من كتاب للشيخ حيدر اليعقوبي
قلنا في مقدمة الكتاب أنه قد وردت في النصوص والروايات جملة من العلامات والأدلة التكوينية على زمان تحقق الظهور الصادق للحجة المنتظر أرواحنا له الفداء، بمعنى أنها علامات وقرائن تحصل قبيل الظهور أو في أثنائه أو بعده، حتى يعرف الناس تكليفهم عندئذ..
مع الالتفات إلى ضرورة الإعتماد في كل ذلك على المصادر التي كتبها الثقات من أهل الخبرة والدراية والأخلاق الفاضلة.
وقلنا أننا سنلخص هذه الأمور على شكل نقاط ليسهل على الناس حفظها، أو الرجوع إليها عند الحاجة بسرعة وسهولة، خصوصاً من لا يقدر منهم على مراجعة المصادر المفصلة والمطولة، سائلين الله القبول وحسن العاقبة.
ولنبدأ الآن بذكر أهم العلامات والمعلومات المرتبطة بظهور الإمام المهدي(ع) :
1- يحصل الخسوف والكسوف في شهر رمضان.
2- تحصل الصيحة يوم (ليلة) 23 رمضان. والصيحة(النداء) من الأمر المحتوم، وإنما تُتَّبع الصيحة الأولى وهي التي تدعو إلى القائم وتعلن عنه، دون الصيحةالثانية.
3- خروج المهدي (ع) (أي إعلان دعوته) يكون في محرم، وذلك في مكة المكرمة، بعد أن يخرج اليها من المدينة، بإعتبار أن المهدي (ع) يظهر في المدينة (يثرب) فيسمع به السفياني، ويبعث نحوه بالجيوش، فعندئذ يخرج الإمام (ع) منها إلى مكة.
4- يجتمع إليه 313 نفراً (وهم أصحاب الألوية وحكامه في الأرض ومبعوثيه الى الأمم)، يجتمعون إليه من مختلف الآفاق، ومنهم عصائب العراق (أخيار العراق)، وابدال الشام، ونجباء مصر.
5- روي انه تمطر السماء 24 مطرة في جمادي الآخرة ورجب. وذلك في السنة التي سيظهر فيها الحجة (ع).
6- يظهر الدجال (وهو كافر)، فيأتي الى الشام والمدينة..
والظاهر أن المقصود به هو الإستكبار العالمي أو (الرأسمالية عموماً).
وللدجال إمكانيات هائلة لعلها علومهم الحديثة المادية.
والدجال يقتله المسيح (ع)، ولعله قتل معنوي أو فكري، وإن كان ظاهر بعض الروايات أنه قتل حقيقي.
وفي روايات أخرى ان المهدي (ع) هو الذي يقتله، ولعله (ع) يبعث المسيح اليه فيقتله بأمره.
وتجدر الإشارة هنا الى أن المسيح عيسى(ع) ينزل من السماء ويصلي خلف المهدي (ع)، ويؤيده ويقف الى جانبه، كما في الروايات المتواترة عند الخاصة والعامة.
7- مقتل الحسني وهو كما في بعض الأخبار الشخص الذي يخرج من ارض الديلم وقزوين، ويبايع المهدي(ع).
ولا يخفى أن عدداً من السادة الحسنيين قتلوا، خصوصاً أصحاب الثورات الحسنية ضد الأمويين و العباسيين.
ولعله متحد مع النفس الزكية أو أحد مصاديقها.
8- خروج يأجوج ومأجوج..
أقول : لعلهم أمم بدائية، أو لعلهم السلفيون (الوهابية) التكفيريون، أو لعلهم أمم متقدمة مادياً لكنها ذات أفكار جاهلية منحطة، بحيث لا يوجد لديها مبادئ أو قيم، (فهي من قبيل الماسونية أو الإباحية).
ولعل يأجوج ومأجوج (كإطروحة على أية حال) هم سكان كوكب آخر ( أو جنس آخر) يغزون الأرض و بعض الكواكب.
والظاهر أنهم يخرجون اثناء ظهور المهدي (ع) والمسيح، أو أنهم يخرجون قبيل الظهور، خصوصاً إذا فهمنا منهم عنوان المادية أو الهمجية الجاهلية.
وفي الحقيقة فإن الوارد في بعض الأخبار كمسند الطيالسي وتاريخ مدينة دمشق أنهم من ولد آدم (ع)، وفي بعض المصادر كالكافي للكليني ونور الثقلين أنهم ليسوا من ولد آدم (ع)، حيث ورد في الرواية عن الإمام علي(ع) : (والناس من ولد آدم ماخلا يأجوج ومأجوج).(96)
9- بالنسبة لشخصية السفياني، وردت رواية في كتاب عصر الظهور أن السفياني إثنان، أحدهما يمهد والآخر يسيطر بعد وفاة الأول.
و السفياني يقبل من بلاد الروم، في عنقه الصليب (إما أصله هناك أي إنه كافر أساساً، أو إنه عميل أو أداة لهم)، يدخل الشام وتصل يده الى الكوفة، فيقتل الكثير، حتى تأتي الرايات من خراسان، وفيهم جماعة من أصحاب القائم (ع).
ثم يرسل السفياني بجيشه نحو المدينة المنورة، فيُخسف بجيشه في بيداء الحجاز.
وفي الرواية ان المهدي (ع) هو الذي يقتله بعد ذلك في معركة مرج عذراء قرب دمشق.
أقول : لعل السفياني كناية عن الحاكم المنحرف الذي ظاهره الإسلام وباطنه الكفر، أو لعله يراد به طاغوت ناصبي من أمثال أسامة بن لادن أو تنظيم القاعدة لعنهم الله، فإنهم أشر الخلق وأكثرهم عداء للمؤمنين.
وعلى أية حال فإن السفياني من الأمر المحتوم كما في الرواية.
10- بالنسبة الى شخصية اليماني الذي ورد أنه (صاحب حق وراية هدى)، وذُكر أن إسمه حسن أو حسين، وظهوره أيضاً من الأمر المحتوم.
قيل عنه كما في كتاب عصر الظهور أيضاً انه يكون هناك يمانيان (اثنان)، ولكنه خلاف المشهور، وقد يمكن جمع الشخصيتين وتوحيد الدلالة في الخبرين.
وتجدر الإشارة هنا الى أنه ورد في الروايات أن السفياني واليماني والخراساني يظهرون في سنة واحدة، وكلهم من علامات الظهور.
والخراساني هو صاحب الرايات السود ( قوم من المشرق)، وفي بعض الروايات أنهم يسلمونها الى المهدي (ع).
11- مقتل النفس الزكية الذي يبعثه المهدي (ع) الى مكة، ويكون الظهور بعد ذلك بمدة قليلة جداً (روي أنها خمس عشرة ليلة)..
وهذه العلامة أيضاً حتمية كما في الرواية.
وفي رواية عن الباقر (ع) أن الإمام المهدي(ع) يقول لأحد أصحابه : إمضِ الى أهل مكة فقل ياأهل مكة أنا رسول فلان إليكم، فيقتلوه، وهذا هو النفس الزكية الذي يذبح بين الركن والمقام.
12- خروج الشمس من المغرب، وقيل إنه علامة ليوم القيامة.
13- المهدي (ع) يبدأ دعوته العلنية في عاشوراء بخطبة بين الركن والمقام، ويبايعه هناك 313 نفراً، ويبقى فيها (مكة) حتى يتم عنده عشرة آلاف ناصر.
14- شعار أصحاب المهدي (يالثارات الحسين).
وفي بعض الروايات أن حامل لوائه (ع) هو شعيب بن صالح، وهو من بني تميم كما في بعض الروايات.
15- ورد في بعض الروايات جواز سؤال المهدي (ع) (عن أي شيء) للتأكد منه ومن هويته الشريفة.. وهذه علامة مهمة كما لايخفى.
16- (السلام عليك يا بقية الله في ارضه)، هكذا ينادى الإمام المهدي(ع)، ويسلم عليه.
17- بعض أصحاب القائم (ع) يأتونه الى مكة تطوى لهم الأرض، وبعضهم يُحملون في السحاب نهاراً (لعله إشارة للطائرات).
18- ينطلق المهدي (ع) من مكة الى الكوفة، وتكون مركزه. وأهل الكوفة أسعد الناس به كما في الروايات، ويصلي بهم الجمعة في الغري بعد أن يطلبها الناس منه : (صلِّ بنا الجمعة).
وفي الرواية أن مسجد السهلة يكون منزله(ع) بعد الظهور والفرج.
وفي الخبر عن الصادق(ع) أن المؤمنين سيتسابقون الى سكنى الكوفة، حتى أن قصورها ستجاور كربلاء.
وفي هذا الخبر أيضاً أن كربلاء ستصير معقلاً ومقاماً وسيكون لها شأن من الشأن.
19- ينطلق المهدي (ع) لنشر الإسلام والحق في الدول العالمية.
20- يبدو عمر المهدي (ع) عند ظهوره وكأنما هو دون الأربعين. فالمهدي (ع) يخرج شاباً كما في الروايات، ويتعجب الناس منه.
21- أوصافه الجسمية مروية في المصادر(أنظر تاريخ ما بعد الظهورللسيد الشهيد الصدر ص359 ومابعدها، والمعجم الموضوعي لأحاديث الامام المهدي(ع) للشيخ الكوراني ص243ومابعدها، ومعجم أحاديث الإمام المهدي (ع) لمؤسسة المعارف الإسلامية 1/82و87و95و121و166و195 و 4/55و56و345).
22- الإمام (ع) منصور بالملائكة وبالمؤمنين والرعب.
23- فترة قتال المهدي (ع) ثمانية أشهر، وهي معارك عنيفة لا يرحم فيها المجرمين الظالمين.
24- ورد في رواية أن الله تعالى يبدو له حتى في المحتوم، ولكن الميعاد بالقائم (ع) ثابت لايتغير، وهذه حقيقة ناصعة أكدتها الروايات المتواترة عند العامة والخاصة، وفي الحديث عن النبي محمد (ص)

لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يملك رجل من أهل بيتي يُظهر الإسلام، ولايُخلف وعده، وهو على وعده قدير).
وينبغي الإلتفات هنا الى أن المحتوم إذا كان شرطاً أساسيا ً في حصول الواقع الثابت فيتحقق لامحالة، وكذلك إذا كان المتعلق وعداً إلهياً، فإن الله لايخلف الميعاد.
والرواية وإن ذكرت أن الله تعالى قد يبدو له في المحتوم إلا أنها لاتعني طرو البداء عليه فعلاً، وإنما هي في مقام تعليق الأحداث المستقبلية مطلقاً على إرادة الله عزوجل.
25- ورد في رواية عن دور العلماء والفقهاء (في عصر الغيبة) في حفظ الناس وتقوية إيمانهم، عن الهادي(ع : (لولا من يبقى بعد غيبة قائمنا عليه السلام من العلماء.... لمابقي أحد إلا إرتد عن دين الله عزوجل).
36:من كتاب للشيخ حيدر اليعقوبي