من حياة الامام الهادي عليه السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام على الزهراء البتول الطاهره وعلى أبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
من حياة الامام علي الهادي "عليه السلام "
حصل الإمام الهادي (ع) كوالده (ع) منذ صغره على تربية تمهد لإمامته و تؤهله لهذا المنصب الإلهي العظيم
عندما استشهد والده الإمام الجواد (ع) في السنة العشرين بعد المئتين للهجرة
كان عمره الشريف ثماني سنوات و في هذا العمر الحديث انتقلت الإمامة إليه و بدأ بتحمل مسؤؤلياتها الجسيمة
عايش الإمام علي الهادي (ع) عدة خلفاءعباسيين و هم
المأمون و المعتصم و الواثق و المتوكل و المنتصر و المستعينالمعتز
ستة من هؤلاء كانوا حكام في عصر إمامته
الإمام الهادي (ع) عايش أيضاً في السنة السادسة و العشرين بعد المئتين للهجرة
كيف أمر المتوكلالعباسي أمر بإغراق ضريح الإمام الحسين بماء نهر الفرات
حتى ينقطع الناس عن زيارة الضريح في كربلاء و حتى يمحي عاشوراء من ذهن الناس
حاول العباسيون بشتى الوسائل قطع الاتصال بين الإمام الهادي (ع) و أتباعه
في السنة الثالثة و الأربعين بعد المئتين للهجرة أجبر المتوكل العباسي
الإمام الهادي (ع) على القدوم إلى سامراء ليتمكن من مراقبته و التضييق عليه بشكل أفضل
كان عمر الإمام الهادي (ع) وقتها يناهز الاثنين و العشرين عاماً
و بذلك أخذ الإمام الهادي (ع) ابنه الذي كان عمره أريع سنوات و الذي أصبح فيما بعد
خليفته في الإمامة أي الإمام الحسن العسكري (ع) معه إلى سامراء
مع أن الإمام الهادي (ع) كان مدعواً شخصياً أُلزم أن يدخل المدينة في الليل و أن يقطن في فندق سيئ جداً
و لم يكفي ذلك بل أن الإمام و عائلته أرغموا على أن يمشوا خلف المتوكل على أرجلهم
بينما كان هو راكباً على فرسه
بيت الإمام الهادي (ع) كان مراقباً مراقبة شديدة و كان يفتش على الدوام و خاصة في الليل
الإمام كان يواجه كل ذلك بحلم و كرم أخلاق حتى أنه كان يساعد الرجال الذين يفتشون البيت في عملهم
غالباً ما كان الإمام الهادي (ع) مشغولاً بالصلاة و العبادة و قراءة القرءان الكريم
عندما كانوا يقدمون للتفتيش
و قد بلغ الأمر أيضاً أن الإمام الهادي (ع) قضى عدة سنين في السجن
في إحدى الروايات ورد أن المتوكلالعباسي أمر جنوده فكبسوا بيت الإمام الهادي (ع)
ليلاً على حين غرة منه، فوجدوه وحده في غرفة مغلقة، وعليه مدرعة من شعر وعلى رأسه ملحفة من صوف
وهو مستقبل القبلة يترنّم بآيات من القرآن في الوعد والوعيد
ليس بينه وبين الأرض من بساط إلا الرمل والحصا فأخذ على الصورة التي هو عليها
وحمل إلى المتوكل في جوف الليل فمثل بين يديه والمتوكل يتعاطى الشراب
وفي يده كأس فلمّا رآه عظمه وأجلسه إلى جانبه ولم يكن في داره شيء
مما قيل عنه ولا حجّة يتعلل عليه بها، فناوله المتوكل الكأس التي بيده فقال:
يا أمير المؤمنين، ما خامر لحمي ودمي قط، فاعفني منه فأعفاه
وقال له: أنشدني شعراً أستحسنه، فقال:
إني لقليل الرواية للشعر، قال المتوكّل متوعداً: لا بدّ أن تنشدني، فأنشده:
باتوا على قلل الأجيال تحرســهم غلب الرجال فــــما أغنتهم القلل
واستنزلوا بعد عزّ عن معاقلــهم فأودعوا حـــفراً يا بئس ما نزلوا
ناداهم صارخ مــن بعدما قــبروا أين الأســرّة والتيــجان والحلـــل
أين الوجوه التـــي كانــت منعّمة من دونها تُضرب الأستار والكلل
فأفصح القبر عنهـم حين سائلهم تلك الوجوه عليها الــدود يقـتــتل
قــد طالما أكلوا دهراً وما شربوا فأصبحوا بعد طول الأكل قد أُكِـلوا
و طالما عمّروا دوراً لتُحصنهم ففارقوا الدورَ و الأهلينَ وارتحلوا
و طالما كنزوا الأموال و ادّخروا فـخلّفوها على الأعداء و انتقلوا
أضـحـت منازلُهم قفراً معطلةً و ساكنوها الى الاجداث قد رحلوا
__________________
"إلاهي كفى بي عزا أن أكون لك عبدا
وكفى بي فخرا أن تكون لي ربا
أنت كما أحب فاجعلني كما تحب"
كلما قلبني الهم ساشكو يا علي حينما يهزمني الدمع سأبكي يا علي في قيامي في قعودي سأنادي يا علي في جهادي وكفاحي أنت درعي يا علي واذا ما نالني الضعف بدربي سانادي يا علي
|