عرض مشاركة واحدة
قديم 29-08-2014, 08:47 PM   #1
أملي فاطمي
●• فاطمية متميزة •●
 
الصورة الرمزية أملي فاطمي
 
تاريخ التسجيل: Jun 2011
الدولة: *جزيرة الإنتظار*
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0
أملي فاطمي has much to be proud ofأملي فاطمي has much to be proud ofأملي فاطمي has much to be proud ofأملي فاطمي has much to be proud ofأملي فاطمي has much to be proud ofأملي فاطمي has much to be proud ofأملي فاطمي has much to be proud ofأملي فاطمي has much to be proud ofأملي فاطمي has much to be proud ofأملي فاطمي has much to be proud ofأملي فاطمي has much to be proud of
book وسائل ‌تقوية الأخوّة الحقة



وسائل ‌تقوية الأخوّة الحقة

الوسيلة الأولى: المواساة

وهي إحدى الخصال التي تحقق معنى الأخوّة في العقيدة، وقد أكدتها الأحاديث المروية عن أهل بيت العصمة صلوات الله عليهم أجمعين، فقد قال الإمام زين العابدين(عليه السلام) لأحد أصحابه: (هل يدخل أحدكم يده في كُمّ أخيه وكيسه فيأخذ منه ما يريد بغير إذنه؟)، قال: لا، قال: (لستم بإخوان).

إنّ من نتاجات الإيمان والإخوة الصادقة في العقيدة وثمراتها المواساة والمعاونة، أي مساندة المؤمنين بعضهم بعضاً.

ولهذه المواساة درجات:

- أدناها أن ينزّل المؤمن أخاه المؤمن منزلة عبده أو خادمه، فيقوم بحاجته من فضلة ماله دون سؤاله منه.

- وأوسطها أن ينزّل المؤمن أخاه منزلة نفسه، ويرضى بمشاركته إيّاه في ماله ونزول منزله، حتى يسمح له بمشاطرته في الحال.

- وأعلاها أن يقدّم المؤمن أخاه المؤمن على نفسه، ويقدّم حاجة أخيه على حاجته، وهذه رتبة الصدّيقين ومنتهى درجات المتحابّين: {وَيُطْعِمُونَ الطّعَامَ عَلَى حُبّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً * إِنّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُوراً}

الوسيلة الثانية: الإيثار وبذل النفيس

إنّ الدين الإسلامي هو الدين القيّم الذي بني على روح الإنسانية والتعاطف والمواساة والتحابب والتواصل، حتى بذل الغالي والنفيس من أجل العقيدة وإحياء أخوّتها، ولذلك يقول صادق أهل البيت(عليهم السلام): «اتقوا الله وكونوا إخوة بررة، متحابين في الله، متواصلين متراحمين، تزاوروا وتلاقوا، وتذاكروا وأحيوا أمرنا»

ومن إحدى وسائل تثبيت وتحقيق هذه الأخوّة بذل النفس والإيثار بها، كما هو فعل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) حين آثر على نفسه وبات في فراش رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليلة خروجه من مكة.

الوسيلة الثالثة: مرآتية المؤمن لأخيه المؤمن

إنّ من الأمور التي تُعدّ من ثمرات هذه الأخوّة أن يكون المؤمن مرآة لأخيه المؤمن، كما ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله) في (نوادر الراوندي)، بإسناده عن موسى بن جعفر(عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: «قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): المؤمن مرآة لأخيه المؤمن، ينصحه إذا غاب عنه، ويميط عنه ما يكره إذا شهد، ويوسع له في المجلس»
أيّ أنّ المؤمن كالمرآة التي يرى فيها الإنسان ما لا يمكن أن يراه لو خلّي هو ونفسه؛ إذ لا يستطيع أن يرى صورة نفسه بدونها، فيستفيد المرء من أخيه بمعرفة عيوب نفسه، بخلاف ما لو انفرد فإنّه لا يستطيع اكتشاف تلك العيوب، فلذلك جعل المؤمن مرآة لأخيه المؤمن كي يرى كلاهما عيوب نفسه من خلال النظر إلى أخيه المؤمن.

الوسيلة الرابعة: الاستفادة المتبادلة والمزاورة بين المؤمنين

إنّ من ثمرات الأخوّة الاستفادة والاستعانة، فإنّ كسب أخ العقيدة معناه الاستعانة به في الحياة، وهذا ما أكدته روايات أهل بيت العصمة صلوات الله عليهم، فعن محمد بن زيد، قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: (من استفاد أخاً في الله استفاد بيتاً في الجنة)
وفي الواقع ما هذه إلاّ فيوضات إلهية أكرم بها الله تعالى خلقه المؤمنين، فهي رحمة من الله ساقها لهم، بأن جعل المؤمنين يخدم بعضهم بعضاً، وذلك من خلال إفادة بعضهم بعضاً، كما عن جميل بن دراج عن الصادق (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: «المؤمنون خدم بعضهم لبعض» . قلت: وكيف يكونون خدماً بعضهم لبعض؟ قال: (يفيد بعضهم بعضاً)
ولا شك أنّ مثل هذه الاستفادة وحصول التعاون وإفادة البعض للآخر يرتكز على أساس ومبدأ تحقق فضل هذه الأخوّة السامية، وهو الزيارة بين المؤمنين فقد ورد عن الكاظم (عليه السلام): (من زار أخاه المؤمن لله لا لغيره، يطلب به ثواب الله وينجز ما وعده الله، وكّل الله به سبعين ألف ملك من حين يخرج من منزله حتى يعود إليه، ينادونه: ألا طبت وطابت لك الجنّة، تبوّأت من الجنّة منزلاً)

الوسيلة الخامسة: العفو والصفح

إنّ العفو عن زلاّت الإخوان وهفواتهم والصفح عن الإساءة غير المقصودة، لهو خلق رفيع، فالمؤمن الذي يكظم غيظه، وينتحل الأعذار لإخوانه، ويحسن الظنّ بهم، ويختار من الكلمات ما يستلّ السخيمة والضغائن من قلوبهم، لهو مؤمن حقّ الإيمان.
ومن جميل ما ينقل في هذا المجال في التاريخ من القصص ما ورد في ابن السماك مع أخ له في الله، بأن قال لابن السماك: (الميعاد بيني و بينك غداً نتعاتب)، فرد عليه ابن السماك: (بل الميعاد غداً بيني وبينك نتغافر)، وهذا مصداق قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الراحمين)

الشيخ عبدالجليل المكراني


منقول


أملي فاطمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس