نفسك أمانة عندك
إن الذي يريد أن تتجلى فيه صفة الرحمة الإلهية، عليه أن يرحم نفسه أولاً.. حيث أنَّ هذه النفس، هي أمانة إلهية وليست ملكاً للإنسان.. وهذه الآية التي تقرأ في مناسبات الوفيات:{إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}؛ إنما هي فلسفة عظمى للوجود.. والذي يستوعب حقيقة هذه الآية؛ فإنه سيتحول إلى عبدٍ بشكلٍ قهري.. فأجهزة الكمبيوتر في هذه الأيام كلها في جانب، وبرامج تشغيلها في جانب آخر.. إذا وجد الإنسان في نفسه هذا البرنامج المشغل، فإنَّ الأمور تجري بشكل تلقائي، ولا تحتاج لكثير وعظ، ولا تحتاج إلى مجاهدة أبداً.. فمثلاً: الذي يقوم بعملية التصوير، تارة يكون مالكاً للكاميرا فيوجهها إلى أيّ زاوية شاء، وإن أراد أن يتلفها فهو صاحبها وله الحق في ذلك.. وتارة أخرى يكون مستأجراً لذاك الجهاز أو مؤتمناًً عليه، فلا يقوم بأي عمل سوى ما يطلبه منه صاحب الجهاز.. فهل يُقال: بأن هذا الإنسان قام بمجاهدة كبيرة، أم يُقال: بأنه إنسان بيده أمانة، واستخدمها بالطريقة التي ترضيصاحبها؟!.. فهل وجّهنا هذا الجهاز الرباني كما أراد صاحبه؟
شبكة السرااج
__________________
اللهم عجـــــل لـــولـــيك الفـــرج
التعديل الأخير تم بواسطة خادمة البضعة ; 01-04-2016 الساعة 11:34 PM
|