عرض مشاركة واحدة
قديم 24-01-2014, 02:24 PM   #3
تفاؤل و أمل
~ مشرفة أنوار المطبخ ~ نائبة الزهراء
 
الصورة الرمزية تفاؤل و أمل
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
الدولة: البحرين المحتلة
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0
تفاؤل و أمل has a reputation beyond reputeتفاؤل و أمل has a reputation beyond reputeتفاؤل و أمل has a reputation beyond reputeتفاؤل و أمل has a reputation beyond reputeتفاؤل و أمل has a reputation beyond reputeتفاؤل و أمل has a reputation beyond reputeتفاؤل و أمل has a reputation beyond reputeتفاؤل و أمل has a reputation beyond reputeتفاؤل و أمل has a reputation beyond reputeتفاؤل و أمل has a reputation beyond reputeتفاؤل و أمل has a reputation beyond repute
افتراضي رد: المرجع الشيرازي: لم تجنِ الأمّة من غصب الخلافة بعد النبيّ إلاّ الظلم والقبح والعار

السعادة في علوم آل محمد:
لذا يجب أن نعرف السيرة المشرقة والباعثة على الفخر لرسول الله صلى الله عليه وآله، وسياسة المداراة الجميلة والعادلة التي طبّقها النبيّ صلى الله عليه وآله، والسيادة التي حصلت عليها الأمة الإسلامية بفضل سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسيرة الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه. يجب أن نعرف ذلك كلّه وأن نبلّغه للعالمين أجمع، وهذا ما أمر به مولانا الإمام الرضا صلوات الله عليه، حيث قال: «رحم الله من أحيا أمرنا». قيل: كيف يحيى أمركم؟ قال: «يتعلّم علومنا ويعلّمها الناس، فإنّ الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتّبعونا».
علوم أهل البيت صلوات الله عليهم وكلامهم وسيرتهم، تشمل الأحكام، والعقائد، والعلاقات الفردية والاجتماعية، والأخلاق، والآداب الإنسانية، والكفاءة السياسية والاقتصادية. ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله هو المثل والقدوة الأعلى.

حكومة العفو والصفح:
لقد تعرّض النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله خلال 21 سنة إلى المواجهات من قبل مشركي مكّة، فحاربوه، ولم يتوانوا عن أيّ أسلوب وطريقة في محاربته صلى الله عليه وآله ومواجهته، وأشعلوا نار الكثير من الحروب كبدر وأحد والأحزاب وغيرها، ولكنه صلى الله عليه وآله عندما فتح مكّة عفا عنهم جميعاً، وكان صلى الله عليه وآله حينها في قمّة القوة والقدرة، وهذا العمل هو أفضل وأجمل دلالة على الكفاءة السياسية. وفي قبال هذا التصرّف والعمل الإنسانيين والإسلاميين انظروا إلى أفعال الطغاة وغير الكفوئين من الحكّام كالبهلوي وصدام، فكم قتلوا وشرّدوا، فأفعال أمثال هؤلاء الحكّام لا تعدّ فنّاً في إدارة الحكم بل إنّ فن الحكومة هو الفنّ المقرون بالأخلاق، ولكن البعض يدّعي ويقول بأنه لا يمكن الحكم بالأخلاق وبالمداراة، فنقول لهم: ألم يكن هكذا رسول الله صلى الله عليه وآله والإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه؟ بل اليوم يمكن ممارسة الحكم بالأخلاق وبالمداراة بشكل أفضل، لأن الأجواء اليوم مفتوحة ومعرفة الناس ورؤيتهم للأمور وأسلوب تفكيرهم قد تغيّر ولم يعد كالسابق.
علماً بأن الناس اليوم يواجهون مشكلة، وهي أنه يصعب عليهم التمييز بين التعامل العادل والرحيم لحكومة مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وحكومة وصيّه وخليفته بالحقّ الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه، والتعامل الظالم لحكّام الدول الإسلامية الذين حكموا من بعد النبيّ صلى الله عليه وآله، وإلى يومنا هذا.


