بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
ينقل أحد المؤمنين قصة امرأة كانت في "مسجد جمكران " في يوم يشهد الآلاف من الزائرين له والجميع في حالة توسل شديدة به، فتقول في نفسها :
الحمد لله إن الناس متوجهون للامام ،والناس في اقبال شديد عليه والجميع يظهر محبته وعلاقته بحضرته .
دخلت المسجد واقمت الصلاة وفي دعائي له اظهرت مشاعري وما احمل من أحاسيس حول سعادتي لما أراه من اعتناء الناس بمولاي .
بعد الانتهاء خرجت إلى ساحة المسجد وتوجهت نحو الغرف المخصصة للاستراحة. عندما غفيت رأيت مناما أن الامام المهدي في مسجد جمكران لكن لا أحد منتبه لوجوده ، فلم اتمالك نفسي ؛أسرعت لإلقاء السلام عليه، وكررت ماقد ذكرته في يقظتي عند الدعاء لسعادتي لمدى شوق الناس ومحبتهم له .
أجابني بعد التأوه قليلا :
هؤلاء ما جاؤوا من اجلي ،لنسألهم ونرى معا من اجل ماذا اتوا؟
فسأل الامام احد الزائرين :
لماذا انت هنا ؟
أجاب الرجل دون علم عن حقيقة السائل :
لي مريض عجز الاطباء في علاجه .
واجاب غيره : اتمنى ان املك بيتا .واخر : مقروض واحتاج الى رد القرض لشدة مطالبة اصحابه .... الخ .
كانو يجيبون بطلباتهم الشخصية ورغباتهم وحب النفس دفعهم للحضور للمسجد الشريف .
فرد الامام : أرأيتي ؟ ما جاؤوا لأجلي ، ومع ذلك يعتبرون من الفئة الجيدة لطلبهم الحاجة مني ودلالة على إيمانهم بي وتصديقهم بأني واسطة الفيض الالهي .
ثم قال :
دعينا نسأل عن حال ذاك الرجل ، كان في احد اطراف الساحة رجلا جالسا يتضرع في حزن ؛يرى يمينا ويسارا كأنه يبحث عن ضائع أو غائب فوق رأسه عمامة سوداء .
عندما توجهنا إليه ووقع عين الرجل على الامام وقف وقال :
بأبي انت وامي أين كنت مولاي وأنا لك بالانتظار . فأخذ الامام بيده والرجل يقبل يده الشريفة باكيا من ألم الفراق ،
ثم ساله الامام :
لماذا انت هنا ؟
فلم يجب الرجل بل ازداد بكاؤه.
فأعاد الامام عليه السؤال .فأجاب :
منذ مدة وأنا يا مولاي آتيك لا لأجل شيء وإنما لأجل وصالك وقربك أنا أريدك انت انت جنتي ودنياي وآخرتي ، انا أضحي لرؤيتك بكل شيء سوى الله .
فأدار الامام وجهه نحوي قائلا:
من أتى فقط لأجلي أنفار معدودون .
****
فلنربي انفسنا على الدعاء له في السر والعلن* وليكن كل همنا انتظاره والدعاء لتعجيل فرجه وذلك شوقا لرؤيته وخدمته .
من كتاب
المنتظر والمنتظرون ص184
♡♡♡♡