رد: سُنّة البلاء في القرآن وتعاليم أهل البيت (عليهم السلام)
ومن النعم الابتلائية:
1 ـ النعم والبركات: قال سبحانه وتعالى: (وأن لوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَاءً غَدَقاً * لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ) الجن/ 16ـ 17.
2 ـ الأموال والأولاد: قال سبحانه وتعالى: (وَاعْلَمُوا أَنّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) الأنفال/ 28.
الأموال والأولاد من متاع الدنيا الذي غالباً ما يعيق الإنسان عن أداء تكاليفه الشرعية، ولذا كان ابتلاءً للمؤمنين وامتحاناً لهم.
3 ـ ويبتلي الله عباده بالقوة الجسدية: وبكثرة العدد، كما ابتلى المسلمين في حنين بكثرة عددهم، فأصابهم الغرور والتراخي، وخسروا المعركة لأنهم اعتمدوا على كثرتهم ولم يعتمدوا على الله سبحانه وتعالى .
4 ـ ويبتلي الله عباده بالنصر على الأعداء: فهل يشكرون الله وهل يبتعدون عن الزهو والعجب والغرور بالنصر، وهل يحافظون على مقومات النصر.
وخلاصة القول إن المؤمنين يصيبهم البلاء بنوعيَه، ابتلاء الشدة وابتلاء الرخاء، تأديباً لهم لكي يعودوا إلى الاستقامة التي أمرهم الله بها.
ثانياً ــ ابتلاء الكفّار:
ابتلاء الكفار لم يكن اختباراً ولا امتحاناً، وإنّما كان عذاباً كما عبّرت عنه الآيات القرآنية: ( فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ) الأنعام / 6. والإهلاك هو العذاب والعقاب الإلهي بسبب التمرد على التعاليم الإلهية، فالكفران بنعم الله يولّد العذاب: (فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ) النحل/ 112.
والبطر في المعيشة سبب للهلاك والعذاب: (وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا) القصص/ 58.
والظلم سبب للهلاك والعذاب: (وَمَا كُنّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ) القصص/ 59.
وقد اقتضت سنّة الله تعالى في الأرض إهلاك المتمردين بعد أن يصلوا إلى مرحلة الطغيان، كما حدث مع قوم نوح ولوط وقوم هود وصالح.
كيف يدفع البلاء؟
قال الإمام الصادق (عليه السلام): ((لن تكونوا مؤمنين حتى تعدّوا البلاء نعمة، والرخاء مصيبة))(15).
البلاء نعمة لأنه يشحذ الهمم ويشد العقول والقلوب إلى مصدر الرحمة ومصدر الحماية، وهو الله تعالى، فهو نعمة بهذا المنظار، والرخاء مصيبة لأنه قد يؤدي إلى الغرور والعجب
__________________
لا تـــســــــألــــــونــــــي مـــــن الـــــــــــحـــــــســـــيـــن
فــــهــــــو حـــبــــــيــــــبــــــي و نــــــور الــعــــــيــــن
لا تــــــســـألـــــونــــي قــــــــبـــــــــــــره أيـــــــــــــن
فــــكــــل قـــــلــــب صـــــــادقــــــــــــ يـــحـــوي حــــســـــيــــن
|