يقول سيد هادي المدرسي : كنتُ واقفاً أمام ضريح رسول الله (ص) في مسجده أقرأ زيارة فاطمة (ع)،
ولمّا قلت: «السّلام عليكِ أيتها المضطهدة المظلومة» ، التفت إليّ أحدهم قائلاً: أية ظلامة تتحدّث عنها؟
قلت: أتحدّث عن ضربها، وقتل جنينها. قال: كيف يمكن أن تكون فاطمة (ع) مظلومة، وعليٌّ (ع) زوجها؟
وكيف تقبل غيرته أن تُضرب زوجته أمام عينيه؟ قلت: وكيف قبلت غيرة الله أن يُضرب أنبيائه ورسله،
وأن يقتَّلوا، ويهانوا أمام ناظره؟ قال: الله لا غيرة له. قلت: سبحان الله؛ أنتم مستعدّون للتطاول على الله
لتبرأة أصحابكم. قسماً بالله تعالى لو كنتم يوم أحرقت دار فاطمة (ع) لشاركتم في ظلمها وقتلها.
قال: هي التي أرادت ذلك لنفسها. قلت: ألم يوصِّ بها النبيّ (ص) ؟ قال: لا يهمّ، مادامت مصلحة الأمّة
تقتضي خلاف ذلك. قلت: وهل مصلحة الأمّة تتناقض مع مصلحة الحقّ، ومصلحة الدين، ومصلحة أهل البيت؟
قال: لا نرى فاطمة (ع) إلاّ امرأة مثل غيرها، وكان عليها السمع والطاعة، شأنها شأن غيرها.
قلت: ليس بيني وبينك إلاّ أن أقول: حشرني الله مع فاطمة (ع) المظلومة المضطهدة الشهيدة ، وحشرك الله مع الذين ظلموها وقتلوها. قال: آمين. قلت: آمين. وإفترقنا.