أين هو العدل ؟؟؟

[زهرة الياسمين]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعدائهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يقول تبارك وتعالى
(إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان .. )
سورة الأحزاب ، الآية : 72

ومن هذه الأمانة الأتي حملناها على كاهلينا أمانة الأبناء ، وحقهم في التربية الصالحة ، والعدل بينهم ، وعدم التفرقة بينهم فهؤلاء زينتنا وربيع الخلق الجميل ،وكل الأديان الإلهية دعت إلى حفظ حقوقهم والاعتناء بهم وإظهار المحبة لهم ، وفي مدرسة محمد وآله الأطهار الحث الحثيث لتعليمهم وتربيتهم فيقول أشرف الخلق روحي له الفداء
(اكرموااولادكم واحسنوا تربيتهم ليغفر الله لكم)
ميزان الحكمة عن كنز العمال

ومن الأمور المهمة جداً هي العدل والمساواة بين الأبناء وهذا ما سنتطرق له في هذه الصفحات بإذنه تعالى .
فكما هو معروف لدى كل عاقل بأن عدم المساواة بين الأبناء لها أثارها السلبية على النفس وعلى العقل وحتى على الجسم ، ولها الأثر الكبير حتى في تقدم العمر ، فهو أحد الأسباب التي تشعل الغيرة والحقد بين الأبناء وتسبب المشاكل اللا منتهية
كما أن المساواة أيضا من الأمور التمهيدية لإنتاج أبناء بارين بوالديهم
.فيقول النبي الأكرم روحي فداه
( إنَّ لَهُم عليك مِنَ الحَقِّ أن تعدِلَ بينَهُم ، كما أنَّ لكَ عَليهِم مِنَ الحَقِّ أنْ يبرُّوكَ ) .
وأيضاً يقول ( صلى الله عليه وآله ) :
( اعدِلُوا بَين أولادِكُم في النِّحَل - أي : العطاء - كما تحبون أن يعدلوا بينكم في البِرِّ واللُّطف )
ويصرح بها صلاة الله عليه وعلى آله في وجوه الجاهلية ويقول
(اتقوا الله واعدلوا بين اولادكم)
ميزان الحكمة ج 10 ص 706 ح 22359

وسواء كانت هذه التفرقة وعدم المساواة في عطاء صغيرة أو كبيرة فلها الأثر الكبير ، فعن أمير المؤمنين روحي فداه قال (ابصر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلمرجلاً له ولدان فقبل احدهما وترك الاخر فقال صلى الله عليه وآله وسلم : (فهلا واسيتبينهما ؟!)
بحار الانوار ج 74 ص 84 . ميزان الحكمة ج 10 ص 706
فل ننظر إلى أدق الأمور وابسطها كي نكون منصفين أمام الله في هذه الأمانة
ويمكن التدليل على عمق النظرة النبوية من قوله ( صلى الله عليه وآله ) :
( إنَّ اللهَ تَعالى يُحِبُّ أن تَعدِلوا بَينَ أولادِكُم حَتَّى في القُبَلِ ) .

-إلا أن الشريعة المحمدية تراعي حتى الخصائص العاطفية لكل من الأبناء ،فكما نعرف ان البنات أكثر عاطفة وأكثر تحسس فهم الذي قال فيهم الرسول الأعظم (رفقاً بالقوارير )

فتوجهنا المدرسة المحمدية بالابتداء بالفتيات في العطايا وفي القبل وغيرها
فعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (من دخل السوق فاشترىتحفة فحملها الى عياله . كان كحامل صدقة الى قوم محاويج وليبدأ بالاناث قبل الذكور فان من فرح ابنته فكانما اعتق رقبة من ولد اسماعيل ومن اقر عين ابنة فكانما بكى منخشية الله ومن بكى من خشية الله ادخله الله جنات النعيم)
ثواب الاعمال للصدوق ووسائل الشيعة جزء 21.
وعنه أيضاً روحي له الفداء:
(ساووا بين اولادكم في العطية ، فلو كنت مفضلا احدا لفضلت النساء)
ميزان الحكمة ج 10 ص 706 ح 22364
والكثير الكثير من الأحاديث والروايات التي تؤكد على المساواة بين الأولاد بل وتقديم الفتيات في العطيا

ولكن لو جئنا إلى الواقع وإلى مجتمعنا هل نجد ذلك ؟؟؟!!!
(هنا لب الموضوع)

-فمن الأمور التي أراها مهمة جداً وهي مشكلة كبيرة يعاني منها هذا الجيل هو (مسألة التزويج ) فنحن نعلم أن الزواج غريزة فطرية كل إنسان سليم يحتاج لإشباعها
.
-فهل ترون أن أباء هذا المجتمع ينصفون بناتهم في السعي في تلبية هذه الحاجة ؟
# نرى الآباء والأمهات يسعون في انتقاء أفضل الزوجات أخلاقاً وجمالاً وديناً وحسناً لأولادهم الذكور ، ويدعمونهم بالمال ويسعون حتى بتوفير السكن المجاني في منازلهم كي تخُف المؤنة عليهم كي يعيشوا عيشة كريمة ، وكل هذا أمر جيد جداً . ومطابق لتعليمات أهل البيت عليهم السلام فكما جاء في أخبارهم
عن النبي الأكرم قال
(من حق الولد على والده ثلاثة : يحسن إسمه ، ويعلمه الكتابة ،ويزوجه إذا بلغ)
مكارم الأخلاق
ويفهم من هذا الحديث انه لايخص الذكور من الاولاد بل الذكور والإناث بشكل مطلق.
إلا أننا نراهم في الطرف المقابل عند بناتهم لا يحركون ساكن، إما أن يأتي الطارق ليطرق الباب ،وإلا الجلوس والصمت وتجاهل هذه الفتاة وكأنها لا حاجة لها إلا الأكل والشرب والسكن والدراسة ، متجاهلين الحاجة الغريزية لهذه الفتاة .
وحتى إذا تقدم لها خطيب وتمت الموافقة عليه ،فهو يتكفل كل شيء حتى لو كانو أهل الفتاة في حال ميسور فهم يتوقفون من المساعدة ويخضعون للعادات التي لم ينزل الله بها من سلطان .

-لماذا الأب في مجتمعنا يسعى جاهداً في تامين السكن لأبنه ولا يسعى بالمثل لبنته؟

-أليس هذا عدم إنصاف وعدم مساواة بين الذكور والإناث من الأولاد ؟

-لماذا السعي في التزويج حكراً على الذكور ؟

يقول الإمام الرضا بلغنا الله في الدنيا زيارته وفي الآخرة شفاعته
نزل جبرئيل على النبي صلى الله عليه وآله فقـال : يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول : (( إن الأبكار من النساء بمنـزلة الثمر على الشجـر ، فإذا أينع الثمر فلا دواء له إلا اجتناؤه ، وإلا أفسدته الشمس ، وغيرته الريح ، وإن الأبكار إذا أدركن ما تدرك النساء فلا دواء لهن إلا البعول ، وإلا لم يؤمن عليهن الفتنة ، فصعد رسول الله صلى الله
عليه وآله المنبر فجمع الناس ثم أعلمهم مـا أمـرالله عـز وجل به ))
البحار ج16 ص 223 .

أليس هذا دليل على الحث في التعجيل في السعي في تزويج الفتيات .؟؟
.
– وفي الكـافي : … وكذلك الأبكار إذا أدركن ما يدرك النساء فليس لهن دواء إلا البعولة وإلالم يؤمن عليهن الفساد لانهن بشر ))
الكافي ج5 ص 337
.
ويا سبحان الله دققوا في وصف النساء الأبكار الذين بدون زواج يصفهم كأنهم مرضى ،ولا حل إلا الزواج .

أيضاً يقول روحي فداه
(( من سعادة الرجل أن لا تحيض ابنته في بيته ))
الوسائل ج14 ص39 كتاب النكاح باب 23 من مقدمات النكاح ح12
وهذا دليل كالشمس في سعي الأب لتزويج ابنته .

وعنه صلوات الله عليه وعلى آله الأطهار

(( النكاح رِق فإذا أنكح أحدكم وليدة فقد أرقها ، فلينظر أحدكم لمن يرق كريمته ))
وسائل الشيعة كتاب النكاح باب 28 من مقدمات النكاح ح8 . والسنن الكبرى للبيهقي ح13481

– وعنه صلى الله عليه وآله :
(( زوجوا أياماكم فإن الله يحسن لهم
في أخلاقهم ، ويوسع لهم في أرزاقهم ، ويزيدهم في مروّاتهم )) البحار ج100 ص222 .

كل هذا ويأتي من يقول عاداتنا وتقاليدنا تمنعنا من أن نسعى في تزويج بناتنا ؟؟؟!!
ويأتي آخر ويقول إهانة للمرأة ؟؟؟!!
ويأتي غيره ويقول أبنتنا ليست رخيصة؟؟؟!! ويأتي ..ويأتي ..ويأتي ..............إلخ

لماذا لا نغير من هذا الفكر الجاهلي ونتبع الطريق الحق والفطرة السليمة وننصف الذكور والإناث من الأبناء وإعطائهم حقوقهم بالتساوي ؟

الخلاصة فلنجعل قدوتنا نبي الله شعيب عليه السلام حين قال لموسى عليه أفضل الصلاة والسلام
( إنّي أريد أن أُنكحك إحدى ابنتي هاتين)

وعذرا على الإطالة

منقوووول

[البسمات الفاطميه]

موضوًًــع رآئـع .. جزآك الله خيرآ
ننتظر جديدك بككل شوق
كل التحيـہ

[لهيب العراقية]

السلام عليكم
مشكورة اختي زهرة الياسمين كلامك صحيح لاتوجد عدالة لدى الكثير من العوائل لاسباب جاهلية بحتة

[عبير الزهــــــــراء]

الْلَّهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَّآل مُحَمَّد وَعَجِّل فَرَجَهُم ..

العدل هو ميزان الله المبرأ من النقص والعيب

بارك الله فيك

[محبة لاهل البيت]

يسلمووو عالموضوع الراقي
جزاك الله خير الجزاء
دمتِ بخير
تحياتي

[الكووووثر]

موضوع مهم ولابد من تطبيق العدل والمساواهـ

يعطيك العافيه
اختي زهرة الياسمين

على الطرح المميز

تقبلي مروري واحترامي وودي لك