عرض مشاركة واحدة
قديم 17-04-2014, 02:09 PM   #7
آهآت زينبية فاطمية
( мѕнααя αℓкнgℓ) مشرفة قسم السعادة الزوجية
●• فاطمية متميزة •●

 
الصورة الرمزية آهآت زينبية فاطمية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: القطيف الحبيبة
العمر: 36
المشاركات: 130
معدل تقييم المستوى: 509
آهآت زينبية فاطمية has a reputation beyond reputeآهآت زينبية فاطمية has a reputation beyond reputeآهآت زينبية فاطمية has a reputation beyond reputeآهآت زينبية فاطمية has a reputation beyond reputeآهآت زينبية فاطمية has a reputation beyond reputeآهآت زينبية فاطمية has a reputation beyond reputeآهآت زينبية فاطمية has a reputation beyond reputeآهآت زينبية فاطمية has a reputation beyond reputeآهآت زينبية فاطمية has a reputation beyond reputeآهآت زينبية فاطمية has a reputation beyond reputeآهآت زينبية فاطمية has a reputation beyond repute
افتراضي رد: دور الأسرة في بناء المجتمع الفاضل



القسم السابع : أهمية العلم في استقامة الأسرة.
قال الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}
صدق الله العليُّ العظيم.

دور العلم في استقامة الفرد:
من المهام الرئيسة التي يجب أن يُوليها الأب والأم عنايةً كبيرةً في مستقبل الولد والبنت هي مسألة التعليم، التي لها أهمية كبيرة في حياة الفرد، وبمقدار ما يحصل عليه الفرد من علم نافع بمقدار ما يُؤمن له من مستقبلٍ باهرٍ قائم ٍعلى دعائم قوية ومتينة، وكلما أولى الأبوان العناية الفائقة بالعلم في تنشئة وتربية الولد كلما استقام في طريق التربية السليمة والصالحة والبناءة، وهذا يتطلب من الأبوين التشجيع الدائم والمستمر على تحصيل العلم، وحتى يتضح دور العلم في حياة الفرد وفي حياة المجتمع نحن بحاجة أن نُقدم مقدمة هامة يتجلى فيها هذا الدور.

دور العلم في بناء شخصية الفرد:
من الطبيعي أنّ الأب والأم يهتمان بالحاجات الفسيولوجية للولد ومن أهم تلك الحاجات الحاجة المادية في إشباعه من ناحية الغذاء، وبالتأكيد أن التأمين الغذائي للأبناء يُسهم في اكتفاء الولد من الناحية المادية وعدم حاجته للآخرين من جهة ، وينعكس إيجابياً على الجانب المعنوي والروحي من جهة أخرى ، إذاً الغذاء له دور في بناء الجانب الفيزيائي من الشخصية أي الوجود المادي، أما الجانب المعنوي من الشخصية فهناك دعائم لبنائه، من أهمها، الاستقامة والسلوك السوي، فتقوى الله تعالى والمعرفة العقدية تُشكلان ركيزتان رئيسيتان يستند إليهما ذلك الولد في أحلك الظروف التي تمر به، وهذا ما نجده في القصص القرآني عند ذكر إلقاء الصِّديق يوسف عليه السلام في غيابت الجب، الذي يُعتبر بلاءً عظيماً ،لو حدث لشخصٍ آخر غير الصِّديق يوسف لأُصيب بحالة من الهستيريا قد تُؤدي إلى فقدان عقله، وبالخصوص إذا كان هذا الإنسان في المراحل الأولى من طفولته، ولكنّ هذا الولد بالإضافة إلى ارتباطه بالسماء نُشِّئ تنشئةً صالحةً تُعمق فيه وتُقوي هذا الارتباط الإلهي، فالاستناد إلى القوة المطلقة لله تعالى تجعل ذلك الولد قوياً صامداً لا يتأثر بأي شيء يُصاب به. والعلم هو الذي يُدعِّم مسألة الارتباط بالله تعالى، فيجعل المسار المادي في الطريق السوي من جهة، كما أنه يجعل الشخصية - على كل الأصعدة - تسير في الاتجاه السليم . وبهذا يتضح أهمية العلم الكبيرة في حياة الإنسان، والتي أبان وأفصح عنها الأئمة من أهل البيت عليهم السلام وأوضحوا دورها في حياة الإنسان المادية والمعنوية، ولذا، يقول الإمام علي عليه السلام في حكمه القصيرة ((اكتسبوا العلم يكسبكم الحياة))
، فاكتساب العلم يجعل الإنسان يحيا الحياة السليمة والسعيدة من ناحيتين:

الأولى :
الجُنبة المعنوية ، التي تعتمد على ثلاث دعائم رئيسية هي : البناء العقدي والبناء الفقهي الذي يرتبط بالسلوك السوي من ناحية القانون، والبناء الأخلاقي الذي يحتاج إليه الإنسان في التعرف على أُسس ومبادئ الأخلاق في شخصيته، والعلم هو الذي تعتمد عليه هذه الأنحاء الثلاثة في الجنبة المعنوية .

