عرض مشاركة واحدة
قديم 30-10-2014, 03:57 PM   #25
مناهل الرحمة
♠ فاطمية مبتدئة ♠
 
الصورة الرمزية مناهل الرحمة
 
تاريخ التسجيل: Jun 2014
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0
مناهل الرحمة has a brilliant futureمناهل الرحمة has a brilliant futureمناهل الرحمة has a brilliant futureمناهل الرحمة has a brilliant futureمناهل الرحمة has a brilliant futureمناهل الرحمة has a brilliant futureمناهل الرحمة has a brilliant futureمناهل الرحمة has a brilliant futureمناهل الرحمة has a brilliant futureمناهل الرحمة has a brilliant futureمناهل الرحمة has a brilliant future
افتراضي رد: (بقلمي) أمي أقر لعيني من رقدة الوسنان واثلج لصدري من شربة الضمآن ( شاركينا )

أهدي سكْبَ روحي لأمي فاطمـة (عليها السلام) نيابة عمّن أرضعتني هوَاها ..




اعتدتُ أن أشمّ أنفاسَ الحياة في هذه المساحة المُوْرِقة.. وكم هو جميلٌ أن تستعدَّ لخوْضِ رحلَـةٍ إلى سرّ هذهِ الدّنيـا.. فما أروعَهـَا من أهازيجٍ تنعِش الرّوح، وتبدّد عنها كلّ ظلمـةٍ وحزْن.. خُذِي معي أنفـاساً عميقـة.. عميقـةً جدّاً.. املأي صدرَكِ بهواءٍ نقيٍّ.. واطردِي كُلَّ همٍّ وقلق.. وحلّقي في السّمـاءِ كطيْرٍ اشتَـاقَ لأن يصفق جناحَيْهِ لتعانِق الغيُوم..
في بيْتٍ عُجِنت طينتـهُ بالتّقوى، وصُفَّـت أحجارُهُ على حُبِّ الله.. وأغدِقَت جدرانهُ بالمسْكِ والرَّيْحَـان.. جلَستْ خيْرُ النِّسَـاءِ على العَالمِين، تُدِيرُ الرَّحـَـى بعطْفٍ ولِين.. وقفتُ خلْفَ البابِ أودّ طرقَهُ، غيْرَ أنَّ الحيَاءَ تركَنِي واقفةً دُون حرَاك..
وبصوتٍ يغُورُ في أعماقِي يحُولُ دونَ بقائي صامتَـة.. (أمّاه).. قُلتها وكأنّي أهمِسُها لِنفْسِي.. (يا جنّتِي أشتاقكِ).. فسمِعتُ خُطَىً هانئـة.. تفيضُ بالحنَـان.. وتتضوّعُ منها رائحةُ الجِنَان.. اضطربت أوصَالِي وبقِيتُ حيْرَى.. هل أندَفِعُ نحْوَهَـا لِفَرْطِ مشاعِرِي..؟ أم أقِفُ هُنَيْئةً حتّى أهدأ قلِيلاً..؟؟
شعَرْتُ بالأكْوَانِ تدُورُ حوْلِي، والمشكَاةُ يقتَربُ نورها نحْوِي.. هل أبتعد عن الباب؟ أردْتُ أن أبتعد قليلاً لكنّي جمدْت..! استندْتُ على الجِدارِ أستشْعِرُ نبْضهُ الرصِين.. أهُنـَـا مرَّت كفُّ الأمِيرِ أم هُنَاكَ.. أأشمُّ عطرَ الحسَنِ والحسين هُنا أم هُنَاك؟؟! ربَّـآآه..
(أسيَطُول وقوفكِ على البابِ يابنتي؟) ارتعَشتْ أوصالِي واصطبغَتْ وجْنتَايَ بلوْنٍ هادِئ.. أجبتُ مطرقَةً برأسِي: (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) فأجابت بتحنّنٍ وودٍّ بالغَيْنِ: (وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. هيا ادخلي حبيبتي).. ودُونَ شعورٍ منّي أمسَكْتُ أطرافَ خِمارهَـا وسِرْتُ خلفَها والنّورُ يحيطُنِي منها..
جلسَتْ وأجْلَسَتْنِ بحدَائِهَـا.. رفعْتُ طرفِي على استِحْياءٍ أنظُرُهَا.. فأشرَق مُحيّايَ ببسمَتِهَـا.. واستضاءَ قلْبِي بوهجِ نُورهـا.. وانسدَلتْ أبرادُ الرحمةِ تنعِشُ خاطِري.. شعَرْتُ بهَـا تحثّني على التحدّثِ بما يجُولُ في رأسِي.. لكنّي اكتَفَيْتُ بالنظَرِ لهـا لفترةٍ طَويلَـة.. أملأُ عيْنَايَ برؤيتِهـَـا.. وأفيضُ على قلْبِي من نُورها..
حتَّى وضعَتْ يدَهَـا على يَدِي، فاختَلَجتْ أطْرَافِي اختِلاجة خفيفة، وتسلّل إلى قلبي شعورٌ غريب.. نزلت معهُ دموعِي بخِفَّة.. فمسحَت بِيَدهَا علَى صدْرِي.. وقد جعلني هذا أفصِحُ عن خَاطِرِي.. بكيتُ فوراً (أمَاهُ أحتاجُ حضنكِ الدّافئ).. فابتسمَتْ بحُنُوٍّ وضمّتنِي بهدُوء.. وقالت: (أسدِلِي أطرافكِ واهدأي.. فها أنتِ بحضني حبيبتي) شعرتُ هذه اللحظة بأنَّ الكونَ بأسرهِ ليسَ إلّا أوراقَ شجرٍ غِصنُها الأخضرُ هِيَ مولاتِي.. والجذرُ ممتدٌّ بالإيمانِ بالله سبحانهُ وتعالَى..
وضعْتُ رأسِيَ على صدْرِهَـا.. وبكلّ نبضَةٍ كنتُ أغرقُ فِي عالمٍ جميـل.. كم شعرْتُ بالسَّكِينـةِ والأمان.. ربَّـآآه.. قد كان نبضهَا حبّاً لله.. حملَنِي في زورَقٍ يضمّهُ نهرٌ شدِيدُ البيَـاض.. زكيّ الرائحـة.. مزهراً لخواطِرِي.. طعمهُ كالشّهدِ بل أحلى.. وأزكى.. وأنقى..
( أماه بكلّ مشاعري أحبّك )
(أحبّك)

بسم الله الرحمن الرحيم
{ مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ ...... }
صدق الله العليّ العظيم
__________________
- فاخْلَع نَعْلَيْكَ إنَّكَ بالوادِ المُقدَّسِ طُوَى -
مناهل الرحمة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس