عرض مشاركة واحدة
قديم 03-12-2013, 09:08 AM   #2
نهجنا الإسلام
●• فاطمية متميزة •●
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 508
معدل تقييم المستوى: 159
نهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond repute
افتراضي انتظار العوام، انتظار العلماء، انتظار العرفاء 29

الزمان والانتظار

إنّ من نتائج العقيدة الراسخة بتحقق الوضع المنشود، هيرؤية الفرج والظهور قريباً. فإن كانت أهمية الأمر المترقب قريبة جداً، عندذلك لا يرى المرأ تأخير زمن وقوعه؛ ولا يشعر بالمسافة الزمنية. وعلى سبيلالمثال من يعتبر الموت والحساب في صحراء المحشر أمراً هاماً وغاص في عظمتهسيعتبره قريباً ويشعر بمسايرته. وقد أشير في الروايات كثيراً إلى هذاالمعنى.[1]

رؤية الظهور قريباً، من صفات المنتظرين

إنّ الشعور بقرب الظهور، من صفات المنتظرين. وقد ورد هذا المعنى في الأحاديث بتعابير مختلفة. قال الإمام الصادق (ع) في دعاء العهد: «اللَّهُمَّاکْشِفْ هَذِهِ الْغُمَّةَ عَنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ بِحُضُورِهِ وَعَجِّلْلَنَا ظُهُورَهُ إِنَّهُمْ يرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَرَاهُ قَرِيباً.»[2] كما وأصانا أهل البيت (ع) برؤية الظهور قريباً معتبرين ذلك عاملاًلنجاتنا.[3] وأنّ من لا يرى الفرج قريباً سيقسو قلبه.[4] فلابد أن يترسّخالميل والإيمان بظهور المنقذ في قلوبنا بحيث نتلمّس قربه بكل كياننا. فتصوّرا كم سيترك ذلك من آثار روحية ومعنوية في قلوبنا.

آثار رؤية الظهور قريباً

ولو كنت معتقداً بالفرج ولكن لم يكن هذا الاعتقاد بحيثيقرّبه إليك، فقد قضيت تقريباً على أكثر آثار الاعتقاد والأمل بالظهور. ولوافترضنا أنك اطمأننت عن طريق خاص بقرب الظهور، فما هي الحالة القلبية التيستستولي عليك؟ ألا يكون سلوكك أفضل ومراقبتك أشد؟ لماذا يحرم الإنسان نفسهمن هذه الآثار الكثيرة البركة. فإن كنّا نستطيع اكتساب عامل صحيح وسالملتحسين حالتنا المعنوية وهو الشعور بقرب الظهور، فلماذا نفقد هذا العاملالقيّم؟
وإن كان الاعتقاد بقرب الظهور في هذا العصر ليس بالأمرالعسير، فإنّ معرفة الأحداث التي تجري حولنا والظروف الخاصة التي نعيشهاتعيننا على هذا الاعتقاد والإيمان. وإنّ الشعور بقرب الظهور في مثل الظروفلا يتطلّب اعتقاداً راسخاً ولا يُحسب فضيلة كبيرة.
علماً بأنّ البعض في هذا الزمان أيضاً يحاولون عبر طرحالاحتمالات الغريبة أن ينفون قرب الظهور، أو يُصوّرون أوضاع العالم طبيعيةعلى أقل تقدير. ولكن لابد من العلم بأنّ المنتظر أساساً يعتبر الفرج قريباًمع غض النظر عن تحقق علائم الظهور أو عدمه. فإنّه قد زرع قرب الظهور فيقلبه على الدوام لإيمانه الراسخ حتى لو لم يرَ أيّ علامة وإن كان إذا شاهدأية علامة محتملة اعتبرها بشارة لقرب الظهور وقوّى بها أمله.

الشعور بقرب الظهور منوط بالعقيدة أكثر من العلائم

ولكن لا ينبغي الاستعجال وبناء الشعور بقرب الظهور علىأدلة لا أساس لها بأفكار واهية. فإنّ الشعور بالقرب هذا لدى المؤمن المنتظرمنوط بالاعتقاد والأمل أكثر من أن يكون منوطاً بعلائم الظهور في آخرالزمان.[5] فكما أنّ التسرّع والاستعجال مذموم في كل أمر، قد يُؤدي فيمسألة الظهور أيضاً إلى تضعيف إيمان العوام وإعراض الخواص عن المعارفالمهدوية. فإن الأئمة المعصومين (ع) قد أوصوا شيعتهم برؤية الظهور قريباًوفي الوقت نفسه منعوهم من التسرّع والاستعجال في ذلك. قال الإمام الصادق (ع): «هَلَكَتِ الْمَحَاضِيرُ.» فسألة الراوي: «وَمَا الْمَحَاضِيرُ؟» قالالإمام: «الْمُسْتَعْجِلُونَ. وَنَجَا الْمُقَرِّبُونَ.»[6]

4
.الشوق إلى الوضع المنشود

العنصر الرابع للانتظار هو الميل إلى الوضع المنشود. وهو غير العقيدة التي تُكتسب عبر الاستدلال وصفاء السريرة. فإنه وإن كان منآثار تلك العقيدة، لكنه حقيقة أخرى تضفي على عقيدة الإنسان نوعاً من اللذةوالنشوة. فإن اقترنت العقيدة بالميل والرغبة، ستبعث على الحياة كالدم الذييجري من القلب في جميع العروق؛ ويشعر الإنسان بحرارته بكل وجوده.
والآن سواء اعتبرنا العقيدة مقدمة للعشق والشوق بحيثتصبح العقيدة فرعاً والمحبة أصلاً؛ أو اعتبرنا العقيدة أصلاً والمحبة فرعهاوثمرتها بحيث لا تقوى العقيدة إلّا بجني هذه الثمرة. أساساً فإنّ واحدة منطرق إثبات عقيدةٍ في قلب الإنسان هي نفس هذه المحبة. أي بالنظر إلى أنالإنسان قد يخادع نفسه ورغم عدم اعتقاده يرى نفسه معتقداً، لو أراد أن يرىنسبة اعتقاده، عليه أن ينظر إلى المحبة النابعة من هذا الاعتقاد.

الشوق والمحبة من ثمرات الإيمان

والشوق أيضاً ثمرة المحبة، وكلاهما من ثمرات الإيمان، ولهما في منظومة الحقائق المعنوية مكانة قيمة بحيث يقول الإمام الرضا (ع): (مَنْ ذَکَرَ اللَّهَ وَلَمْ يشْتَقْ إِلَي لِقَائِهِ فَقَدِ اسْتَهَزَأَ بِنَفْسِهِ).»[7] ومعنى ذلك أنّ ذكر الله يؤدي بطبيعة الحال إلى الشوق، وإلّا فيتضح أن الإنسان قد أخطأ طريقه أو خادع نفسه.
إن أهم ما يمتلكه المؤمنون على وجه العموم والمنتظرونعلى وجه الخصوص من سلاح للتغلّب على الدنيا وزخارفها هو العشق والرغبة فيمعتقداتهم، تلك التي أعيت أهل العالم واستحقرتهم. فإن مثل هذا الشوق الفائقوالجاذبية البالغة في نفوس المنتظرين للقاء بالإمام الغائب، لا يمكنتصورها وتحققها في أي موقع من حياة البشر. وهنا يمكننا مشاهدة فتح العاشقينوتلمّس غلبة المنتظرين على أهل العالم بأجمعهم حتى قبل الفرج.

يتبع إن شاء الله...

[1]
. عن أمير المؤمنين (ع): «الْأَمْرُ قَرِيبٌ وَالِاصْطِحَابُ قَلِيلً.» نهج البلاغة، الحکمة168.
وعن الإمام الصادق (ع) فيما ناجى به الله عيسى (ع): «يَا عِيسَى شَمِّرْ فَكُلُّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ.» الکافي، ج8، ص135.
وعن رسول الله (ص): «كُلُّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ.» من لا يحضره الفقيه، ج4، ص403.
وعن أمير المؤمنين (ع) في خطبته المعروفة بالوسيلة: «لَا غَائِبَ أَقْرَبُ مِنَ الْمَوْتِ.» الکافي، ج8، ص18. وقال في موضعآخر: «وَالْقَرِيبُ كُلُّ مَا هُوَ آتٍ وَالْأَقْرَبُ هُوَ الْمَوْتُجامع الأخبار، ص138. وقال في كتاب له: «فَاحْذَرُوا عِبَادَ اللَّهِالْمَوْتَ وَقُرْبَهُ وَأَعِدُّوا لَهُ عُدَّتَهُ فَإِنَّهُ يَأْتِيبِأَمْرٍ عَظِيمٍ وَخَطْبٍ جَلِيلٍ بِخَيْرٍ لَا يَكُونُ مَعَهُ شَرٌّأَبَداً أَوْ شَرٍّ لَا يَكُونُ مَعَهُ خَيْرٌ أَبَداً.» نهج البلاغة،الكتاب27. وقال في خطبة له: «رَحِمَ اللَّهُ أمْرَأً تَفَكَّرَ فَاعْتَبَرَوَاعْتَبَرَ فَأَبْصَرَ فَكَأَنَّ مَا هُوَ كَائِنٌ مِنَ الدُّنْيَا عَنْقَلِيلٍ لَمْ يَكُنْ وَكَأَنَّ مَا هُوَ كَائِنٌ مِنَ الْآخِرَةِ عَمَّاقَلِيلٍ لَمْ يَزَلْ وَكُلُّ مَعْدُودٍ مُنْقَضٍ وَكُلُّ مُتَوَقَّعٍ آتٍوَكُلُّ آتٍ قَرِيبٌ دَانٍ.» نهج البلاغة، الخطبة103.
[2]
. مفاتيح الجنان، دعاء العهد. وأيضاً: المصباح للکفعمي، ص550
[3]
.كان أمير المؤمنين (ع) دوماً ما يكرر هذه المقولة: «هَلَكَتِ الْمَحَاضِيرُ وَنَجَا الْمُقَرَّبُونَالکافي، ج8، ص294. وروي عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: «... حَتَّىيَقُومَ قَائِمُنَا أَهْلَ الْبَيْتِ فَإِذَا قَامَ قَائِمُنَا بَعَثَهُمُاللَّهُ فَأَقْبَلُوا مَعَهُ يُلَبُّونَ زُمَراً زُمَراً...هَلَكَتِالْمَحَاضِيرُ وَنَجَا الْمُقَرَّبُونَالکافي، ج3، ص132.
وعَنْ أَبِي الْمُرْهِفِ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِاللَّهِ (ع): «هَلَكَتِ الْمَحَاضِيرُ. قُلْتُ: وَمَا الْمَحَاضِيرُ؟قَالَ: الْمُسْتَعْجِلُونَ وَنَجَا الْمُقَرِّبُونَالغيبة للنعماني، ص196.
توضيح: بالاستناد إلى ما ذكره الإمام الصادق (ع)، لابدمن التمييز بين المستعجلين والمقرّبين للفرج. فهناك فرق بين من يتعامل معمسألة الظهور بعجالة ولا يصبر على التأخير المحتمل وينحرف عن الطريق، وبينمن يرى الظهور قريباً ويصبر في الوقت ذاته ويعرف وظائفه في التمهيد للظهورعلى أساس المعارف الدينية ويتابع ذلك عبر التمسك بالتكاليف الشرعيةوالإلهية ومراقبة أعماله، ويعدّ نفسه للظهور. حيث يذكر الإمام أنّ الطائفةالأولى هالكة والطائفة الثانية ناجية.
[4]
. الکافي، ج1، ص369؛ والغيبة للنعماني، ص295. لمشاهدة الحديث راجع الهامش ص ؟؟؟.
[5]
. راجع الروايات الواردة في الهامش السابق (ص؟؟؟)
[6]
. الغيبة للنعماني، ص196. وقد أوردنا روايات أخرى في هذا المجال في هامش الصفحة السابقة (ص؟؟؟)
[7]
. مجموعة ورام، ج2، ص110. وأيضاًکنز الفوائد، ج1، ص330، مع اختلاف بسيط حيث جاء في المصدر الثاني: «وَلَمْيسْتَبِقْ» بدلاً من «وَلَمْ يشْتَقْ»

نهجنا الإسلام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس