التولي يوم الزحف
رخص الشرع للمجاهدين تولية الدبر في المعركة لسببين اثنين فقط وهما التحرف للقتال أو
التحيز إلى فئة وهذا من يسر هذه الشريعة ورحمتها وسهولتها وسماحتها حيث إن الظروف
القتالية قد لا تكون مواتية لإحراز النصر فجعل االله التحيز إلى فئـةٍ فيهـا نصـرة ليعـود
المجاهدون اكثر استعداداً وعدة ليحرزوا النصر المؤزر بإذن االله تعالى.
إن التحيز إلى فئة مسلمة محدد بشروط مضبوطة وليس عذراً لكل أحد أن يعتذر به؛ كـي
يبرر فراره وانهزامه فاالله اعلم بالسرائر وما تخفي القلوب والأعمال بالنيات.
اختلاف العلماء في جواز الفرار من المعركـة إذا كان عدد العدو يزيد عن ضـعف عـدد
المسلمين وقد تبين لنا من خلال البحث أن مستند من قالوا بجواز الفرار بعذر زيادة العدو لا
يملكون ولو دليلاً واحداً صريحاً لجواز ذلك وأن الراجح من أقوال العلماء هو عدم جـواز
الفرار بذلك العذر وإنما للقائد المسلم أن يقدر مدى قدرته على احراز النصر إذا كان عـدد
العدو كبيرا وله أن ينحاز إلى فئة من المسلمين يتحقق له بها النصرة والمؤازرة لا أن يولي
دبره منهزماً فان ذلك من كبائر الذنوب.
إن الآيات والأحاديث جاءت حاثة على الصبر والمصابرة والمرابطة والثبات أمام العدو وأن
المسلمين لم يقاتلوا عدوهم يوماً من الأيام بكثرة عدد ولا عدة.
__________________
وكلت امري لله ومنه ارجوا الثواب وما اكتبه ساحاججكم به يوم الحساب
|