رد: سُنّة البلاء في القرآن وتعاليم أهل البيت (عليهم السلام)
ومن ألوان البلاء:
يتعرض المؤمنون للبلاء لامتحان إيمانهم وصبرهم وشكرهم واستمراريتهم على المنهج الربّاني، وللحصول على الأجر والثواب من أجل التوجيه والتقويم لتصقل نفوسهم وتمحّص. ويكون البلاء بالشدة والرخاء، ولا يقتصر على الشدة فقط.
قال سبحانه : (وَنَبْلُوكُم بِالشّرّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً. الأنبياء / 35.
وتتعدد مظاهر الابتلاء بالشدّة من فرد إلى آخر، ومن مجتمع إلى مجتمع آخر حسب درجات الإيمان وحسب الطاقات الكامنة في النفوس.
1 ـ الخوف والجوع ونقص الأموال والأنفس والثمرات:قال سبحانه وتعالى: (وَلَنَبْلُوَنّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالّثمَرَاتِ وَبَشّرِ الصّابِرِينَ) البقرة/ 155.
فالابتلاء بالشدة في هذه المظاهر يحرك القوة الكامنة في الإنسان لكي يلتجئ إلى الله ويركن إليه لتتعمق العلاقة بينه وبين خالقه: (وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيّ إِلّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضّرّاءِ لَعَلّهُمْ يَضّرّعُونَ) الأعراف / 94.
2 ـ الابتلاء بالكفار:يبتلي الله تعالى المؤمنين بالكفّار وبما يملكون من قوة، من مالٍ وسلاحِ ورجال ومن وسائل السيطرة، فيجد المؤمنون أن للكفار دولة قوية وأنّ لهم أتباعاً وأنصاراً وهم وحدهم، ويزداد الابتلاء عندما يتباطأ النصر وتضيق الحلقة على المؤمنين.
قال سبحانه وتعالى: (إِذْ جَآءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنّونَ بِاللّهِ الظّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً) الأحزاب/ 10ــ 11.
فالله سبحانه وتعالى هو الناصر الوحيد للمؤمنين، ولكن أراد ابتلاءهم وامتحانهم في مواجهة الكفار: (...وَلَوْ يَشَاءُ اللّهُ لاَنتَصَرَ مِنْهُمْ وَلكِن لِيَبْلُوَا بَعْضَكُم بِبَعْضٍ. محمّد/ 4.
3ـ ضيق المعيشة: الفقر وضيق المعيشة من أوجه الابتلاء والامتحان للمؤمنين لاختبار صبرهم واختبار إيمانهم بقضاء الله وقدره وَأَمّا إِذَا مَا ابْتَلاَهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبّي أَهَانَنِ) الفجر/ 16. والابتلاء بضيق المعيشة يتناسب طردياً مع درجة الإيمان، قال الإمام الصادق (عليه السلام) ( كلّما ازداد العبد إيماناً ازداد ضيقاً في معيشته))(7).
والمؤمن الذي يواجه ضيقاً في معيشته يتجه بكل جوارحه إلى الله، وإنّ قلة الرزق امتحان عسير لمعرفة درجة ارتباطه بالله ورضاه بما قسم الله له من الرزق.
4ـ ابتلاء التأديب:عندما يبتعد المؤمن عن المنهج الربّاني في الحياة، ولا يجعل سلوكه مطابقاً لما يؤمن به، فإن الله سبحانه يبتليه بعذاب تأديبي ليردعه عن المعاصي، ولكي يعود للاستقامة ويتوب إلى الله، وهو بلاء لا تطول مدته، ويتوقف على التوبة والإنابة، ومن مظاهره:
__________________
لا تـــســــــألــــــونــــــي مـــــن الـــــــــــحـــــــســـــيـــن
فــــهــــــو حـــبــــــيــــــبــــــي و نــــــور الــعــــــيــــن
لا تــــــســـألـــــونــــي قــــــــبـــــــــــــره أيـــــــــــــن
فــــكــــل قـــــلــــب صـــــــادقــــــــــــ يـــحـــوي حــــســـــيــــن
|