وفد أعرابي الى المدينة - يعني المدينة المنورة -
فسأل عن أكرم الناس بها. فدُلَّ على الحسين#
فدخل المسجد فوجده مصلّياً فوقف بإزائه وأنشأ:
لَم يَخِب الآن من رَجاك ومن *** مر من دون بابك الحلقةّ
أنت جواد وأنت معتمدٌ *** أبوكَ قد كان قاتلُ الفسقَةَ
لولا الذي كان من عوائدكم *** كانت علينا الجحيم منطبقة
فسلم الحسين و قال: يا قنبر هل بقي من مال الحجاز شيء؟
قال: نعم أربعة آلاف دينار – ذهبية –
فقال : هاتها قد جاء من هو أحق منا بها ثم نزع برديه ولف الدنانير بها وأخرج يده من شق الباب حياءً من الاعرابي –وأنشأ بنفس الوزن و القافية:
خُذها فإني إليكَ معتذرٌ *** واعلم بأني عليكَ ذو شفقةٍ
لو كان في سيرنا الغداةُ عصاً *** أمست سمانا عليكَ اليوم مندفقة
لكنَّ ريب الزمان ذو غير *** والكفُّ مني قليلة النفقةِ
فأخذها الاعرابي وبكى
فقال له: لعلك استقللت ما أعطيناك
قال : لا ولكن كيف يأكل التراب جودك.
أخواتي العزيزات هل من الممكن لكل واحدة منا أن تتعلم درساً من هذه القصة في المروءة و الجود والسخاء،
فلا نرد سائلا ، ولا ننفق إلا مما نحب لأنفسنا، واذا اعطينا لا نمن على السائل وأن نستقلل ما اعطينا مهما كان.
المصدر منتهى الآمال ج1، ص400، - بحار الأنوار ج44،ص190 و ما بعدها.