حكم صوم الزوجة والابن والضيف تطوعا بدون إذن ...

[الموسوية]

3 الحمدلله والصلاة والسلام على
اشرف خلق الله الذي سمي في السماء بأحمد وفي الأرض بأبي القاسم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعلى آله الطيبين الطاهرين المعصومين الميامين واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين من الآن حتى قيام يوم الدين .3

الأصل في العبادات عدم توقفها وتقيدها بموافقة طرف ما ، غير أن الشريعة قيدت أصل الاتيان ببعض المستحبات بموافقة أو عدم نهي بعض الأطراف، ومن تلك المستحبات الصوم ، وقد وقع الخلاف في التوقف بين الفقهاء لاختلافهم في توثيق النصوص وفهم دلالتها، ومن هنا يقع الكلام في أمور ثلاثة:

الأمر الأول: حكم صوم الزوجة بالنظر إلى الزوج.

وفي هذه المسألة، مرة يصدر النهي من الزوج كأن يقول لزوجته: لا تصومي اليوم أو يوم غد، وفي هذه الحالة الأحوط وجوبا للزوجة ترك الصوم - وباتفاق معظم الفقهاء - سواء كان الصوم مزاحما لحقه في الاستمتاع أو غير مزاحم له.
ومرة لا يصدر النهي من الزوج، ولكنه في نفس الوقت لم يصدر منه الإذن فهو لم يقل لزوجته أذنت لك أو رضيت لك بالصوم، وهذه الحالة لها صورتان:
الأولى: أن تنافي حق الزوج كأن يكون راغبا في الاستمتاع ولكنه لايتمكن من ذلك بسبب صوم الزوجة حيث أن الجماع من المفطرات والمبطلات للصوم.
وفي هذه الصورة اتفقوا أيضا على نحو الاحتياط الوجوبي بترك الزوجة للصوم.
الثانية: أن لا تنافي حق الزوج في الاستمتاع.
وفي هذه الصورة ذهب كل من السيد الخوئي والسيد السيستاني والشيخ الوحيد الخراساني والميرزا التبريزي إلى أنه يجوز للزوجة الصوم وإن كان الأحوط استحبابا لها ترك الصوم.
بينما ذهب السيد الخميني إلى أن الأحوط وجوبا لها ترك الصوم، أي أنه لايجوز للزوجة على رأيه قدس سره أن تصوم إلا بعد أخذ موافقة الزوج. ولكن بما أن رأيه في المسألة على نحو الاحتياط الوحوبي لا الفتوى ولذا يمكن للباقية على تقليده الرجوع في الاحتياط إلى الأعلم من بعده أي فتوى المرجع الحي الذي بموجبه بقيت على تقليد الميت إذا كان قائلا بجواز الصوم للزوجة.
وهنا لابد من التنبيه إلى أن الحكم السابق مختص بالصوم تطوعا واستحبابا لا وجوبا بينما عمم السيد السيستاني الحكم إلى صوم الزوجة صياما واجبا غير معين، فالصوم قد يكون واجبا معينا كالصوم المنذور وقوعه في اليوم الفلاني أو صوم من عليها قضاء شهر رمضان مع تضيق وقت القضاء كمن عليها قضاء خمسة أيام ولم يبق على دخول شهر رمضان إلا خمسة أيام.
وقد يكون واجبا غير معين كمن نذرت صيام يوم من غير تحديد له أو كمن أرادت قضاء ما عليها من شهر رمضان الفائت وهناك متسع من الوقت إلى شهر رمضان اللاحق.
والسيد السيستاني يقول بأن الزوجة إذا كان صومها من قبيل الواجب غير المعين فإنه ينطبق عليها حكم الصائمة تطوعا أي أنه لايجوز لها على الأحوط الصوم مع نهي الزوج أو مع عدم نهيه ولكن الصوم تنافى مع حق الزوج في الاستمتاع.
أما في الصوم الواجب المعين كشهر رمضان فلا خلاف بين الفقهاء جميعهم أنه لايتوقف على إذن الزوج ولا يضر في لزومه نهي الزوج بل يجب صيامه ويحرم إفطاره وإن نهى الزوج عن صيامه.
والمراد من الكراهة في هذا المقام خصوصا والعبادات عموما هو قلة الثواب وليس المبغوضية إذ لايمكن أن يجتمع التقرب في العمل إلى الله مع المبغوضية.
بينما ذهب السيد الخميني والسيد السيستاني إلى أن المقصود من الكراهة ما هو الأعم من قلة الثواب والملازمة لأمر مرجوح أو المزاحمة لأمر راجح.

الأمر الثاني: حكم صوم الإبن تطوعا بدون إذن الأب

وقد اتفقوا إلى أنه في حال عدم إيذاء الأب فإنه يكره صوم الولد من دون إذن الأب.
أما في حال الإيذاء فقد ذهب كل من السيد الخميني والخوئي والسيستاني إلى الحرمة، وقالوا بأن الحكم بالحرمة إذا ما استوجب الصوم الإيذاء لا يختص بالأب بل يشمل الأم أيضا.
وفي حال عدم إيذاء الأم فإن السيد الخوئي والسيد السيستاني والسيد الخميني يقولون بأن الأولى والمستحب مراعاة إذنها.
أما في حال نهي الأب والأم لابنهما عن الصوم تطوعا فإن السيد الخميني ذهب إلى أن الأحوط وجوبا ترك الصوم وإن لم يتسبب ذلك في إيذائهما.
بينما ذهب السيد الخوئي والسيد السيستاني إلى أن الأحوط استحبابا ترك الصوم.
وهل الحكم السابق يختص بالأب مباشرة أم أنه يشمل أب الأب (الجد)؟
أفتى السيد الخوئي والسيد السيستاني بالتعميم، وقال به السيد الخميني على نحو الاحتياط الوجوبي.

الأمر الثالث: حكم صوم الضيف بالنسبة إلى مضيفه.

وقد اتفقوا على أنه يكره للضيف الصوم تطوعا بدون إذن مضيفه، وقد عمم السيد السيستاني حكم الكراهة إلى حالة صوم الضيف الصيام الواجب غير المعين.
وذهب السيد الخوئي والسيد السيستاني والسيد الخميني إلى أن الأحوط استحبابا ترك الضيف للصوم مع نهي المضيف بل قالوا بالاحتياط الاستحبابي بذلك مع عدم إذنه أيضا.

[الصبح تنفس]

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
جزاكم المولى خير الجزاء
واجركم على اهل البيت عليهم السلام
وموفقين لكل خير
ودمتم لخدمة الدين واهله

[فضيلة]

طرح رائع

كل الشكر لطارح الموضوع