أقتران ألصبر الفاطمي بالحياء

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام على الزهراء البتول الطاهره وعلى أبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
السلام على الحُسين وعلى علي بن الحُسين وعلى اولاد الحُسين
وعلى اخيه وحامل لوائه ابا الفضل العباس
وعلى اخته وشريكته بالمصاب ام الحزن
والمصائب وجبل الصبرالعقيلة زينب
وعلى اصحاب الحُسين وعلى انصار الحُسين
وعلى محبي الحُسين وعلى شيعة الحُسين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(أقتران الفاطمي بالحياء )
إنّ الصدّيقةَ الزهراء (عليها السلام) وهي سيدة نساء العالمين
من الأوّلينَ والآخرين، كانت جوهرةً إلهيةً قدسية، نزلت فيها آيةُ التطهير قوله تبارك وتعالي:
"إنّما يريد اللهُ ليذهب عنكم الرّجسَ أهلَ البيت ويطهّركم تطهيرا"
فما كانُ ينتظرمنها إلاّ النقاءُ الأنقي، والشرف الأتمُّ الأكمل، والنزاهةُ العليا
عن كلِّ ما يشوب ويخدش ويخلّ بالعصمة والقداسة والحياء
وكانت كما أنتظرُ وأسمى، تجلببت بالحياء فأفتخر بها، والتحفت بالعفاف فتشرّف بها، حتى أصبحت قدوةً فضلى لجميع العهود والعصور والأزمان
أخواتي الفاطميات بنتٌ مثلُ الزهراء تستحي من أبيها رسول الله (صلى الله عليه وأله وسلم ) أن تطلب منه شيئاً
هي في أشدّ الحاجة إليه، هذا لا يتوقّع من النساء الأخريات، ولكن روى السيوطيُّ الشافعيُّ في (مسند فاطمه)
والمحبُّ الطبريُّ في (ذخائرالعقبى)، والشيخُ الصدوق في (علل الشرائع) وغيرهم عن الإمام عليٍّ (عليه السلام) في حديثٍ له
بعد ما رأى فاطمة (عليها السلام) قد أثّرت فيها خدمةُ البيت حتّى مجلت يداها من طحنها بالرّحى
وآذاها صدرُها ممّا استقت بالقربة، ودكنت ثيابها مما أوقدت تحت القدر…
فأصابها ضررٌ كبير، فدعا أن تسألَ أباها النبيَّ (صلى الله عليه وأله ) خادمة تكفيها ضر ماهي عليه من اعمال البيت
فأستجابت ألصديقة الزهراء لدعوة زوجها فأتت اباها رسول الله
(صلى الله عليه وأله وسلم )
فوجدت عنده حدّاثاً فأستحيت، وانصرفت فعَلِم أنّ ابنتَه جاءت لحاجة، فغدا (صلى الله عليه وأله وعليها )
قال عليٌّ (عليه السلام): فقال السلامُ عليكم، فسكتنا واستحيينا لمكاننا…فسألها:
يا فاطمة ، ما كانت حاجتُك أمسِ عند محمّد؟ قال عليٌّ (صلوات الله عليه ): فخشيتُ إن لم نُجبه أن يقوم
فقُلتُ: أنا واللهِ أُخبرُك يا رسول الله، فأخبره عمّآ عانته فاطمة (عليها السلام) وأنّها بحاجةٍ إلى خادمة
وأنّ ذلك كان من اقتراحه (عليه السلام) عليها، فقال لهم رسولُ الله (صلى الله عليه وأله وسلم ):
"أفلا أُعلّمكما ما هو خير ٌلكما من الخادم، إذا أخذتُما منامَكما، فسبّحا ثلاثاً وثلاثين، واحمدَا ثلاثاً وثلاثين، وكبّرا أربعاً وثلاثين"
فما كان من الصدّيقة الطاهرة إلاّ أن بادرت تقول:
"رضيتُ عنِ اللهِ ورسوله، رضيتُ عن اللهِ ورسولِه، رضيتُ عنِ اللهِ ورسولِه".
أجل فقد كان من فاطمة الزهراء ( صلوات الله عليها) حياءٌ ومنعة، وعدمُ تكليف أبيها قضاءَ حاجةٍ لها
كما كان منها رضى عن الله ورسوله، وصبرٌ على ما شقّ عليها من أعمال البيت
ان من شدّةِ حيائها (سلام الله عليها ) أنّها لا تعتذرُ لأبيها عن أيٍّ طلبٍ يطلبه
ولو كانت في حرجٍ وضيقٍ وخصاصة جاء في كتاب (الثاقب في المناقب)
لابنِ حمزةَ الطوسيّ، و(مدينة المعاجز) للسيد هاشم البحرانيّ…
عن العقيلةِ زينب ابنةِ أميرالمؤمنين (عليهما السلام) حدّثت قائلةً:
"صلى أبي مع رسول الله (صلى الله عليه وأله وسلم ) صلاةَ الفجر، ثمّ أقبلَ على عليٍّ (عليها السلام) فقال:
هل عندكم طعام؟ فقال: لم آكل منذُ ثلاثةِ أيامٍ طعاماً. قال: امضِ بنا إلى ابنتي فاطمة"
تقول زينب الكبرى (عليها السلام): فدخلا عليها وهي تتلوّى من الجوع وابناها معها
فقال (صلى الله عليه وأله وسلم ): يا فاطمة ، فداكِ أبوكِ هل عندكِ طعام؟ فاستحيت وقالت: نعم
ثمّ قامت وصلّت، ثمّ سمعت حسّاً، فألتفتت، فإذا بصحيفةٍ ملآنةٍ ثريداً ولحماً
أجل…كان من حيائها ( صلوات الله عليها) أنّها لم تستطع أن تقول لرسول الله وهو أبوها أنّها لا تمتلك طعاماً له حين سألها
فأجابته على الفورِ من شدّة حيائها بـ ((نَعَم))
فصدّقها اللهُ تعالى بتلك الكرامة ما رفع بها حرجَها وحياءها من أبيها المصطفى (صلى الله عليه وأله وسلم )
__________________
"إلاهي كفى بي عزا أن أكون لك عبدا
وكفى بي فخرا أن تكون لي ربا
أنت كما أحب فاجعلني كما تحب"
كلما قلبني الهم ساشكو يا علي حينما يهزمني الدمع سأبكي يا علي في قيامي في قعودي سأنادي يا علي في جهادي وكفاحي أنت درعي يا علي واذا ما نالني الضعف بدربي سانادي يا علي
|