11 - الإستـقـامـــة والعفة , وهذا أمر واضح , وهو تكليف عام على أية حال , حيث يقول الله تعالى :
( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ ) هود- 112
( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا , تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ , أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ) فصلت- 30
12 - العدالــة والإنصاف , بـمعنى ان كل واحد من الزوجين يكون عادلاً ومنصفاً مع الآخر , حيث يقول الله تعالى :
( إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ ) النحل- 90
وفي نهج البلاغة عن الإمام علي (ع) في قول الله تعالى (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ والإحسان) , العدل : الإنصاف .
وقال عزوجل أيضاً :
( وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ , اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى)
المائدة- 8
وفي الحديث عن أمير المؤمنين (ع) : ( أنصف الله ، وأنصف الناس ، من نفسك ومن خاصة أهلك ، ومن لك هوى فيه من رعيتك ، فانك إلا تفعل تظلم ، ومن ظلم عباد الله كان الله خصمه دون عباده ) .
13 - الـحـِــلـم وكظم الغيظ , فإنه أحسن دواء وأفضل علاج لأغلب الـمشاكل الزوجـية , وهو لقاح ووقاية يـحمي الأسرة ويـحفظها ..
وفي الحديث عن الصادق (ع) : ( ان لم تكن حليماً فتحلّم ) .
وقد ذكروا ان الـحليم هو الذي لا يعاجل بالعقوبة ، ولا يستفــزه الغضب .
يقول الله تعالى :
( وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ ) الشورى- 37
وفي حديث آخر عن الصادق (ع) : ( ما من عبد كظم غيظاً إلا زاده الله عزوجل عــزاً في الدنيا والآخرة ، وقد قال الله عزوجل : (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) وأثابه الله مكان غيظه ذلك ).
وكذلك ورد عنه (ع) : ( ما من جرعة يتجرعها العبد أحب إلى الله عزوجل من جرعة غيظ يتجرعها عند ترددها في قلبه ، إما بصبر وإما بـحلم).
وعن الصادق (ع) : ( من كظم غيظاً ولو شاء ان يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه يوم القيامة رضاه ) .
وعنه (ع) أيضاً : ( من لم يـملك غضبه لم يـملك عقله ) .
14 - العفـــو والتسامح , فإنه من مقومات الـحياة الزوجـية , به تدوم وتستمر , وبه تـتـقوم وتتكامل , وبه يُنال الأجر العظيم ..
حيث يقول الله تعالى :
( وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ، أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ) النور- 22.
( فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) المائدة- 13.
( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ) الشورى- 40
وفي الحديث عن النبي (ص)

ان من خير أخلاق الدنيا والآخرة , العفو عمن ظلمك ) .
وفي ميزان الحكمة عن الإمام علي (ع) : ( لا تكثرن العتاب فانه يورث الضغينة , ويدعو إلى البغضاء ) , وكذلك ورد عنه (ع)

احتمل أخاك على ما فيه , ولا تكثر العتاب فانه يورث الضغينة ) .
بل ورد في الحديث عن المعصومين (ع) : ( عاتب أخاك بالإحسان إليه ، واردد شره بالإنعام عليه ) ..
أي قابل إساءة الـمقابل بالإحسان إليه , وإدفع تعديه عليك بالتفضل عليه , فإن هذا غاية النبل والشرف ..
وقد قال الله تعالى :
( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ ) المؤمنون- 96
( وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ، ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ , فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ، وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا , وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ) فصلت(34-35) .
وقد مدح الله تعالى أولي الألباب ووصفهم بأنهم :
( وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ ) الرعد- 22
وفي الحديث عن النبي (ص) : ( ان من خير أخلاق الدنيا والآخرة ، الإحسان إلى من أساء إليك ) .
15 - إجتناب الـخصام والتباعد بين الزوجين مهما حصل بينهما, فإنهما ( أي الـخصام والتباعد ) يثيران الضغائن ويعـمّقان الـخلافات والـمشاكل ..
ففي الـحديث عن الصادق (ع) : ( إياكم والـخصومة , فانها تشغل القلب , وتورث النفاق , وتكسب الضغاين ) .
وفي رواية عن النبي (ص) انه نهى عن الهجران , فمن كان ولابد فاعلاً فلا يهجر أخاه أكثر من ثلاثة أيام ، فمن كان مهاجراً (هاجراً) لأخيه أكثر من ذلك كانت النار أولى له .
وفي رواية أخرى عنه (ص) أيضاً : ( فأيهما سبق إلى كلام أخيه , كان السابق إلى الجنة يوم الحساب ) .
وعن الباقر (ع) ( ما من مؤمنين إهتجرا فوق ثلاثة , إلا وبرئت منهما في الثالثة ، قيل : هذا حال الظالم فما بال المظلوم ؟ فقال : ما بال الـمظلوم لايصير إلى الظالم , فيقول أنا الظالم حتى يصطلحا ) .
ولايـخفى أن الزوج والزوجة أولى بهذا الـحكم فيما بينهما , لأن علاقتهما أعظم عند الله تعالى , حيث ورد عن النبي مـحمد (ص) : (أنه ما بُني بناء في الأسلام أحب الى الله تعالى من التزويج ) .
16 - الرفــق , بـمعنى أن كل واحد من الزوجين يعامل الآخر بالرفق واللين , حيث ورد في الـحديث عن الـمعصومين (ع) : ( اذا أحب الله أهل بيت أدخل عليهم الرفق ) .
وقد روي عن النبي (ص)

خير الرجال من أمتي الذين لا يتـطاولون على أهليهم , ويـحنّون عليهم ولا يظلمونهم ) .
وفي الحديث المشهور : ( رفقاً بالقوارير ) أي بالنساء .
وفي الـحديث عن النبي (ص) : ( أيـما امرأة لم ترفق بزوجها , وحَملته على ما لا يقدر عليه وما لايطيق , لم يقبل الله منها حسنة ، وتلقى الله وهو عليها غضبان ) .
وعن الصادق (ع) ان النبي (ص) قال: ( ما اصطحب اثنان إلا كان أعظمهما أجراً وأحبهما إلى الله : أرفقهما بصاحبه ) .
وفي الـحقيقة فإن الـمفروض بكل واحد من الزوجين أن يرحــم الآخـر ، ويشفق عليه ، ويعطــف عليه ، ويرأف به ، بـمقدار ما يمكنه ، تـماماً مثلما يريد هو ويتمنى من الآخـر ان يعامله به ..
وعن الصادق (ع) : ( تواصلوا وتباروا وتراحموا وتعاطـفوا ) .
وبذلك كله تتـحقق الرحـمة التي هي مفتاح الـخير والبركات الـمادية والـمعنوية , وهي من أبواب الـجنة ورضوان الله تعالى .
وفي الـحديث عن النبي (ص) : ( ان الله عز وجل رحـيم , يـحب كل رحيم ) .
17 - حسن الـخـُــلـق والـمداراة , أي أن كل واحد من الزوجين يـحاول قدر إمكانه أن يداري الآخـر , ويُحسن خُلقه معه , مهما كانت الظروف والأحوال , ليصفو العيش وتدوم العلاقـة وتُـدرأ الفـتـنة بإذن الله عز وجل ..
ففي الـحديث عن الإمام علي (ع) : ( لا خير فيمن لا يعاشر بالمعروف من لابد من معاشرته ) .
وعن الصادق (ع) : ( انه لابد لكم من الناس ، ان أحداً لا يستغني عن الناس حياته ، والناس لابد لبعضهم من بعض ) .
وعن الإمام علي (ع) : ( وأحسن إلى جميع الناس كما تـحب ان يًحسن إليك ، وإرض لهم ما ترضاه لنفسك ، واستقبح لهم ما تستقبحـه من غيرك ، وحسِّـن مع الناس خـلقك , حتى اذا غـبتَ عنهم حـنوا إليك ) .
وقد قيل للإمام الصادق(ع): ما حد حسن الـخلق؟ , فقال (ع): تلين جناحك ، وتطيب كلامك ، وتلقى أخاك ببشرٍ حسن ) .
وعن الباقر (ع) : ( الـخلق عيال الله ، فأحبهم إليه أحسنهم صنيعـاً إلى عياله) ..
وهو ينطبق على الزوج والزوجة على حد سواء ..
وورد عن النبي (ص: ( امرني ربي بمداراة الناس كما أمرني بأداء الفرائض ) ..
ولايـخفى أن مداراة الزوجين لبعضهما أولى وأعظم مطلوبية .
ثم إن حسن الـخلق والـمداراة طريق أكيد الى الـجنة , حيث ورد عن النبي (ص) : ( عليكم بـحسن الـخلق ، فان حسن الـخلق في الجنــــة لا مـحالة ) .
ومن مصاديق حسن الـخلق والـمداراة : طلاقة الوجه وحسن البشر وحسن العِشرة , فإنها صفات تؤدي الى الصفاء والـمودة ..
حيث ورد عن النبي (ص) : ( حسن البشر يذهب بالسخيمة (أي الـحقد ) .
وعن الإمام علي (ع) : ( البشاشة حبّـالة الـمودة ) .
وعن السجاد (ع) : ( البشر الـحسن وطلاقة الوجه مكسبة للمحبة ، وقربة من الله تعالى .. وعبوس الوجــه وسوء البــشر مكسبة للمقت والبعــد من الله ) .
ومن مصاديق حسن الـخلق والـمداراة : السهولة وعدم العسر والغلظة ..
ففي الـحديث في وصف سيرة النبي (ص) في جلسائه : ( كان دائم البشر ، سهل الـخلـق ، لين الـجانب ، ليس بفظ ولا غليظ ) .
وورد عن النبي (ص) : ( المؤمن هيّن لين سمح ، له خلق حسن ) .
وورد أيضاً عنهم (ع) : ( شر الأخـوان من تُكـلـف لـه ) .
وعن الصادق (ع) : ( المؤمن حسن الـمعونة ، خفيف الـمؤونة ) .
وقد ورد عن النبي (ص) : ( خيـر المــؤمنين من كان مألفــة للمؤمنين ، ولا خيــر فيمـــن لا يألف ولا يؤلف ) .
18 - الإحترام الـمتبادل بين الزوجين , بـمعنى أن كل واحد منهما يتعامل مع الآخر على اساس الإحترام والتقدير الـمناسب ..
ففي الـحديث عن الإمام الباقر (ع) : ( عظموا أصحابكم ووقّروهم , ولا يتهجم بعضكم على بعض ) .
وعن الصادق (ع) : ( من أكرم مؤمناً فبكرامة الله بدأ ) .
وهذا يشمل الزوج والزوجة بطريق أولى .
19 - الإحسان و صُنع الـمعروف (أي الـخيــر ) , بأن يُحسن كل واحد من الزوجين الى الآخر , ويصنع الـخير والـمعروف معه , سواء قابله الآخر بالـمثل أم لا ..
حيث يقول الله تعالى :
( إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأنفُسِكُمْ ) الإسراء- 7
( وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) البقرة- 195
وفي الحديث عن النبي (ص) : ( رأس العقل بعد الإيـمان , التودد إلى الناس واصطناع الـخير إلى كل بر وفاجر ) .
وورد عنه (ص) : ( اصنعوا المعروف (الـخير) إلى من هو أهلـه ، وإلى من ليس من أهله ، فان لم تصب من هو أهله ، فأنت أهله ) .
وعن الصادق (ع) : ( إصنع المعروف إلى من هو أهله ، وإلى من ليس من أهله ، فان لم يكن هو أهله , فكن أنت من أهله ) .
وعن الإمام علي (ع) : ( لا يزهـدنك في الـمعروف من لا يشكـرك عليه ) .
ومن الإحسان والـمعروف : إدخال الزوج السرور على زوجته , وإدخال الزوجة السرور على زوجها ..
ففي الحديث عن النبي (ص) : ( من سر مؤمناً فقد سرني ، ومن سّرني فقد سر الله ) .
وعن النبي (ص) أيضاً : ( الـخلق عيال الله ، فأحب الـخلق إلى الله من نفع عيال الله ، وأدخل على أهل بيته سروراً ) .
مع الإلتفات الى أن إدخال السرور له صور ومصاديق كثيرة جداً ومتعددة , وبعضها سهل ويسير , من قبيل الإبتسامة والكلمة الطيبة ونظرة الـمودة أو العطف , أو غير ذلك .
20 - إجتناب الظـلـم والتعدي مطلقاً , بـمعنى أن يـحرص الزوجان على عدم تعدي أحدهما على الآخر , لا بقول ولا بفعل , ولا حتى بإشارة , وأن لايظلم أحدهما الآخر بأي وجه من وجوه الظلم , سواء كانت مادية أو معنوية .
حيث يقول الله تعالى :
( وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ ) البقرة- 190
( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ) الشعراء- 227
( وَإِنَّ كَثِيراً مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ، إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ , وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ ) ص- 24
وقد ورد عن الإمام علي (ع)

لاتظلم , كما تـحب ان لا تُظلم ) ..
وعنه (ع) أيضاً : ( بئس الزاد الى المعاد العدوان على العباد , ويوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم ).
وعن الصادق (ع) : ( إياكم أن يبغي بعضكم على بعض ، فانها ليست من خصال الصالحين ، فانه من بغى صيّر الله بغيه على نفسه ، وصارت نصرة الله لمن بغى عليه ، ومن نصره الله غلب وأصاب الظفر من الله ) .
وعنه (ع) أيضاً : ( من آذى مؤمناً ، فقد آذى الله عزوجل في عرشه ، والله ينتقم ممن ظلمه ) ..