ثورة ضد الطغيان
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام على الزهراء البتول الطاهره وعلى أبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
السلام على الحُسين وعلى علي بن الحُسين وعلى اولاد الحُسين
وعلى اخيه وحامل لوائه ابا الفضل العباس
وعلى اخته وشريكته بالمصاب ام الحزن
والمصائب وجبل الصبرالعقيلة زينب
وعلى اصحاب الحُسين وعلى انصار الحُسين
وعلى محبي الحُسين وعلى شيعة الحُسين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السيدة زينب ( عليها السلام) ثورة ضد الظلم والطغيان حيث كانت مسؤولية التبليغ والإعلام ما بعد
الثورة الحسينية من مهام العقيلة زينب ( عليها السلام)، فثورة الحُسين ( عليه السلام) ومفاهيمه ابتدأت بالانتشار بعد شهادته وأنصاره عام 61هـ
ولولا صوت الإعلام الزينبي لحُرفت الواقعة وصارت القيم اليزيدية هي الحاكمة على قيم الإسلام
فحملت ( عليها السلام) المسؤولية السياسية والدينية لفضح الظالمين وقيمهم بشجاعة وتضحية دون انهزام وحُماتها من الرجال الأشداء كلهم مجزرين أمام ناظريها وهي في هجرة عنهم شاهرة اللواء الذي استشهدوا جميعهم من أجله
استعملت السيدة زينب ( عليها السلام ) سلاح الإعلام أينما حلت مستثمرة حالة الحشود التي تستقبلهم على أنهم خوارج
فبمجرد دخولهم الكوفة وبخت ( عليها السلام ) أهل الكوفة على موقفهم الغادر الذي استصرخوا فيه سيد الشهداء ( عليه السلام )
للقدوم ليبدأ غدرهم بسفير الحُسين مسلم بن عقيل بن أبي طالب ( عليه السلام) مما جعل الرأي العام يعيش الاضطراب والندم
حيث أصبح" الناس بعد خطابها حيارى، واضعي أيديهم على أفواههم،...
شيخاً قد دنا منها يبكي حتى أخضبت لحيته وهو يقول:
بأبي أنتم وأمي، كهولكم خير الكهول، وشبابكم خير الشباب، ونسلكم لا يبور ولا يخزى أبداً
ورأى الإمام زين العابدين ( عليه السلام) الوضع الراهن لا يساعد على استمرارها في الخطاب، فقطع عليها خطبتها قائلاً: اسكتي يا عمّة فأنت بحمد الله عالمة غير معلَّمة، وفهمة غير مفهمة"
وفي خطابها في مجلس يزيد وفضحه نموذج آخر من نماذج الوقوف بوجه الظلم والتحدث بفصاحة وبلاغة عميقة
وفضح من يعتبر نفسه حاكماً على المسلمين، حيث تفضح يزيد في مجلسه في الشام وتقرعه
كما تستصغره بقولها ( عليها السلام):
" إني لاستصغر قدرك واستعظم تقريعك، واستكثر توبيخك" إلى أن توصله إلى نتيجة:
" وهل رأيك إلا فند وأيامك إلا عدد، وجمعك إلا بدد، يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله على الظالمين"
ولو عرضنا تلك القياديات للعالم وعرفنا بدورهن في الإسلام لاتجه الغرب قبل الشرق لمعرفة أحوالهن وعُرف أن الإسلام
أعطى فرصاً كبيرة للمرأة لإثبات الذات في ممارسة القيادة وإدارة زمام الأمور
فامرأة كالعقيلة زينب ( عليها السلام) في الخمسين من عمرها وبهذه الدرجة من التحمل لاستلام الدور القيادي بعد شهادة أخيها الحُسين ( عليه السلام)
أقيضت دولة العدل في ضمائر الناس المسلوبة وأصبحت حُجة على كل النساء والشابات منهم بالخصوص للانخراط في العمل الاجتماعي والتبليغي.
و"من يتأمل نضال السيدة زينب، وأدوارها الرسالية العظيمة، يكاد يغفل عن أنّ لها أبناءً كانت تتحمّل مسؤولية رعايتهم وتربيتهم
لتكون العقيلة زينب ( عليها السلام) قدوة كاملة متكاملة للمرأة المسلمة الطموحة، والتي تقوم بكلّ الأعباء والمهام العائلية المنزلية، والدينية الاجتماعية".
__________________
"إلاهي كفى بي عزا أن أكون لك عبدا
وكفى بي فخرا أن تكون لي ربا
أنت كما أحب فاجعلني كما تحب"
كلما قلبني الهم ساشكو يا علي حينما يهزمني الدمع سأبكي يا علي في قيامي في قعودي سأنادي يا علي في جهادي وكفاحي أنت درعي يا علي واذا ما نالني الضعف بدربي سانادي يا علي
|