من الواجب اليوم:
إذن يجب علينا جميعاً أن نشمّر عن سواعدنا وأن نقوم بعرض التاريخ المشرق والجميل للإسلام الحقيقي الذي عرضه مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله والإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه، وطبّقاه، ودعا إليه سائر المعصومين صلوات الله عليهم، وأن نعرّفه للبشرية جمعاء. واطمئنوا بأنه إذا قمنا بهذا العمل فسيسلم الكثير من الوثنيين، وسيستحكم ويترسّخ إسلام المسلمين أكثر وأكثر.
إنّ أباذر، وسلمان، وعمار، والخبّاب، وعثمان بن مظعون، كل هؤلاء كانوا يعبدون الأوثان والأصنام، وكانوا كفّاراً أو نصارى أو يهود أو مجوس، ولكن بسبب الكفاءة السياسية لرسول الله صلى الله عليه وآله، رضوا بالإسلام وصاروا مسلمين صالحين، فهذه الأمور وأمثالها هي نتيجة الكفاءة السياسية لرسول الله صلى الله عليه وآله حيث بيّن الإسلام الحقيقي بتطبيقه للتعاليم والأوامر الحكيمة والعادلة، فالكفاءة الاقتصادية، والأخلاق، وإزالة الفقر والظلم بأعلى مستوى لا يوجد إلاّ في الإسلام الحقيقي الذي يعتبر مداراة الناس، والحلم والصفح والعفو، معيار وملاك العمل السياسي والحكومي، ولكن لا تجد في الحكومات التي تحكم باسم الإسلام وحكومات الدول الإسلامية من بعد النبيّ صلى الله عليه وآله وإلى هذا اليوم، إلاّ الظلم، والجور، والقمع، وخنق أصوات المعارضة في نطفتها.

الإسلام في الغرب:
إننا نرى اليوم في الدول غير الإسلامية وجود الحريّة لشعوبها، فلهم حقّ الاعتراض على حكوماتهم عبر وسائل الإعلام المقروءة والمكتوبة، ولا يتعرّض لهم أحد، فمن أين أتوا بهذه الحريّة؟ فهذه الدول غير الإسلامية كانت مبتلاة بالوضع المأساوي الذي تعيشه الدول الإسلامية اليوم قبل قرابة قرن ونصف قرن، ولكنهم أخذوا القليل من الإسلام وعملوا به في بلدانهم، فكان نتيجة هذا العمل هو أن الملايين من المسلمين تركوا بلدانهم ومسقط رأسهم ولجؤا إلى البلدان غير الإسلامية، ولا شكّ ان هذه الحرية وحقّ الاعتراض قد أخذوها وتعلّموها من الإسلام، سواء عن علمهم بذلك أم عن غير علم.
(كان الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه جالساً ذات مرّة في أصحابه, فوعظهم, فقال رجل من الخوارج: قاتله الله كافراً ما أفقهه. فوثب القوم ليقتلوه, فقال صلوات الله عليه: رويداً فإنّما هو سبّ بسبّ أو عفو عن ذنب).
إنّ الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه بهذا القول منه يذكّرنا بأن الإسلام لم يعطه حقّ القمع والمواجهة بالقوّة. علماً بأن الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه هو ليس كسائر الناس، بل إنّه من قال بحقّه مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله: «ياعلي، حربك حربي». وقال: «من سبّ علياً فقد سبّني».

مسؤولية الشباب:
إذن يجب على الشباب أن ينتهزوا الفرص ويستفيدوا منها في تعريف الإسلام المرتكز على تعاليم وتعامل وسيرة وطريقة وأسلوب أهل البيت صلوات الله عليهم، إلى العالمين أجمع، بالأخصّ تعريفه في الدول غير الإسلامية لغير المسلمين، حيث يمكنهم هناك العمل في هذا المجال بشكل أحسن وأكثر حريّة وأبلغ تأثيراً بسبب وجود الحرية في تلك البلدان وبسبب الانفتاح الموجود فيها. فكل شابّ مسؤول في هذا المجال، وعليه أن يبيّن الحقيقة عبر وسائل الإعلام وقنوات التواصل الاجتماعي الحديثة، كالقنوات الفضائية وغيرها، وأن يهدي الناس إلى الإسلام ويعرّفه لهم. وليعلم أنه إذا لم يحصل على نتيجة مثمرة في مدة قصيرة لكنه لا محالة سيجني ثمار هذا العمل في المستقبل.


وصيّتان مهمّتان:
هنا، أوصي الجميع بوصيتين:
الأولى: أنتم يا أصحاب الحسينيات والمواكب، بالأخصّ في الدول غير الإسلامية، صمّموا من اليوم ومن ساعتكم هذه على تأسيس قناة فضائية باسم حسينيتكم أو موكبكم، واعلموا أن تبليغ وتعريف محاسن الإسلام وفضائله، وكذلك تعريف التاريخ المشرق للمعصومين الأربعة عشر صلوات الله عليهم، للعالمين، واجب.
لقد أمر الله تعالى رسوله الأكرم صلى الله عليه وآله، بقوله عزّ من قائل: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ).

أهميّة القنوات الفضائية:
من إحدى وسائل التبليغ اليوم هي القنوات الفضائية، فيجب عليكم أن تستفيدوا من هذه التكنولوجيا لتبليغ الإسلام، وثقافة القرآن الجميلة، وثقافة الرسول الأعظم وأهل بيته الطيبين الطاهرين. واعلموا ان غير المسلمين سيهتدون لأنهم سيرون النفع في الإسلام، فالدول الكافرة وغير الإسلامية ليست جنّة، بل هي أكثر راحة من الدول الإسلامية في جوانب، فهذه الدول تعاني من مشاكل، ورفع هذه المشاكل وحلّها يرتبط بمعرفة تاريخ وسيرة النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسيرة الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه، وكذلك يرتبط بما تقدّمه أيديكم وألسنتكم وفعالياتكم.
إن لم يكن عندكم المال وكنتم تفتقدون الإمكانيات المالية، فاستقرضوا، ولا تهابوا هذا الأمر، فقد ذكرت الروايات الشريفة في كتاب الكافي الشريف أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يستقرض ويستدين للآخرين، وإذا حلّ موعد تسديد الدَين ولم يك عنده مالاً كان يستقرض ويستدين من آخر لأداء دَينه، وقد قال الله تبارك وتعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ).
عبر القنوات الفضائية يمكن إيصال المفاهيم الصحيحة للإسلام إلى العالمين، وكذلك المضامين الراقية للقرآن الكريم وتفسيره، وهكذا نهج البلاغة وتفسيره، والصحيفة السجّادية، وتاريخ المعصومين صلوات الله عليهم، وكلامهم القيّم وأقوالهم الثمينة، فقوموا بهذا العمل سريعاً كي لا يسبقكم إليه غيركم، فتنتابكم الحسرة وتأسفون على عدم إسراعكم في القيام بهذا العمل.
لا شكّ أن هذا العمل يحتاج إلى جهود كثيرة، لكن يحلو القيام به لأنه لأجل نبيّ الإسلام والمعصومين صلوات الله عليه وعليهم أجمعين.

تأمّلوا بالتاريخ:
الثانية: على الجميع، بالخصوص الشباب، مهما كان عملهم ومقامهم الاجتماعي، أن يخصّصوا ساعتين أو ثلاث من أوقات فراغهم لمطالعة تاريخ الإسلام، وأن ينقلوا ما يستنتجونه في هذا المجال إلى الآخرين عبر وسائل الاتصالات الحديثة الموجودة في عالم اليوم. فعليكم أن تسعوا كثيراً إلى تبليغ استنتاجاتكم الدينية من التاريخ، عبر القنوات الفضائية العالمية. فاعلموا ان أصحاب الأعمال ومن له مقام اجتماعي، كالتجّار، وأهل السياسة، والمنتجين، والمثقّفين، وغيرهم، لديهم قنوات فضائية يبلّغون فيها متاعهم وبضاعتهم، فأيّ بضاعة أكثر ربحاً من تبليغ أحكام دين الإسلام، وهي أحكام توجب السعادة في الدارين؟


التجارة المربحة:
كما عليكم أن تعلموا بأن التيارات الضالّة والمضلّة في العالم اليوم لهم المئات من القنوات الفضائية، ولا يبغون منها إلاّ تشويه الصورة النورانية للإسلام الحقيقي، بل هذا هو هدفهم. وأما أنتم فعندكم أهل البيت صلوات الله عليهم، فتعريفكم لهم صلوات الله عليهم وبذلكم المساعي في هذا السبيل هو في الواقع ما قاله القرآن الكريم، أي: (تِجَارَةً لَّن تَبُورَ).
ثم انه في الظروف الحالية، ومع الشبهات التي يثيرها الأعداء على مدرسة أهل البيت صلوات الله عليهم، يكون القيام بهذا العمل واجب كفائي، حيث إن لم يقم به من يحقّق الكفاية يصبح واجباً عينياً على الجميع.
في الختام، أشكر جميع من خدم في مراسم الأربعين الحسيني صلوات الله عليه، ومسؤولي القنوات الفضائية الشيعية الذين قاموا بتغطية المراسم العظيمة بمناسبة الأربعين الحسيني صلوات الله عليه، وأدعو الله تعالى أن يديم عليهم هذه الخدمات وأن يجعلها في ذريّتهم.
كما أسأل الله عزّ وجلّ أن يوفّقكم أنتم يا أصحاب الحسينيات والمواكب والشباب في هذا الطريق أكثر وأكثر.
وصلى الله على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين.
جدير بالذكر، أنه تمّ بثّ هذه المحاضرة لسماحة المرجع الشيرازي دام ظله مباشراً عبر الهواء، من قبل القنوات الفضائية العالمية التالية: المرجعية، وسلام، والإمام الحسين صلوات الله عليه 1و2و3، والأنوار، والعقيلة، وفورتين، وفدك، وصوت العترة، بمختلف اللغات. وقامت العديد من القنوات الشيعية بتحليل توجيهات سماحة المرجع الشيرازي دام ظله، عبر استضافتها للمفكّرين الإسلاميين، في برامج تمّ بثّها بشكل حيّ ومباشر، فبيّنوا وشرحوا النقاط المهمة التي تضمّنتها محاضرة سماحة المرجع الشيرازي دام ظله.
__________________










تفاؤل و أمل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس