عرض مشاركة واحدة
قديم 13-12-2015, 04:16 PM   #100
نهجنا الإسلام
●• فاطمية متميزة •●
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 508
معدل تقييم المستوى: 159
نهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond repute
افتراضي الطريق الوحيد والاستراتيجية الرئيسة في النظام التربوي الديني 2.29


الطرق العملية لجهاد النفس/ يرتكز جهاد النفس على ركنين: 1ـ ترك الشهوات 2ـ الصبر على المكاره

وأما في تكملة البحث، نقف عند الطرق العملية لجهاد النفس ونعرّف عددا من القواعد التنفيذية لإدارة هوى النفس. يرتكز جهاد النفس على ركنين، ولابدّ من مراعاتهما معا: الأول: ترك الشهوات والثاني: الصبر على المكاره.
قال الإمام الصادق(ع) لأحد أصحابه: «بِحَقٍّ أَقُولُ‏ لَکُمْ‏ إِنَّکُمْ‏ لَا تُصِيبُونَ‏ مَا تُرِيدُونَ إِلَّا بِتَرْكِ مَا تَشْتَهُونَ وَ لَا تَنَالُونَ مَا تَأْمُلُونَ إِلَّا بِالصَّبْرِ عَلَى مَا تَکْرَهُونَ» [تحف العقول/ص305 و أمالي المفيد/208]

ترى بعض الناس مستعدّين لترك الذنب والشهوات، ولكنهم غير مستعدّين للصبر على البلاء والمصائب/ بإمكان الإنسان أن يحلّق بجناحي «ترک الهوي» و «الصبر في البلاء»

ترى بعض المتدينين مستعدّين لترك الذنب والشهوات، ولكنهم غير مستعدّين للصبر على البلاء والمصائب. ومن جانب آخر ترى بعض الناس مستعدّين للصبر على البلاء ولكنهم غير مستعدّين لترك المعاصي. في حين أنه لابدّ من حفظ هذين الركنين معاً لكي يُنتِجا. إذ بإمكان الإنسان أن يحلّق بجناحين؛ أحدهما هي أن يترك الهوى والهوس ويكفّ عن الذنوب والأخرى هي أن يصبر على البلاء إذا نزل به.
سئل الحاج دولابي(ره) أن يعطي وصفة للسير والسلوك إلى الله، فقال: لا حاجة إلى وصفة «فاذهبوا وارضوا» بما قدّر الله لكم! إذ قلّما تجد راضيا بين الناس. نفس هذه الأعمال الصالحة التي نقوم بها وما نمارسه من مراقبة في ترك الذنوب، إن دمجناها بالرضا، فسوف تعيننا على الإقلاع والتحليق بهذين الجناحين.
الصبر على المكاره جهاد للنفس في حدّ ذاته. مجرّد رضا الإنسان وعدم شكواه مع نفسه من المصائب والمكاره، يحسب جهادا للنفس. فقد يبتلى الإنسان ببعض المشاكل ولكن يحافظ على بسمته في داخله ومع ربّه، فهذا جهاد للنفس أيضا وممّا يكسب رضا الرحمن. لأن الله يعلم جيّدا مدى معاناة عبده في هذه المشكلة، ولكنه يراه راضيا عنه وشاكرا له.
لقد كان الإمام الحسين(ع) في يوم عاشوراء محافظا على رضاه عن الله، ففي إحدى هذه المواقف العظيمة جدّا على قلبه، في تلك اللحظة الذي ذبح فيها طفله الرضيع في يده، رمى بدم عبدالله الرضيع إلى السماء وقال: «هونٌ‏ عَلَيَّ‏ مَا نَزَلَ بِي أَنَّهُ بِعَينِ‏ اللَّه» [اللهوف/ص117] فقد جسّد الإمام أحد أعظم مصاديق قوله تعالى: (ارْجِعي‏ إِلى‏ رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّة) [الفجر/28].
يجب أن يكون جهاد النفس دأب الإنسان يوميّا وفي كلّ حال
قال أمير المؤمنين(ع): «وَ مَنْ أَرَادَ إِصْلَاحَ‏ حَالِهِ‏ وَ سَلَامَةَ نَفْسِهِ فَلْيجْعَلْ دَأْبَهُ مُجَاهَدَةَ النَّفْسِ عِنْدَ کُلِّ حَالٍ» [إرشاد القلوب/ج1/ص98] يجب أن يصبح جهاد النفس دأب الإنسان يوميا وفي كلّ حال، بحيث لا يغفل عن هذا الأمر لحظة واحدة.

إن جهاد النفس عملية مستمرّة وهي باقية إلى آخر العمر

سئل الإمام الصادق(ع): «أَينَ طَرِيقُ‏ الرَّاحَةِ؟ فَقَالَ ع: فِي خِلَافِ الْهَوَى. قِيلَ: فَمَتَى يجِدُ عَبْدٌ الرَّاحَةَ؟ فَقَالَ ع عِنْدَ أَوَّلِ يوْمٍ يصِيرُ فِي الْجَنَّة» [تحف العقول/ص370] وهذا يعني أن جهاد النفس عملية مستمرّة وهي باقية إلى آخر العمر. يعني مادام الإنسان يعيش في هذه الدنيا فيجب أن يخالف هواه دائما، ولا فرق بين أن يكون في المراحل الابتدائية أو في المراتب العالية. فحتى العرفاء ورجالنا العظام كانوا يجاهدون أنفسهم إلى آخر عمرهم، طبعا كلّ بحسبه وبمقتضى درجته ومستواه.

حديث قدسي: إِذَا عَلِمْت‏ أَنَّ الْغَالِبَ‏ عَلَى عَبْدِيَ‏ الِاشْتِغَالُ بِي نَقَلْتُ‏ شَهْوَتَهُ‏ فِي مَسْأَلَتِي وَ مُنَاجَاتِي/ إن ذكر الله ومناجاته من اللذة والحلاوة بمكان بحيث يملأ فراغ لذة الشهوات

قال النبي(ص): «قَالَ اللهُ تَبَارَك وَتَعالَى إِذَا عَلِمْت‏ أَنَّ الْغَالِبَ‏ عَلَى عَبْدِيَ‏ الِاشْتِغَالُ بِي نَقَلْتُ‏ شَهْوَتَهُ‏ فِي مَسْأَلَتِي وَ مُنَاجَاتِي فَإِذَا کَانَ عَبْدِي کَذَلِكَ فَأَرَادَ أَنْ يسْهُوَ حُلْتُ بَينَهُ وَ بَينَ أَنْ يسْهُوَ أُولَئِكَ أَوْلِيائِي حَقّاً أُولَئِكَ الْأَبْطَالُ حَقّاً أُولَئِكَ الَّذِينَ إِذَا أَرَدْتُ أَنْ أُهْلِكَ الْأَرْضَ عُقُوبَةً زَوَيتُهَا عَنْهُمْ مِنْ أَجْلِ أُولَئِكَ الْأَبْطَال» [عدة الداعي/ص250]
إن سعيتم قليلا وانشغلتم بعملية جهاد النفس وجعلتم ذلك همّا لكم، سوف ترون حسن تعامل الله معكم ومدى لطفه بكم. فلنسأل الله أن يجعلنا من الذين غفلوا عن شهواتهم وانشغلوا بذكره. إن ذكر الله ومناجاته من اللذة والحلاوة بمكان بحيث يملأ فراغ لذة الشهوات.
سأل أحد الأشخاص رسول الله(ص): «فَقَالَ يا رَسُولَ اللَّهِ کَيفَ‏ الطَّرِيقُ‏ إِلَى‏ مَعْرِفَةِ الْحَقِ‏ فَقَالَ ع مَعْرِفَةُ النَّفْسِ فَقَالَ يا رَسُولَ اللَّهِ کَيفَ الطَّرِيقُ إِلَى مُوَافَقَةِ الْحَقِّ قَالَ مُخَالَفَةُ النَّفْسِ قَالَ يا رَسُولَ اللَّهِ فَکَيفَ الطَّرِيقُ إِلَى رِضَاءِ الْحَقِّ قَالَ سَخَطُ النَّفْسِ فَقَالَ يا رَسُولَ اللَّهِ فَکَيفَ الطَّرِيقُ إِلَى وَصْلِ الْحَقِّ قَالَ هَجْرُ النَّفْسِ فَقَالَ يا رَسُولَ اللَّهِ فَکَيفَ الطَّرِيقُ إِلَى طَاعَةِ الْحَقِّ قَالَ عِصْيانُ النَّفْسِ فَقَالَ يا رَسُولَ اللَّهِ فَکَيفَ الطَّرِيقُ إِلَى ذِکْرِ الْحَقِّ قَالَ نِسْيانُ النَّفْسِ فَقَالَ يا رَسُولَ اللَّهِ فَکَيفَ الطَّرِيقُ إِلَى قُرْبِ الْحَقِّ قَالَ التَّبَاعُدُ عَنِ النَّفْسِ فَقَالَ يا رَسُولَ اللَّهِ فَکَيفَ الطَّرِيقُ إِلَى أُنْسِ الْحَقِّ قَالَ الْوَحْشَةُ مِنَ النَّفْسِ فَقَالَ يا رَسُولَ اللَّهِ کَيفَ الطَّرِيقُ إِلَى ذَلِكَ قَالَ الِاسْتِعَانَةُ بِالْحَقِّ عَلَى النَّفْس» [عوالي اللئالي/ج1/ص246]
دعاؤنا في آخر شهر رمضان هو أن نقول: اللهم انصرنا على أنفسنا وأعنا في مخالفة هوى نفسنا.



نهجنا الإسلام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس