لما نبكي على إمامنا (الحسين)
(بسم الله الرحمن الرحيم)
اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد :
لايملك المؤمن حين تمر به ذكرى فاجعة الإمام الحسين (ذكرى عاشوراء) الأليمة ، إلا أن يعتصر بالحزن قلبه ، وتذرف بالدمع عيناه وذلك :
- محبة في الحسين والآل الأطهار .
-اقتداءً بالنبي والآل صلوات الله عليهم .
-وتناغماً وانسجاماً مع حزن وبكاء الكون .
-وطلباً للجنة :فقد جاء في فضائل الصحابه للإمام أحمد بسنده عن الحسين بن علي أنه قال : (من دمعت عيناه فينا دمعة ، أو قطرت عيناه فينا قطرة أثواه الله الجنة ).
وليس ذلك اعتراضاً على القدر ، ولا هو منافٍ للصبر والرضى ، كيف وقد فعله سيد الصابرين ، وإمام الراضين ؟!
بل هو تفاعل مع المصاب ، وتعبير عن الحب ، والرحمة والمودة ، وكما قال الحبيب الأعظم (ص) لما مات ولده إبراهيم : أن العين لتدمع ، وإن القلب لمحزون ، ولانقول إلا مايرضي ربنا ، وإنا على فراقك ياإبراهيم لمحزونون ...
ونحن نقول :
-إن العين لتدمع ، وإن القلب ليحزن ، ولانقول إلا مايرضي ربنا ، وإنا على فراقك أباعبدالله لمحزونون ...
-والسلام عليك ياأبا عبدالله يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حياً...
قال ابن كثير في البداية والنهاية : (فكل مسلم ينبغي له أن يحزنه قتله (ع) ؛ فإنه من سادات المسلمين ، وعلماء الصحابة ، وابن بنت رسول الله(ص) التي هي أفضل بناته ، وقد كان عابداً وشجاعاً وسخياً).
وقال ابن الوزير في العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم : رسول الله (ص) لو كان حياً ، لعظم حزنه على ولده الحسين عليه السلام ، كما عظم حزنه على عمه الحمزة بن عبدالمطلب (رضي الله عنة )، فكره النظر إلى وجه قاتله بعد إسلامه من بين سائر من أسلم من الكفار ، وقال : "لكن الحمزة لابواكي له" فبكته نساء الأنصار ، بل الشفقة على الولد أعظم ، والقلب له أرق وأرحم ، والمعلوم أنه لوحضر رسول الله لكان العزاء في الحسين عليه السلام إليه ....
ورحم الله مسلماً غضب لغضب رسول الله وشاركه في حزنه على ولده .
نبكيك حزناً ياحسين ياسيد الشهداء ، وأروحنا لك الفداء ياابن الزهراء ، فسلاماً على روحك منا ونعاهدك أن نكون لك من الأفياء ...
__________________
(حفيدة الزهراء البتول)
|