الفقه - مسائل دينية - احكام شرعية - فتاوي عامة .. ![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
●• فاطمية متميزة •●
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() ![]() ![]() كيف يتخلص الإنسان من حديث النفس في الصلاة ؟ الاجابة للشيخ صالح الكرباسي لا شك في أن للصلاة أهمية كبرى في الدين الاسلامي فهي العبادة التي إن قُبلت قُبل ما سواها و إن رُدَّت رُدَّ ما سواها ، و لا شَكَّ بأن من علامات فلاح الإنسان المؤمن هو تمكّنه من أداء صلواته بخشوع و حضور قلب ، و ذلك لقول الله عزَّ و جَلَّ : ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾[1] . و حديث النفس بإعتباره عاملاً من عوامل صرف الفكر و القلب عن التوجه إلى الله جل جلاله يُعدُّ آفة من الآفات المعنوية الشائعة التي تعترض طريق عباد الله المؤمنين بصورة عامة بل حتى الخواص منهم ، حيث لا ينجو من هذه الآفة إلا من رحمه الله . فقد رُوي في فِقْهِ الرِّضَا ( عليه السَّلام ) : أَنَّهُ سُئِلَ الْعَالِمُ ( عليه السَّلام ) عَنْ حَدِيثِ النَّفْسِ فَقَالَ : " مَنْ يُطِيقُ أَلَّا يُحَدِّثَ نَفْسَهُ " [2] . و ليس من شك أيضاً بأن حضور القلب و الخشوع في الصلاة إنما هو هِبةٌ ربانية تحتاج إلى وعاءٍ طاهر و نقي و ذلك لا يتهيء إلا بتوفيق من اللّه و تسديده . كيف نحصل على الخشوع في الصلاة ؟ لمعرفة السُبُل المؤدية إلى تحصيل حالة الخشوع و التوجه و الإنقطاع إلى الله جلَّ جلاله ، و كذلك للتعرُّف على موانع الخشوع و العلل المؤثرة في حرمان الإنسان من الوصول إلى هذه المرتبة السامية ، لا بد و أن نُصَنِّفَ هذه السُبُل و العلل حتى يسهل علينا دراستها و التوصُّل من خلالها إلى ما نَتمنَّاهُ من درجات الخشوع و الإنقطاع إلى رب العالمين عزَّ و جَلَّ بعونه و بتوفيقه . ما هي موانع الخشوع ؟ إن الأمور و المؤثرات التي تمنع الإنسان من الوصول إلى حالة الخشوع و الإنقطاع إلى الله جلَّت عظمته كثيرة نُشير إلى أهمها فيما يلي : 1. المعاصي و الذنوب : و ليس من شك بأن الإلتزام بتعاليم الدين و قيمه و حلاله و حرامه هو من أهم العوامل التي توفِّق الإنسان للعبادة و تُوجد فيه حالة الخشوع و الانقطاع إلى الله سبحانه و تعالى . أما الإنسان المذنب و المرتكب للمعاصي فهو في حالة إبتعاد دائم و مستمر عن حالة الخشوع من جانب ، و في إقبال نحو وساوس الشيطان من جانب آخر ، و قد يُسلَب منه التوفيق للعبادة و يُحرم منها لتورطه في المعاصي و الذنوب . فقد رُوي أن رَجُلاً جاء إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ( صلوات الله عليه ) فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي قَدْ حُرِمْتُ الصَّلَاةَ بِاللَّيْلِ . فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السَّلام ) : " أَنْتَ رَجُلٌ قَدْ قَيَّدَتْكَ ذُنُوبُكَ " [3] . 2. الكسب الحرام : و المقصود منه الإبتعاد عن كل أنواع الكسب الحرام و الحرص على حلِّية و نظافة طرق إكتساب المعيشة كالوظيفة أو التجارة التي يمارسها الإنسان ، أو غيرها من موارد الإكتساب ، ذلك لأن للمأكل و الملبس و المكان و غيرها من الأمور ـ التي تُعتبر من المقدمات في العبادات ـ أثراً عظيماً في إيجاد الخشوع ، و هذه الأمور إنما تتوفر للإنسان بالمال و إذا لم يكن المال المتكسب حلالاً فسوف تتأثر أعمال الإنسان بذلك بصورة عامة و خاصة العبادية منها ، و أول هذه التأثيرات تظهر على القلب فتسلب منه النقاء و الخشوع و تجعله عُرضةً لوساوس الشيطان ، و من ثم لا يقبل الله له عملاً . فقد رُوي عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنهُ قَالَ : " إِذَا اكْتَسَبَ الرَّجُلُ مَالًا مِنْ غَيْرِ حِلِّهِ ثُمَّ حَجَّ فَلَبَّى ، نُودِيَ لَا لَبَّيْكَ وَ لَا سَعْدَيْكَ ، وَ إِنْ كَانَ مِنْ حِلِّهِ فَلَبَّى نُودِيَ لَبَّيْكَ وَ سَعْدَيْكَ " [4] . مضافاً إلى أن الجسم يستمد قوته في العبادة من الطعام و الشراب ، فإذا كان طعام الإنسان و شرابه حراماً و مكتسباً من غير حلِّه بانَ تأثيرهما على العبادة فوراً ، بل إن التأثير المعنوي للطعام و الشراب يبقى في جسم الإنسان و روحه فترةً طويلة . فقد رُوي عَنْ الإمام أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصادق ( عليه السَّلام ) أنه قَالَ : " مَنْ شَرِبَ مُسْكِراً انْحَبَسَتْ صَلَاتُهُ أَرْبَعِينَ يَوْماً ، وَ إِنْ مَاتَ فِي الْأَرْبَعِينَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَيْهِ " [5] . و عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ ( عليه السَّلام ) : إِنَّا رُوِّينَا عَنِ النَّبِيِّ ( صلى الله عليه وآله ) أَنَّهُ قَالَ : " مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ لَمْ تُحْتَسَبْ لَهُ صَلَاتُهُ أَرْبَعِينَ يَوْماً " . قَالَ : فَقَالَ : " صَدَقُوا " . قُلْتُ : وَ كَيْفَ لَا تُحْتَسَبُ صَلَاتُهُ أَرْبَعِينَ صَبَاحاً لَا أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ وَ لَا أَكْثَرَ ؟ فَقَالَ : " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدَّرَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ فَصَيَّرَهُ نُطْفَةً أَرْبَعِينَ يَوْماً ، ثُمَّ نَقَلَهَا فَصَيَّرَهَا عَلَقَةً أَرْبَعِينَ يَوْماً ، ثُمَّ نَقَلَهَا فَصَيَّرَهَا مُضْغَةً أَرْبَعِينَ يَوْماً ، فَهُوَ إِذَا شَرِبَ الْخَمْرَ بَقِيَتْ فِي مُشَاشِهِ [6] أَرْبَعِينَ يَوْماً عَلَى قَدْرِ انْتِقَالِ خِلْقَتِهِ " . قَالَ : ثُمَّ قَالَ ( عليه السَّلام ) : " وَ كَذَلِكَ جَمِيعُ غِذَائِهِ ، أَكْلِهِ وَ شُرْبِهِ يَبْقَى فِي مُشَاشِهِ أَرْبَعِينَ يَوْماً " [7] . و عموماً فإن للطعام و الشراب أثراً قوياً في تهيئة الظروف الروحية و النفسية للعبادة من حيث السلب و الإيجاب . فقد رُوي عن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) أنه قال لكميل بن زياد في بعض مواعظه له : " ... يا كميل : ليس الشأن أن تصلي و تصوم و تتصدق ، الشأن أن تكون الصلاة بقلبٍ نقيٍ ، و عمل عند الله مرضيٍ ، و خشوع سويٍ ، و انظر فيما تصلي ، و على ما تصلي ، إن لم يكن من وجهه و حِلِّهِ فلا قبول . يا كميل : اللسان يَنْزَحُ القلب ، و القلبُ يقومُ بالغذاءِ ، فانظر فيما تغذِّي قلبكَ و جسمكَ ، فإن لم يكن حلالا لم يقبل الله تسبيحك و لا شكرك " [8] . و لا بُدَّ أن نعرف أيضاً بأن للوسواس درجات كما أن للخشوع درجات ، فمن زاد تورّعه عن الحرام و الشُبُهات إزداد خشوعاً ، و من تساهل في شيء منها قلَّ خشوعه و ضَعُف توجُهه إلى الله عزَّ و جَلَّ بنفس النسبة . 