درجة القلب السليم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
إن الذي يطمح إلى بلوغ درجة القلب السليم -هذا المقام العالي-؛ لابد أولاً أن يتعرف على جزئيات هذا القلب.. فالقلب أو الروح في وجود الإنسان، ليس وجوداً بسيطاً، ساذجاً، غير مركب.. إنما هناك نزاعاً في داخل الإنسان: هنالك جهة تراقِب، وهنالك جهة تراقَب.. هنالك جهة تلوم، وهنالك جهة تلام.. الإنسان ليس وجوداً واحداً، وليس روحاً واحدة.. هناك صراع في جوفه؛ هناك من يقول له: افعل!.. وهناك من يقول له: لا تفعل.. هناك من يقول: افعل -لا عليك- هذه اللذة نقدية، وأما الحساب والعقاب أمر مؤجل!.. وهناك من يقول: العاقل لا يبيع العاجل بالمؤجل!.. ولهذا عندما يخالف هذا النداء المبارك، فإنه يعيش أيضاً وخز وألم الضمير.. فهذا الضمير أين موقعه من الإعراب؟.. والنفس اللوامة هل من الممكن أن تجتمع مع النفس المطمئنة؟.. نحن ننظر إلى جهة في النفس فنراها مطمئنة، وننظر إلى جهة أخرى نراها لوامة.. ومن هنا فإن المؤمن الذي يهمه أمر نفسه، لابد أن يقرأ ويتأمل!..
__________________
اللهم عجـــــل لـــولـــيك الفـــرج
|