عرض مشاركة واحدة
قديم 25-01-2014, 10:30 AM   #16
نهجنا الإسلام
●• فاطمية متميزة •●
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 508
معدل تقييم المستوى: 159
نهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond repute
افتراضي حب الحسين وعلاقته بالفطرة 12

ما أحلى عبادة العرفاء/ما أسوأ عبادة من لم تزدهر فطرته


لماذا يرتقي العرفاء ويحلّقون في الكمال؟ لماذا يخافون الله كثيرا وقلّ ما يلتفتون إلى أنفسهم؟ لأنهم وجدوا أن الله قد أعطاهم كل شيء وكلّ ما يرغبون به. بعذ ذلك إذا سألتهم ما قدمتم لله يجهشون بالبكاء ويقولون لم نفعل أي شيء لله قطّ. فما هذه العبادات وهذا السهر والجهاد الذي قاموا به هؤلاء؟ سيجيبونك أن كل هذه الأعمال إنما كانت تلبية الله لحاجاتنا ورغباتنا. والآن لابد أن نشكره ولكن لا نستطيع. هذا هو حال الإنسان الذي يعبد الله بفطرته، أما إذا أردت أن تعبد وتعمل وتتقي بلا استنطاق الفطرة فقد تبتلى بالعجب وقد تعصي الله أحيانا وتتوقف في مستواك بلا تكامل وارتقاء.
هذا الذي يعبد الله بلا أن تزدهر فطرته، يخاف له أن يفجر يوما ما ويعوّض كل المشقّة والمعاناة التي تحملّها في حياته الدينية. نستجير بالله من فسقة المتدينين وهم الذين لم يؤمنوا بفطرتهم ولم تزدهر فطرتهم ولم يروا الدين تلبية لحاجاتهم. فتجدهم يعبدون ويدينون بالدين وهم يشعرون بالطلب من الله ورسوله. فالأضرار والمصائب التي قد تلحقها هذه الزمرة من الناس بالدين والمجتمع الديني ما لا تعدّ ولا تحصى. كما إنهم يشوّهون سمعة الدين.

إن دور الأنبياء هو معونة الإنسان لازدهار فطرته


أساسا لقد بعث أنبياء الله لازدهار فطرة الإنسان. لقد بُعِثوا لمعونة الإنسان على تذكّر عهدهم وميثاقهم الفطري وازدهار فطرتهم. قال أمير المؤمنين(ع): «فَبَعَثَ فِیهِمْ رُسُلَهُ وَ وَاتَرَ إِلَیْهِمْ أَنْبِیَاءَهُ لِیَسْتَأْدُوهُمْ مِیثَاقَ فِطْرَتِهِ»[نهج البلاغة/خ1]
أنتم لا تتذكرون أيام صغركم وطفولتكم وتلك الأيام التي كنتم تبكون إلى منتصف الليل وتسلبون النوم من أعين أمهاتكم ولا بأس بذلك أن لا تذكروا من تلك الأيام شيئا، ولكن لابدّ لكم أن تذكروا الأيام التي قبلها حينما سألكم الله: «ألست بربكم؟ فقلتم: بلى». فلا ينبغي أن تنسوا ذلك العهد والميثاق. وهو ميثاق الفطرة.
قال أمير المؤمنين(ع): «مَا نَهَی الله سُبحانَهُ عَن شَیءٍ إلّا وَ أغنا عَنه»[عيون الحكم والمواعظ/ص481]. فلا حاجة لك إلى الذنب. وإن شعرت بالحاجة إليه فإنك مشتبه في نفسك واحتياجاتك ورغباتك. أحيانا عندما كانت تتاح لي الفرصة للحديث مع الشباب في جلسات المشاورة الخاصة، بعض الأوقات كنت أقول للسائل أنك لست بحاجة إلى هذا الذنب ولا ترغب به عن جدّ. فكان يقاوم بشدّة ويقول: إني راغب إلى أقصى حالات الرغبة ولابدّ لي من ذلك وإلا قد أهلك وأموت...! فكنت أجيبه: ألم يحدث لك في حياتك أن تكون قد أحبت شيئا بشكل شديد، وبعد ما توصلت إليه تشعر بأنك لم تكن تحبّ ذلك الشيء كثيرا في الواقع ولم يكن ذاك الشعور صادقا؟! وعادة ما نتوصل إلى نماذج من هذا القبيل. فعلى سبيل المثال أقول له: كم أنت مهتمّ الآن بلعبك التي كانت قد أخذت بالك قبل سنين؟ فيقول: لا تهمّني أبدا. فأقول له: كذلك حاجتك الآن سوف تصبح لا شيء غدا أو بعد غد. فكنت أرى بعضهم يفكر كثيرا في هذه الكلمة. وهذه هي العودة إلى الفطرة.

الفطرة هي مواجهتنا مع الغرب


كل جهد الغرب في المجال الثقافي يصبّ في إبقاء الفطرة خلف الحجب والستار وإلقاء الرغبات الزائفة. وكلّ سعينا الثقافي هو إزاحة الحجب عن هذه الفطرة. إن الفيلم الذي يصور أهمية موضوع الزواج أكثر مما هو عليه في الوقع ويصور الحب والغرام بين الشاب والفتاة أكثر أهمية من مدى أهميتها في حياة الإنسان فهو خائن. حتى وإن كانت الممثلات جميعا يرتدين العباءة مضافا إلى الحجاب والإيشاب.
ينبغي لأفلامنا أن تجسد حقيقة خطئنا في تشخيص كثير من احتياجاتنا ورغباتنا. ولابدّ لمنتجي الأفلام والمخرجين الإسلاميين أن يرجعوا المشاهدين إلى فطرتهم.
أحد المصاديق السطحية والضئيلة لازدهار الفطرة هي ما يعبّر عنه الغربيون بكشف المواهب وتنميتها. حيث إنهم لا ينظرون إلى الطالب أكثر من أن يكون عاملا أو بناء أو مهندسا أو عبدا ليستخدموه في مشاريعهم فلم يحتاجوا إلى عبارة أسمى من تنمية المواهب. فلا يتحدثون عن الفطرة وإنما يتحدثون عن المواهب، بيد أن الموهبة هي جزء صغير وطاقة ضئيلة تجاه الفطرة.
لابدّ أن نرمي بهذه المصطلحات عرض الجدار، فما قيمة «تنمیة المواهب» ومن أين أتينا بها؟! الأمر المهمّ والأساسي هو ازدهار الفطرة وبعد ازدهارها تنمو مواهب الإنسان بشكل تلقائي بلا حاجة إلا جهد جهيد. فالهدف الذي يصبو إليه الجهاد والعمل وتوفير الأجواء التربوية الصحيحة إنما هو ازدهار الفطرة. وعلى هذا الأساس أقول إن النشاط الفني الناجح هو الذي يسعى لازدهار الفطرة ويرجع الناس إلى فطرتهم؛ لا أن يأصّل قضية غريزيّة هامشية ويدسّ في قلوبنا رغبات ونزعات كاذبة. الفنّ الحقيقي هو ما يعرفّنا على احتياجاتنا ونزعاتنا الحقيقية.

يتبع إن شاء الله...
نهجنا الإسلام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس