عرض مشاركة واحدة
قديم 30-01-2014, 10:25 AM   #5
نهجنا الإسلام
●• فاطمية متميزة •●
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 508
معدل تقييم المستوى: 159
نهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond repute
افتراضي حب الحسين وعلاقته بالفطرة 17

ما العلاقة بين ازدهار الفطرة والعشق؟


لقد اتضح أن قد جاء الدين تلبية لاحتياجات الإنسان الفطرية وازدهار الفطرة، ولكن ما هي العلاقة بينه وبين العشق؟ والجواب هو أن عندما تزدهر نزعاتنا الفطرية ويعيشها الإنسان، تتصف هذه النزعات والمشاعر بشدة وقوة بحيث لا يناسبها أيّ اسم سوى العشق. ولهذا نجد أدبياتنا العرفانية تستخدم ألفاظا من قبيل السكر والانتعاش تعبيرا عن هذه المشاعر الفطرية الشديدة والنزعات الروحية العميقة جدا. إن هذه النزعات الفطرية هي التي أشار الله إليها بقوله: (وَ الَّذینَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ»(بقره/165).
إن الدّين هو ازدهار الفطرة، وازدهار الفطرة بمعنى تبلور أشدّ أنواع الحبّ والعشق. «عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ ص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي جِئْتُكَ‏ أُبَايِعُكَ‏ عَلَى‏ الْإِسْلَامِ‏ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ص أُبَايِعُكَ عَلَى أَنْ تَقْتُلَ أَبَاكَ فَقَبَضَ الرَّجُلُ يَدَهُ فَانْصَرَفَ ثُمَّ عَادَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي جِئْتُ عَلَى أَنْ أُبَايِعَكَ عَلَى الْإِسْلَامِ فَقَالَ لَهُ عَلَى أَنْ تَقْتُلَ أَبَاكَ قَالَ نَعَمْ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ إِنَّا وَ اللَّهِ لَا نَأْمُرُكُمْ بِقَتْلِ آبَائِكُمْ وَ لَكِنْ الْآنَ عَلِمْتُ مِنْكَ حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ وَ أَنَّكَ لَنْ تَتَّخِذَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيجَة»(المحاسن/ج1/ص248).
لقد كان الأب في ذاك المجتمع عزيزا وثمينا جدا ولعله كان أعز من النفس. ولهذا أراد رسول الله(ص) أن يكشف هل قد استعدّ هذا الرجل أن يفدي بأعزّ ما عنده في سبيل إيمانه بالله أم لا. وهل كان يقدر هذه الرجل على التضحية بأعز أعزائه لولا الإيمان وما اشتمل عليه من حبّ شديد؟

لا قياس بين شدة الحبّ الفطري وبين الغرائز الطبيعية كالغريزة الجنيسية


إن الحبّ الفطري من الشدة والقوة بمكان بحيث إذا تفعّل في وجود الإنسان يمكّنه من التضحية بكل شيء في سبيله. فلا قياس بين شدة الحبّ الفطري وبين الغرائز الطبيعية الغريزة الجنيسية. ولا يمكن لأي أحد أن يتعلّق بالغريزة الجنيسية بقدر عشر معشار حبّ أي إنسان عادي بالإمام الحسين(ع).

ما هو السرّ في كون الشباب عاطفيين؟


لماذا نرى الشباب عاطفيين وغراميين؟ لأنه قد حان وقت ازدهار فطرتهم. وبسبب أنهم يبحثون عن معشوقهم وحبيبهم. وهنا يخاف عليهم أن يعطى لهم عنوان غير صحيح.
إن النزعات الفطرية أقوى بكثير من النزعات الغريزية ولهذا لا سبيل لنا إلا أن نتحدث عن موضوع الفطرة بأدبيات العشق والحبّ إذ هي مقتضى ازدهار الفطرة. غير أن النزعات الفطرية كامنة مستورة بالرغم من شدّتها، أما حبّ الشهوات الغريزية أضعف منها ولكنها ظاهرة جلية. فمسار حياة الإنسان نحو الكمال هو العبور من سطح الغرائز إلى عمق الفطرة.

ليس حبنا للإمام الحسين(ع) بسبب ما جرى عليه من مصائبه، بل هو حبّ فطري وشديد جدا


أحد أسباب كون حبنا للإمام الحسين(ع) حبا فطريا هو شدة هذا الحبّ وقوته. فلا يستطيع أحد من محبي الحسين(ع) أن يشرح لنا سبب حبه هذا للحسين(ع). وذلك لأنه حب فطري لا يمكن شرحه والاستدلال عليه. لعل الكثير منكم لا يعرف تفاصيل حياة أبي عبد الله الحسين(ع)، ولكن قلوبكم تحترق بمجرد استماع مصائبه. فمما لا شك فيه ولا ريب يعتريه لو كان رجل آخر قد تلقّى مثل هذه المصائب لما بكينا واحترقنا عليه بهذا الكمّ. إذن لم يأت هذا البكاء من مجرد استماع مصائب الحسين(ع). فلا بدّ أن نقول إنه تبلور حبّ شديد فطري في أنفسنا.

يتبع إن شاء الله...
نهجنا الإسلام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس