الحسين (ع) عند قبر جده (ص)
(بسم الله الرحمن الرحيم)
اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد :
خرج الحسين بن علي (عليه السلام)من منزله ذات ليله ، وأتى إلى قبر جده (ص) فقال : (يارسول الله ، أناالحسين بن فاطمة ، أنا فرخك وابن فرختك ، وسبطك في الخلف الذي خلفت على أمتك ، فاشهد عليهم يانبي الله . أنهم قد خذلوني وضيعوني وأنهم لم يحفظوني ، وهذا شكوآي إليك حتى القاك ) ثم وثب قائماً وصفّ قدميه ، ولم يزل راكعاً وساجداً .
وأرسل الوليد بن عتيبة إلى منزل الحسين (ع) لينظر أخرج من المدينة أم لا ؟ فلم يصبه في منزله ، فقال : الحمدلله إذ خرج ولم يبتليني الله في دمه ورجع الحسين (ع) إلى منزله عند الصبح ، ثم بعث الوليد الرجال إلى الحسين (ع) عند المساء ، فقال (ع) : (أصبِحوا ثم ترون ونرى ) فكفوا عنه الليلة ولم يلحقوا عليه.
فلما كانت الليلة الثانية خرج إلى القبر أيضاً فصلى ركعتين ، فلما فرغ من صلاته جعل يقول : ( اللهم إن هذا قبر نبيك محمد وأنا ابن بنت محمد وقد حضرني من الأمر ماقد علمت ، اللهم ! وإني أحب المعروف وأكره المنكر ، وأنا أسألك ياذا الجلال والإكرام بحق هذا القبر ومن فيه ما اخترت من أمري هذا ماهو لك رضى ).
ثم جعل الحسين (ع) يبكي ، حتى إذا كان في بياض الصبح وضع رأسه على القبر فأغفى ساعة ، فرأى النبي (ص) قد أقبل في كبكبة من الملائكة عن يمينه وعن شماله ومن بين يديه ومن خلفه حتى ضم الحسين (ع) إلى صدره وقبّل بين عينيه وقال (ص) : (يابني ياحسين ، كأنك عن قريب أراك مقتولاً مذبوحاً بأرض كرب وبلاء من عصابة من أمتي ، وأنت في ذلك عطشان لاتسقى وظمآن لاتروى ، وهم مع ذلك يرجون شفاعتي ، مالهم لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامث ، فمالهم عند الله من خلاق . حبيبي ياحسين ، إن أباك وأمك وأخاك قد قدموا علي وهم إليك مشتاقون ، وإن لك في الجنة درجات لن تنالها إلا بالشهادة ) .
فجعل الحسين (ع) ينظر في منامه إلى جده (ص) ويسمع كلامه وهو يقول : ( ياجداه ، لاحاجة لي في الرجوع إلى الدنيا أبداً فخذني إليك وجعلني معك إلى منزلك ).
فقال له النبي (ص) : (ياحسين ، إنه لابد لك من الرجوع إلى الدنيا حتى ترزق الشهادة ، وماكتب الله لك فيها من الثواب العظيم ، فإنك وأباك وأخاك وعمك وعم أبيك تحشرون يوم القيامة في زمرة واحدة حتى تدخلون الجنة ).
فنتبه من نومه ودّع قبر جده (ص) وقال (ع) : ( بأبي أنت وأمي يارسول الله لقد خرجت من جوارك كرهاً ، وفُرَّق بيني وبينك حيث أني لم أبايع ليزيد بن معاوية شارب الخمور ، وراكب الفجور ، وها أنا خارج من جوارك على الكراهية ، فعليك مني السلام ).....
عليك مني السلام ياحجة الله وابن حجتة ، ولعنة الله على من ظلم الحسين وعلى من قتل الحسين وعلى من سمع بذلك فرضي به ...
(بأبي أنت وأمي ياحسين)
__________________
(حفيدة الزهراء البتول)
|