عرض مشاركة واحدة
قديم 17-04-2014, 02:11 PM   #9
آهآت زينبية فاطمية
( мѕнααя αℓкнgℓ) مشرفة قسم السعادة الزوجية
●• فاطمية متميزة •●

 
الصورة الرمزية آهآت زينبية فاطمية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: القطيف الحبيبة
العمر: 36
المشاركات: 130
معدل تقييم المستوى: 509
آهآت زينبية فاطمية has a reputation beyond reputeآهآت زينبية فاطمية has a reputation beyond reputeآهآت زينبية فاطمية has a reputation beyond reputeآهآت زينبية فاطمية has a reputation beyond reputeآهآت زينبية فاطمية has a reputation beyond reputeآهآت زينبية فاطمية has a reputation beyond reputeآهآت زينبية فاطمية has a reputation beyond reputeآهآت زينبية فاطمية has a reputation beyond reputeآهآت زينبية فاطمية has a reputation beyond reputeآهآت زينبية فاطمية has a reputation beyond reputeآهآت زينبية فاطمية has a reputation beyond repute
افتراضي رد: دور الأسرة في بناء المجتمع الفاضل



القسم التاسع : دور العبادة في بناء شخصية الأبناء.

قال الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} صدق الله العليُّ العظيم.

أهمية الارتباط بالعبادة منذ الصغر.
من المحاور الهامة والأسس والدعائم التربوية في شخصية الابن مسألة الارتباط بالعبادة ودورها في حياة ذلك الولد وهو في ريعان الصبا, وهذا الأمر في غاية الأهمية، لذا، تحدثت في محاضرات سابقة على أنّ العبادة تمثل الغذاء الروحاني للإنسان، فكما أنّ الجسد في الجنبة المادية يحتاج إلى غذاء، فكذلك في الجنبة المعنوية يحتاج الإنسان إلى غذاء، وإذا لم يتناول ذلك الشاب الغذاء الروحاني فإنّ النتيجة التي تنتظره الضعف في شخصيته، وعدم الاستقامة في سلوكه، لذا أكدت الروايات الواردة عن النبي صلى الله عليه وآله والأئمة من أهل البيت عليهم السلام على أهمية إشراب روح العبودية في الإنسان بعد أن يتم له خمس من السنين، فيُعلَّم الارتباط بالله تعالى عبر الركوع والسجود والذكر والطهارة وما إلى ذلك من الأمور. ولكننا نجد تفكيكاً - كما سوف أشير - في الروايات لأجزاء العبادة، وذلك لبيان التدرج في الأسلوب التربوي والارتباط للعبد مع الله تعالى في صغره، فنجد أنّ بعض الروايات تُؤكد على أنّ الأبوين إذا أرادا ربط ذلك الولد أو تلك البنت بالله تعالى فالشيء الأول الذي ينبغي أن يركزا عليه هو أن يعلماه السجود لله تعالى.

دور العبادة في شخصية الطفل.
وحتى يتضح دور الارتباط العبادي في شخصية الطفل سوف نستعرض مقدمة يتبين بها ومن خلالها هذا الدور في شخصية الشاب والولد، يقول إمامنا أمير المؤمنين عليه السلام: {إن الإيمانَ ليبدو لمعةً بيضاء فإذا عَمِل العبدُ الصالحات نما وزاد حتى يَبْيَضّ القلب كله}، هذه الرواية تشير إلى معنيين هامين:
الأول : ما نُعبر عنه بالجنبة التكاملية في شخصية الإنسان المعنوية، فالإنسان لا يصل إلى الكمال إلا عبر الطريق الطويل والذي يتدرج فيه الإنسان إلى أن يتسلق ذُرى المجد ويصل إلى قمة ذلك الكمال. بمعنى أنّ الإنسان يحتاج إلى أن يَسقي ذلك الفسيل الإيماني شيئاً فشيئاً إلى أن ينمو ويترعرع فيصبح باسقاً مثمراً يانعاً في ثمره، وهذا بالتأكيد لا يتأتى للإنسان في بُرهة زمنية محدودة وإنما يحتاج إلى مدة طويلة. وهذا ما يشير إليه الإمام عليه السلام باعتبار أنّ الإيمان يبدأ صغيراً كاللمعة البيضاء أشبه بالنور الخافت ثم يَقوَّى هذا النور بشكل تدريجي إلى أن يبيّض القلب كله فيصبح ذلك النور مُتلألئاًً يُضيء كل وجود الإنسان المعنوي والمادي معاً.
الثاني : إنّ الإنسان ومنذ صغره يرتكب بعض الأخطاء، التي لا تُكتب عليه إذا لم يبلُغ ولكن تُؤثر في وجدانه الخُلُقي، وتُؤثر في الجانب المعنوي من شخصيته، فالكذب ومساوئ الخلق يُؤثران تأثيراً كبيراً على الإنسان البالغ المكلف ويترتب على ذلك أنّ الله يُؤاخذه ويُحاسبه عليها، بينما الإنسان غير البالغ إذا اقترف معصيةً فهي تُؤثر تأثيراً محدوداً، يشتمل على نحوٍ من الضلالة إلا أنه لا يجري عليه قلم التكليف ولا يحاسب عليها ما دام لم يبلغ الحُلم، كما تشير إلي ذلك الروايات الواردة و كما يُفتي به الفقهاء، ولكن يحتاج أن يتدارك ذلك العمل السيء بعملٍ صالحٍ وعبادةٍ حسنة تمحو ذلك السوء الصادر من الولد، بمعنى أنه لو اقترف ذلك الولد الصبي أو تلك الفتاة الصغيرة خطئاً كالكذب مثلاً فينبغي أن يتعود منذ نعومة أظفاره على أن يجد الملجأ الذي يُغير به ذلك السلوك غير الحميد، بمعنى أنه سوف يستشعر غفران الله تعالى لكل ما ألَمَّ به من خطأ، وما صدر منه من سوء إذا التجأ إلى الله تعالى عبر الدعاء، أو عبر السجود، أو عبر الذكر، وهذا ما يشير إليه هذا الحديث (( ليبدو لمعةً بيضاءَ فإذا عَمِل العبدُ الصالحاتِ نما))، أي أنه قد يصبح الإنسان صغيراً ويصدر منه ما يتنافى مع الأوامر الصادرة من لدُن الله تعالى، ولكن إذا سعى في إنماء الجانب العبودي في شخصيته ومنذ صغر سنه كَبُرَ ذلك النور حتى يُضيء كل وجوده.

أهمية الجانب العبادي في شخصية الإنسان.
إنّ لدينا كماً هائلاً من الروايات تشير إلى تأثير العبادات في شخصية الإنسان سواءً كان كبيراً أو صغيراً، أي وردت بشكل عام، ولكن لدينا طائفة أُخرى من الروايات تُؤكد على أهمية الجانب العبودي في شخصية الإنسان في صغر سنه، وتأثيرها الكبير والعظيم في سيره التكاملي . وسوف أعرض بعض الروايات في هذا المجال:ورد عن الإمام الصادق عليه السلام عندما سُئِل في كم يُؤخذ الصبي بالصلاة ؟ قال عليه السلام: ((فيما بين ست وسبع سنين))، أي يُعلم ويُمرن على العبادة وبالخصوص الصلاة منذ ست سنوات، فيُتدرج معه في هذا الأمر إلى أن يصل إلى عشر سنوات كما تشير بعض الروايات، وعندها يحاسب على تركه للصلاة، وورد هذا المعنى عن النبي صلى الله عليه وآله في قوله صلى الله عليه وآله: ((مروا صبيانكم بالصلاة إذا بلغوا سبعاً))، أي إذا بلغ الصبي سبع سنوات لابد أن تأمره بالصلاة، طبعاً الفقهاء يقولون إنّ هذه العبادات تمرينية، ويترتب عليها الثواب الذي لا يرجع إلى الصبي، وإنما يرجع إلى المربي، ولكن هناك نظرية فقهية أخرى تقول أنّ عبادات الصبي يرجع ثوابها له وهذا هو الرأي الأصح. فالصبي الذي لم يبلغ الحُلم لا يُؤاخذ بما صدر منه من ذنب في صِغَر سِنه، ولكن يُعامل بمزيد من الكرم والجود الإلهي إذا أتى بالطاعات فيحصل على نتيجة العبادات الصادرة منه. وهذا الأمر يرتبط بما يشير إليه الذكر الحكيم في قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}، فالآية تطرح أمرين:
الأول : مسألة الإيمان والذي استعرضناه في بحث سابق.
الثاني : مسألة تقوية الإيمان عبر الارتباط بذكر الله تبارك وتعالى، الذي يُنمي ذلك الإيمان ويُجذِّره في شخصية ذلك الولد أو تلك البنت.

