رد: بأبي التي ورثت مصائب أمها فغدت تقابلها بصبر أبيها
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
بعض ما رأته (ع) من المصائب
ان المصائب التي المت بالصديقة الصغرى زينب الكبرى ابنة علي (عليه وعليها السلام) في كربلاء مصائب كثيرة، منها:
ما رأته اول ما نزلت في كربلاء من معارضة الحر بن يزيد الرياحي وإجبار أخيها (عليه السلام) على النزول.
وما شاهدته من القلة في أصحاب أخيها وكثرة جيوش الأعداء.
وما شاهدته من تفرق من كان مع أخيها وذهاب الأكثر ممن تبعه حين خطبهم بخطبته المشهورة بعد ما بلغه خبر قتل مسلم بن عقيل وهاني بن عروة (رضي الله عنهما) فتفرق الناس عنه يميناً وشمالاً حتى لم يبق الا الذين قتلوا معه.
وما كانت تشاهده من اضطراب النساء وخوفهن حين نزلوا كربلاء.
وما شاهدته من عطشها وعطش أهل بيتها عندما منعهم القوم الماء.
وما كانت تقوم به من مداراة الأطفال والنساء وهم في صراخ وعويل من العطش.
وما كانت تنظر اليه من الانكسار في وجه أخيها الحسين (عليه السلام).
وحين شاهدت إخوانها وبني إخوانها وبني عمومتها وشيعة أخيها يبارزون ويقتل الواحد منهم تلو الواحد.
وما شاهدته من مقتل ولديها.
وحين شاهدت أخاها الحسين (عليه السلام) وحيداً فريداً لا ناصر له ولامعين وقد أحاط به الأعداء من كل جانب ومكان.
وحين شاهدت رأس أخيها على الرمح دامي الوجه خضيب الشيب.
وحين ازدحم القوم على رحل أخيها ومناديهم ينادي: (احرقوا بيوت الظالمين).
وحين احرق القوم الخيام وفرت النساء والأطفال على وجوههم في البيداء.
ومرورها على مصرع أخيها ورؤيتها جسده الشريف ملقى على الأرض تسفي عليه الرياح.
ولما اركبوها النياق المهزولة هي والعيال والأطفال.
ومداراتها الامام زين العابدين (عليه السلام) وهو من شدة مرضه لا يطيق الركوب وقد قيدوه من تحت بطن الناقة.
وهناك مصائب أخرى من اشدّها انها كانت تنظر الى قتلة أخيها وأصحابه وهم يسرحون ويمرحون والسياط بأيديهم يضربون الأطفال والنساء وهم في غاية الشماتة بها وبأهل بيتها.
ويجدر هاهنا ان نذكر تفصيل بعض ما ورد من مصائبها (عليها السلام) قال السيد رضي الدين ابن طاووس (قدس سره):
ورد الحسين (عليه السلام) كربلاء في اليوم الثاني من المحرم فلما وصلها قال: ما اسم هذه الأرض ؟.
فقيل: كربلاء.
فقال (عليه السلام): اللهم اني أعوذ بك من الكرب والبلاء.
ثم قال: هذا موضع كرب وبلاء انزلوا، هاهنا محط ركابنا وسفك دمائنا وهنا محل قبورنا، بهذا حدثني جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
فنزلوا جميعاً ونزل الحر وأصحابه ناحية وجلس الحسين (عليه السلام) يصلح سيفه ويقول:
يا دهــــر اف لك من خليل *** كم لك بالإشراق والأصيل
من صاحـــب اوطالب قتيل *** والدهر لا يقــــنع بالبديــل
وكــــل حـــي سالك سبيلي *** ما اقرب الوعد من الرحيل
وانما الأمر الى الجليل
عظم الله اجورنا واجوركم بستشهاد مولاتنا زينب عليها السلام
جزاك الله خيرا جعله الله بميزان حسناتك ان شاء الله
__________________
لا تـــســــــألــــــونــــــي مـــــن الـــــــــــحـــــــســـــيـــن
فــــهــــــو حـــبــــــيــــــبــــــي و نــــــور الــعــــــيــــن
لا تــــــســـألـــــونــــي قــــــــبـــــــــــــره أيـــــــــــــن
فــــكــــل قـــــلــــب صـــــــادقــــــــــــ يـــحـــوي حــــســـــيــــن
|