عرض مشاركة واحدة
قديم 24-09-2014, 02:56 PM   #3
نهجنا الإسلام
●• فاطمية متميزة •●
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 508
معدل تقييم المستوى: 159
نهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond repute
افتراضي عقلانیتنا دعتنا إلى الابتعاد عن الحياة الغربية 3


لماذا لم نقدر على إنقاذ العالم بالحسين(ع) بعد مضيّ 53 عام؟


بإمكاننا ومن خلال هذه التجمعات وإقامة العزاء أن نوجد تحولا في العالم. ولكن لماذا بعد مضي 35 عام لم نقدر على إنقاذ العالم بأهل البيت(ع) وبالحسين(ع) ولم نصحّي أهل العالم بهم؟ لأن بعض مسؤولينا الثقافيّين لم يكونوا يحظون بدراية الإمام(ره) ومستوى وعيه ورؤيته حتى يدركوا مدى أهمية هذا الرأسمال الاجتماعي. يقول الإمام الخميني(ره): «إن هذا اللطم، وإنشاد القصائد هي سرّ نجاحنا. فلابدّ أن تكون مجالس العزاء في جميع أنحاء البلاد. وليقرأ الجميع وليبكِ الجميع. فأي شيء أكثر انسجاما من هذا؟ وأين تجدون شعبا منسجما ومتحدا بهذا الشكل؟ من الذي وحّدهم؟ إن سيّد الشهداء هو الذي وحدهم... من الذي قادر على صنع مثل هذه المواكب العظيمة وبهذه المضامين؟ في أيّ بقعة من العالم تجدون مثل هذا النظم والاتحاد لدى الشّعب»[صحيفة الإمام(الفارسية)/ 11/ 99].

كان الإمام(ره) يؤكّد على هذه المسائل المعنويّة من منطلق عقلي، ولكن مع الأسف ترى الميزانيّات والأموال التي صرفت من قبل المسؤولين خلال 35 عام للمجالس غير المعنوية أكثر بكثير من الميزانيات التي صرفت في هذا الاتجاه. كم من أموال هذا البلد قد صرفت لشؤون ثقافيّة غير معنوية والتي أبعدت الناس عن المسائل المعنوية! طبعا وبالتأكيد لا أدّعي أن بعض مسؤولينا الذين قصروا في هذا الشأن كانوا غير متديّنين، ولكني أتحدث عن مستوى عقلهم ودرايتهم.



إن إخلاص العقلاء أصعب وأثمن من إخلاص العوام


وأما كلامي الأخير هو أنه: مع هذا التأكيد على العقل والعقلانية فأين دور العشق إذن؟! ومتى يكون الإيمان والإخلاص؟! نحن نريد أن نقيم العزاء بدافع الحبّ والعشق وننادي صاحب العصر والزمان من وحي العشق، فهل ينسجم العشق والإخلاص مع العقلانيّة؟ الجواب هو أنه ليس فقط لا تعارض بين العشق والإخلاص وبين العقل، بل إنهما عين العقلانية.

يزعم بعض العوام أنه إذا أشار عليهم العقل بترك عمل ما، ولكنهم قاموا به في سبيل الله، عند ذلك يتحقق الإخلاص! نعم هذا هو إخلاص العوام. أما إخلاص العقلاء والعلماء فيقول: «إن هذا العمل نافع لك ولكن اعمل به في سبيل الله لا من أجل منافعك الدنيوية». وهنا يحسن الإخلاص.

نحن إذا لم ندرك الفوائد العقلية المترتبة على عمل ما، ثم نقوم به من أجل الله، فهذا إخلاص العوام. أما إخلاص العلماء فيقول مثلا: «لا يخفى عليك فوائد طول السجود على دوران الدم وعلى الدماغ وعلى صحة جسم الإنسان، فأنت تعلم كل هذه الفوائد ولكن أطل سجودك في سبيل الله لا من أجل هذه الفوائد الماديّة». إن مثل هذا الإخلاص أصعب وفي نفس الوقت أثمن. مما لا شك فيه إن جميع الأحكام الدينية لا تخلو من منافع قصيرة المدى أو طويلة المدى في حياة الإنسان الدنيوية. فليس معنى الإخلاص هو أن الله قد فرض علينا أعمالا لا فائدة لها أو أعمالا مضرّة، وأراد منا أن نقوم بهذه الأعمال في سبيله ولوجهه.

وكذلك لا تعارض بين العشق والعقل. وحتى أن العقلانية تعزز عشق الإنسان وتهديه لمعشوق أفضل. يقول العقل: «اعشق معشوقا يستحق العشق، وإلا فتخسر وتهلك». فيأتي العقل بخدمة العشق ويعزز روح العشق في وجود الإنسان. ليس هناك تعارض بين العقل والعشق فإذا وجدتم تعارضا بينهما في الأدب، فذلك لأنهم أرادوا أن يحقّروا العقلَ الأسير تحت الهوى والذي لا يطلب سوى لذات الدنيا. وإلا فإن لم يعقل الإنسان لن يعشق وعقل الإنسان هو الذي يدعوه لمحبة الله وعشقه

.

يأتي يوم يكون فيه البكاء والنياح وصب الدموع على أهل البيت(ع) دليلا على زيادة العقل والعلم


نحن متفائلون بتطوّر مجتمعنا. وإن شاء الله سوف ترون في هذا المجتمع الإسلامي يوما، يكون فيه البكاء والنياح وصبّ الدموع على أهل البيت(ع) دليلا على زيادة العقل والعلم. وقد بدت اليوم بوادر هذه الرؤية. فعلى سبيل المثال في أيام محرم وأيام الاعتكاف نجد مظاهر البكاء في الأوساط الجامعية أكثر من الأوساط الأخرى. فليس العقل والعشق غير متعارضين فحسب، بل العقل يقرّب الإنسان إلى العشق. إن العشق والحرارة الثورية هي مما اختص به العقلاء. فمن كان من غير أهل الفهم والوعي، لا يحظى بالحرارة الثورية بطبيعة الحال.

إن ديننا دين عقلاني وعشقنا وإيماننا وإخلاصنا هي مسائل عقلانية. كما أن صفاء باطننا من نتائج العقل. فقد قال النبي الأعظم(ص): «مَن قارَفَ ذَنباً فارَقَهُ عَقلٌ لا یَرجِعُ إلَیهِ أبداً»[میزان‌الحکمة/الحدیث6751] فالذنب يقلل عقل الإنسان والعمل الصالح يزيد من عقله وينوّره.

نسأل الله أن يزيد عقولنا ويكمّلها وينوّرها على يد الإمام صاحب العصر والزمان(عج) قبل ظهوره، وأن يجعل عقولنا تهدينا وترشدنا إلى محبة أهل البيت(ع) وأن يجعل عباداتنا عبادات عقلانيّة ويجعل مجتمعنا هاديا إلى العقل والعقلانية في العالم.
نهجنا الإسلام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس