عرض مشاركة واحدة
قديم 05-04-2015, 08:57 PM   #2
الزهرائية
"عشقي حسيني ابدي"
 
الصورة الرمزية الزهرائية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2013
الدولة: العراق
المشاركات: 239
معدل تقييم المستوى: 2236
الزهرائية has a reputation beyond reputeالزهرائية has a reputation beyond reputeالزهرائية has a reputation beyond reputeالزهرائية has a reputation beyond reputeالزهرائية has a reputation beyond reputeالزهرائية has a reputation beyond reputeالزهرائية has a reputation beyond reputeالزهرائية has a reputation beyond reputeالزهرائية has a reputation beyond reputeالزهرائية has a reputation beyond reputeالزهرائية has a reputation beyond repute
افتراضي رد: مسابقة.(الزهراء ع)

انطباعات عن شخصيّة الزهراء عليها السلام


الزهراء فاطمة ابنة أعظم نبيّ وزوجة أوّل إمام وبطل، واُم أينع بزغتين في تأريخ الإمامة، إنّها الوجه المشرق الوضّاء للرسالة الخاتمة، وإنّها سيّدة نساء العالمين، وهي الوعاء الطاهر للسلالة الطاهرة والمنبت الطيّب لعترة رسول الله صلوات الله عليهم أجمعين. لقد اقترن تأريخها بتأريخ الرسالة، إذ ولدت قبل الهجرة بثمان سنوات وتوفّيت بعد الرسول صلى الله عليه وآله بعدّة أشهر. وقد أشاد النبيّ الكريم بعظيم منزلة الزهراء الطاهرة ، وبما بلغته من موقع رياديّ في خطّ الرسالة محتذياً خُطى القرآن الكريم فيما صرّح به من فضائل ومكرمات لأهل بيت الوحي عليهم السلام بشكل عام وللزهراء عليها السلام بشكل خاص.

الزهراء في آيات الذكر الحكيم
لقد مدح القرآن الكريم اُناساً خلّدهم بآيات تتلى أناء الليل وأطراف النهار، إكباراً لمواقفهم ولِتفانيهم في سبيل الحقّ. وممّن خصّهم الله تعالى بالذكر الجليّ وأشاد بمواقفهم وفضائلهم أهل بيت النبيّ صلى الله عليه وآله ، وقد روى المؤرّخون والمفسّرون نزول آيات كثيرة في مدحهم، كما خصّهم بالثناء في سور شتّى تقريراً لسلامة خطّهم واعترافاً بحُسن سَمتِهم ودعوةً للاقتداء بهم.

1- الزهراء عليها السلام كوثر الرسالة
إنّ الكوثر هو الخير الكثير ، وهو يتناول بظاهره جميع نعم الله على النبيّ محمّد صلى الله عليه وآله ولكن ما ذكروه في أسباب النزول بالإضافة إلى الآية الأخيرة من سورة الكوثر يشيران بوضوح إلى أنّ هذا الخير يرتبط بكثرة النسل ودوامه، وقد عرف العالم كلّه أنّ نسل رسول الله صلى الله عليه وآله قد استمرّ من خلال ابنته الزهراء البتول كما صرّحت بذلك جملة من أحاديث الرسول صلى الله عليه وآله.

وممّا رواه المفسّرون في هذا الصدد أنّ العاص بن وائل كان يقول لصناديد قريش: إنّ محمداً أبتر لا ابن له1 يقوم مقامه بعده، فإذا مات انقطع ذكره واسترحتم منه. وهذا قول ابن عباس وعامة أهل التفسير2، وبالرغم ممّا ذكره الفخر الرازي من اختلاف المفسّرين في معنى الكوثر هنا فإنّه قد صرّح قائلاً : "والقول الثالث : الكوثر أولاده .. لأنّ هذه السورة إنّما نزلت ردّاً على من عابه عليه السلام بعدم الأولاد، فالمعنى أنّه يعطيه نسلاً يبقون على مرّ الزمان ثم قال : فانظرْ ، كم قُتل من أهل البيت ؟! ثمّ العالم ممتلئ منهم ولم يبق من بني اُمية في الدنيا أحد يعبأ به، ثم انظر كم كان فيهم من الأكابر من العلماء كالباقر والصادق والكاظم والرضا عليهم السلام والنفس الزكية وأمثالهم"3.

وتدلّ آية المباهلة4 على أنّ الحسن والحسين ابنا رسول الله صلى الله عليه وآله كما دلّت النصوص المتضافرة عن الرسول صلى الله عليه وآله على أنّ الله تعالى جعل ذريّة كلّ نبيّ في صلبه وجعل ذريّة الرسول الخاتم صلى الله عليه وآله في صلب علي بن أبي طالب عليه السلام 5 وروت الصحاح عن النبيّ صلى الله عليه وآله أنّه قال للحسن بن علي عليهما السلام : "إنّ ابني هذا سيّد، ولعلّ الله يصلح به بين فئتين عظيمتين"6.

2- الزهراء عليها السلام في سورة الدهر:
مرض الحسن والحسين فعادهما رسول الله صلى الله عليه وآله في ناس معه فقالوا: يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك، فنذر عليّ وفاطمة وفضّة وهي جارية لهما إن برئا ممّا بهما أن يصوموا ثلاثة أيّام، فشفيا وما معهم شيء، فاستقرض عليّ عليه السلام من شمعون الخيبري اليهودي ثلاثة أصوع من شعير، فطحنت فاطمة عليها السلام صاعاً واختبزت خمسة أقراص على عددهم فوضعوها بين أيديهم ليفطروا، فوقف عليهم سائل فقال: السلام عليكم أهل بيت محمّد، مسكين من مساكين المسلمين أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنّة، فآثروه وباتوا لم يذوقوا إلاّ الماء وأصبحوا صياماً، فلمّا أمسوا ووضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم يتيم فآثروه، ووقف عليهم أسير في الثالثة ففعلوا مثل ذلك، فلمّا أصبحوا أخذ عليّ رضي الله عنه بيد الحسن والحسين وأقبلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فلمّا أبصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدّة الجوع قال: ما أشدّ ما

يسوؤني ما أرى بكم ! وقام فانطلق معهم فرأى فاطمة في محرابها قد التصق بطنها بظهرها وغارت عيناها فساءه ذلك، فنزل جبرئيل ثم قال: خذها يا محمّد هنّأك الله في أهل بيتك فأقرأه السورة7.
فالزهراء ممّن شهد الله لها بأنّها من الأبرار الذين يشربون من كأس كان مزاجها كافوراً، وممّن يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شرّه مستطيراً، وممّن يطعمون الطعام على حبّه، ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة وأنّهم إنّما يطعمون لوجه الله لا يريدون منهم جزاءً ولا شكوراً، وأنّهم ممّن صبروا في ذات الله .. وأنّهم ممّن وقاهم الله شرّ ذلك اليوم العبوس القمطرير ..
ولقّاهم نضرةً وسروراً، وجزاهم بما صبروا جنةً وحريراً8.

3- الزهراء عليها السلام في آية التطهير:
لقد نزل الوحي بآية التطهير على رسول الله صلى الله عليه وآله وهو في بيت اُم سلمة- رضي الله عنها- وذلك حينما كان قد ضمّ سبطيه- الحسن والحسين- وأباهما واُمّهما إليه ثمّ غشّاهم ونفسه بالكساء تمييزاً لهم عن الآخرين والنساء، فنزلت الآية: إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً 9 وهم على تلك الحال، ولم يقتصر صلى الله عليه وآله على هذا المقدار من توضيح اختصاص الآية بهم حتى أخرج يده من تحت الكساء فألوى بها الى السماء فقال: اللّهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، يكرّر ذلك واُم سلمة تسمع وترى ، وجاءت لتدخل تحت الكساء قائلة: وأنا معكم يا رسول الله، فجذبها من يدها وقال: لا، إنّك على خير10.

وكان رسول الله صلى الله عليه وآله بعد نزول الآية كلّما خرج إلى الفجر يمرّ ببيت فاطمة فيقول: الصلاة يا أهل البيت إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً، مستمراً على هذه السيرة ستة أو ثمانية أشهر11.

ودلّت الآية المباركة على عصمة أهل البيت من الذنوب فإنّ الرجس هوالذنب، وقد صُدِّرت الآية بأداة الحصر فأفادت أنّ إرادة الله في أمرهم مقصورة على إذهاب الذنوب عنهم وتطهيرهم منها، وهذا هو كُنه العصمة وحقيقتها، وقد أورد النبهاني عن تفسير الطبري هذا المعنى بشكل صريح12.

4- مودّة الزهراء عليها السلام أجر الرسالة:
وروى جابر رضي الله عنه أنّ أعرابياً جاء إلى النبيّ صلى الله عليه وآله فقال: يا محمّد! أعرض عليّ الإسلام، فقال: تشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأنّ محمّداً عبده ورسوله، قال: تسألني عليه أجراً ؟
قال: لا إلاّ المودّة في القُربى، قال: قُرباي أو قرباك ؟ قال: قرباي، قال: هاتِ اُبايعك، فعلى مَن لا يحبّك ولا يحبّ قرباك لعنة الله،قال صلى الله عليه وآله : آمين13.
وفسّر مجاهد هذه المودّة بالاتّباع والتصديق لرسول الله وصلة رحمه، وفسّرها ابن عباس بحفظه في قرابته14.
وذكر الزمخشري أنّ هذه الآية لمّا نزلت قيل: يا رسول الله مَن قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودّتهم ؟ قال: عليٌّ وفاطمة وابناهما15.

5- الزهراء عليها السلام في آية المباهلة:
أجمع أهل القبلة حتى الخوارج منهم على أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله لم يَدْعُ للمباهلة من النساء سوى بضعته الزهراء ومن الأبناء سوى سبطيه وريحانتيه الحسن والحسين عليهما السلام ومن الأنفس إلاّ أخاه عليّاً عليه السلام الذي كان منه بمنزلة هارون من موسى، فهؤلاء أصحاب هذه الآية بحكم الضرورة التي لا يمكن جحودها لم يشاركهم فيها أحد من العالمين، كما هو بديهيّ لكل من ألمّ بتاريخ المسلمين، وبهم خاصّة نزلت لا بسواهم16.

لقد باهل النبيّ صلى الله عليه وآله بهم خصومه من أهل نجران فانتصر عليهم ، واُمّهاتُ المؤمنين كنّ حينئذ في حجراته صلى الله عليه وآله فلم يدعُ واحدةً منهنّ، ولم يدع صفيّة وهيشقيقة أبيه، ولا اُمّ هاني وهي كريمة عمّه، ولا واحدةً من نساء الخلفاء الثلاثة وغيرهم من المهاجرين والأنصار.

كما أ نّه لم يدعُ مع سيديّ شباب أهل الجنة أحداً من أبناء الهاشميين ولا أحداً من أبناء الصحابة، وكذلك لم يدع مع عليّ أحداً من عشيرته الأقربين ولا واحداً من السابقين الأوّلين، وإنّما خرج وعليه مرط من شعر أسود- كما يقول الرازي في تفسيره- وقد احتضن الحسين وأخذ بيد الحسن وفاطمة تمشي خلفه وعليّ خلفها وهو يقول: إذا أنا دعوت فأمِّنوا، فقال أسقف نجران: يا معشر النصارى ! إنّي لأرى وجوهاً لو سألوا الله أن يزيل جبلاً لأزاله بها، فلا تباهلوهم فتهلكوا، ولا يبقى على وجه الأرض نصرانيّ الى يوم القيامة17.

قال الرازي بعد نقل هذا الحدث: هذه الآية دالّة على أنّ الحسن والحسين عليهما السلام كانا ابني رسول الله صلى الله عليه وآله وَعَدَ أن يدعو أبناءه فدعا الحسن والحسين عليهما السلام فوجب أن يكونا ابنيه18.
* سلسلة أعلام الهداية-فاطمة الزهراء"سيدة النساء"-، المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام، ط1، 1422هـ، ج3، ص21-27.
1- وذلك بعد أن مات ابنه عبدالله من خديجة فلم يبق له أحد من الذكور.
2- التفسير الكبير : 32 / 132.
3- التفسير الكبير : 32 / 124.4- سورة آل عمران 3 : 61.
5- راجع تاريخ بغداد : 1 / 316، والرياض النضرة : 2 / 168، وكنز العمّال : 11 الحديث رقم : 32892.
6- راجع صحيح البخاري: كتاب الصلح، وصحيح الترمذي: 5 الحديث 3773 طبعة دار إحياء التراث، ومسند أحمد : 5 / 44 وتاريخ بغداد : 3 / 215، وكنز العمال: 12 و 13 :
الأحاديث 34304 و 34301 و 37654.
7- سورة الدهر أو الإنسان أو هل أتى.8- راجع الكشّاف للزمخشري والثعلبي في تفسيره الكبير واُسد الغابة : 5 / 530 والتفسير الكبير للفخر الرازي.
9- سورة الأحزاب 33 : 33.
10- راجع صحيح مسلم : كتاب فضائل الصحابة، ومستدرك الصحيحين : 3 / 147 والدرّ المنثور في تفسير آية التطهير، وتفسير الطبري : 22 / 5، وصحيح الترمذي: 5 / الحديث 3787،
ومسند أحمد : 6 / 292 و 304، واُسد الغابة : 4 / 29، وتهذيب التهذيب : 2 / 258.
11- راجع الكلمة الغرّاء في تفضيل الزهراء : 192 قال السيد عبد الحسين شرف الدين : أخرجه الإمام أحمد في ص259 من الجزء 3 . وأخرجه الحاكم وصحّحه الترمذي وحسّنه ابن أبي
شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والطبراني وغيرهم.
12- راجع الكلمة الغرّاء : 200.13- حلية الأولياء : 3 / 201، وتفسير الطبري : 25 / 16 و 17، والدرّ المنثور في تفسير الآية 3 من سورة الشورى، والصواعق المحرقة : 261، واُسد الغابة : 5 / 367.
14- راجع فضائل الخمسة من الصحاح الستة : 1 / 307.
15- راجع الكشاف في تفسير الآية والتفسير الكبير للفخر الرازي والدرّ المنثور للسيوطي وذخائر العقبى: 35، وقد ذكر العلاّمة الأميني خمسة وأربعين مصدراً لنزول الآية في شأن عليّ
وفاطمة والحسن والحسين، فراجع الجزء الثالث من الغدير.16- راجع الكلمة الغرّاء : 181.
17- قال السيد عبد الحسين شرف الدين : ذكر هذا الحديث المفسّرون والمحدّثون وكلّ من أرّخ حوادث السنة العاشرة للهجرة وهي سنة المباهلة، وراجع كذلك صحيح مسلم: كتاب فضائل
الصحابة، والكشّاف للزمخشري في تفسير الآية 61 من سورة آل عمران.
18- راجع التفسير الكبير : ذيل تفسير الآية، والصواعق المحرقة : 238، وأسباب النزول للواحدي : 75.







أسماء فاطمة الزّهراء عليها السّلام وكناها


الزّهراء، البَتُول، الصّديقة، المُبَارَكَة، الطاهِرَة، الزكِيَّة، الراضِيَة، المَرْضِيَّة، المُحَدَّثَة، وغيرها.

تعتبر الأسماء عند أولياء الله ذات أهمّية كبرى، لأنّها تعبّر عن حقيقة الشيء، وإنّ أوّل من سمّى هو الله سبحانه وتعالى، فقد سمّى المسيح عيسى عليه السّلام بقوله: ﴿إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وسمّى يحيى عليه السّلام بقوله:﴿يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلاَمٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيّاً.

وإنّ أئمّة أهل البيت عليهم السّلام كانوا يهتمّون كثيراًً بالأسماء، وبالخصوص باسم فاطمة، ويحبّون بيت فيه اسم فاطمة، ويحبّون البيوت التي تذكر فيها أُمّهم فاطمة عليها السّلام، فليس إعجاب أو استحسان أنّها سمّيت بفاطمة بل لأسباب ومناسبات، وليست هذه التسمية ارتجالية، بل لأنّها مصداق للحقيقة، بل ومناسبة الاسم مع المسمّى، وصدق على المسمَّى، وبهذا يتّضح ما نقول:

قال الإمام الصادق عليه السّلام: لفاطمة تسعة أسماء عند الله عزّ وجلّ: فاطمة، والصدِّيقة، والمباركة، والطاهرة، والزكية، والراضية، والمرضية، والمحدَّثة، والزهراء.

1ـ فاطمة
معناها: القاطعة والفاصلة والحارسة، فهي عليها السّلام تشفع لمحبّيها وتفطمهم، أي تحرسهم من النار، أي تفطم من أحبّها من النار.

1ـ قال الإمام عليّ عليه السّلام: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: إنّما سُمِّيت ابنتي فاطمة لأنَّ الله عزّ وجلّ فطمها وفطم من أحبَّها من النار.

2ـ قال الإمام الحسين عليه السّلام: لفاطمة تسعة أسماء عند الله عزّ وجلّ: فاطمة ‏، والصدّيقة، والمباركة، والطاهرة، والزكية، والراضية، والمرضية، والمحدّثة، والزهراء.

ثمّ قال: ‏أتدرون أيّ شيء تفسير فاطمة؟ أي فطمت عن الشرّ.

3ـ قال الإمامان الرضا والجواد عليهما السّلام: سمعنا المأمون يحدّث عن الرشيد عن المهدي عن المنصور عن أبيه عن جدِّه قال ابن عباس لمعاوية: أتدري لِمَ سُمِّيت فاطمة؟ قال: لا، قال: لأنّها فطمت هي وشيعتها من النار، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقوله.

2ـ الصّديقة
معناها: المبالغة في التصديق أي الكثيرة الصدق، ولأنّها لم تكذب قط، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّه قال لعلي عليه السّلام: أُتيتَ ثلاثاً لم يؤتَهن أحد ولا أنا:

أُتيتَ صهراً مثلي، ولم أُوت أنا مثلي، وأُتيتَ زوجة صدِّيقة مثل ابنتي، ولم أُوت أنا مثلها زوجة، وأُوتيتَ الحسن والحسين من صلبك، ولم أُوتَ من صلبي مثلهما، ولكنكم منّي وأنا منكم.

قال أبو الحسن عليه السّلام: إنّ فاطمة صدّيقة شهيدة.

قال الإمام الصادق عليه السّلام: وهي الصّديقة الكُبرى، وعلى معرفتها دارت القرون الأُولى.

3ـ المباركة
البركة: النماء والسعادة والزيادة، ولقد بارك الله في السيّدة فاطمة عليها السّلام أنواعاً من البركات، وجعل الخير الكثير في ذرّية رسول الله صلّى الله عليه وآله من نسلها، لظهور بركتها في الدنيا والآخرة.

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: يا فاطمة، ما بعث الله نبياً إلاّ جعل له ذرّية من صلبه، وجعل ذرّيتي ‏من صلب علي.‏

وفي تفسير قوله تعالى:﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ قيل: الكوثر هو كثرة النسل والذرّية، وقد ظهرت الكثرة في نسله صلّى الله عليه وآله من وُلد فاطمة حتّى لا يحصى عددهم، واتصل إلى يوم القيامة مددهم.

4ـ الطاهرة
لقد طهرّها الله تعالى عن العادة الشهرية، وعن كلّ دنس ورجس، وعن كلّ رذيلة.

1ـ قال الإمام الصادق عليه السّلام: إنّما سمّيت فاطمة بنت مُحمّد الطاهرة لطهارتها ‏من كلّ دنس، وطهارتها من كلّ رفث، وما رأت قط يوماً حمرة ولا نفاساً‏.

2ـ قال الإمام الصادق عليه السّلام: إنّ الله حرّم النساء على علي ما دامت فاطمة حية لأنّها طاهرة لا ‏تحيض‏.

3ـ قال الإمام الباقر عليه السّلام: سمّيت فاطمة طاهرة لأنّها كانت مبرّاة من كلّ رجس، ولم يُرَ لها دم حيض ولا نفاس

5ـ الزكية
معناها: الأرض الطيّبة الخصبة، المطهّرة الطاهرة، فالزهراء عليها السّلام أزكى أنثى عرفتها البشرية.

6ـ الراضية
‏‏معناها: الراضية بما قسم الله لها، فكانت الزّهراء عليها السّلام راضية بما قدّر الله لها من مرارة الدنيا ومشقّاتها ومصائبها ‏ونوائبها، وفيما أعطاها من القرب والمنزلة والطهارة، وغير ذلك من المراتب العالية في الدنيا والآخرة.

7ـ المرضية
إنّ للمرضيين عند الله تعالى درجة عالية، فكانت الزّهراء عليها السّلام مرضية عند الله في جميع أعمالها وأفعالها وما صدر منها خلال مسيرة حياتها، فقد رضى الله عنها ورضت عنه سبحانه، فهي مرضية بما وعد الله تبارك وتعالى عباده بالرضوان الأكبر.

8ـ المُحدّثة
معناها: التي يطلعها أحد على الوقائع والحقائق من وراء حجاب، أو التي تستلهم الأخبار من قبل الله تعالى، عن طريق الوحي وهو الملك.

ويستفاد من أحاديث عديدة أنّ الملائكة كانت تنزل على فاطمة عليها السّلام من قبل الله، وتطلعها على ما يحدث وما سيحدث في المستقبل، إنّ الوحي الذي خصّ بالرسالة والأحكام ونزول الآيات القرآنية قد انقطع مع وفاة الرسول صلّى الله عليه وآله لأنّه خاتم الأنبياء، ولا يأتي رسول بعده، وهذه عقيدتنا كما إنّ الدين كامل والنعمة تامّة بولاية أهل البيت عليهم السّلام، ولكنّ الوحي لم ينقطع بالإيحاء للأولياء وإخبار عن المستقبل، فإنّ الله سبحانه يوحي عن طريق ملائكته لمن يشاء ومتى يشاء، لأنّ الوحي لا يقتصر على الأنبياء، فالله أوحى إلى أُمّ موسى وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ.

وأوحى الله إلى النحل والى السماء، إذ ليست سيّدة نساء العالمين وبنت سيّدة الأنبياء والمرسلين بأقلِّ شأناً من مريم بنت عمران، أو سارة زوجة إبراهيم، أو أُمّ موسى، وليس معنى ذلك أنّ مريم أو سارة أو أُمّ موسى كنَّ من الأنبياء، وكذلك ليس معنى ذلك أنّ السيّدة فاطمة الزّهراء عليها السّلام كانت نبية.

1ـ قال الإمام الحسين عليه السّلام: إنّما سمّيت فاطمة محدّثة لأنّ الملائكة كانت ‏تهبط من السماء فتناديها كما تنادي مريم بنت عمران فتقول: يا فاطمة، إنّ الله اصطفاك ‏وطهّرك واصطفاك على نساء العالمين، يا فاطمة اقنتي لربّك واسجدي واركعي مع ‏الراكعين، فتحدّثهم ويحدّثوها، فقالت لهم ذات ليلة: أليست المفضّلة على نساء العالمين مريم ‏بنت عمران؟ فقالوا: إنّ مريم كانت سيّدة نساء عالمها، وأنّ الله جعلك سيّدة نساء عالمك ‏وعالمها، وسيّدة نساء الأوّلين والآخرين.‏

2ـ قال الإمام الصادق عليه السّلام: إنّما سمّيت فاطمة محدّثة لأنّ الملائكة كانت تهبط من السماء، فتناديها كما تنادي مريم بنت عمران.

وإنّ الأئمّة عليهم السّلام كانوا جميعهم محدّثين في زمانهم، أي أنّهم كانوا يستلمون الأخبار الجديدة من قبل الله تعالى.

قال سليم بن قيس: سمعت علياً عليه السّلام يقول: إنّي وأوصيائي من ولدي مهديّون كلّنا محدَّثون.

9ـ الزّهراء
معنى الزهر: النيّر، الصافي اللون، المشرق الوجه، وكذلك فاطمة الزّهراء عليها السّلام، لأنّ نورها زهر وأشرق لأهل السماء.

1ـ عن أبي هاشم العسكري قال: سألت العسكري عليه السّلام: لم سمّيت فاطمة الزّهراء عليها السّلام؟

فقال: كان وجهها يزهر لأمير المؤمنين عليه السّلام من أوّل النهار كالشمس الضاحية، وعند الزوال كالقمر المنير، وعند غروب الشمس كالكوكب الدرّي.

2ـ قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: وأمّا ابنتي فاطمة فإنّها سيّدة نساء العالمين من الأوّلين والآخرين، وهي بضعة منّي وهي نور عيني، وهي ثمرة فؤادي، وهي روحي التي بين جنبيّ، وهي الحوراء الإنسية، متى قامت في محرابها بين يدي ربّها جلّ جلاله زهر نورها لملائكة السماوات، كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض.

10ـ العذراء
معناها: البكر، أي أنّها عليها السّلام كانت عذراء دائماً.

فقد سأل رجل من الإمام الصادق عليه السّلام في ضمن مسائل قال: فكيف تكون الحوراء في كلّ ما أتاها زوجها عذراء؟ قال: لأنّها خلقت من الطيب، لا يعتريها عاهة ولا تخالط جسمها آفة، ولا يدنّسها حيض، فالرحم ملتزقة.

11ـ الحانية
معناها: الحنان، وذلك بسبب كثرة حنانها على أبيها رسول الله صلّى الله عليه وآله، وبعلها، وعلى أولادها، ومحبّيها والأيتام والمساكين.

12ـ البتول
معناها: لأنّها تبتلت عن دماء النساء، وهي المنقطعة عن الدنيا إلى الله تعالى، وكذلك لانقطاعها عن نساء زمانها فضلاً وديناً وحسباً.

1ـ عن الإمام عليّ عليه السّلام قال: سألت النّبيّ: ما البتول؟ فإنّا سمعناك يا رسول الله تقول: إنّ مريم بتول وفاطمة بتول ! فقال: البتول التي لم تَرَ حمرة قط، أي لم تحض، فإنّ الحيض مكروه في بنات الأنبياء.

2ـ عن عائشة أنّها قالت: إذا أقبلت فاطمة كانت مشيّتها مشية رسول الله، وكانت لا ‏تحيض قط، لأنّها خُلقت من تفّاحة الجنّة، ولقد وضعت الحسن بعد العصر، وطهرت ‏من نفاسها، فاغتسلت وصلّت المغرب ‏.

13ـ الكوثر
معناها: الشيء الكثير، إنّ الله تعالى سمّاها في كتابه العزيز بالكوثر، وجعل أعدائها المقطوعين من النسل والبركة ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ.

14ـ الحوراء
معناها: مفرد حور المخلوقة للجنّة، لكن الزّهراء هي الحوراء الإنسية، لأنّ نطفتها تكوّنت من ثمار الجنّة.

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: ابنتي فاطمة حوراء آدمية لم تحض ولم تطمث، وإنّما سمّاها فاطمة لأنّ الله فطمها ومحبّيها عن النار.

15ـ سيّدة نساء العالمين
عن المفضّل بن عمر قال: قلت لأبي عبد الله عليه السّلام: أخبرني عن قول رسول الله صلّى الله عليه وآله في فاطمة: إنّها سيّدة نساء العالمين أهي سيّدة نساء عالمها؟

فقال: ذاك لمريم، كانت سيّدة نساء عالمها، وفاطمة سيّدة نساء العالمين، من الأوّلين والآخرين.

كُنيتها عليها السّلام

أُمُّ أَبيها، أمُّ الحسنين، أمُّ الأئِمة، أُمّ المحسن أُمّ الحسن أُمّ الحسين وغيرها.


أُمّ الأئمّة: فهي أُمّ الأئمّة الأحد عشر عليهم السّلام.

أُمّ أبيها: فكانت تحمل هموم أبيها رسول الله صلّى الله عليه وآله دائماً، كما تحمل الأُمّ هموم ولدها، وكذلك كانت فاطمة أحبّ الخلق إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله كما تكون الأُمّ أحبّ الخلق إلى الابن، فهي أُمّ أبيها كما عن الإمام الباقر عليه السّلام قال: كانت فاطمة تكنّى أمّ أبيها
__________________



الزهرائية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس