السيدة زينب (عليها السلام) بعد رحيل أمها
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام على الزهراء البتول الطاهره وعلى أبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السيدة زينب (عليها السلام) بعد رحيل أمها
بعد رحيل أمها الزهراء الى عالم الخلود ، أصبحت السيدة زينب على صغر سنها
سيدة المنزل وربة البيت ، ترعى شؤون أبيها واخوتها تماماً
كما كانت أمها الزهراء تملأ فراغ اُمها خديجة بنت خويلد
بالنسبة لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى سميت أم أبيها
وقد أشار العديد من الكتّاب والباحثين الى تحمل السيدة زينب لأعباء المنزل
والعائلة بعد وفاة أمها الزهراء ( عليها السلام )
وقدّر للسيدة زينب أن تفقد جدها ( صلى الله عليه وسلم ) وهي في الخامسة من العمر
وفقدت أمها الزهراء بعد ذلك بشهور قلائل فحزنت وهي الصبية الصغيرة عليهما حزناً شديداً
وواجهت حياة البيت ورعته وأدارت شؤونه بعقلية رتيبة واعية ، وحس صادق وقلب مؤمن
وعاشت في خضم المشاكل والأحداث ، ويكاد هذا البيت ينفجر من الأحداث
فالأقدار تتواثب عليه ، والنوائب تصليه . . .
وقلب زينب أخذ يتسع لكل هذه وأكثر منها ، ولا غرابة فهي أبنة علي
وإذا استطعنا أن نتناسى الى حين أحزان تلك الصبية التي روّع عامها الخامس
بشهود مأساة الموت مرتين ، في أعز الناس لديها وأحبهم اليها
اذا استطعنا أن نكف لحظة عن التحديق في تلك الظلال التي حامت على مهدها
والأحزان التي أرهقت صباها ، ألفينا جانباً آخر من الصورة مشرقاً
حيث تبدو « زينب » في بيت أبيها ذات مكانة أكبر من سنها
أنضجتها الأحداث ، وهيأتها لأن تشغل مكان الراحلة الكريمة
فتكون للحسن والحُين وأم كلثوم ، أُماً لا تعوزها عاطفة
الأمومة
بكل ما فيها من حنو وايثار ، وإن أعوزتها التجربة والاختبار
__________________
"إلاهي كفى بي عزا أن أكون لك عبدا
وكفى بي فخرا أن تكون لي ربا
أنت كما أحب فاجعلني كما تحب"
كلما قلبني الهم ساشكو يا علي حينما يهزمني الدمع سأبكي يا علي في قيامي في قعودي سأنادي يا علي في جهادي وكفاحي أنت درعي يا علي واذا ما نالني الضعف بدربي سانادي يا علي
|