الثانية :
الجُنبة المادية ، التي يعتمد عليها الفرد في العيش سوياً مستقيماً مطمئناً محققاً لذاته ولحاجاته المادية، وهي أيضاً ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالعلم.

دوافع تحصيل العلم عند علماء النفس:
إنّ رب الأسرة بحاجة ماسة إلى العلم، سواءً كان رب الأسرة هو الأب أو الأم في بعض الأحايين النادرة، وبالتأكيد أنّ دور الأم قد يكون أكبر من دور الأب، وذلك لاهتمام الأم بالجوانب التربوية التي تُشكل شخصية الولد أو البنت من خلال احتضانها الطفل في المراحل الأولى، الذي يتطلب كماً كبيراً من الحنان والرعاية الخاصة التي تُؤثر في شخصية الطفل، إذاً رب الأسرة بحاجة للتأكيد على أهمية العلم في بناء شخصية ذلك الولد. والذي يُجَذِّر مسألة العلم هي مجموعة من الدوافع والمحفزات التي يُؤكد عليها علماء النفس بحيث تجعل ذلك الولد يسير سيراً حثيثاً نحو تحصيل العلم:

الأول: المثير والاستجابة
يؤكد علماء النفس على أنّ الإشباع الذي تتلوه استجابة يُؤدي إلى تعلم هذه الاستجابة وتقويتها، ومن أهم ما يرتبط بهذا المبدأ مسألة الحاجة، أي أُعَلِّم ولدي وابنتي بالحاجة الماسة لتحقيق ذاته ووجوده واستمراره في هذه الحياة، من خلال العلم، الذي له أهمية كبيرة في تحقيق الحاجة التي يصبو ذلك الولد للوصول إليها.

الثاني: المعرفة
إنّ المعرفة ترتبط بمبدأ وجود إرادة لدى الإنسان،و تنطلق هذه الإرادة من خلال العقل، فالإنسان يتمتع بعقل وإرادة، لهما الدور الفاعل في شخصية الإنسان، وتعتمد هذه النظرية على تركيز ظاهرة حب الاستطلاع، التي تدفع الإنسان للمعرفة والعلم، فكلما اطلع على شيء كلما وجد نفسه بحاجة إلى اطلاع أكبر ومعرفة أكثر، وبالتالي يجد نفسه جاهلاً، لأنّ العلم لا ينتهي. ورب الأسرة مَعنيٌ بغرس حُبّ الاطلاع وتركيز هذه الغريزة الفطرية في شخصية الولد التي تُنْمي وتُجَذر فيه حُبّ العلم، يعني يجعل حب العلم كحب بعض الهوايات لدى الناس، فنجد أنّ بعض الأُسر إذا كانت لديها هواية خاصة تنتشر بين جميع أفراد تلك الأسرة، وكذلك، إنّ تركيز الأب أو الأم على حُبّ الاطلاع والمعرفة في شخصية الولد أو البنت يُعطي هذا الحب تأثيراً كبيراً في بناء الشخصية.

الثالث: البعد الإنساني
وهذا الدافع من الأهمية بمكان، لأنه يرتبط بالنظرية الإنسانية، أي كيف يُحقق الإنسان إنسانيته كفرد؟ وكيف يُحقق استقامة المجتمع والمطالبة بحقوقه والحفاظ على كرامته؟ وهذا يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالعلم. فالمجتمعات التي تمتلك العلم والمعرفة تُحقق لنفسها قوة، وأنتم تجدون في العصر الحديث أنّ التقدم لدى المجتمعات يُقاس بما تملكه من الكم الهائل من المعلومات، أي أنّ العلم يُحقق لهذا المجتمع الرفاه والتقدم هذا من الناحية المادية، وأيضاً الكرامة والعزة من الناحية المعنوية، فإذا أردنا للفرد الكرامة والعزة وتأمين ما يحتاجه علينا أن نُؤكد على العلم .
وهنا طبعاً عقبات كبيرة تقف دون حُبّ العلم، أهمها :

1)
عدم احترام العلم:
إذا عاش ذلك الولد في محيط لا يحترم ولا يُقدس العلم،كما هو الحاصل عند بعض الناس الذي تقول له مثلاً : إنّ هذه الأيام هي أيام امتحان وأيام قطف الثمار في السنة الدراسية، فيردد هذه العبارات، وماذا عسى أن أكون وماذا سيتحقق لي؟! فلا يُعطي أهمية للعلم، بل البعض يُبدي اللامبالاة، وعدم الاكتراث بالعواقب الوخيمة التي تترتب على إخفاقه في الامتحانات بشكل متكرر، من ضياع مستقبله وتدهور حياته.

2) تأثير الإعلام المضاد:
كما أنّ هناك بعض الناس يُردد هذه المقولة الخاطئة وهي، أنّ الذي تخرج من الجامعة وحصل على الشهادة لم يستفد منها ولم يحقق ذلك المستقبل الذي يطمح في الوصول إليه، وهذا طبعاً من الخطأ الكبير الذي يجب على الأب والأم معالجته، لأنّ العلم لا يرتبط فقط بالوظيفة، ولكنه يرتبط بثقافة وكرامة وتقدم الإنسان وكذلك بوجوده المعنوي، بينما تُشكل الوظيفة ناحية خاصة لدى الإنسان، ولا تمثل كل وجوده. وهذه الشائعات والمقولات الخاطئة بمثابة الإعلام المضاد الذي يُؤثر على طموح الشباب والطلاب، وينفرهم من العلم، ويقتل آمالهم .

3) الجهل بآليات رفع المستوى الدراسي:
إنّ الخطأ الذي يقع فيه الكثير من الأبناء هو عدم التعرف على الوسائل والآليات التي ترفع مستواه وتحصيله الدراسي، فمثلاً لا يعلم بأهمية تكرار المعلومة وتأثير التكرار في رفع مستواه إلى درجة الامتياز، ولا يعلم بأهمية التباحث والمناقشة في الدرس، ولا يعلم بدور كتابة الدرس وتلخيصه في تركيز المعلومة، ولا يعلم تأثير الجد والصبر في رفع المستوى العلمي والدراسي، فكل هذه الأمور بحاجة ماسة إلى التأكيد عليها من لدُن الأبوين من أجل بناء شخصية الطفل على حُبّ العلم كما يحب أفضل الأشياء لديه مثل الغذاء، فنجد بعض الأطفال يتعلق بنوع خاص من الغذاء ويُحبه حباً كبيراً، فيجعل الأب العلم بالنسبة للولد بمثابة ذلك الغذاء المحبب إلى نفسه ويزيل العقبات التي تُبغضه منه .

أهمية ضرب الأمثلة في تجذير حب العلم :
ولعل من الأمور التي تسهم في تجذير حب العلم في شخصية الولد وفي تحريكه وتحفيزه هو ضرب الأمثلة المتعددة، التي لها أبلغ التأثير الفاعل، ولذا، مارس القرآن الكريم هذا الأسلوب في إيصال الإنسان إلى القيم بل وتجذيرها في شخصيته، فمثلاً، نُركز على إعطاء نماذج من حياة بعض العلماء والفقهاء الذين لم يكن لديهم في بداية تحصيلهم العلمي تلك القدرات الكبيرة ولكن بالمثابرة والصبر والاستمرار وصلوا إلى مراتب عالية، وذلك مثل شخصية السيد الطباطبائي (صاحب الميزان)، الذي كان في بداية تحصيله الدراسي شخصية عادية، ولكن أصبح فيما بعد نجماً متألقاً، وذلك عندما صبر وثابر، فوصل إلى ذلك المستوى العلمي الراقي. وأيضاً إعطاء نماذج من الشخصيات العلمية غير الدينية التي أثرت تأثيراً كبيراً بالرغم من أنّ البدايات الأولى لتلك الشخصيات كانت على مستوى أقل من المستوى العادي، كما نلحظ في شخصية آينشتاين (صاحب النظرية النسبية)، الذي كان تحصيله العلمي أقل من الجيد، ولكنه عندما صبر وثابر وحاول أن لا يتردد في مساره وصل إلى مستوى مرموق وأثّرت نظريته النسبية في الكثير من العلوم التي أوجبت تقدماً للبشرية، فإعطاء هذه الأمثلة وتكرارها نستطيع أن نُجَذِّر حب العلم في شخصية الولد.


ماذا نحقق من هذا التجذير؟
أولاً:
تأمين مستقبل الولد وشخصيته بنسبة كبيرة، لأنّ العلماء يُشيرون إلى أهمية دور العلم في بناء الشخصية على جميع الأصعدة، فحُبّ العلم يُهيأ الأرضية في تأمين المستقبل المادي والمعنوي لذلك الولد .
ثانياً:
الإسهام في بناء وتقدم المجتمع، لأنّ تقدم المجتمعات في العصر الحديث يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالعلم، فكلما تحققت الحقول العلمية المؤثرة في مستقبل هذا المجتمع -كحقول الطب والهندسة والرياضيات والفيزياء وعلوم اللغة وعلوم الإنسانيات وغير ذلك -كلما أصبح هذا المجتمع يمتلك الوسائل التي بها يستطيع أن يؤمن لنفسه ما يحتاج إليه ويسهم في تقدم نفسه. وصدق الله العظيم حيث يقول: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}.

وختاماً نحن الآن في نهاية السنة الدراسية وعلى الأبوين أن يبذلا قصارى جهدهما في هذه الآونة الأخيرة من أجل قطف الثمار اليانعة لأبنائهم.


__________________






تسلم الآنامل حبيبتي محبة الزهرآء

آهآت زينبية فاطمية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس