كيف نردع النفس عن العجب؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
السؤال : بعد المعارك بين النفس والشيطان أو الأمارة بالسوء، تنتصر النفس بفضل من الله -عز وجلّ- وتوفيقه.. لكن سؤالي: كيف نردع النفس عن العجب في لحظات الانتصار هذه؟!.. وكما هو معلوم فإن العجب أحياناً يكون قهرياً من وسوسة الشيطان.
الجواب: إذا رأى العبد أن ما أحرزه من انتصار، إنما هو بتسديد من الله تعالى -حيث أنه لولا الفضل الإلهي لكنا من الهالكين، ولاتبعنا الشيطان إلا قليلا- فإنه ومع الالتفات لما ذكر، فإنه تنتفي أرضية العجب من رأسها، حيث لا انيه ولا رؤية لشيء في مقابل الحق المتعال. والمؤمن الواعي لأصول الطريق، لا يمكن أن يبتلى بالعجب، حيث أنه إذا رأى فوزا في مرحلة من المراحل، فإنه يرى ذلك في حلبة من حلبات المصارعة مع الشيطان وأعوانه.. ولكن من الذي سيضمن له الفوز في كل حلبة، والحال أن المواجهة مواجهة شرسة وقاسية. ومن هنا كان الأولياء في اضطراب دائم، من حيث الخاتمة المجهولة، والتي على مدارها تتحدد سعادة الأبد أو شقائه.. ولا بد من التنويه على أمر مهم في هذا المجال وهو: أنه لا بد من التفريق بين الخواطر المستقرة التى توجب التفاعل مع النفس، وبين الخواطر العابرة والهواجس التى لا تستقر فى النفس، حيث أن الهاجس إذا كان على نحو العبور على صفحة النفس، فإنه لا ضير في ذلك.. ومن منا يخلو من مجرد الخاطرة الشيطانية، التى ينفثها إبليس على قلب كل عبد؟!.. وإنما المشكلة في استقرار هذه الأمور في نفس السالك إلى الله تعالى، وإلا فإن البصيرة بعد المس الشيطانيى من صفات المتقين كما في الآية الكريمة. وبتشبيه جامع نقول: إن عملية إلقاء البذور من الشيطان على أرضية النفس لا تتوقف أبدا، وإنما المهم أن يسعى العبد لمنع تلك البذور من الاستنبات في الدرجة الأولى، ولاقتلاع ما نبت منها في الدرجة الثانية.. وهذه هي خلاصة قصة المواجهة مع الشياطين الغازية.
__________________
اللهم عجـــــل لـــولـــيك الفـــرج
|