3. إمتلاءُ البطن : فقد رَوى أبو بَصِيرٍ عَنْ الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) قَالَ : قَالَ لِي : " يَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّ الْبَطْنَ لَيَطْغَى مِنْ أَكْلِهِ ، وَ أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنَ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ إِذَا خَفَّ بَطْنُهُ وَ أَبْغَضُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِذَا امْتَلَأَ بَطْنُهُ " [9] . 4. العوامل الأخرى : و هناك عوامل أخرى تُسبب شرود الذهن في الصلاة مثل : التعب و النعاس و الفرح و الحزن و المرض و المكان غير المناسب ، و غيرها . موجبات الخشوع : و بعد أن وفَّقنا الله تعالى لرفع الموانع و العقبات الموجودة أمامنا للحصول على التركيز و الخشوع في العبادة ، يأتي دور الحديث عن العوامل الإيجابية في إيجاد حالة التوجه و الإنقطاع إلى الله عزَّ و جَلَّ في العبادة عموماً و في الصلاة بوجه خاص . 1. الإيمان و اليقين : إن الشرط الأول و الأساس لتحصيل حالة الخشوع و الإنقطاع إلى الله عزَّ و جَلَّ إنما هو تحصيل الإيمان و اليقين ، فالإيمان هو الذي يجعل الأرضية خصبة لنمو روح الخشوع و التوجه التام إلى الله ، و لولا الإيمان لم يكن للخشوع من معنى كما هو واضح ، و كلَّما إزداد الإنسان إيماناً إزداد خشوعاً . و واضحٌ أيضا بأن الإيمان إنما يزداد عن طريق زيادة معرفة الإنسان بالله سبحانه و تعالى . 2. التخلّص من كل ما يُشتِّتُ الفكر و يُشغل الذهن : يجب أن لا ننسى بأن من أسباب شرود الذهن و عدم التركيز حين الصلاة و العبادة و إنعدام حضور القلب لدى المصلي هو إنشغال فكره بالمشاكل التي تقلق بالَه ، أو تعلُّق قلبه بما يهمه من أمور دنياه ، فما أن يدخل في صلاته إلا و تتوارد عليه الأفكار و المشاكل المختلفة و تتجاذبه المغريات الكثيرة التي تُحيط به ، فكم من مؤمن حريص على أداء صلاته بحضور القلب منعته أفكاره من الوصول إلى هدفه السامي ، و ما أن يُتمُّ صلاته حتى يكتشف بأن روحه لم تكن في الصلاة بل كانت خلال فترة الصلاة سارحةً في وديان الخيال و الآمال و التصورات ، أو يجد أنه كان يُتابع مسلسلاً تلفزيونياً ، أو مباريات لكرة القدم ، أو كان يعقد صفقة تجارية مبرحة ، إلى غير ذلك . يــــــتـــــبـع |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة ) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
۞۞ الــقــرآن كـــامــــل في مــلــف Word (( يــمـكـنــكـم اقـتـبـاس أي آيـة )) ۞۞ | زهرة الياسمين | القرآن الكريم والأدعية والزيارات الأذكار اليومية أدعية لقضاء الحوائج ختمات | 6 | 25-06-2011 02:30 PM |
۞۞ ســـــورة مـــــريــــــم والـــــرزق ۞۞ | زهرة الياسمين | القرآن الكريم والأدعية والزيارات الأذكار اليومية أدعية لقضاء الحوائج ختمات | 6 | 26-04-2011 02:05 AM |
۞۞ وصــايــا لـقـمـان الـحـكـيـم لإبـنـه أنـصـحـكـم بـقـراءة الـمـوضـوع ۞۞ | زهرة الياسمين | أهل البيت (عليهم السلام) سيرة اهل البيت - مكتبة اهل البيت - موسوعة شاملة عن أهل البيت (ع) | 3 | 23-04-2011 01:51 PM |
۞۞ الـدُّعَـاءِ لِـلْإِخْـوَانِ بِـظَـهْـرِ الـْغَـيْـبِ ۞۞ | زهرة الياسمين | القرآن الكريم والأدعية والزيارات الأذكار اليومية أدعية لقضاء الحوائج ختمات | 4 | 21-04-2011 09:53 AM |