا يفزع، فإن فزع، وقرته الملائكة وسكنت قلبه بالبشارة»
وفي حديث محمد بن مسلم عن الإمام أبي جعفر الباقر سلام الله عليه أنّه قال له: «هل تأتي قبر الحسين عليه السلام؟» قلت: نعم على خوف ووجل فقال سلام الله عليه: «ما كان من هذا أشدّ فالثواب فيه على قدر الخوف» .

الزيارة… والآثارة الدنيوية
ولزيارة الإمام الحسين (ع) آثارٌ دنيوية، فقد ورد ما يفيد أنها تزيد في العمر وتزيد في الرزق وتدفع السوء فقد ورد عن محمَّد بن مسلم عن مولانا الإمام أبي جعفر عليه السلام قال: "مروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين عليه السلام فإنّ إتيانه يزيد في الرزق ويمد في العمر ويدفع مدافع السوء ،وإتيانه مفترض على كل مؤمن يقر للحسين بالإمامة من الله" . ومن آثارها الدنيوية أيضاً تحصيل السعادة وقضاء الحوائج وتفريج الهم فعن أبان عن عبد الملك الخثعمي عن الإمام أبي عبد الله عليه السلام قال:"يا عبد الملك لاتدع زيارة الحسين بن علي عليهما السلام ومر أصحابك بذلك،يمد الله في عمرك ويزيد الله في رزقك ،ويحييك الله سعيداً ولا تموت إلاّ سعيداً ويكتبك سعيداً." . وقد جاء عن مولانا الإمام الصادق عليه السلام قال لفضيل بن يسار :"إنّ إلى جانبكم لقبراً ما أتاه مكروب إلاّ نفّس الله كربته وقضى حاجته" .

القلوب المحترقة

ويكفي الزوار فخراً أن دعاء الإمام الصادق (ع) بالرحمة يشملهم، والإمام يساندهم في تحمل الأذى النفسي من الأعداء الذين يعيبون عليهم هذا العمل المقدس، ويكبر الإمام فيهم مقاومتهم وصمودهم أمام الحملات الإعلامية والحروب النفسية التي يشنها من يريد أن يفصل بين الإمام الحسين (ع) وقواعده الجماهيرية في كل زمان ويثمِّن تلك الدموع التي تجري حزنا على أبي عبد الله الحسين (ع) يقول الإمام الصادق (ع): (اللهم إن أعداءنا عابوا عليهم بخروجهم، فلم ينههم ذلك عن الشخوص إلينا خلافاً منهم على من خالفنا فارحم تلك الوجوه التي غيّرتها الشمس، وارحم تلك الخدود التي تتقلب على حفرة أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، وارحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمة لنا، وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا، وأرحم تلك الصرخة التي كانت لنا).
دموع من ذهب
عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر(ع)، قال: كان علي بن الحسين (ع) يقول: "أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين بن علي(ع) دمعة حتى تسيل على خده بوأه الله بها في الجنة غرفاً يسكنها أحقاباً، وأيما مؤمن دمعت عيناه حتى تسيل على خده فينا لأذى مسنا من عدونا في الدنيا بوأه الله بها في الجنة مبوأ صدق، وأيما مؤمن مسَّه أذى فينا فدمعت عيناه حتى تسيل على خده من مضاضة ما أوذي فينا صرف الله، عن وجهه الأذى وآمنه يوم القيامة من سخطه والنار".
يقسم هذا الحديث دموع البكاء على الحسين إلى ثلاث:
الأولى : دمعة الحزن على قتله (ع) وثمنها أن يسكن أحقاباً في غرف الجنة، وما أعظمه من أجر، دمعة تسيل على الخد يكون هذا أجرها، نعم لأنَّ هذه الدمعة خرجت من تلك القلوب المحترقة بآلام الحسين، ومن تلك الحرارة التي عبر عنها الإمام الصادق (ع) بأنها لن تبرد أبداً، فسلوك البكاء سلوكٌ ينبغي التأكيد عليه، ومن لم يبك فليتباكَ، أي يجعل نفسه في أجواء البكاء، لكي لا يحرم نفسه من هذه النعمة العظيمة.

