اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 02-02-2012, 08:44 PM   #1
عشقي حسيني
♣ مشرفة سابقة ♣ محرومة من تربة المظلوم
 
الصورة الرمزية عشقي حسيني
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
الدولة: في قلب فاطمة الزهراء عليها السلام
العمر: 29
المشاركات: 634
معدل تقييم المستوى: 676
عشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond repute
افتراضي الحزن... أهو مرض أم حالة نفسية تصيب الإنسان في أوقات خاصة؟!







انه قد يكون مرضاً يصيب اشخاصاً فيذيب أجسادهم ويغيرأخلاقهم ويهدم نفوسهم، بينما يكون عند

أفراد آخرين حالةنفسيةتتصل بشخصيتهم الإيمانية، فهم يحزنون على ما فرطوا في

جنب الله من ارتكاب الذنوب والتقصير فيالعمل، فهذا حزنهم حتى وإن أضعف أبدانهم

فهو ممدوح لأنه يساعدهم على الإرتفاع والصعود في عالم الإيمان والأخلاق.

الحزن المؤلم والمعذب للإنسان والمضعف للبدن هو ذلك الحزن المرتبط بحب الدنيا والناتج عن

الأسف والأسى لقلة ما في اليد من النعم والخيرات التي منّها الله على عباده، فهو يتأسف لأنه لم

يتمكن من تحقيق الأمنيات التي كانت لديه من شراء السيارة أو البيت أو السفر للسياحة والاستجمام

وغيرها من نعم الدنيا،فهو حزين لأنه يفتقدها ولم يحصل على شيء منها، وهذا الحزن يذيب

الجسد ويصيب النفس بالمرض ويسقم القلوب كما قال الإمام الصادق عليه السلام

(الأحزان أسقام القلوب كما أن الأمراض أسقامالأبدان).



إذن؛ فان حب الدنيا هو عامل مهم من عوامل تسلط الحزن على قلب الإنسان، وهناك عوامل

أخرى ومنهاالحسد: فالنظر إلى ما في أيدي الناس من النعم والخيرات كلها تدخل الحزن على

قلب هذاالرجل وتنغص عليه عيشته إذ إنه يرى أصدقاءه أو أشقاءه ينعمون بالخير والبركة بينماهو

يعيش في وضع صعب، فهو لهذا الشيء سيشعر بالحسد وثم الحزن لذلك، وهو في حقيقةأمره إنسان

ظالم لأنه يطمح من دون حق أن يستولي على أموال من يحسدهم بالباطل وقدوصف الإمام علي

عليه السلام هذه الحالة بأدق ما يكون:(ما رأيت ظالماً أشبه بمظلوم من الحاسد. نفس دائم، وقلب هائم، وحزن لازم).

يقول العارفون: أن الحاسد يعذب نفسه من غير أن يشعر، كما هو حال سيئ الخلق في أسرته

ومجتمعه، لأنه يزيد هماً فوق همه، ويزيد في غيظه، وقد وصف رسول الله صلى الله عليه وآله حال

هذاالإنسانبخير وصف عندما نزلت هذه الآية: "لاتمدّن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً

منهم ولاتحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين"، قال رسول الله صلى الله عليه وآله:

(من لم يتعز بعزاء الله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات، ومن رمى ببصرهإلى ما في يد غيره كثر همّه ولم يشف غيظه)


بحارالانوار، ج77،ص166.



إضافة إلى ما ذكرنا،فهناك شخص آخر هو دائم الحزن. ذلك هو المقصر في عمله، فالذي لايؤدي

واجبه بالشك لالصحيح هو أيضاً يشعر بتأنيب الضمير والحزن على ذلك، خاصة إذا إتفق ذلك مع

خسارةمالية و روحية، ومن هذا الباب فإن المذنب المقصر في تكليفاته أمام الله عزوجل هوأيضاً

يشعر بالحزن لذلك التقصير وكلما ذكر ذنبه أصابه الحزن.

وكما يبدو فإنه ليس كل الحزن مرضاً، فإن فيه ما ينفع الإنسان، لكننا هنا نريد أن نعرف الطرق

المناسبةلمواجهة الحزن المرضي الذي يثقل على الإنسان ويحول حياته إلى تعاسة؟

لمواجهة الحزن السلبي نحتاج إلى عدةأمور:

أولاً:أن نعرف حقيقة الدنيا وأسرارهاالخفية المرتبطة بتقسيم الرزق والثروة، فمن يعرف بأن هذه

الدنيا تسير وفق نظامالتقدير الإلهي يعرف جيداً بأن الرزق مقسوم وأن ما وصل إليه من الرزق ما

كان سيخطئه، وان ما زوي عنه ما كان سيصل إليه لأنه لم يكن مقسوماً له، فمن يعرف الدنيا بهذا

القانون، يكون مرتاح البال ولايشغل باله كثيراً في البحث عن مصادر الرزق لأنه يعلم جيداً بأن

منبعها هو الله وحده فهو الذي يقسم الأرزاق كيف يشاء.


ثانياً:أن يعرف الدنيا أنها مع كل فرحة ترحة، وانه مع كل سرور هناك حزن، وذلك أنها دار امتحان

وابتلاء، وهي لم تخلقمن أجل العافية والسعادة، فلذلك لابد وأن يجرب المرء في هذه الحياة

مؤمناً كان أوفاسقاً، كل ألوان الحياة، ومن يعرف الدنيا بهذا الحال يكون في أحسن حال. ومرتاح

ذلك الذي يعرف(ان الدنيا يومان: يوم لك ويومعليك)،فإذا كان الذي إليك فلا تبطر فيه

ولاتفرح لأنهسيأتي الذي عليك فلا تضجر فيه ولاتجزع.

ونتيجة لهذه المعرفة سيحصل الإنسانعلى طاقتين؛أولها روحية وهي الصبر، فإنه عندما يواجه

اليوم الأسود الذي يدرك أنه يومه وما كان سيخطئه وليس لدى الإنسان حيلة في ذلك فما عليه إلا

الصبر، وأما الطاقة الثانيةالتي سيكسبها نتيجة لمعرفته بأحوال الدنيا هي طاقة فكرية تتمثل باليقين

فهو يعرف تماماً بأن الرزق مقسوم والدنيا فيها يوم أسود وأبيض وفيها الفرحة والترحة، وأن ذلك

كله يسير وفق نظام تقدير إلهي دقيق، لذا فهو مستعد لأحلك الظروف وأسوئها في آن واحد.

وقد وصف اللهعزوجل أحوال أناس لايصيبهم الحزن أبداً حيث قال رب العزة

"أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْيَحْزَنُونَ"(يونس/62) انهم لايحزنون على ما فاتهم من النعم في الدنيا لأن

لديهم اليقين بأن مافاتهم لم يكن من نصيبهم، وهم لايفرحون بما أتاهم لأن آمالهممنعقدة بالآخرة

فهمهم وحزنهم على الآخرة ولذلك هم يسعون إليها سعيها، ومن هنا فإنه لايصيبهم الحزن الأكبر وهو

حزن يوم القيامة حيث باسط الجميع على ما فرضوا في جنب الله، وبشكل عام فإن الناس في

قضية الحزن يصنفون إلى صنفين: صنف يعتمد اليقين فيقلبه، فهؤلاء لايصيبهم الحزن إلا على شكل

سحابة صيف عابرة، وصنف آخر قد تمكن الشكمن قلوبهم فحولها محلاً للسخط والهم والحزن،

ومن أبلغ الكلام ما جاء في الحزن والفرح هو ما ورد عن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في

كتاب كتبه لأحدأصحابه: (أما بعد فإن المرء قد يسره درك ما لم يكن ليفوته،ويسوؤه فوت مالم

يكن ليدركه، فليكن سرورك بما نلت من آخرتك، وليكف أسفك على ما فاتكمنها، وما نلت من

دنياك فلا تكثرنّ به فرحاً، وما فاتك منه فلا تأس عليه جزعاً،وليكن همك فيما بعد الموت والسلام.)


بحارالانوار، ج78،ص8.

ونسألكم خالص الدعاء

__________________


كون حسين محبوبك ... أبشر طاحت أذنوبك
لو غـطـاك الــــتراب ... يوكفلك بالحســاب
وبيده يمضي مكتوبك
عشقي حسيني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة )
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حالة خاصة واستثنائية مع دعاء الندبة لامام الزمان عليه السلام خادمة قائم آل محمد نور الإمام المهدي (عج) , بقية الله , صاحب العصر و الزمان ... 70 19-09-2014 01:54 PM
اسباب و أوقات أجابة الدعاء محبة لاهل البيت القرآن الكريم والأدعية والزيارات الأذكار اليومية أدعية لقضاء الحوائج ختمات 26 04-05-2012 02:22 AM
ما هي فلسفة المصائب التي تصيب الإنسان النور الفاطمي اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية 8 04-04-2010 11:01 PM
إختبارات نفسية إنا أعطيناك الكوثر الأبتسامة البريئة - الضحك والفرفشة - كرسي الإعتراف 4 11-07-2009 04:31 PM


الساعة الآن 04:58 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir