بقلمي: لا تضيعي الفرصة... انتبهي

[فداء شسع نعل فاطمة]

في لحظات الليل المظلم عندما تسكن الانفاس وتخلد الناس الى النوم.. ما اروع ان تحتضنين الفراش والوسادة وتغطي في نوم عميق في جو الغرفة المكيف... لكن... هل تسمحين لي بالتحدث قليلا؟؟

عندما تضعين رأسكي على الوسادة الناعمة تذكري ان هناك من يضع رأسه الان على التراب وانكِ ستلحقين به مهما طال عمركي.. اجل تذكري ذلك التراب الذي يوضع عليه خدكي وتذكري تلك الحفرة المظلمة التي تحتضنكي وتذكري تلك الاهوال التي ستلاقيكي ... تذكري تلك الديدان التي ستتلقى جسدكي المدلل وبشرتكي الناعمة لتخفي كل اثارها ولن تترككِ الا عظاما بالية..

اصغي الي قليلا وتخيلي معي تلك اللحظات.. اغمضي عينيكي وتخيلي لو انكِ شهقتي شهقة الموت وخرجت روحكي من الجسد الى السماء واجتمع عندكي الاهل والاحباب ينادونكي فلا من مجيب.. تتعالى الصرخات ترتفع اصوات البكاء... انتِ معهم وبينهم تحاولين ان تجيبينهم تحاولين ان تصرخي ليسمعوكي فلا جدوة من ذلك... رفعوكي الى ذلك المغتسل وجردوكي من الثياب ومن كل ماترتدينه من الحلي فأنتِ تجهزين لسفر بعيد ... سفر لاتحتاجين به الا الثياب والذهب والاموال بل تحتاجين فيه العمل الصالح.... وضعوكي في ذلك الصندوق الخشبي وعلت اصواتهم ينادون (لا اله الا الله .. محمد رسول الله .. علي ولي الله) هذا صوت ابيكي وهذا صوت اخيكي هذا صوت اناس كنتي بينهم احبوكي واحببتيهم
وهذا صوت امكي التي لاتستطيع ان تتصبر وهي تراكي جنازة محمولة على الاكتاف.. وصلتي الى تلك المقبرة ولحدكي بأنتظاركي .. نزلتي في تلك الحفرة وغطوكي بالتراب وابتعدت خطواتهم عنكي... تسمعين وقع اقدامهم تناديهم ارجعوا.. عودوا.. اخرجوني.. عودي يا احبابي فانا اغشى الظلام... فلا مجيب لكِ....
تنادين وتنادين فلا مجيب ولا مغيث ... لتبدأ بعد ذلك حياة القبر.. ظلام و وحشة وسؤال منكر ونكير..

اختاه... الا ادلكي على مايهون عليطي تلك اللحظات؟؟ الا ادلكي على مايجعل قبركي حفرة ملؤها النور؟؟
في ساعات الليل عند سكون الانفاس قبل ان تخلدي الى النوم افترشي سجادتكي وتوجهي الى الله اسجدي واركعي.. ادعي وصلي.. توبي واستغفري... سبحي واحمدي.. بدل ان تضعي رأسكي على الوسادة اجعلي جبهتكي تلامس تربة الحسين (عليه السلام) دعي قلبكي يطمئن "الا بذكر الله تطمئن القلوب" .... دعي روحكي دائما قريبة من الله لتكون مطمئة فرحة بلقاء الله.. فسكرات الموت اهون من عذاب القبر وعذاب القبر اهون من يوم الحساب... والدنيا فرصة لتخفيف كل هذا العذاب فأستثمريها ولاتضيعيها وتندمي على ايامها بعد فوات الاوان

اختاه... اروع ساعات العبادة هي ساعات الثلث الاخير من الليل حيث تقتربين من وقت الفجر وحيث تتفتح ابواب السموات .. تلك اللحظات الرائعة التي يميزها السكون تجعلكي تختلين وتعترفين وتقرين بذنوبكي امام الله... فأستثمريها ولاتضعي هذه الفرصة

اسأل الله العلي القدير ان يوفقنا وإياكم لعبادته في الليل والنهار وان يهون علينا سكرات الموت وعذاب القبر وان ينجينا من جهنم وعذابها

نسألكم الدعاء