الثانية : دمعة التألم لأي أذىً مسَّ أهل البيت (ع) ومن هنا نرى تأكيد الزيارات الواردة عنهم على هذه الحالة التي ينبغي على الإنسان أن يعايشها طول حياته وهي حالة ( سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم وولي ولمن والاكم وعدوٌ لمن عاداكم) فالمؤمن الموالي لأهل البيت يشعر أن الأذى الذي لاقوه موجهٌ إليه بصورة مباشرة، بل يشعر أن من آذى أهل البيت شرٌ ممن آذاه لأنهم أولى به من نفسه.
الثالثة: هي دمعة التحمل لأذى الآخرين لأنه قد والى محمد وآل محمد (ص)، فلسان حال الحديث ينطق بما نطق به محمد (ص) لآل ياسر حينما قال : " صبراً آل يا سر إن موعدكم الجنة" هنا أيضاً هذا لسان حال هذا الحديث يقول صبراً شيعة آل محمد على الأذى في حبنا، فدموعكم التي تسيل بسبب ولائكم لنا ستطفي لهب النار يوم القيامة، وستكون أمناً لكم يوم الفزع الأكبر، فما أعظمها من قطرات تسيل من دموع شيعة الحسين حزناً على فقده أو تألماً لما جرى عليه وعلى آل بيته والأئمة، أو تحملاً للأذى في حبهم، جعلنا الله من الباكين على مصابهم والطائعين لأمرهم وحشرنا الله معهم يوم القيامة إنه سميع مجيب.
الحسين ينظر ويستغفر لزواره

ومن الامتيازات التي يحصل عليها الزوار ما نستفيده من الحديث الآتي: قال الإمام الصادق (ع) : "إن الحسين بن علي عند ربه عز وجل ينظر إلى معسكره ومن حلّه من الشهداء معه ، وينظر إلى زوّاره ، وهو أعرف بهم وبأسمائهم وأسماء آبائهم وبدرجاتهم ومنزلتهم عند الله عز وجل من أحدكم بولده ، وإنه ليرى من يبكيه فيستغفر له ويسأل آباءه عليهم السلام أن يستغفروا له ، ويقول : :لو يعلم زائري ما أعدّ الله له ، لكان فرحه أكثر من جزعه ، وإن زائره لينقلب وما عليه من ذنب"

قرة العين عند الموت
والحديث الذي سنذكره الآن يصور لنا أجواء الخوف التي ما تبدلت منذ زمن الصادق إلى زمن النظام السابق، وإلى زماننا، وأن الارتباط بالحسين ينبغي أن يتم بأي شكل من الأشكال، وأن له آثار عجيبة في لحظات الاحتضار فعن مسمع قال لي الصادق (ع) : "يا مسمع !.. أنت من أهل العراق ، أما تأتي قبر الحسين ؟.. قلت : لا ، أنا رجل مشهور من أهل البصرة ، وعندنا من يتبع هوى هذا الخليفة ، وأعداؤنا كثيرة من أهل القبائل من النصّاب وغيرهم ، ولست آمنهم أن يرفعوا عليَّ حالي عند ولد سليمان فيمثّلون عليّ . قال لي : أفما تذكر ما صُنع به ؟.. قلت : بلى ، قال : فتجزع ؟ قلت:إي والله !.. وأستعبرُ لذلك ، حتى يرى أهلي أثر ذلك عليّ ، فأمتنعُ من الطعام حتى يستبين ذلك في وجهي ، قال : رحم الله دمعتك !.. أما إنك من الذين يُعدّون في أهل الجزع لنا والذين يفرحون لفرحنا ، ويحزنون لحزننا ، ويخافون لخوفنا ، ويأمنون إذا أمِنّا . أما إنما سترى عند موتك وحضور آبائي لك ووصيتهم ملك الموت بك ، وما يلقّونك به من البشارة ما تقرّ به عينك قبل الموت ، فمَلَك الموت أرق عليك وأشدّ رحمة لك من الأم الشفيقة على ولدها ،ثم استعبر واستعبرتُ معه .. فقال : الحمد لله الذي فضّلنا على خلقه بالرحمة ، وخصّنا أهل البيت بالرحمة يا مسمع !.. إن الأرض والسماء لتبكي منذ قتُل أمير المؤمنين رحمة لنا ، وما بكى لنا من الملائكة أكثر ، وما رقأت دموع الملائكة منذ قُتلنا ، وما بكى أحدٌ رحمةً لنا ولما لقينا ، إلا رَحِمَه الله قبل أن تخرج الدمعة من عينه ، فإذا سال دموعه على خده فلو أن قطرةً من دموعه سقطت في جهنم لأطفأت حرّها حتى لا يوجد لها حرّ . وإن الموجع قلبه لنا ليفرح يوم يرانا عند موته ، فرحةً لا تزال تلك الفرحة في قلبه حتى يَرِدَ علينا الحوض ، وإن الكوثر ليفرح بمحبّنا إذا ورد عليه ، حتى أنه ليُذيقه من ضروب الطعام ما لا يشتهي أن يصدر عنه".

السيد هاشم الموسوي







__________________


كون حسين محبوبك ... أبشر طاحت أذنوبك
لو غـطـاك الــــتراب ... يوكفلك بالحســاب
وبيده يمضي مكتوبك
عشقي حسيني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة )
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نزيف الانف عند الاطفال أم فاتي زيزي التربية والطفل 3 13-01-2009 12:35 PM


الساعة الآن 06:30 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir