رد: حدود طاعة الله ومعصيته
فرائض الله جل اسمه لا تؤدى إلا بالطاعات في حدودها وترك الخلاف عليه في شروطها
القول فيمن قضى فرضا بمال حرام هل يسقط بذلك عنه أم لا؟
وأقول: إن فرائض الله تعالى غير مجزية لمن ارتكب نهيه في حدودها لأنها إنما تكون مؤداة بامتثال أمره فيها على الوجه الذي يستحق
الثواب عليها، فإذا خالف المكلف فيها الحد وتعدى الرسم وأوقع الفعل على الوجه الذي نهى عنه كان عاصيا آثما وللعقاب واللوم
مستحقا، ومحال أن يكون فرائض الله سبحانه معاصي له والقرب إليه خلافا عليه وما يستحق به الثواب هو الذي يجب به العتاب. فثبت أن
فرائض الله جل اسمه لا تؤدى إلا بالطاعات في حدودها، وترك الخلاف عليه في شروطها.
فأما ما كان مفعولا على وجه الطاعة، سليما في شروطه وحدوده وأركانه من خلاف الله تعالى فإنه يكون مجزيا وإن تعلق بالوجود بأفعال
قبيحة لا تؤثر فيما ذكرناه من الحدود للفرض والأركان، وهذا أصل يتميز بمعرفته ما يجزي من الأعمال مما لا يجزي منها من المشتبهات،
وهو مذهب جمهور الإمامية. وكثير من المعتزلة وجماعة من أصحاب الحديث.
يتبع....
__________________
وكلت امري لله ومنه ارجوا الثواب وما اكتبه ساحاججكم به يوم الحساب
|