عرض مشاركة واحدة
قديم 28-01-2014, 04:59 PM   #3
نهجنا الإسلام
●• فاطمية متميزة •●
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 508
معدل تقييم المستوى: 159
نهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond repute
افتراضي حب الحسين وعلاقته بالفطرة 15

إليك ملخص المحاضرة الرابعة لسلسلة جلسات(حب الحسين وعلاقته بالفطرة)لسماحة الأستاذ بناهيان:


مقدمة ومرور على ما سبق


لقد حان وقت العودة إلى الحسين(ع). إذ قد حان وقت عودة الإنسان إلى الفطرة. فكثير من أولئك الذين كانوا بعيدين في حياتهم عن الأجواء الروحانية ولم يطلعوا على المعارف الدينية والحقائق المعنوية، قد استعدوا للرجوع إلى الفطرة لما شاهدوه من اضمحلال وتسوّس في حياتهم ولما انتهوا إليه من طرق مسدودة.
كما أن أولئك الذين قاموا بثورة ضد الطاغوت منذ ثلاثين عاما، واجتازوا بعض المراحل في القضايا المعرفية والمعنوية وعبروا من أزمات، أيضا قد استعدوا للرجوع إلى الفطرة تعزيزا لارتقائهم وضمانا لكمالهم. ذ أن التكامل المعنوي والأخلاقي والديني والعبادي بلا مسايرة الفطرة يصبح مثارا لمفاسد كثيرة، من قبيل العجب ودعوى الادعاءات والتبختر في مسار الحركة الدينية. وعندها يستخدم المتدينون دينهم كإحدى الوسائل لتلبية شهواتهم النفسانية. فلابد من الحذر والخوف من المجتمع المتدين ظاهرا، إن لم يكن دينه تلبية لحاجته الفطرية وإن لم يعمل بدينه بمقتضى فطرته. فإن أبناء المجتمع الديني كذلك، ينحرفوا عن الدين أو ينغرّوا به أو يستغلوا الدين لمطامعهم أو يستعملوه لمصالحهم بدلا من أن يفدونه بأنفسهم.
فكلا الفريقين متسعدون ولابد لهم من العودة إلى الفطرة؛ أولئك الذين استيقظوا توّا من سباتهم وسأموا حياتهم الخالية من الدين، وأيضا أولئك الذين اجتازوا مسافة من الطريق لما وجدوه ونالوه من الفطرة في بداية الأمر، فإنهم لازالوا بحاجة إلى العودة إلى الفطرة ليعوا ويدركوا أن الله هو الذي قد منّ عليهم في تديّنهم والتزامهم. وبعبارة أخرى لابدّ لكلا الفريقين أن يتحلّوا بالعشق في حركتهم الدينية.


الأسلوب الناجح الوحيد لدعوة الشباب والمراهقين إلى الدين هو لغة العشق


من أين لابد أن يبدأوا هؤلاء الفتيان والمراهقين في تدينهم؟ ما هو تكليف هؤلاء الفتيان الذين نشأوا في مجتمعات وأسر دينية، حيث إنهم لم يعيشوا تلك التجارب التعيسة التي عاشها الشابّ الغربي ليكونوا مستعدين للعودة والرجوع إلى الدين بفطرتهم وقد يرى كثير منهم أن مغنية الحيّ لا تطرب مما يجعلهم يعتقدون أن تلك المجتمعات الفاسدة متمتعة أكثر منّا.
كما أنهم لم يعيشوا تجاربكم المعنوية ولم يعيشوا أيام الدفاع المقدس وأجواءها المعنوية ولم يبلغوا هذا الرشد ليعوا أن لابدّ لهم من العشق. ولكن ليس لهؤلاء أي بدّ سوى أن ينطلقوا ويبتدأوا بحافز الحبّ والعشق وإلا فسينفضون أيديهم من دين آبائهم.
فلم نر قليلا من هؤلاء الفتيان والفتيات الذين ترعرعوا في أسر متدينة ولكنهم تركوا الدين. لماذا؟ لأن كثيرا منهم لم يجدوا حبا وعشقا في تديّن آبائهم، ولم يعثروا على جوهرة العشق في الدين الذي يتلقوه منهم. إذن الدليل الأول على ضرورة الانطلاق بدافع العشق هو روحية الشباب أنفسهم، وذلك لأن الشباب غراميّون بطبيعتهم.
فيا ترى لماذا قد جعل الله تركيبة الشاب في بداية أيام بلوغه وتكليفه التي تقتضي منه أن يتعرف على المعارف الإسلامية وينضبط على أساس الأحكام الدينية، جعلها بعيدة عن العمل والعلم، بل أكثر ما ركّب عليه الشابّ وفطره به هو العشق والغرام مما جعل أن يستهويه هذا الحافز ويدفعه أكثر من أي حافز آخر؟! ويا ترى كيف نتحدث عن الدين مع هذا الفتى الذي لا يتأثر بالعلم والفكر بقدر ما يتأثر بحافز العشق والغرام؟!
كيف تفسرون هذه الظاهرة؟ هل أن الله قد أخطأ في خلق الشباب بهذه التركيبة والروحية؟ هل أن الله قد نظّم الدين وركّب أجزاءه بلا أن يأخذ بعين الاعتبار نزعات هؤلاء الشباب؟ وهل أنه كلّفهم بالالتزام بالدين لكي يدعوا مشاعرهم وأحاسيسهم الغرامية التي سببت مشاكل لأنفسهم وللمجتمع؟! وهل أن الله قد تفاجأ عندما شاهد الشباب والمراهقين بهذه الروحية والنزعة الغرامية الشديدة؟! لماذا نرى الشباب مولعين بالنشاطات المهيّجة؟! فهل من ا؟ وهل أنهم مذنبون في كونهم يتأثرون بالعواطف والإحساسات؟ وهل من الخطأ أن يكونوا كذلك؟ وهل من الخطأ أن يكونوا عاطفيين؟ وهل من الخطأ أن يكونوا غراميين؟ فهل تكليفنا هو أن نلوي عنق قلوب الشباب بأحكام الدين ونغيّر أخلاقهم وعواطفهم ونزعاتهم به، أو أنّ ما هم عليه هو الصحيح وهو الصواب وهو الدليل على ضرورة الانطلاق في الحركة الدينية بحافز الحب والعشق والعواطف؟ فإن أعطيت للفتى دينا لا يلبّي مشاعره وأحاسيسه الغراميّة فإنك لم تبلّغ الدين إليه بالشّكل الصّحيح.


يتبع إن شاء الله...
نهجنا الإسلام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس