عرض مشاركة واحدة
قديم 05-08-2009, 03:52 PM   #1
عاشقة أبى تراب
♣ فاطمية فعالة ♣
 
الصورة الرمزية عاشقة أبى تراب
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
الدولة: مصر أم الدنيا
المشاركات: 62
معدل تقييم المستوى: 19
عاشقة أبى تراب has a spectacular aura aboutعاشقة أبى تراب has a spectacular aura about
افتراضي الغيبة أشد من الزنا ..

بسم الله الرحمن الرحيم.


الحمد لله على ما أنعم و له الشكر على ما ألهم .

و أفضل الصلاة و أزكى التسليم على خير الخلائق أجمعين محمد و آله الطاهرين .

و اللعن الدائم المؤبد على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين .



قال الله تعالى ( … ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم ) الحجرات 12

عن رسول الله – صلى الله عليه و آله - ( من اغتاب مسلما أو مسلمة لم يقبل الله تعالى صلاته ولا صيامه أربعين يوما وليلة ، إلا أن يغفر له صاحبه ) .

عنه ( ص ) : ( لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس ، يخمشون وجوههم وصدورهم ! فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم ) .

عنه ( ص ) : ( من اغتاب مسلماً في شهر رمضان لم يؤجر على صيامه ) .

عنه ( ص ) : ( الغيبة أشد من الزنا قيل : وكيف ؟ قال : الرجل يزني ثم يتوب فيتوب الله عليه ، وإن صاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفر له صاحبه ) .


عن أمير المؤمنين – عليه السلام - ( العاقل من صان لسانه عن الغيبة ) .

عنه – عليه السلام - ( الغيبة جهد العاجز ) .

عنه – عليه السلام - ( الغيبة آية المنافق ) .

عنه – عليه السلام - ( إياك والغيبة ، فإنها تمقتك إلى الله والناس ، وتحبط أجرك ) .

عنه – عليه السلام - ( أبغض الخلائق إلى الله المغتاب ) .

عنه – عليه السلام - ( الغيبة قوت كلاب النار ) .


عن الإمام الصادق – عليه السلام – ( لا تغتب فتغتب ، ولا تحفر لأخيك حفرة فتقع فيها فإنك كما تدين تدان ) .

****************************************

الـفـرق بيـن الغـيبة و البهــتان

عن رسول الله – صلى الله عليه و آله - ( يا أبا ذر ! إياك والغيبة ، فإن الغيبة أشد من الزنا . . . قلت : يا رسول الله وما الغيبة ؟ قال : ذكرك أخاك بما يكره ، قلت يا رسول الله فإن كان فيه ذاك الذي يذكر به ؟ قال : اعلم أنك إذا ذكرته بما هو فيه فقد اغتبته ، وإذا ذكرته بما ليس فيه فقد بهته ).

****************************************

أصــناف الغـيبة

عن الإمام الصادق - عليه السلام - ( وجوه الغيبة تقع بذكر عيب في الخلق و الفعل و المعاملة و المذهب و الجهل و أشباهه ) .

الغيبة تشمل النقصان في البدن و النسب و الخلق و الفعل و القول و الدين و الدنيا .

مثال الغيبة في البدن أن يقول ( فلان أعور أو أحول ) .

مثال الغيبة في النسب أن يقول ( فلان أبوه فاسق أو خبيث أو خسيس أو جاهل ) .

مثال الغيبة في الأخلاق أن يقول ( فلان المتكبّر و المرائي و الشديد الغضب و الجبان ) .

مثال الغيبة في الأفعال أن يقول ( فلان لا يحسن الركوع و السجود , عاق الوالدين , يغتاب الناس , قليل الأدب , كثير الكلام , كثير النوم ) .

مثال الغيبة في الثياب أن يقول ( فلان واسع الكم , وسخ الثياب ) .

و لا تقتصر الغيبة على القول باللسان بل تشمل الفعل المفهم لذلك و الإشارة و الإيماء و الغمز و اللمز و الكتابة و كل ما يفهم المقصود. ومن ذلك ما روي عن عائشة أنها قالت : دخلت علينا امرأة فلما ولّت أومأت بيدي أي قصيرة , قال ( صلى الله عليه و آله ) اغتبتها .

و من ذلك المحاكاة بأن يمشي متعارجاً كما يمشي ذلك المؤمن بل هو أشد من الغيبة لآنه أعظم في التصوير و التفهيم .

و من الغيبة أن يقول الإنسان : بعض من مرّ بنا اليوم أو بعض من رأيناه حاله كذا , إذا كان المخاطب معهم يفهم منه شخصاً معيناً .

قال الشهيد الثاني – عليه الرحمة - ( و من أضرّ أنواع الغيبة غيبة المتسمين بالفهم و العلم المرائين فإنهم يفهمون المقصود على صفة أهل الصلاح و التقوى ليظهروا من أنفسهم التعفف عن الغيبة و يفهمون المقصود و لا يدرون بجهلهم أنهم جمعوا بين فاحشتين الرياء و الغيبة . وذلك مثل أن يذكر عنده إنسان فيقول : الحمد لله الذي لم يبتلينا بحب الرياسة أو حب الدنيا أو بالتكيّف بالكيفية الفلانية . أو يقول : نعوذ بالله من قلة الحياء أو من سوء التوفيق أو نسأل الله أن يعصمنا من كذا . بل مجرد الحمد على شيء إذا علم منه اتصاف المحدّث عنه بما ينافيه و نحو ذلك فإنه يغتابه بلفظ الدعاء و سمة أهل الصلاح ) .

و من ذلك أن يقدّم مدح من يريد غيبته فيقول ما أحسن أحوال فلان . ما كان يقصّر في العبادات و لكن قد اعتراه فتور و ابتلي بما يبتلى به كلّنا و هو قلة الصبر . فيذكر نفسه بالذم و مقصوده أن يذم غيره و أن يمدح نفسه بالتشّبه بالصالحين المتعففين في ذّم أنفسهم فيكون مغتاباً مرائياً مزكياً نفسه فيجمع بين ثلاث فواحش .

ومن أقسامها الخفية الإصغاء إلى الغيبة على سبيل التعجب فإنه إنما يظهر التعجب ليزيد نشاط المغتاب فيزيد الغيبة . فيقول للمغتاب ( ما كنت أعلم أن هذا يصدر من فلان !!!!!).

****************************************

الســامـع للغـيبة

عن رسول الله – صلى الله عليه و آله - ( من أغتيب عنده أخوه المسلم فاستطاع نصره فلم ينصره خذله الله في الدنيا و الآخرة ) .

عن أمير المؤمنين – عليه السلام - ( السامع للغيبة أحد المغتابين ) .

****************************************

دوافـع الغـيبة

الإمام الصادق - عليه السلام - ( أصل الغيبة يتنّوع بعشرة أنواع : 1- شفاء غيظ 2- و مساعدة قوم 3- و تصديق خبر بلا كشفه 4- و تهمة 5- و سوء ظن 6- و حسد 7- و سخريّة 8- و تعجّب 9- و تبّرم 10- و تزيّن ) .

و إليك بعض الشرح :

الأول : تشفي الغيظ : عندما يغضب بسبب ذلك الشخص يشفي غضبه بذكر مساويه . و يدخل تحت التشفي الحقد و الحسد و الغضب فإنها عوامل تدفع الإنسان إلى الغيبة .

الثاني : موافقة الأقران و مجاملة الرفقاء و مساعدتهم على الكلام : عندما يتفكهّون بالغيبة يرى أنه لو أنكر عليهم أو قطع المجلس استثقلوه و نفروا منه فيساعدهم في الغيبة و يرى ذلك من حسن المعاشرة . وقد يغضب رفقاءه على إنسان فيغضب لغضبهم إظهاراً للمساهمة في السرآء و الضراء فيخوض معهم في ذكر عيوب ذلك الإنسان .

الثالث : يشعر الإنسان أن ذلك الشخص سيشهد عليه أو يطوّل لسانه عليه أو سيسقط شخصيته أمام الناس فيبادر قبل ذلك فيطعن فيه .

الرابع : أن يُنسَب إلى الإنسان تهمة فيبّرأ نفسه من ذلك بتهمة غيره . أو يذكر من شاركه في ذلك الإثم ليخفف من عتاب الناس عليه .

الخامس : قد يظن أن في تنقيص قدر غيره رفع لمقامه هو فيغتابه بقوله ( فلان جاهل و فهمه ركيك و كلامه ضعيف ) .

السادس : يحسد من يثني عليه الناس و يحبّونه فيغتابه ليسقط من أعين الناس .

السابع : السخرية و الإستهزاء و منشأ هذا الأمر التكّبر .

الثامن : اللعب و الهزل و المطايبة و تمضية الوقت بالضحك فيذكر غيره بما يضحك الناس على سبيل المحاكاة و التعجّب .
التاسع : يغتمّ بسبب ما يبتلى به أحد فيقول ( فلان مسكين قد غمّني أمره و ما ابتلى به ) و يذكر سبب الغم فيلهيه الغم عن الحذر عن ذكر اسمه فيذكره بما يكره فيكون مغتاباً .
العاشر : الغضب لله تعالى . فإنه قد يغضب على منكر قارفه انسان فيظهر غضبه و لكنه يذكر اسمه على غير وجه النهي عن المنكر فيكون مغتاباً .

****************************************

عـلاج الغـيبة

كل الأخلاق الذميمة تعالج بمعجون العلم و العمل و علاج كل علة بضد سببها .فيجب أن تعلم أن المغتاب عرضة لسخط الله تعالى و مقته و أن حسناتك تنتقل إلى ذلك الشخص و أما إذا لم يكن لديك حسنات فتنتقل سيئاته إليك . و أعلم أن الغيبة أكل لحم الميتة و هي قوت كلاب النار فهل ترضى ذلك لنفسك .و اعلم أن الاشتغال بإصلاح عيوب النفس أولى من ذكر عيوب الآخرين . و من رأى نفسه خالياً من العيوب فهو جاهل مسكين .

و أما العلاج الخاص فهو كالتالي :

إذا كان السبب الباعث على الغيبة هو الغضب فقل لنفسك ( إن أمضيت غضبي عليه سيمضي الله تعالى غضبه عليّ بسبب الغيبة ) .

عن رسول الله – صلى الله عليه و آله - ( إن لجهنم باباً لا يدخلها إلا من شفى غيظه بمعصية الله تعالى ) و عنه ( ص ) ( أوحى الله إلى نبي من أنبيائه :ابن آدم اذكرني حين تغضب أذكرك حين أغضب فلا أمحقك فيمن أمحق ) .

و أما إذا كان السبب الباعث على الغيبة هو موافقة الأقران فاعلم أنك اشتريت رضا المخلوق بغضب الخالق و أي صفقة أخسر من هذه ؟؟!!!

و أما إذا كان السبب تنزيه النفس بنسبة الخيانة إلى الغير فاعلم أن التعرض لمقت الله جبّار السموات و الأرض أشد من التعرض لمقت الخلق . و أنت بالغيبة متعرض لمقت الله لا محالة كل ذلك لأجل تحصيل رضا الناس وأنت تعلم أن رضا الناس غاية لا تدرك .

و أما قصدك المباهاة و تزكية النفس فتقدح في غيرك بالغيبة فاعلم أنك بالغيبة أبطلت فضلك عند الله و ربما نقص اعتقاد الناس فيك إذا أدركوا أنك تغتاب . و لو فرضنا أنك حصلت على المكانة عند هؤلاء القوم فما عسى ذلك أن يفيدك ذلك يا مسكين ؟؟!!!

و أما الغيبة للحسد فاعلم أن الحسد عذاب فلا تجمع معه عذاب الغيبة و تهدي إلى ذلك الشخص حسناتك و تأخذ سيئاته . و ربما كان حسدك سبباً لنشر فضيلة ذلك الشخص فقد قيل ( و إذا أراد الله نشر فضيلة طويت أتاح لها لسان حسود ) .

و أما إذا كان الدافع للغيبة هو الاستهزاء فاعلم أن مقصودك إخزاء غيرك عند الناس بإخزاء نفسك عند الله و عند الملائكة و النبيين !!!! .

و أما الضحك من المغتاب فاعلم أنك ضحكت منه قليلاً في ملإ صغير فكيف حالك و أنت تساق إلى النار و أنت تحمل سيئاته على ظهرك و هو يضحك عليك في ذلك الملأ !!!! .

و أما الرحمة على إثمه و الغضب لله فهما أمران حسنان و لكن أحذر من الشيطان أن يسوّل لك الغيبة ليحبط أجرك و يغويك عن الطريق المستقيم .

و أخيراً : و ما توفيقي إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب

نسألكم الدعاء
__________________
قد وُرد في روايةِ عباية الأَسدي عن علّي عليه السلام قال: (سمعت أمير المؤمنين عليه السلام وهو مشتكي (متكٍ) وأنا قائم عليه قال: لأبنين بمصر منبراً ، ولأنقضن دمشق حجراً حجراً ، ولأخرجن اليهود والنصارى من كل كور العرب ، ولأسوقن العرب بعصاي هذه ! قال قلت: كأنك تخبر أنك تحيا بعد ما تموت؟ فقال: هيهات يا عباية قد ذهبت في غير مذهب . يفعله رجل مني)
( البحار:53/60 ).
لَا عَدَا يَا أَرَضَ مِصْرَ بِكِى عَادٍ
عاشقة أبى تراب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس