عرض مشاركة واحدة
قديم 12-03-2015, 01:19 PM   #79
نهجنا الإسلام
●• فاطمية متميزة •●
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 508
معدل تقييم المستوى: 159
نهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond repute
افتراضي الطريق الوحيد والاستراتيجية الرئيسة في النظام التربوي الديني 2.20

إن لاقى أحد صعوبة في مخالفة هوى نفسه، فليكثر في الذهاب إلى مجالس عزاء الإمام الحسين(ع)

إن لاقى أحد صعوبة في مخالفة هوى نفسه، فليكثر في الذهاب إلى مجالس عزاء الإمام الحسين(ع). إنّ لم نغتنم نعمة الولاية هذه التي منحوها لنا مجّانا والتي تعبّد طريق العبودية ومخالفة النفس، ولم نسهّل لأنفسنا عملية جهاد النفس، فعند ذلك سوف نستحق عذاب جهنّم.
لقد قال الإمام الصادق(ع) في تفسير قوله تعالى: (الْيوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِينَکُمْ) [المائدة/3]، «الْيوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِينَکُمْ‏ بِإِقَامَةِ حَافِظِهِ‏ وَ أَتْمَمْتُ‏ عَلَيکُمْ‏ نِعْمَتِي‏ بِوَلَايتِنَا وَ رَضِيتُ لَکُمُ الْإِسْلامَ دِيناً أَيْ تَسْلِيمَ النَّفْسِ لِأَمْرِنَا»[مناقب آل أبي طالب/ ج3/ ص23].
لماذا الإمام يعبّد طريق جهاد النفس لسالكيه؟ لأنه يحظى بجذابيّة وحلاوة متميّزة. ولذلك يقف زائر أهل البيت(ع) عند قبورهم فيقول: «فَمَا أَحْلَى أَسْمَاءَکُمْ» [زيارة الجامعة، عيون أخبار الرضا(ع)/ ج2/ ص276]. من خصال الإمام أنه جميل وجّذاب ويدخل حبّه في الفؤاد. وإنكم تستطيعون أن تشاهدوا دور الإمام في تسهيل العبادة، عبر مشاهدة حياة الصالحين من الناس.
من كان لا يرغب في الالتزام بمواقيت الصلاة، فإنّه إذا أحبّ إمام زمانه(عج) وعرف أن الإمام المنتظر(عج) يحب الصلاة في أول وقتها، سوف يلتزم بمواقيت الصلاة بطبيعة الحال. وكم من الشباب الذين رأيتهم بأم عيني في جبهات الجهاد، من الذين هانت عليهم صعوبة الالتزام بوقت الصلاة، بعد أن أوثقوا عرى حبهم للإمام صاحب الزمان(ع).





إن دور الإمام هو أن يبدّل عملية جهاد النفس إلى علاقة حبّ وغرام ونزهة. هذا هو شأن الإمام في العالم. نعم، إن جهاد النفس صعب عسير، ولكن ما لم يأت الإمام في البين. لماذا أرسل الله الأنبياء إلى الناس، لأنه أراد أن يسهّل عليهم صعوبة الدين، فإرسل إليهم رجالا مشرقي الوجوه و محبوبين خلوقين، فقال لهم اذهبوا إلى قومكم واكسبوا قلوبهم.
الإمام يكسب القلوب، وبحبّه نستطيع أن نلتزم بديننا وندرك حقيقته. كما جاء في زيارة الجامعة: «بِمُوَالاتِکُمْ‏ عَلَّمَنَا اللَّهُ‏ مَعَالِمَ‏ دِينِنَا»[عيون أخبار الرضا ع/ج2/ص277]. كذلك التوحيد بين أبناء المجتمع فإنه ليس بأمر هيّن، ولا يقوى على هذا المهم إلا الولي والإمام. ولذلك نقول في تكملة المقطع السابق من زيارة الجامعة: «وَ بِمُوَالاتِکُمْ تَمَّتِ الْکَلِمَةُ وَ عَظُمَتِ النِّعْمَةُ وَ ائْتَلَفَتِ الْفُرْقَةُ»[المصدر نفسه].
انظروا ماذا فعل الإمام الحسين(ع) ليلة العاشر؟ إنه قد سهّل صعوبة الجهاد على أصحابه. إنه عرض على أهله ومن معه من أصحابه أن يتفرّقوا ويجعلوا الليل جملا وقال: إنما يطلبوني وقد وجدوني. فقالوا: قبّح الله العيش بعدك. يعني أصبح البقاء معك سهلا والذهاب علينا صعبا. فبعد ما وجد الإمام الحسين(ع) أن كم قد سهّل الجهاد عليهم بنور الولاية سهّل عليهم الطريق أكثر. إذ بعد ذلك كشف لهم الغطاء حتى رأوا منازلهم في الجنة. فقد روي عن الإمام السجاد(ع) أن قال الإمام الحسين(ع) لهم في تلك الليلة: «ارفَعوا رُؤوسَكُم وَانظُروا. فَجَعَلوا يَنظُرونَ إلى مَواضِعِهِم ومَنازِلِهِم مِنَ الجَنَّةِ، وهُوَ يَقولُ لَهُم: هذا مَنزِلُكَ يا فُلانُ، وهذا قَصرُكَ يا فُلانُ، وهذِهِ دَرَجَتُكَ يا فُلانُ. فَكانَ الرَّجُلُ يَستَقبِلُ الرِّماحَ وَالسُّيوفَ بِصَدرِهِ، ووَجهِهِ لِيَصِلَ إلى مَنزِلِهِ مِنَ الجَنَّةِ». [الخرائج والجرائح/ج2/ص847]. هذا هو دور الإمام في تسهيل الطريق لأصحابه والخاضعين لولايته. فإنه قد سهّل عليهم جهاد النفس، وبذل الأنفس في سبيل الله والرضا بقضائه.
هنا حري بنا أن يناجي كلّ منا إمام زمانه(عج) ويقول له: سيدي، أرى طريق إصلاح نفسي وعرا، فها أنا أعيش الصعاب والمعاناة في هذا الطريق، مما يدل على أنّي لم أعرفك بعد. سيدي ومولاي! أرجوك أن تعرفني نفسك وتقتحم قلبي وتزيل الغطاء عن وجهي كما فعل الإمام الحسين(ع) لأصحابه. فسهّل بعيني الموت من أجلكم.
لابدّ أن نعرف احتياجنا للإمام ودوره في عملية إصلاح النفس، فإذا أدركنا احتياجنا إليهم واستعنّا بهم، سوف لا يبخلون علينا بمعونتهم. فإنهم قد خلقوا لأداء هذا الدور. وهذه هي المعرفة الرئيسية التي نستطيع أن نعتبر باقي الأبحاث مقدّمة أو هامشية بالنسبة إليها.
لابدّ أن قد سمعتم قصة ذاك الشيعي الذي أمره الإمام الصادق بإلقاء نفسه في التنّور. «قال مأمون الرقّي كُنْتُ عِنْدَ سَيِّدِي الصَّادِقِ ع إِذْ دَخَلَ سَهْلُ بْنُ الْحَسَنِ الْخُرَاسَانِيُّ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ثُمَّ جَلَسَ فَقَالَ لَهُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ لَكُمُ الرَّأْفَةُ وَ الرَّحْمَةُ وَ أَنْتُمْ أَهْلُ بَيْتِ الْإِمَامَةِ مَا الَّذِي يَمْنَعُكَ أَنْ يَكُونَ لَكَ حَقٌّ تَقْعُدُ عَنْهُ وَ أَنْتَ تَجِدُ مِنْ شِيعَتِكَ مِائَةَ أَلْفٍ يَضْرِبُونَ بَيْنَ يَدَيْكَ بِالسَّيْفِ فَقَالَ لَهُ ع اجْلِسْ يَا خُرَاسَانِيُّ رَعَي اللَّهُ حَقَّكَ ثُمَّ قَالَ يَا حَنِيفَةُ اسْجُرِي التَّنُّورَ فَسَجَرَتْهُ حَتَّي صَارَ كَالْجَمْرَةِ وَ ابْيَضَّ عُلُوُّهُ ثُمَّ قَالَ يَا خُرَاسَانِيُّ قُمْ فَاجْلِسْ فِي التَّنُّورِ فَقَالَ الْخُرَاسَانِيُّ يَا سَيِّدِي يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ لَا تُعَذِّبْنِي بِالنَّارِ أَقِلْنِي أَقَالَكَ اللَّهُ قَالَ قَدْ أَقَلْتُكَ فَبَيْنَمَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ هَارُونُ الْمَكِّيُّ وَ نَعْلُهُ فِي سَبَّابَتِهِ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ الصَّادِقُ ع أَلْقِ النَّعْلَ مِنْ يَدِكَ وَ اجْلِسْ فِي التَّنُّورِ قَالَ فَأَلْقَي النَّعْلَ مِنْ سَبَّابَتِهِ ثُمَّ جَلَسَ فِي التَّنُّورِ وَ أَقْبَلَ الْإِمَامُ ع يُحَدِّثُ الْخُرَاسَانِيَّ حَدِيثَ خُرَاسَانَ حَتَّي كَأَنَّهُ شَاهِدٌ لَهَا ثُمَّ قَالَ قُمْ يَا خُرَاسَانِيُّ وَ انْظُرْ مَا فِي التَّنُّورِ قَالَ فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَرَأَيْتُهُ مُتَرَبِّعاً فَخَرَجَ إِلَيْنَا وَ سَلَّمَ عَلَيْنَا فَقَالَ لَهُ الْإِمَامُ ع كَمْ تَجِدُ بِخُرَاسَانَ مِثْلَ هَذَا فَقَالَ وَ اللَّهِ وَ لَا وَاحِداً فَقَالَ ع لَا وَ اللَّهِ وَ لَا وَاحِداً فَقَالَ أَمَا إِنَّا لَا نَخْرُجُ فِي زَمَانٍ لَا نَجِدُ فِيهِ خَمْسَةً مُعَاضِدِينَ لَنَا نَحْنُ أَعْلَمُ بِالْوَقْتِ.» [ بحارالأنوار/ج47 /ص124] فانظر كيف قد هوّنت الولاية ما لا يطيقه سائر الناس. فلا تزعم أن هارون المكّي قد جاهد نفسه كثيرا حين ما ألقى نفسه في التنّور، أو أنّه قد خيّر نفسه بين نار التنّور ونار جهنّم فاختار نار التنّور كرها، كلّا.

لا ينال ولاية أهل البيت(ع) إلا بالورع

لا ينال ولاية أهل البيت(ع) إلا بالورع، والورع هو أقصى مراحل التقوى. الورع هو ترك هوى النفس بلا مشقّة؛ يعني أن تبلغ المرحلة التي تسهل فيها عملية جهاد النفس. قال أمير المؤمنين(ع) لسليم: «يا سُلَيمُ إِنَّ مِلَاكَ‏ هَذَا الْأَمْرِ الْوَرَعُ‏ لِأَنَّهُ لَا ينَالُ وَلَايتُنَا إِلَّا بِالْوَرَع‏»[کتاب سليم بن القيس/ج2/ص827]
لابدّ أن نتّجه نحو الولاية عن طريق الورع، ثم نعزّز الورع بالولاية. وبهذا الأسلوب يسهل الورع. إن حبّ أمير المؤمنين(ع) يزيد الإنسان ورعا، والورع يزيد الإنسان حبّا لأمير المؤمنين(ع). إن حبّ أمير المؤمنين(ع) هو حبّ جميع المحامد والفضائل في الواقع. فقد جاء في زيارة الجامعة: «إِنْ ذُکِرَ الْخَيرُ کُنْتُمْ أَوَّلَهُ وَ أَصْلَهُ وَ فَرْعَهُ وَ مَعْدِنَهُ وَ مَأْوَاهُ وَ مُنْتَهَاهُ». ويجرّنا هذا الحب إلى جميع الفضائل والمحامد، فإن وجدنا بعض الفضائل ثقيلة على أنفسنا، فذلك بسبب أننا لم نعرف إمامنا جيدا. إذ أن الإمام يسهّل الصعاب كلّها.
الولاء للولي يسهّل عليك عملية جهاد النفس، وكذلك يسهّل عليك إطاعة المولى في جهاد النفس، وفي نفس الوقت يضعّف هوى نفسك بشكل كامل. إذ بولائك قد تقبّلت أن يتفضّل عليك بشر مثلك لأن الله قد فضّله عليك. فإنك عندما تقرّ لأمير المؤمنين(ع) بالولاية والسيادة والإمرة عليك فقد قضيت على نفسك، ويسهل عليك الورع حينئذ.

لماذا الولي يسهّل عمليّة جهاد النفس؟

والسبب الآخر الذي جعل وليّ الله سببا لتسهيل جهاد النفس، هو أن وليّ الله مظلوم. فإنك عندما ترى مظلوميّة أمير المؤمنين(ع) حين استشهاد السيدة الزهراء(س) تهون عملية جهاد النفس بعينك. إن هذا الرجل العظيم الذي استشهد في هذه الأيام، قد شدّ بالحبال وجرّ إلى المسجد. وقد ضربت زوجة هذا الرجل المظلوم أمام عينه.
ما أكثر الشهداء الذين زالت مظلوميتهم بعد استشهادهم، إلا أمير المؤمنين(ع) فقد بدأ الخطباء بعد استشهاد أمير المؤمنين(ع) بلعنه على المنابر. فهل تستطيعون أن تجدوا مظلوما مثل علي بن أبيطالب(ع).
من ظلامات أمير المؤمنين(ع) بعد استشهاده هي أن لم يشيّعه أحد من الناس فقد دفن في ليلة ظلماء بعيدا عن أنظار الناس. فعادت ذكريات مصائب الزهراء(س) على بنته زينب وهي ترى تكرار مشهد التشييع في جوف الليل خفية، فما أعزّ على البنت المصابة بفقد أبيها أن لا تجهش بالبكاء، ولا ترفع صوت النحيب والعويل علي أبيها المقتول ظلما.

ألا لعنة الله على القوم الظالمين

نهجنا الإسلام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس