[الاء الرحمن]

41- ورد في بعض النصوص أن المهدي (ع) يستلم من الناس أموالهم، ليستعين بها على أعداء الله، ويُبقي لهم مايستعينون على أمورهم.

أقول : الظاهر أن ذلك يحصل في أول ظهوره المبارك، وأما بعد إستقراره (ع)، فالوارد في الروايات المتواترة أن الخيرات تنتشر كما سيأتي.

42- المهدي (ع) عادل وشديد حتى مع المقربين منه، وفي الخبر أنه يقتل - لسببٍ ما - أحد المقربين منه، فلا يبقى شيء إلا خافه.

43- إن المهدي (ع) يدعو الناس الى أمر جديد وسنة جديدة كما في الروايات.

أقول : هذه السنة وإن كانت غريبة على تلك الأجيال، إلا إنها بالتأكيد تمثل الرسالة المحمدية الواقعية، وفي الحديث أنه يسير كما سار الرسول محمد(ص)، ويعيد الإسلام كما كان في أوله.

ولن تكون هناك مخالفة لسنة النبي(ص)، فإن حلال محمد حلال الى يوم القيامة وحرامه حرام الى يوم القيامة..

وفي الروايات عن النبي (ص) في وصف المهدي (ع): ( يقفو أثري لا يخطيء)..

وفي حديث آخر عنه (ص) : (سنّته سنّتي، يقيم الناس على ملتي وشريعتي، ويدعوهم الى كتاب ربي)(أنظر كمال الدين وإثبات الهداة).

44- ورد في بعض الأحاديث أن المهدي (ع) إذا وضع يده على رؤوس الناس، يجمع الله بها عقولهم، ويكمل بها أخلاقهم، ولايبقى مؤمن إلا وصار قلبه أشد من زبر الحديد.

أقول : هذا كناية عن رعايته (ع) للناس، وتربيته لهم.

45 - في الحديث أن العلم سبعة وعشرون جزء، لم يظهر منها الى الآن، إلا جزءان إثنان، وسيأتي القائم (ع) بالباقي.

46- مر في أول (المحور الثاني من القسم الأول) أن كنية الإمام (ع) أبو القاسم (اسمه اسمي وكنيته كنيتي)، ويكنى أيضاً أبو جعفر و أبو صالح وغيرها.

47- يعيش الإمام المهدي (ع) بعد الظهور والنصر، (7- 9) سنوات وهو الأشهر..

وروي أن كل سنة منها تعادل عشر سنوات من السنين المتعارفة.

وروي أيضاً أنه يعيش عندئذ ما بين (19- 20) سنة، وروي أنه يملك أربعين عاماً، وفي خبر آخر أنه يملك (309) سنة بقدر ما لبث أصحاب الكهف..

أقول : ولعل المقصود بالأخير مجموع ملك دولته(ع) الشامل لملك من يأتي بعده من الأولياء، وفي الخبر نفسه أن القيامة تقوم بعد ذلك بأربعين يوماً، وهو رقم تقريبي كما لايخفى، لأن الساعة لاتقوم إلا بغتة.



48- تنتشر الخيرات والبركات في عهد المهدي (ع).. ففي جملة من الأحاديث أنه تتنعم الناس في عهده نعمة عظيمة، وأن الأموال تتكدس عند العباد فيستغنون، وتخرج الأرض خيراتها، حتى تتحير الناس في دفع صدقاتها لندرة المحتاج.

أما إمامنا المهدي(ع)، فيبقى على زهده، حيث ورد في الحديث : (وما لباس القائم الا الغليظ، وما طعامه إلا الجشب).

وكذلك تنتشر عندئذ المحبة والألفة والأمان بين العباد والبلاد، حتى أن السباع تتصالح مع البهائم كما في الأخبار.

وستكون - كما في الروايات - حركة واسعة من الإعمار (ولايبقى في الأرض خراب إلا عُمِّـر)، وتنتشر الثقافة والتوعية حتى أن المرأة تستطيع أن تقضي وهي في بيتها، كما هو مضمون الرواية.



وقد ورد في الحديث عن الإمام الباقر(ع) : ( دولتنا آخر الدول، ولم يبقَ أهل بيت لهم دولة إلا ملكوا قبلنا، لئلا يقولوا إذا رأوا سيرتنا : إذا ملكنا سِرنا مثل سيرة هؤلاء، وهو قول الله عزوجل والعاقبة للمتقين)..(أنظر غيبة الطوسي ومنتخب الأنوار المضيئة).