ولازال الامام الحسين عليه السلام
ينثر على رؤس شيعته ومحبيه الجواهر والدرر
ومن تلك الدرر
التي تعتبر من علامات المؤمن ..
ففي الرواية المباركة تقول من علامات
وهذه ايضا هدية ثمينة وعطاء مبارك للمؤمن
في الدنيا والآخرة
لذا على المؤمن ان يسعى قدر الامكان لزيارة الاربعين
ولو لمرة واحدة في حياته لكي يحظى بعطائات
الامام الحسين عليه السلام ورضى رب العالمين
فالامام عليه السلام اخذ عهدا عند
رسول الله صل الله عليه وآله بقوله من زارني زرته
وهذه الزيارة نحتاج لها في القبر
كزيارته لتلك المراءة التي نزل لها في قبرها
ثلاث مرات في يوم واحد وببركة نزول الامام عليه السلام
لها في القبر رفع الله العذاب عن موتى المقبرة
بفضله ومنه وكرمه وجلاله على عباده

والا نريد ان يشملنا دعاء الامام الصادق عليه السلام
لزوار قبر جده الحسين عليه السلام حيث يقول
"اللهم ارحم تلك الوجوه التي قد غيرتها الشمس ،
وارحم تلك الخدود التي تقلبت على حفرة
أبي عبدالله عليه السلام،
وارحم تلك الاعين التي جرت دموعها رحمة لنا ،
وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا ،
وارحم الصرخة التي كانت لنا ،
اللهم إني أستودعك تلك الانفس ،
وتلك الابدان حتى توافيهم على
الحوض يوم العطش»
والا نحب أن يرى الله شخصنا فيمن يدعو
له رسول الله صل الله عليه وآله وعلي
وفاطمة والائمة عليهم السلام ؟
..الا نحب أن نكون غدا ممن ينقلب
بالمغفرة لما مضى ويغفر له ذنوب سبعين سنة ؟..
الا نحب أن نكون غدا ممن تصافحه الملائكة؟..
والا نحب أن نكون غدا فيمن يخرج وليس
له ذنب فيتبع به؟..

الا نحب أن نكون غدا ممن يصافح
رسول الله صل الله عليه وآله ؟..
ولنرى من عجائب زيارة الامام الحسين
عليه السلام عند عباد الله المؤمنين المخلصين
الذين عرفوا قدر الامام عليه السلام فاتوه
شوقا وعشقا ورغبة في ارضاءه وكسب ماعنده
ونيل كرمه وجوده
بقلوب قدّموها للمسير قبل ابدانهم
وبأرواح سيروها نحو الحبيب قبل اجسادهم
فخلدهم التاريخ بانوار واسطر متلئلئلة
عند اهل البيت عليهم السلام
بثواب جزيل وعطاء كريم
فلقد عمل المتوكل العباسي لعنه الله
على قتل زوّار الامام الحسين(عليه السلام)
وسمل عيونهم وقطع أيديهم
وكل ذلك محاولة للمنع من زيارته(عليه السلام)
وصدّ الناس ،
ولما يأس من ذلك إقترح عليه بعض وزرائه
أن يرفع العذاب عن الزوّار ويفرض عليهم الجزية
لتكون المنفعة أكبر للدولة، فأعلنوا في البلاد
أنّ الخليفة أذن في زيارة الحسين(عليه السلام)
على أن يدفع كلُّ زائر مائة دينار،
فأخذت الشيعة تتوافد على زيارة
الإمام الحسين(عليه السلام)
بعد دفع الجزية للمتوكل العباسي،
وذات يوم جلس المتوكل في سطح قصره
المطل على طريق الزوار وهو ينظر إليهم وهم أفواج،
فرأى إمرأة عجوز جاءت من جهة المشرق - إيران –
وهي تقعد تارة وتمشي أخرى قد ظهرت عليها
علامات الإرهاق والتعب وبيدها عصا تتوكأ عليها
فأمر المتوكل بها فذهبوا إليها وحملوها
إلى قصر المتوكل فلمّا حضرت عنده قال لها: هل
علمت أنّا فرضنا الجزية على زوّار الحسين(عليه السلام)؟

فقالت: نعم
فقال لها: وهل لديك مائة دينار؟فقالت: نعم فقال: أين هي،
ففتحت هميانها وأخرجت مائة دينار.
فقال لها: إن كنت تملكين هذا المال
فلماذا لا تملكين الدابة؟فقالت: أنا لم أكن أملك هذا المال ولكني بعدما
سمعت بأمر الجزية عملت للناس بالأجرة
طيلة العام وجمعت هذه المائة، وذات يوم سمعت المنادي ينادي بتحرك القافلة
لزيارة الإمام الحسين(عليه السلام)
فهلعت وأخذني الشوق وتحرّكت معهم بلا دابة
حتّى وصلت إلى هنا بعد الشقاء والتعب
والآن خذ جزيتك واتركني أزور سيدي الحسين
قبل أن أموت،
فلما سمع المتوكل ذلك ثار من الغضب
المتولد من الحقد الدفين فيه، فأمر جلاوزته أن
يلقوها في نهر دجلة فقاموا برميها من أعلى القصر
إلى دجلة فسقطت في الماء ثم دفعها الماء إلى الأعلى
وهي تنادي: يا دواء المرضى يابن الزهراء
قد جئتك زائرة أدركني
يا نور العالمين أدركني يا حسين،
فرأت رجلاً على جواده وسط الماء عليه النقاب
فقال لها: أيتها المرأة العجوز أمسكي بيدي
فمسكت يده وأخرجها إلى اليابسة
فقالت له: من أنت أيها المنقب
حتى أنقذتني من الغرق؟

فقال لها: أنا
حامل لواء الحسين
أنا ساقي العطاشى
أنا أخو الحسين أنا العباس..مزار الأولياء
نعم .. الروح والقلب والنفس والشوق
هو المقدم في زيارة حبيب رسول الله صل الله عليه وآله
لكي ينال العبد نظرة من الامام عليه السلام
تجعله غدا في مكانة يغبطه الآخرون
ويتمنون مكانته ومنزلته ويتحسرون لعدم
الزيارة وعدم الوصول الى قبر قد جعله الله عزوجل
بقعة من بقع الجنة
ومابين قبره الى السماء مختلف الملائكة
وحول القبر الشريف مايقارب من 4 آلاف ملك
شعث غبر يبكون ويضجون لمصيبته العظمى
فهل ياترى الى الآن هناك من المؤمنين
لم تطأ اقدامهم ارض الجنة ؟
وهل ياترى الى الآن من المؤمنين لم يفكروا
في زيارة رحمة الله في الدارين ؟
وهل ياترى الى الآن هناك نفوس لم ترى
جمال وسحر قبر ابن رسول الله صل الله عليه وآله ؟
وهل ياترى الى الآن هناك نفوس لم تزر
اباعبدالله الحسين مصباح الهداية وسفينة النجاة ؟
فسفينته اوسع وفي لجج البحار الغامرة اسرع .
