وفاة بحرينية بعد ولادة قيصرية
وفاة بحرينية بعد ولادة قيصرية
هناك أمٌ فقدت ابنها بحادث غرق، وهنالك أخرى فقدت طفلتها بحادث تماس كهربائي، فكم هي صعبة لحظات الفراق، هكذا ومن دون مقدمات أو إنذار.
لكن الأصعب من تلك وهذه هو فقد الطفل أمه منذ لحظات الولادة ، هكذا تحدث إلى «الوسط» محمد سرحان واصفا فقد أخته يوم أمس الأول بأنه الأصعب على جميع من في العائلة، وخصوصا على مولدها البكر الذي أتى لهذه الدنيا دونما أن يدرك أن لحظة خروجه للدنيا هي اللحظة ذاتها التي فقد فيها أمه.
وأضاف أسمينا الطفل عليّا ويبلغ حاليا من العمر شهرين لم ير فيهما عيني والدته، ولم تتح الفرصة لها أن تداعبه، فكم هي صعبة هذه اللحظات.
محمد سرحان تحدث عن أسباب الوفاة؛ قائلا: «إنها البنت الوحيدة في العائلة، شاء القدر أن تتزوج من أحد أقربائها ليتكلل هذا الزواج بحمل بعد مدة».
ولفت إلى أن الفقيدة عانت من ارتفاع الضغط في إحدى الليالي بشهر رمضان المبارك، ليتوجهوا بها إلى مجمع السلمانية الطبي، إذ تم إدخالها إلى العناية المركزة، ليقرر بعد ذلك الأطباء إجراء عملية قيصرية عاجلة لها، ليرى لحظتها الطفل علي نور هذه الدنيا، ولكن في المقابل ساءت حالة والدته كثيرا نتيجة مضاعافات الولادة القيصرية إذ دخلت في غيبوبة تامة بعد هذه العملية.
وأكد أن «الطاقم الطبي والتمريضي، لم يتوانيا في رعايتها لكن قلة الإمكانات اضطرت إدارة المستشفى إلى نقل الفقيدة من الطوارئ إلى أحد الأجنحة»، مشيرا إلى أن «التحسن الطفيف بصحة الفقيدة هو من دفعهم إلى الموافقة على نقلها، وخصوصا أنها بدأت تستطيع تحريك يديها ولو بشكل بسيط جدّا.
وتابع سرحان قائلا: «قبل أسبوع تقريبا تدهورت صحة الفقيدة من جديد، لتدخل في غيبوبة تامة من جديد، موضحا أن المضاد المفترض أن تعالج به ليس موجودا في مجمع السلمانية الطبي، في الوقت الذي بدل فيه أفراد العائلة الجهود الكبيرة للبحث عنه في جميع المستشفيات الموجودة في المملكة».
وأضاف أن «المضاد وجده البعض وبتعاون كبير من السفارة البحرينية في المملكة العربية السعودية في مستشفى الملك فيصل التخصصي، وفي الوقت ذاته ورد بلاغ من مجمع السلمانية الطبي بوصول المضاد إلى المجمع»، معقبا «لكن وصول هذا الدواء جاء في الوقت الضائع»، إذ وصل المضاد، بحسب سرحان، بعد أسبوع من تردي حالة صحة الفقيدة.
وذكر سرحان أن «دماغ الفقيدة توقف عن العمل؛ حيث لا ينفع في الوقت الضائع هذا المضاد أو ذاك غير قضاء الله ومشيئته، التي شاءت أن ترحل الفقيدة عن الدنيا ظهر يوم أمس الأول، لتترك وراءها طفلها الصغير بلونه الشاحب، وسكونه الرهيب، ليسأل غدا عن المسئول عن وفاة أمه».
وفي نهاية حديثه سأل سرحان عن «سبب وجود 12 سريرا فقط بالطوارئ بمجمع السلمانية الطبي، مقارنة بعدد المواطنين»، مؤكدا ضرورة توفير جميع المضادات والأدوية قبل أن يصاب الفرد وليس بعد إصابته كما حدث مع أخته الفقيدة، منوها في الوقت ذاته بأن المشكلة بمجمع السلمانية الطبي تكمن في الإمكانيات وليس في الكوادر الصحية المخلصة»
|