تأثير المعارف المعنوية في شخصية الطفل:
بل نجد في بعض الروايات الواردة عن أئمة أهل البيت أمراً آخر ليس مسألة الست أو السبع السنين أو العشر من السنوات التي يبلغها ذلك الولد. وإنما هناك نقاط هامة ترتبط بالجانب المعنوي هي :
أولاً :التدرج في إعطاء المعارف المعنوية.
هناك رواية عن إمامنا الباقر عليه السلام يُبين فيها كيفية التعامل التدرجي في إعطاء المعارف المعنوية لذلك الطفل، يقول الإمام عليه السلام: (( إن الطفل يُعلَّم التوحيد لثلاث سنوات))، أي تبدأ معه في شرح مفردات التوحيد منذ بلوغه الثلاث سنوات، ثم يقول الإمام عليه السلام: ((إنه يُؤمر بالسجود لله تبارك وتعالى إذا بلغ أربع سنوات))، فمجرد أنه يسجد لله تعالى فهذا نوع من الارتباط بالله، أي يتعلم كيفية الخضوع للمبدأ المتعال. هذا النحو من الروايات يشير إلى المعنى الأول ـ الذي أشرت إليه في صدر حديثي ـ وهو أننا لا نُعَلِّم ذلك الولد أو تلك البنت بشكل مفاجئ، فلا نبدأ معه التعليم عندما يبلغ العشر سنوات وإنما نبدأ معه ذلك منذ السنوات الأولى بشكل تدريجي، فالإمام عليه السلام يقول: (( يُؤمر بالسجود لله تبارك وتعالى إذا بلغ أربع سنوات ))، أي، تطلب منه أن يسجد لله، وتُبين له أهمية السجود لله تبارك وتعالى.
ثانياً : بيان الحكمة من التشريع.
هناك أيضاً مطلب آخر فائق الأهمية أُريد أن أنوه به وأنبه عليه، وهو أنّ التعامل مع الولد أو البنت ليس فقط عبر الأوامر دون تبيان الحكمة مما يترتب على ذلك الأمر، فالمربي قد لا يسطيع أن يشرح للأبناء فلسفة التشريع وإنما في إمكانه أن يشرح الحكمة المترتبة على التشريع. فمثلاً إذا أردنا أن نُرّغب ذلك الولد أو تلك البنت في مأكولات معينة نذكر ما يترتب على هذه الأغذية الصحية من فوائد، وإذا أردنا أن نمنعه من بعض المأكولات نذكر الأضرار الصحية التي تترتب على تناولها. وكذلك الأمر في العبادات التي يأتي بها ذلك الولد، فإذا شرح الأب لابنه ما يترتب على السجود والدعاء وقراءة القرآن من فوائد، وأكد على الجانب المعنوي الذي تُحدثه العبادة أو ذكر الله تعالى في حياة الإنسان، وأبان الفارق الكبير بين الفوائد الجمة التي تترتب على الجانب المعنوي من العبادة والذكر وبين الفوائد المحدودة التي يجنيها الإنسان من الجانب المادي الذي يرتبط بالأكل والشرب وغيره، فعند ذلك بالتأكيد سوف يجعل الولد يرتبط ارتباطاً كبيراً بالجانب المعنوي، كما أنك لو ذكرت لولدك تأثير كلمة التوحيد في نفس الإنسان وصقل روحه، وما يترتب على تكرار كلمة (لا إله إلا الله) من آثار عظيمة في الدنيا والآخرة أبانتها روايات النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام
، وأهم هذه الآثار:
أولاً :
الأمن من العذاب الإلهي.
ثانياً :
كلمة التوحيد تُشكل حصانة للإنسان إذا أدرك معناها كي لا ينزلق إلى مهاوي الرذيلة .
وكذلك أيضاً هناك بعض الأذكار الواردة التي من آثارها نفي الفقر عن الإنسان، بحيث يعيش حياة هانئة لا يحتاج فيها أن يمد يده إلى الناس، والله تعالى يتكفل برزقه، فقد جاءت بعض الأذكار التي تُبين للإنسان كيف يُحقق الاكتفاء في رزقه إذا داوم على تلك الأذكار وبالتأكيد، فإنّ هذا الولد إذا أراد أن يُصبح غنياً أو مُكتفٍ، فإنه سوف يُداوم على قراءة تلك الأذكار، وأيضاً إذا بينت للولد ما يترتب على قراءة بعض سور القرآن والأدعية التي يُداوم عليها كدعاء كميل الذي نقرأه في كل ليلة جمعة، فهذا كله يُشكل حافزاً ودافعاً يربط الإنسان ربطاً وثيقاً بالمحافظة على تلك الأذكار، بحيث يتربى عليها وتصبح جزءاً من شخصيته فلا يستطيع أن يُفارقها، وتمتزج ليس فقط بوجدانه، بل أيضاً بلحمه ودمه وعظامه، وهذا ما أكدته الروايات عبر بيانات مختلفة .
ثالثاً :
المداومة على الأعمال.
إنّ قطف الثمار المترتبة على هذه الأعمال العبادية هو بالمداومة عليها حتى ورد في بعض الروايات أنّ الإنسان لا يحصل على الفوائد الكبيرة لهذه الأعمال إذا لم يُداوم عليها لمدة سنة على الأقل.



__________________






تسلم الآنامل حبيبتي محبة الزهرآء

آهآت زينبية فاطمية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس